إرهاصات حرب طائفية تحرق المنطقة على وقع ’استعراض’ الضربات الأميركية

daesh-flag

موقع العهد الإخباري ـ
محمد الحسيني:

صرح جورج بوش في العام 2001: “إما أن تكونوا معنا أو مع الإرهابيين”..هذه هي حقيقة سياسة الشيطنة التي اعتمدتها واشنطن لتبرير غزوها للدول.. اليوم تشيطن واشنطن كل المنطقة.. على صهوة إرهاب صنعته.. و”داعش” أحد مفرداته.

استعاد الرئيس الاميركي باراك اوباما خطاباً سبق أن استمع إليه العالم، وتعمّد إجراء محاكاة خطاب لسلفه الرئيس جورج بوش الابن منذ 13 عاماً، والعنوان واحد: الحرب على الارهاب.. لم يختلف شيء منذ العام 2001 وما قبله حين أعلنت واشنطن “حرب الخليج الثانية” أو ما أسمته عملية “عاصفة الصحراء” أو “حرب تحرير الكويت” في كانون الثاني 1991، وفي كل هذه المحطات قادت الادارة الأميركية تحالفاً دولياً أطلقت فيه الرصاصة الأولى، وشحذ فيه العرب نصال أموالهم.

من بوش إلى أوباما.. سيناريو مكرّر

لا نتحدث عن محطات تطال أعماق التاريخ، بل حدّدنا عرض التاريخ منذ مؤتمر مدريد مطلع التسعينيات وحتى اليوم، ولو أن هذا التاريخ ما فتئ يكرر نفسه في ظل “أميّة” مدقعة ارتضى العرب اعتناقها حتى يبرّروا عمالتهم بعجز مقصود عن فك حروف المعادلات السياسية والاستراتيجية.. إنه العنوان ذاته والهدف ذاته والأدوات ذاتها والسيناريو ذاته..

في ذكرى 11 أيلول/ سبتمبر أعلن أوباما الحرب على إرهاب تنظيم “دولة البغدادي”، النسخة المطوّرة عن تنظيم “قاعدة أسامة بن لادن”، ودعا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المجتمع الدولي لاتخاذ تدابير قوية للحد من تجنيد أو إرسال مقاتلين لهذا التنظيم إلى سوريا والعراق، معلناً قيام تحالف غربي – عربي لضرب الإرهاب يستثني روسيا وإيران وسوريا، وعلى رأس الدول العربية الحليفة، السعودية وقطر والإمارات والبحرين والأردن وتركيا..

العرب تمويل.. وتمويل

دعا قرار مجلس الأمن الدول الأعضاء إلى “قمع تجنيد وتنظيم ونقل وتجهيز وتمويل المقاتلين الإرهابيين الأجانب”، وشدد المجلس على “الحاجة الخاصة والملحة لتنفيذ هذا القرار في ما يتعلق بهؤلاء المقاتلين الإرهابيين الأجانب الذين يرتبطون بتنظيم “داعش” وجبهة “النصرة” وفروعها ومشتقات تنظيم القاعدة.. وبدأت غارات “التحالف” تضرب مواقع “داعش” والنصرة” والجماعات الإرهابية في سوريا والعراق.

ولكن أليست هذه الدول – الحليفة دوماً لأميركا – هي نفسها التي عملت نيابة عن الولايات المتحدة على “تجنيد وتنظيم ونقل وتجهيز وتمويل المقاتلين” أنفسهم من أجل تحرير سوريا، وتالياً إسقاط نظام الرئيس بشار الأسد”؟! أليسوا هؤلاء هم أنفسهم الذين برّروا قطع الرؤوس وأكل القلوب والأكباد ونبش القبور وارتكاب المجازر؟! وماذا تفعل مجموعات “داعش” في الجولان باحتضان إسرائيلي؟! لا جديد في هذا الجواب.

حرب طائفية تحرق المنطقة

ليس جديداً أيضاً أن تنظيم “داعش” وجبهة “النصرة” ومشتقاتهما من صنيعة أجهزة الاستخبارات الأميركية في إطار استنبات مشروع “خلافة إسلامية متطرفة”، وهذا المشروع، وباعتراف الأميركيين أنفسهم، يشكّل هدفاً أساسياً ويندرج في صلب المخطط الأميركي لتفتيت منطقة الشرق الأوسط بذريعة ضرب “مشروع الاسلام الجهادي”.. وليس جديداً أن رؤوس مجموعات هذا التنظيم هم من الذين تدرّبوا وتخرّجوا من السجون والمعتقلات الأميركية في أعقاب الحرب على العراق، وخلاصة أعمال تجنيد مدروسة لرموز الجماعات التكفيرية المنتشرة في دول أوروبا.

يجب أن يكون منع “الارهاب” من أن يغزو الأرض – بحسب تعبير الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند – بتشريع الحدود للأميركي ليغزوها – بالأصالة أو بالوكالة – بدلاً من “داعش”، ويبدو أن كذبة التصدي الأميركي لمشروع “الخلافة الاسلامية” و”استعراض” الضربات الأميركية لمواقع “الارهاب الداعشي” تهدف إلى حرب طائفية لحرق كل دول المنطقة التي أعلن “داعش” امتداد خلافته على أراضيها، وتشكّل المحور فيها كل من سوريا والعراق.. ولبنان.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.