«إسرائيل» تلمّح إلى علاقة لحزب الله بهجوم بروكـسل

broksel - israel 1

تلقفت إسرائيل حادثة اطلاق النار على المتحف اليهودي في بروكسل، الأسبوع الماضي، التي أودت بحياة ثلاثة اشخاص بينهم اسرائيليان اثنان. فتجنّد مسؤولوها وإعلامها في محاولة لاستغلال الحادث وتوظيفه في أكثر من اتجاه: ضد حزب الله في لبنان، وضد تنظيم «القاعدة» و«الجهاد العالمي»، وضد المقاطعة الأوروبية للمستوطنات في الضفة الغربية، وأيضاً ضد الكتابات المؤيدة للفلسطينيين باعتبارها تحريضاً يسهم في إيجاد بيئة ملائمة لشن هجمات ضد أهداف إسرائيلية في أوروبا.
قاد التوظيف رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي حمّل الانتقادات الأوروبية ضد سياسة تل أبيب في فلسطين المحتلة والمنطقة، المسؤولية عن الهجوم، وقال إنه «توجد حملة أوروبية مستمرة مليئة بالافتراءات والأكاذيب ضد دولة إسرائيل، مع تجاهل تام للجرائم وأعمال القتل التي تحدث في منطقتنا». وشكا نتنياهو في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء البلجيكي، إيليو دي روبو، من ان «أحداً من قادة الدول الاوروبية لم يتصل به حتى الآن لاستنكار ما حصل»، فيما أكد وزير خارجيته أفيغدور ليبرمان أن الهجوم «هو نتيجة للتحريض المعادي لإسرائيل وللسامية وللدعوة لمقاطعة الدولة العبرية ومنتجاتها».

ومع تركيز تل ابيب على مسؤولية «التحريض الاوروبي»، عادت لتوسع دائرة اتهاماتها في أكثر من اتجاه، من بينها حزب الله وتنظيم «القاعدة» وجهات معادية أخرى، وخصوصاً أن تقارير عبرية كشفت أن القتيلين الإسرائيليين اللذين سقطا في الحادث شغلا سابقاً مناصب أمنية حسّاسة، وأن التحقيقات الأولية من خلال معاينة أشرطة الفيديو التي التقطت لمنفذ العملية وهو يطلق النار داخل المتحف تشير إلى «حرفية ما».
التقارير البلجيكية التي نشرها الإعلام العبري، أكدت أن اتجاهات التحقيق تشير إلى أن «المسألة تتعلق بهجوم معاد للسامية». وبحسب صحيفة «هآرتس»، فإن المحققين البلجيكيين لا يستبعدون احتمالات أخرى، مثل «هجوم قام به شخص مختلّ عقلياً، أو نشاط معاد للنازية الجديدة، بل وأيضاً هجوم شنه متطرف إسلامي عائد حديثاً من الحرب الأهلية في سوريا».

مع ذلك، وسّعت تل أبيب دائرة الاتهات لتشمل حزب الله وتنظيم «القاعدة» وفروعه. ونقلت القناة العاشرة العبرية عن «مصادر مسؤولة» عدم استبعادها أي فرضيات، ومن بينها «علاقة ما بين الهجوم وحزب الله». وأشارت إلى أن إطلاق النار على المتحف اليهودي جاء في توقيت مهم جداً لحزب الله، وهو 24 أيار، أي عشية انسحاب الجيش الإسرائيلي من لبنان عام 2000، و«بالتالي يمكن أن يكون مخرب مؤيد لحزب الله ينتمي إلى الجالية اللبنانية الكبيرة في بروكسل، عمل بدافع عقائدي أو رغبة في الانتقام رداً على عمليات اغتيال منسوبة الى إسرائيل، مثل عملية اغتيال (المسؤول العسكري لحزب الله عماد) مغنية، أو المسؤول الآخر، حسان اللقيس».
بحسب تقرير القناة، لا تستبعد «هذه الفكرة» أن يكون منفّذ الهجوم قد بادر من تلقاء نفسه، أو بناء على طلب من حزب الله «كامتحان قبول لانتسابه»، وخصوصاً ان منفذ الهجوم «صوّر حادث إطلاق النار قبل فراره من المكان»، فيما رأت صحيفة «جيروزاليم بوست» أنه «إذا كان حزب الله هو المسؤول عن هجوم بروكسل، فمن غير المحتمل ان يعلن مسؤوليته، بل قد يعمل على تسريب ذلك بصورة غير مباشرة، من خلال وسائل إعلامية من اجل الاستهلاك المحلي».
الخبير في الشؤون الاستخبارية، والمعلق في أكثر من وسيلة إعلامية عبرية، يوسي ميلمان، أشار في تقرير نشرته صحيفة «ذا بوست» الى وجود «احتمال كبير» يجب عدم إغفاله، بأن يكون تنظيم «القاعدة» أو احد فروعه في أوروبا مسؤولاً عن الهجوم، بل أيضاً يمكن أن تكون إحدى خلايا الجهاد العالمي التي تسعى الى تنفيذ هجمات ضد أهداف يهودية وإسرائيلية. وأشار إلى أن «هذه الفرضية موجودة، سواء كان الهجوم بقرار من قيادات عليا أو أن خلية جهادية محلية صغيرة اتخذت قرارها، على نحو شبيه بحادثة إطلاق النار، الذي استهدف مدرسة يهودية في مدينة تولوز الفرنسية قبل عامين».
صحيفة الاخبار اللبنانية – يحي دبوق

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.