ابنتي و GALAXY S II والمحكمة الدولية

faysal-alkalima

موقع إنباء الإخباري ـ
فيصل الأشمر:

ابنتي الكبرى، ابنة التسعة أعوام، لا تملك هاتفاً، لا أرضياً ولا جوالاً، وتريد مني أن أشتري لها هاتفاً من نوع GALAXY S II كالذي تحمله زميلتها.

حاولت بعدة وسائل إقناعها بأنها لا تحتاج إلى هاتف، فهي من البيت إلى المدرسة ومن المدرسة إلى البيت، وحين يحتاجون إليها في مجلس النواب فسيارات المواكبة جاهزة، مثلها مثل زملائها الذين من جيلها. ثم لماذا GALAXY S II يا بابا؟ لماذا لا أشتري لك نوكيا أبا مصباح؟ فبطاريته تخدم لمدة أسبوع أو أكثر، وثمنه بخس جداً، وإذا غضبتِ من سامي الجميل يمكن أن تضربيه به دون أن يتأذى ـ أقصد الهاتف ـ ودون أن تحتاجي إلى صيانته. كما أنك يا بابا ما زلت عزباء تقيمين في بيت والدك المستأجَر ـ تذكرت الآن أنني لم أدفع إيجار المنزل لهذا الشهر ـ في بناية لا تزورها الكهرباء إلا في المناسبات السعيدة، فهاتف نوكيا أفضل لك، تنيرين بمصباحه عتمة الدرج، ولكِ فيه مآرب أخرى.

مع كل ما ذكرت لم تقتنع ابنتي، لكن عندما ذكرت لها التالي تخلت نهائياً عن فكرة امتلاك هاتف: أنسيتِ يا بابا أنكِ كنتِ موجودةً في هذه الدنيا عند اغتيال الرئيس رفيق الحريري وأن اسمك قد يكون مدرجاً في لوائح المحكمة الدولية، فلماذا تسهّلين عليهم أمر مراقبتك؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.