احْذَروا أيها العرب ” مسلمين ومسيحيين ” من الطوفان القادم إليكم، قَبْلَ أنْ تَلْحَقُوا بِـ “عادٍ وثمود”

bahjat-sleiman - safir - syria

بقلم : الدكتور بهجت سليمان “أبو المجد”

– مقال كُتِبَ منذ عدة أسابيع، ولا بُدّ من نشره ألآن – رغم توقّف الكاتب عن النشر –

– مَن يعتقد أنّ مهمة التنظيمات الوهابية الإرهابية المتأسلمة، المتوالدة كالفِطْر، وآخرها ما يُدْعَى “داعش”، تقتصر على مواجهة محور المقاومة والممانعة، يكون مخطئاً…
ومَن يعتقد أنّ هذه المهمّة تقتصر على التمهيد لـ “إسرائيل” وتبرير نهجها في تكريس “الدولة اليهودية” يكون مخطئاً.
هذه، فقط، هي بعض المهمّات المُناطة بالتيّارات الإرهابية المتأسلمة الوهّابية والإخونجية، وليست كلّها.
– لقد وصل المحور الصهيو-الأمريكي، إلى المرحلة قبل الأخيرة، في صراعه الوجودي مع شعوب العالم الأخرى، وطلبَ من أتباعه الأوربيين، ومن أذنابه الأعراب الغازيين والنفطيين وباقي المحميّات الوظيفية والأميريّة والملوكية والمملوكية “الجمهورية الجديدة”، أن يستنفروا كلّ طاقاتهم وقدراتهم، للقيام بالوظائف المناطة بهم، إثْر اضطرار هذا المحور لِسحب معظم جيوشه من المنطقة.
– لأنّ المخطط المطلوب تنفيذه، خلال العقد القادم، هو:

(1): ترحيل المسيحيين المشرقيين، أصحاب الأرض الأصليين، من جميع الأراضي العربية، إلى أوربا وأستراليا وكندا.. ليس حفاظاً عليهم ولا حُباً بهم، بل لتفريغ المنطقة منهم وإزالة الخميرة التاريخية التي كان لها قَصَبُ السَّبْق الحضاري في هذه الديار.
(2): إِفْلاتُ الوحوش الإرهابية المتأسلمة، بعد تسليحها وتمويلها بِـ “فَضْلِ!!!” بيوتات المال الأعرابية النفطية والغازية، وإطلاقها في جَنَبَات المنطقة، للسيطرة عليها.
(3): شيطنة الإسلام بكامله، وخاصّة أمّة الإسلام التي هي “الإسلام السّنّي” -بِحُكـْمِ كونه الغالبية العظمى للمسلمين في العالم- عَبْرَ اصطناع واختلاق وفبركة وتوليد واستنساخ مئات التنظيمات الإرهابية الدموية، من بين صفوفه حصراً، بحيث تجري المساواة بينه وبين الإرهاب والقتل والذبح والاغتصاب والتدمير والخراب والسلب والنهب والتهجير والإقصاء والإلغاء.
(4): اشتعال الصراعات والحروب بين هذه التنظيمات الإرهابية المتأسلمة، من خلال التّزاحم على المكاسب والمغانم والنفوذ بين مئات “الإمارات” المتأسلمة، واستمرار وتصاعد هذه الصراعات والحروب، عَبْر العقد القادم، في أرجاء المنطقة بكاملها. بحيث يبدأ الرأي العام العالمي بالجّعير والنّعير والاحتجاج المزيّف من أنهار الدماء لملايين الضحايا، التي تسيل بين هؤلاء المسلمين “المتوحشين” الذين يُشكّلون خطراً، ليس فقط على “الديمقراطية الوحيدة في هذه المنطقة إسرائيل”!!!! بل على الحضارة العالمية بكاملها.
(5): وهنا يصبح المناخ الدولي مُهَيَّأً، لدخول “إسرائيل” المباشر على الخط، كَـ”مُنْقِذ!!!” ليس لنفسها فقط، بل للحضارة العالمية بكاملها، من هذا الوحش “الإسلامي!!!” الذي يريد العودة بالبشرية إلى العصور الحجرية.
وتصبح الطريق مُعَبّدةً، لإطلاق عشرات القنابل الذرية الإسرائيلية، على الحواضر العربية التاريخية، في دمشق وبغداد والقاهرة وبيروت ومكّة والمدينة، بحيث تتحوّل إلى “هيروشيما” و”ناغازاكي” جديدة، وبحيث يجري تدمير الحضارة العربية والإسلامية، تحت عنوان “منع هؤلاء الهمج المسلمين” من تدمير الحضارة العالمية.
(6): وبالتأكيد، سوف ينبري، الكثيرون، الآن، لاستنكار واستهجان ما ورد في هذا المقال التحذيري، وسوف يقولون إنه أوهامٌ وخيالاتٌ مريضة، يستحيل تحقيقها.
ونحن نقول بأنّ الاستخفاف بما ورد هنا، هو غَفْلة وجهل وهروب من مواجهة الأخطار القادمة والداهمة، لا بل هو مساهمة غير مباشرة في تمهيد الطريق لهذا المخطط الجهنمي وفي إفساح المجال لتحقيقه.
وهنا نوجّه سؤالاً لهؤلاء المستهجِنين والمستنكِرين:
ألم يكن القول في الماضي، بأنّ أرض فلسطين، سوف تتحوّل إلى “إسرائيل”، وبأنّ القدس سوف تتهوّد، وبأنّ سيناء والجولان والضفة الغربية، سوف تحتلّها “إسرائيل”، وبأنّ ستة ملايين يهودي، سوف يتحكّمون بمّقَدّرات مئات الملايين من العرب… ألم تكن مِثْلُ هذه الأقوال، في نظر الأغلبية الساحقة، للعرب، محضُ  هراء وخيال مريض؟!… ومع ذلك، فَقَدْ صارت بعدئذٍ، واقعاً حقيقياً جاثماً فوق رؤوسنا.
(7): وهذا لا يعني بِأنّهم سوف يتمكّنون من تنفيذ جميع مخططاتهم… ولكنّ الشرط الأساسي، أو الشَّرْطَيْن الأساسييَّن، الآن، لإجهاض هذا المخطط الجهنّمي، في مواجهة العروبة والإسلام، هما:
– استكمال ما قامت به سورية الأسد، التي عرقلت – وبتضحياتٍ أسطورية قَدّمها الشعب السوري، من أبنائه ومقدَّراته – تنفيذَ ذلك المخطط، والقيام باستنفار جميع الطاقات العربية الشريفة والمخلصة، لاستكمال هزيمة هذا المخطط، مرّةً واحدة وإلى الأبد.
– قيام أمّة الإسلام – المتجسّدة بِـ”الإسلام السُّنّي- بِوضْعِ حَدٍ قاطع، لِمُصادرةِ الوهّابية السعودية التلمودية، والإخونجية البريطانية المتأسلمة، للإسلام “السُّنّي” وادّعاء النُّطق باسْمه، وتمثيلهِ.
وإذا لم يقم العرب والمسلمون بذلك، عاجلاً لا آجلاً، فالمصيرُ المحتوم، قادمُ قادمٌ قادم.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.