اردوغان واللعب بالنار

erdogan.png

صحيفة كيهان العربي ـ
مهدي منصوري:

الضغوطات التي مورست من قبل روسيا على تركيا بعد الحماقة التي ارتكبتها وذلك باسقاط الطائرة الحربية الروسية، قد افقدت اردوغان صوابه وتوازنه وبصورة بدت تظهر هستيريتها من خلال ردود افعاله الحمقاء وغير المنضبطة.

والذي زاد من حماقة اردوغان وثوران اعصابه هو ما اثبتته الاحداث من انه الداعم الاول والاساس للارهاب والارهابيين من خلال فتح حدوده ومطاراته ووضع كل الارض التركية بما يضمن استمرار وبقاء هذه المجموعات الارهابية، خاصة بعد ان اكدت روسيا وايران والحليفة الاستراتيجية لانقرة وهي واشنطن انها قامت بدور الوسيط في بيع النفط السوري والعراقي المسروق من قبل ارهابيي داعش ليكون نعم التمويل الذي يمنح لهذه التنظيمات الاستمرار ودوام البقاء.

وقد حاول اردوغان نكران هذا الامر متحديا الروس من انهم لم يكن لهم دليل بذلك الا ان الادلة الدامغة التي قدمتها موسكو للامم المتحدة كانت تكفي لادانته بهذه الجريمة التي لا تغتغر.

ولم يكتف اردوغان بكل ذلك بل انه اخذ يتشبث بتصرفاته وبصورة اثارت استغراب الكثير خاصة بعد ان اقحم بعض قواته العسكرية بالوغول الى الاراضي العراقية والذهاب الى المناطق التي يحتلها الارهابيون مما عدته اوساط اعلامية وسياسية انه ورغم كونه انتهاك سافر لسيادة العراق فانه يؤكد ان اردوغان يريد وبهذه الخطوة ان يدعم الارهاب الذي بدأ يتقهقر وينهار تحت ضربات القوات العراقية.

لذلك جاءت ردود الفعل من قبل كل الاطراف العراقية ومن اعلى مستوياتها الى ادناها ليس فقط باستنكار هذا العمل بل طالبت الحكومة العراقية باصدار اوامرها للقوات المسلحة الجوية والبرية بضرب القطعات العسكرية التركية لانتهاكها السيادة اولا ولدعمها داعش الارهابي ثانيا.

اذن فان اردوغان اليوم وبهذه التصرفات الهوجاء التي لا تنم الا عن ابقاء نار الحرب مشتعلة في المنطقة ويساهم بصورة فعالة في عدم استتباب امن واستقرار الدول المجاورة لما يعيشه نظامه اليوم من حالة الاحتضار الحقيقي.

هذا وقد اكدت اوساط ومصادر عراقية مسؤولة انه على اردوغان ان يذهب الى سحب قواته من الاراضي العراقية وباسرع وقت ممكن والا فان النار الذي يريد ان يشعلها في هذا البلد ستطاله قبل غيره وان ابواب جهنم ستفتح على تركيا من كل صوب لان ابناء العراق الغياري من القوات المسلحة والحشد الشعبي كذلك كل الاطراف السياسية الوطنية قد اعلنت بالامس استعدادها للمواجهة وتلقين اردوغان قوات اردوغان درسا قاسيا يبقى ماثلا في الاذهان الى ابد الابدين وذلك ليس فقط باستهداف قواته الغازية بل كل مصالحه الممتدة في مختلف انحاء العراق، خاصة وان العراقيين اليوم تتجه انظارهم الى المرجعية العليا التي بفتواها التاريخية قصمت ظهر داعش والداعمين له في الداخل والخارج يتطلعون الى اعلان رايها في محاربة المحتلين ومن اي دولة كانوا وبذلك ليحسموا الامر وبطريقتهم الخاصة التي تعاملوا بها مع اعداء الشعب العراقي من ارهابيي داعش خاصة الذين بعض سياسيي داعش الذين التزموا الصمت ولم يعلنوا عن موقفهم الصريح لحد هذه اللحظة من هذا الغزو كرئيس مجلس النواب وغيرهم .

ولابد من التأكيد ان الصمت الذي لف المجتمع الدولي خاصة الامم المتحدة ومجلس الامن من ابداء اي ردة فعل للغزو التركي مما ساهم ويساهم وبصورة لاتقبل النقاش انهم مشاركون في تعقيد الاوضاع بالمنطقة والذهاب بها الى حالة من عدم الاستقرار.

وفي نهاية المطاف فعلى اردوغان ان يدرك ان الذين دفعوه لهذا العمل الاجرامي سواء كان الاميركان او الصهاينة او السعودية أورئيس اقليم كردستان بارزاني او غيرهم فان هؤلاء وعندما تبدأ المواجهة المباشرة سينهزمون ويتخلون عنه ويبقى وحده في الميدان ليذوق مرارة الهزيمة المنكرة ان شاء الله.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.