“اسرائيل” تبتز أميركا وأوروبا بشأن إيران

European Union Council President Herman Van Rompuy (R) and President of Israel Shimon Peres give a joint press conference after their working session on March 6, 2013  at the EU Headquarters in Brussels.  AFP PHOTO / GEORGES GOBET

موقع سلاب نيوز ـ

 ترجمة مروة الشامي:

رغم العلاقات الجيدة التي تربط “اسرائيل” بالاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة وتوافق السياسات الأوروبية والأميركية مع مصالح “اسرائيل” الاقليمية والدولية تستمر المحاولات الإسرائيلية لابتزاز الطرفين بشكل بات يثير انتقادات واسعة في أوساط المثقفين والإعلاميين الأوروبيين والأميركيين.

سلاب نيوز قامت بترجمة مقالين أحدهما نشر على موقع RTL.fr بالتعاون مع AFP حول التشكيك الإسرائيلي بمصداقية الولايات المتحدة في الحزم تجاه إيران والمقال الثاني بقلم Jurek Kuczkiewicz على مدونة mediapart ويتناول اسلوب الابتزاز الاسرائيلي.

 

“اسرائيل” تشكك في مصداقية الولايات المتحدة على ايران

تتهم “اسرائيل” الولايات المتحدة بعدم المصداقية عندما تقول أنها سوف تمنع إيران من امتلاك السلاح النووي.
وقال مسؤول كبير لم تحدّد هويته وفقاً للإذاعة العامة الاسرائيلية: “تأكيدات الولايات المتحدة بأنها ستمنع إيران من تنفيذ برنامجها النووي وستتدخّل عسكرياً إذا لزم الأمر هي قليلة المصداقية”.

وأضاف المسؤول: “مجرد إلقاء نظرة على سياسة الأميركيين في سوريا تمكننا من التنبؤ بأنها لن تفعل شيئاً في إيران”. ووفقا للراديو، قال المسؤول أنّ “اسرائيل” لديها القدرة العسكرية على “التحرك ضد إيران ولكن من الواضح أنه من دون المشاركة الأميركية، فإنّ مثل هذه السياسة سيكون لها تأثير أقل خطراً من المسؤولين الايرانيين الجدد، ملمحاً إلى خطر الرئيس الايراني الجديد حسن روحاني” الذي يستمر رصيده بالارتفاع في الخارج.

وأضاف معبراً عن أسفه: “الغرب سيقع في فخ إيران وتجد نفسها “اسرائيل” أكثر وأكثر عزلة”.

في 14 تموز، حذّر بنيامين نتنياهو على شاشة تلفزيون أميركي من أن “اسرائيل” قد تقوم بعمل عسكري قبل الولايات المتحدة ضد البرنامج النووي الإيراني. ونعت حسن روحاني بـ”الذئب على الغنم” بشأن هذه المسألة.

وعد حسن روحاني بالمزيد من المرونة في الحوار مع الغرب. لكن انتخابه لا يظهر أبداً انفصالاً في سياسة إيران لأنّ القضايا الاستراتيجية مثل النووي أو العلاقات الدولية هي تحت السلطة المباشرة للمرشد الأعلى علي خامنئي. ولا تعترف ايران بوجود “اسرائيل” وتدعم حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية وحزب الله الذين يقاتلون الدولة اليهودية.

 

“اسرائيل” لأوروبا: ادفعي ثمّ اصمتي!

“اسرائيل” اتخذت لتوّها تدابير انتقامية ضد الاتحاد الأوروبي. ما هو “ذنب” الاتحاد الأوروبي؟

بعد أن قرّر أن تعاونه مع الدولة اليهودية، وبالتالي أنّ الأموال الأوروبية لم تعد قادرة على تمويل المشاريع الإسرائيلية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.

لنذكر بعض الحقائق

أولاً: الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، وهي دولة معترف بها مؤخراً من قبل الجمعية العامة للأمم المتحدة، غير شرعي في نظر القانون الدولي، على النحو المشار إليه من محكمة العدل الدولية في عام 2004. الاحتلال هو قيد رهيب يصيب حياة الفلسطينيين العاديين.

ثانياً: الضفة الغربية تخضع لعملية ضمّ جزئية زاحفة، من خلال المستوطنات غير الشرعية: هذه سرقة للأراضي، التي يدمرها الإسرائيليون، كما هو حال المنازل الفلسطينية في القدس الشرقية وضواحيها.

وعلى الرغم من الاحتلال، فإنّ “اسرائيل” هي دولة شريكة للاتحاد الأوروبي، تتمتع بالمركز الأكثر تميزاً في التعاون الاقتصادي والعلمي على وجه الخصوص. لم يكن يهدف القرار الأخير الذي اتخذته المفوضية الأوروبية لخفض برامج التعاون هذه: إنه سيمنع فقط هذه الأموال، أموال الاحتلال.

نذكر أيضاً أن الاتحاد الأوروبي يمنح، سنة بعد سنة، نصف مليار يورو للسلطة الفلسطينية منذ عام 1993، ما يقرب من نصف ميزانيتها. وهذا من أجل ماذا؟ للمساعدة على أداء وظائفها على الرغم من الاحتلال الإسرائيلي …

في إعلان انتقامها، أرسلت “اسرائيل” رسالة بسيطة جداً لأوروبا: “ادفعي، ثمّ اصمتي”. هذا أمر غير مقبول بشكل واضح. ويجب علينا أن نشيد بالاتحاد الأوروبي وسلطته التنفيذية في بروكسل، المدان في كثير من الأحيان لجبنه الدبلوماسي، لتحويل أقوالهم أخيراً لأفعال.

تلعب “اسرائيل”، في الوقت نفسه، لعبة خطرة للغاية. بمثل هذه التفاعلات، تدير الدولة اليهودية دليلاً جديداً على الازدراء الذي لن يكون مربحاً، وتحفر العزلة لنفسها بعناد. هذه العزلة تجلّ وتتعالى للأسف في “اسرائيل” من قبل معظم العناصر المتطرفة. أولئك يستلون تهمة معاداة السامية بشكل منهجي، باسم القانون أو الشفقة، ضد أي شخص لا يريد أن يسهم في اتهامات الاحتلال الذميمة. وهذا ما يعني: “ادفع واسكت”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.