اسرار الصحف المحلية الصادرة يوم الاثنين في الاول من حزيران 2015

السفير
بري يتمسك بالحكومة.. والمشنوق يتمهل.. و«حزب الله» مع عون

اشتباك التعيينات يحتدم.. وصيغة ضبابية لعرسال

بداية جولتنا مع صحيفة “السفير” وكتبت تقول “لبنان بلا رئيس للجمهورية لليوم الثالث والسبعين بعد الثلاثمئة على التوالي.

إذا كان مجلس الوزراء قد اشتهر منذ بدء زمن الشغور الرئاسي بالهروب الى الامام، كلما داهمته ملفات شائكة تهدد تماسكه الهش، فمن الواضح ان هامش المناورة لديه في مواجهة إشكاليتي عرسال وجرودها، والتعيينات الامنية، ضاق الى الحد الذي جعله ملزما بحسم خياراته، «إذا مش الاثنين فالخميس..».

وعشية الجلسة الحكومية المقررة اليوم، توحي المؤشرات ان مخاض عرسال سينتهي الى صيغة ضبابية تعكس نوعا من الفصل بين واقع البلدة التي سيكون أمنها من مسؤولية الجيش اللبناني حصرا، وبين الجرود التي لا تحتمل بالنسبة الى «حزب الله» اي مساومة او مهادنة، وبالتالي فهو يواصل الاستعدادات لطرد المجموعات المسلحة منها فور ثبوت عجز الدولة عن تأدية هذه المهمة بالوجه الحكومي الشرعي.

اما الاختبار الأدق الذي يواجه الحكومة فيتصل ببند التعيينات الامنية الذي لم يعد بإمكان مجلس الوزراء تفاديه مع انتهاء خدمة المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص في الخامس من حزيران الحالي، ما يحتم على المجلس حسم خياره تمديدا لبصبوص او تعيينا لمدير جديد، قبل هذا التاريخ.

ومن شأن الاحتمال الاول، إذا رجحت كفته، ان يحشر العماد ميشال عون في الزاوية الضيقة التي ستضطره الى استخدام أظافره السياسية للدفاع عما يعتبر انها «حقوق مسيحية» في قيادة الجيش، وهو لن ينتظر حتى موعد انتهاء خدمة العماد جان قهوجي في ايلول المقبل ليطلق معركة العميد شامل روكز، بل سيخوضها بشكل استباقي من الآن، على قاعدة ان قيادة قوى الامن تشكل خط دفاعه الاول.

وبينما أفادت مصادر مطلعة «السفير» أن من بين الطروحات المحتملة في ربع الساعة الاخير، ما بين الاثنين والخميس، التمديد ثلاثة اشهر فقط لبصبوص، بحيث يتم تأجيل البت النهائي باستحقاقي التعيين في قيادتي قوى الامن والجيش الى ايلول، رجّح مقربون من الرابية عدم موافقة عون على هذا الطرح، لانه ينطلق من خيار التمديد المرفوض في المبدأ، «والذي يصيبني بالغثيان»، على حد تعبير عون خلال لقاء «بيت الوسط» مع الرئيس سعد الحريري.

وتردد ان هناك من وعد عون بالموافقة على تعيين روكز في قيادة الجيش، على ان يتولى في المقابل تسهيل الحل المتعلق بقوى الامن، لكن عون لا يقبل بهذا الفصل لانه لم يعد يثق في الوعود ويخشى ان يتعرّض لخديعة.

وعلم ان «حزب الله» أبلغ المعنيين موقفه النهائي والثابت وهو انه يقف الى جانب العماد عون في أي قرار يتخذه في شأن التعيينات الامنية، ما يعني ان وزيري الحزب سيتضامنان مع وزراء «التيار الوطني الحر»، إذا قرروا الاعتكاف أو شل جلسات الحكومة على طريقتهم.

وقالت أوساط سياسية في «8 آذار» لـ «السفير» ان الحكومة ستتعطل تلقائيا في حال اعتكاف وزراء «الحزب» و «التيار»، لانها لن تكون قادرة على اتخاذ القرارات في غيابهم، لا سيما ان الحكومة تقوم مقام رئيس الجمهورية الغائب، وبالتالي فان كل وزير فيها بات يتسلح بتوقيعه الإلزامي على المراسيم.

ولاحظت هذه الاوساط ان كل الاطراف، خصوصا في «14 آذار»، تعلن في الظاهر عدم ممانعتها تعيين العميد شامل روكز قائدا للجيش، وبالتالي يُفترض ألا تكون هناك مشكلة امام هذا التعيين، إلا إذا كان هناك من يضمر غير ما يعلن، فيقول شيئا ويفعل شيئا آخر.

بري يحمي الحكومة

وإزاء الضغط الذي تتعرض له الحكومة، قال الرئيس نبيه بري امام زواره أمس انه سيدافع عنها بكل ما أوتي من قوة، معتبرا انه من غير المقبول تعريض آخر المؤسسات الدستورية التي لا تزال تعمل لخطر التعطيل. وتابع: إذا اعتكف طرف ممثل في الحكومة وبقي العامل الميثاقي مصانا، فانها تظل قائمة وقادرة على العمل.

وأضاف: عندما عطلوا، وما زالوا، مجلس النواب كنت حريصا على مراعاة المزاج الماروني ولم أذهب في رفع سقف موقفي الى الحد الأقصى حتى لا يبدو الامر وكأنه ينطوي على منحى شخصي كوني أترأس المجلس، أما في ما خص الحكومة فأنا متحرر من هذا الحرج، وسأكون في طليعة المدافعين عنها.

ورأى بري ان ملف عرسال البلدة قيد المعالجة، وسُحب او يكاد من الحساسية المذهبية، على قاعدة ان الجيش هو المسؤول عن أمنها، أما بالنسبة الى جرود عرسال «فأنا قلت وأكرر ان من حق الجيش والمقاومة والشعب تحرير أي شبر محتل من الاراضي اللبنانية جنوبا او غربا او شرقا».

وردا على سؤال، اجاب: أنا مع المقاومة حتى الموت في سعيها الى تحرير الجرود اللبنانية المحتلة، وهذا الامر محسوم.

وحول تعليقه على موقف بعض قوى «14 آذار» التي تعتبر ان الحدود اللبنانية – السورية متداخلة في جرود عرسال وتحتاج الى ترسيم، قال: أنا اقبل بترسيم أهالي عرسال، فهم خير من يعرف حدود أراضيهم، وعرسال من دون جرودها تختنق.

وجدد بري تأكيده انه مع تعيين قائد جديد للجيش إذا كان ذلك ممكنا، أما إذا تعذر، فلا مفر من التمديد للعماد جان قهوجي تلافيا للفراغ الامني. وتابع: لقد سبق لي ان قاتلت خلال سنوات الاحداث من أجل عدم المساس بالعلم اللبناني، ولا أقبل ان يتم تعريض المؤسسة العسكرية في هذه المرحلة لاي خضة او مخاطر.

وتساءل: لماذا يُطرح موضوع تعيين قائد الجيش الآن، فيما ولاية العماد قهوجي تنتهي في أيلول المقبل، وفيما المؤسسة العسكرية تخوض مواجهة مع الارهاب تتطلب رص الصفوف خلفها، وإذا افترضنا انه تم تعيين قائد جديد للجيش على الفور، فهل يعني ذلك اننا سنكون امام قائدين للجيش ام سيتم اختصار ولاية القائد الحالي، وأين المصلحة في كلتا الحالتين؟

وأشاد رئيس المجلس بطريقة تعامل وزير الداخلية نهاد المشنوق مع ملفي عرسال والتعيينات الامنية.

المشنوق يتمهل

وأكد وزير الداخلية نهاد المشنوق لـ «السفير» ان قضية عرسال ذاهبة الى الاستيعاب والحل بعد توضيح كل الامور في جلسة اليوم، «انطلاقا من مسؤولية الدولة، وخصوصا الجيش، في الحفاظ على امن عرسال وامن القرى المجاورة وسلامة سكانها، ولا اعتقد ان النقاش سيصل الى ما يهدد الحكومة وتماسكها».

وحول ما يتردد عن مقترحات صارت جاهزة لديه بخصوص التعيينات في قوى الامن الداخلي، قال: لا شيء عندي حتى الآن والاتصالات لم تصل الى أي نتيجة، وانا لن اطرح في جلسة الاثنين (اليوم) أي اسماء او مقترحات، ولا صحة لما يشاع اني سأطرح ثلاثة اسماء لقيادة قوى الامن الداخلي يختار مجلس الوزراء من بينها، لأن تعيين مدير عام قوى الامن لا يخضع لمعايير مجلس الخدمة المدنية بل لقانون قوى الامن الداخلي، وانا سأتخذ القرار في الوقت المناسب وفي اللحظة الاخيرة، وربما في جلسة الخميس العادية لمجلس الوزراء (عشية انتهاء ولاية اللواء ابراهيم بصبوص).

فنيش.. والاحتمالات

وأبلغ الوزير محمد فنيش «السفير» ان المطلوب من الحكومة في جلستها اليوم «ان تتخذ قرارا واضحا بتكليف الجيش بإخراج المسلحين التكفيريين من عرسال وجرودها، وإذا لم تتحمل الدولة هذه المسؤولية فاننا لن نتسبب بمشكلة في مجلس الوزراء، لكن تكون المواقف قد تكشفت على حقيقتها وعندها يبنى على الشيء مقتضاه، والامين العام للحزب كان قد أكد انه من غير المقبول بقاء الاحتلال التكفيري لجرود عرسال».

ولفت فنيش الانتباه الى ان هناك محاولة للتغطية على الحقائق من خلال تعمد البعض إثارة مسائل مفتعلة لا علاقة لها بأصل المشكلة، مشددا على ان أهالي عرسال ليسوا في موضع الاستهداف بل هم سيكونون من أكبر المستفيدين من إنهاء وجود المسلحين التكفيريين في بلدتهم وجرودها.

«المستقبل» يتشدد

وأبلغت أوساط قيادية في «تيار المستقبل» «السفير» ان جلسة مجلس الوزراء اليوم هي جلسة نقاش سياسي لوضع عرسال تحديدا، وليست مخصصة للتعيينات الامنية، لافتة الانتباه الى انه لا يحق لوزراء «التيار الحر» ان يفرضوا عليها دفتر شروطهم او جدول أعمالها، ولرئيس الحكومة صلاحية عدم الأخذ ببند غير مقرر اصلا.

وأشارت الاوساط الى ان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي كان عون ممثلا فيها بحصة وازنة هي التي مددت في المرة الاولى لقهوجي، فلماذا لم يعترض وزراء «التيار» حينها. وشددت على ان عون لا يستطيع ان يتحكم بمسار التعيينات كما يشاء، وتساءلت: أين المسؤولية الوطنية في تعيين قائد للجيش قبل اشهر من انتهاء ولاية قهوجي الذي يقود حاليا المعركة ضد الارهاب؟”

النهار

بري يُفرمل توجّهاً إلى تعطيل العمل الحكومي

“لواء القلعة” عربة “حزب الله” إلى عرسال

ومن جهتها، كتبت صحيفة “النهار” تقول “لا تصعيد يطيح حكومة الوحدة الوطنية بل مزيد من الضغوط في مختلف الاتجاهات السياسية والميدانية توحي بأن حزيران سيكون ساخناً منذ بدايته تزامناً مع عملية المفاوضات الاميركية – الايرانية وما تشهده من شد حبال وإمساك بالاوراق الاقليمية، كما مع التدهور السريع للنظام السوري والتخوف من تداعيات سقوطه. ويترجم ذلك تعثر كل الاتصالات في عطلة نهاية الاسبوع على أكثر من محور سياسي في محاولة لتذليل العقبات من أمام جلسة مجلس الوزراء، في ظل تمسك رئيس “تكتل التغيير والاصلاح” النائب ميشال عون بموقفه الرافض لتأجيل بت بند التعيينات والاكتفاء بالبحث في الجزء المتعلق منها بانتهاء ولاية المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص. لكن مصادر وزارية اكدت لـ”النهار” ان لا تعطيل من اليوم، إذ ان جلسة الخميس المقبل تتضمن جدول أعمال من 81 بنداً يجعل جميع الأطراف حرصاء على تمريرها لأن في هذه البنود مصالح لهم في الشؤون الصحية والمالية والاجتماعية والانمائية.

وفي معلومات لـ”النهار” ان المعادلة “الذهبية” التي اتفق عليها “التيار الوطني الحر” و”حزب الله”، استنادا الى مطلعين، تقضي بمضي الحزب مع التيار في تعطيله العمل داخل الحكومة وعدم الاستقالة منها، في مقابل الحملة الداعمة من التيار للحزب في مضيه بمعارك عرسال، وهي حملة بدأت في خطب مسؤولي التيار، وآخرها تصريحات الوزير جبران باسيل أمس من قرى بعلبك التي زارها.

وفي إطار التصعيد، بدأ الحزب يترجم كلام أمينه العام السيد حسن نصرالله الذي ركّز على تحرك “اهالي بعلبك – الهرمل” في منطقة جرود عرسال، وبعد اللافتات التي رفعت باسم “الاهالي”، أعلنت “عشائر وعائلات بعلبكية” عن قيام “لواء القلعة” المشابه لـ”الحشد الشعبي” في العراق، وأكد “أنه لن يسمح بوجود أي تكفيري في الجرود”، وانه “ملتزم أي قرار يصدر عن السيد حسن نصرالله”، مشدداً على ان “معادلة الجيش والشعب والمقاومة هي معادلة ذهبية تحكم تحركنا وخطواتنا اللاحقة ونعتبرها الوسيلة الوحيدة للمواجهة”.

بري

في المقابل، بدا الرئيس نبيه بري مغرداً خارج سرب 8 آذار، معلناً دفاعه عن الحكومة، وداعياً الى تأجيل استحقاق تعيين قائد للجيش. ذلك ان رئيس مجلس النواب، كما نقل زواره، لا يؤيد كل هذه الضجة التي تسبق جلسة اليوم. وهو يردّد انه “سأدافع عن الحكومة بكل ما أوتيت من قوة. وتنازلت في مجلس النواب وجرى تعطيله بسبب مراعاتي لموقف النواب الموارنة ولم أذهب الى عقد جلسة تشريعية ولم أرفع السقف الى الحد الاقصى حتى لا أبدو أنني أدافع عن مؤسسة أرأسها، أما بالنسبة الى مجلس الوزراء، فإنني سأكون في مقدم المدافعين عنه”.

وعن عرسال قال: “ملف البلدة قيد المعالجة وجرى سحبه من الحساسية المذهبية، والجيش هو المسؤول عن أمنها. وفي شأن الجرود أقول على رأس السطح وأكرر موقفي اليوم ان اي شبر من الاراضي اللبنانية المحتلة جنوباً وشرقاً او غرباً من حق الدولة والجيش والشعب والمقاومة تحريره. في اختصار أردّد انا مع المقاومة حتى الموت”.

ورفض بري “تعريض المؤسسة العسكرية لأي خضة. أنا مع تعيين قادة الاجهزة الامنية، وفي حال عدم تحقيق هذا الأمر، فلا مفر من التمديد تلافياً للفراغ على رأس المؤسسة العسكرية”. وتساءل: “هل من المنطق ان نعيّن اليوم قائداً للجيش وولاية العماد جان قهوجي تنتهي في ايلول المقبل؟ ولماذا يطرح الموضوع منذ الآن، وقت يخوض الجيش مواجهة كبيرة ضد الارهاب والجماعات التكفيرية؟ واذا افترصنا ان التعيين تم غداً سيصبح عندنا قائدان للجيش، لان ولاية قهوجي تنتهي في ايلول، وهل المطلوب ان نقول للرجل اذهب الى منزلك؟ ان ما يحصل لا يصب في مصلحة الجيش”.

وأضاف: “حسنا يفعل وزير الداخلية نهاد المشنوق لأنه سيبت موضوع المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء ابرهيم بصبوص في اليوم الاخير من الولاية الممددة له سواء بالتمديد له او تعيين خلف له”.

زيارة السعودية

وأفادت مصادر سياسية مطلعة ان تحالف “الحزب – التيار” لم يشأ تعطيل العمل الحكومي عشية توجه رئيس الوزراء تمام سلام الى المملكة العربية السعودية غدا، فتتكرر تداعيات اسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري خلال دخوله البيت الابيض.

وعلمت “النهار” أن الوفد الرسمي الذي سيرأسه سلام يضم وزراء الدفاع سمير مقبل والداخلية نهاد المشنوق والخارجية جبران باسيل والصحة وائل أبو فاعور والشباب والرياضة عبد المطلب الحناوي والامين العام للمجلس الاعلى للدفاع اللواء محمد خير ورئيس مجلس الانماء والاعمار نبيل الجسر.

ورأى السفير السعودي علي عواض عسيري أن الزيارة للمملكة “تشكل مناسبة لتأكيد قيادتها متانة العلاقات الأخوية التاريخية التي تربط الدولتين والشعبين الشقيقين، ودعم الحكومة اللبنانية وكل مؤسسات الدولة وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، بحيث تحث المملكة القوى السياسية اللبنانية على التوافق وانتخاب رئيس جديد في أقرب فرصة ممكنة، إضافة الى تفعيل الحوار الداخلي وتغليب المصلحة العليا للبنان على كل المصالح، عبر إبعاده عن التوترات المحيطة به وتهدئة الساحة الداخلية وعدم استجلاب مواضيع خلافية خارجية لا علاقة له بها”.

جنبلاط

على صعيد آخر، علمت “النهار” أن رئيس “اللقاء الديموقراطي” النائب وليد جنبلاط أوفد قبل أيام الى الاردن ثم الى تركيا الوزير وائل ابو فاعور من أجل درس التطورات المتلاحقة في جبل العرب حيث السكان في غالبيتهم من الدروز، في ضوء انسحاب قوات النظام السوري من المنطقة وانتقالها الى أمكنة أخرى. ثم عاد النائب جنبلاط وأوفد الوزير أكرم شهيب الى عمان لإجراء محادثات مع المسؤولين الاردنيين تناولت التطورات في المناطق المحاذية للحدود الاردنية.

مهرجان في الحمراء

وفي مقابل كل التصعيد، مساحة من الفرح، نظمتها جمعية “أحلى فوضى” من خلال مهرجانها السنوي الثاني امس في شارع الحمراء. وحمل المهرجان هذه السنة عنوان” توت توت عَ بيروت”. وانطلق برنامج المهرجان بنشاطات خاصة بالأطفال والمراهقين، وتواصل خلال النهار بفصول من الأوبرا والموسيقى العالمية، وعروض لفرق لبنانية، واختتم بمشاركات لعدد من الفنانين: أحمد قعبور، باسكال صقر، جو أشقر، جهاد عقل، باسم فغالي، برونو وسينتيا وغيرهم، وتنافس 16 راقصاً Break Dance أمام لجنة تحكيم دولية.”

الاخبار

حزب الله والتيار والمردة اليوم: روكز أو لا حكومة

عون يستعد لانتفاضته الشعبية الثانية

وبدورها، كتبت صحيفة “الاخبار” تقول “تتجه البلاد صوب أزمة سياسية كبيرة قد لا تطيح عمل الحكومة فحسب، بل الاستقرار السياسي العام. ومع إصرار تيار المستقبل وقوى 14 آذار على الإمساك بمفاصل الدولة كلها، ووقوف قوى 8 آذار الى جانب العماد ميشال عون في معركتَي قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية، فإن جلسة مجلس الوزراء، اليوم، قد تعطي الجواب حول مستقبل الوضع في لبنان خلال المرحلة المقبلة، وسط تصعيد متدرج يقوم به عون يهيئ خلاله قواعده الحزبية والشعبية لخيار المواجهة العامة في الشارع.

قالت مصادر مواكبة إن جلسة مجلس الوزراء اليوم ستشهد، من جديد، إثارة ملفي التعيينات في المواقع العسكرية والأمنية، وكيفية التعاطي مع احتلال مسلحي جبهة النصرة جرود عرسال اللبنانية. في ملف عرسال، واضح أن فريق 8 آذار يحمل الى الجلسة مشروع قرار واضح بأن «يكلف مجلس الوزراء الجيش اللبناني القيام بكل الخطوات لتحرير عرسال وجرودها من المجموعات المسلحة».

ووسط توقعات برفض الفريق الآخر، فإن فريق 8 آذار يميل إلى عدم الدخول في سجالات أو توترات على هذه الخلفية، وينتظر في هذه الحالة أن يعلن الرئيس تمام سلام إما تأجيل البحث والجلسة لحين عودته من زيارة السعودية أي ليومين، أو أن ينتقل البحث الى البند الثاني الخاص بالتعيينات الأمنية والعسكرية.

وفي هذا المجال، ينتظر أن يقدم وزير الداخلية نهاد المشنوق عرضه حول واقع المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي ويقترح لائحة من أربعة ضباط لتولي منصب المدير العام خلفاً للواء إبراهيم بصبوص الذي تنتهي ولايته بعد أيام. وبحسب المقرر، فإن وزراء التيار الوطني الحر وتيار المردة وحزب الله ــــ في انتظار أن يبتّ الرئيس نبيه بري قراره ـــ سيعرضون أن يتم حسم الأمر مع ملف قيادة الجيش، ويطالبون بتعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش.

النقاش المتوقع سيشمل أن هناك ما يوجب الفصل بين قوى الأمن والجيش لأن ولاية قائد الجيش تنتهي بعد ثلاثة أشهر، وربما يلجأ فريق 14 آذار الى طلب التمديد لبصبوص حتى أيلول المقبل، ليصار في حينه الى اتخاذ قرار مشترك حول الجيش وقوى الأمن. وفي هذه الحال، سيعلن وزراء التيار والحزب والمردة رفضهم اتخاذ أي قرار، وسيبلغون الحكومة ورئيسها أنهم يرفضون صدور أي قرار عن مجلس الوزراء قبل تعيين قائد جديد للجيش.

وبحسب مصدر مطلع، فإن القرار سيكون في سياق مجموعة خطوات تنوي قوى 8 آذار، بالتحالف مع التيار الوطني الحر، القيام بها رداً على توجه 14 آذار للإمساك بمفاصل البلاد وتعطيل مؤسسات أخرى.

وكانت الأيام الثلاثة الماضية قد شهدت ما يقود الى خلاصة بعدم حصول أي توافق على ملف التعيينات. وتبين أنه منذ الخميس الماضي لم يحصل أي تطور إيجابي. ولم يتلقّ النائب وليد جنبلاط أي جواب من الرئيس سعد الحريري حول مقترحه المضي بتعيين روكز قائداً للجيش. وجاء رد المستقبل بشكل غير رسمي على لسان الوزيرين رشيد درباس وأشرف ريفي اللذين قالا إن الحريري أبلغ روكز دعمه له، لكن الأولوية اليوم لانتخاب رئيس جديد للجمهورية.

من جانبه، أبلغ وزير الدفاع سمير مقبل جهات بارزة في 8 آذار أنه لم يعدّ لائحة مرشحين لقيادة الجيش خلافاً لما أشيع. وجاء موقفه بعدما سربت مصادر سياسية أن مقبل سيطرح أسماء أربعة ضباط، هم العمداء: شامل روكز، ألبير كرم، مارون حتّي ووديع الغفري، والأخير كان قائد الحرس الجمهوري ومرافق الرئيس السابق ميشال سليمان، علماً بأنه لا يملك المؤهلات للوصول إلى قيادة الجيش كونه لم يخضع لدورة أركان.

عون إلى الانتفاضة

وسط هذه المناخات السلبية، كشفت مصادر مطلعة لـ»الأخبار» أن العماد ميشال عون باشر قبل مدة إعداد قواعده الحزبية والشعبية لمرحلة مواجهة حاسمة مع فريق 14 آذار. وتبين أنه كان قد طلب قبل إعلانه مبادرته من الطلاب مواكبته بوفود شبابية تدعم المبادرة، وهو ما تحقق فعلاً فوفد مئات الطلاب، إلا أنه عاد وطلب تحريك المناطق، وخصوصاً أن قرار تأجيل الانتخابات الحزبية قد اتخذ ولا بد من إبقاء معنويات التيار مرتفعة. وكانت البداية مع المتن الشمالي، فكسروان ثم زحلة، ويتوقع أن يستمر توافد الوفود الشعبية خلال الأسبوعين المقبلين، ليصار بعدها إلى الإعلان عن موقف التيار التالي بعد مبادرته، في ظل مواكبة شعبية كبيرة فيتجاوز الأمر المؤتمر الصحافي إلى تظاهرة شعبية كبيرة أو اعتصام.

وخلال اللقاءات الشعبية، يشرح الجنرال مجدداً وجهة نظره ويدعو المناصرين إلى التحرك بفعالية أكبر لتوضيح وجهة النظر والدفاع عنها وإقناع الآخرين بها، إضافة إلى تكثيف الاتصال بين بعضهم البعض لضمان تحمل العدد الأكبر من المواطنين مسؤوليتهم تجاه القضايا المطروحة. ويبدو واضحاً للمتابعين حرص الجنرال على سماع جميع وجهات النظر ليوفر لها الأجوبة المناسبة، كما يتابع بنفسه قدرة التيار على التحرك في كل قضاء ومدى جهوزيته، وقد تحولت عبارة «سنقترع بأقدامنا» إلى شعار عوني في هذه المرحلة، بما يوحي بنيّة العونيين تنظيم مجموعة تحركات ضاغطة في الشارع تواكب مساعي الجنرال السياسية. وفي ظل الجمود الشعبي القائم، يريد الجنرال على نحو واضح القول إنه يملك تأييداً شعبياً يعبر عنه بأشكال ميدانية مختلفة، مع العلم بأن الوفود اقتصرت حتى اليوم على أعضاء هيئات التيار في المناطق المذكورة، ولم توجه دعوات عامة مفتوحة بعد.

وذكرت المصادر أن برنامج الخطوات الشعبية سيكون منوعاً وموسعاً وسيشمل مناطق كثيرة من لبنان، وقد يؤدي الى اعتصام يشل الحياة العامة في البلاد، ويعيد الاعتبار الى حالته عندما كان في قصر بعبدا عام 1989.

سلام ووفد وزاري إلى السعودية

يزور الرئيس تمام سلام غداً المملكة العربية السعودية على رأس وفد من الوزراء، بينهم نهاد المشنوق وسمير مقبل ووائل أبو فاعور وجبران باسيل وعلي حسن خليل. ومن المتوقع أن يلتقي الوفد الملك سلمان بن عبد العزيز ومسؤولين سعوديين آخرين، ويلبّي دعوة الرئيس سعد الحريري الى العشاء. وقالت مصادر في 14 آذار لـ«الأخبار» إن «المسؤولين السعوديين سيطلقون أمام الوفد مواقف مناهضة لدور حزب الله في سوريا».

باسيل: اليوم ساعة الحقيقة

رفع الوزير جبران باسيل من سقف مطالبة الجيش بالقيام بدوره في مسألة جرود عرسال التي تحتلها الجماعات الإرهابية، مشيراً خلال جولة له على قرى قضاء بعلبك إلى أن «الأولوية هي للجيش اللبناني بأن تكون لديه مهمة الدفاع عنا، ولأن الأولوية هكذا، نطالبه ونسأله سياسياً، أولاً، إذا كان يقوم بواجباته كي لا يقوم أحد غيره بذلك».

ومن بلدة طليا، أكّد باسيل أن «قرارنا السياسي الوطني بالحكومة هو تكليف الجيش حكماً القيام بواجبه عندما تحتل أرضه». وأشار إلى أن «الهم الثاني هو أن لا يكون عندنا أي انجرار إلى فتنة مذهبية في هذه المنطقة العزيزة علينا»، لافتاً إلى أنه «منذ 2005 يحصل تحريض مذهبي وتشجيع للجماعات الإرهابية والتكفيرية حتى تتغلغل في صيدا وطرابلس وعرسال». وتابع: «اليوم وغداً ساعة الحقيقة (جلسة مجلس الوزراء). ماذا نفعل على أرض المعركة وعلى طاولة القرار السياسي في لبنان؟ اليوم معركتنا أكبر من قيادة جيش ورئاسة جمهورية، وإذا تحدثنا عن الأشخاص، فهذه قضية مبدأ، نحن يحق لنا أن يصل الأوادم إلى المراكز الرفيعة».

الأسير: أوصي المجاهدين برقبة عون!

دخل الفارّ أحمد الأسير في بازار حماية عرسال. في تغريدة على حسابه على تويتر، توجه إلى أهالي عرسال مساء أمس مطالباً إياهم قائلاً: “لا تنخدعوا بالشعارات، ولا سيما من الصحوات. فهم يستعملون معكم سياسة القضم والهضم وأنتم أعلم بطبيعة جيش حلف الأقليّات فتنبهوا”. وعن دعوة النائب ميشال عون الجيش إلى تحرير جرود عرسال، قال الأسير: “طبعاً لأن دور الجيش محاربة أهل السنّة لمصلحة حلف الأقليات، ووصيتي للمجاهدين أن لا تنسى سكينهم رقبته ورقاب أمثاله”.”

البناء

النووي الإيراني يكسر فخذ كيري… وخلاف ينتظره حول المنشآت العسكرية

جنيف اليمني ولعبة ثلاث ورقات بيد ولد شيخ أحمد بين صنعاء والرياض

عون: لا تعيينات يعني لا حكومة… وعرسال لأسبوع حاسم

من جهتها، صحيفة “البناء” كتبت تقول “بدأ شهر حزيران الذي يستحضر خزاناً من الملفات المتراكمة برصيد نقاط لكلّ اللاعبين على الساحات الدولية والإقليمية واللبنانية، ففيه الاستحقاقات الكبرى، لبنانياً يحضر ملف التعيينات الأمنية مع الرابع من حزيران وموعد بلوغ مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء إبراهيم بصبوص سن التقاعد، ومع تجمّع عناصر التوتر السياسي والأمني حول الوضع الخطير في عرسال وجرودها، وإقليمياً يتقدّم الملف النووي الإيراني الذي يبلغ سن التقاعد أيضاً نهاية هذا الشهر، وتنبني على نتائج ما بعده من تفاهم أو فشل الكثير الكثير من الأشياء والحسابات والتوازنات. وعلى إيقاع اللهاث نحو هذا الموعد تحتشد في العراق معارك مفصلية بين الجيش العراقي والحشد الشعبي بدعم إيراني واضح من جهة وتنظيم «داعش» المدعوم سراً وعلناً من تركيا من جهة مقابلة. وفي تركيا حسم الانتخابات البرلمانية التي ستقرّر مصير زعامة رئيس الجمهورية رجب أردوغان الذي وضع للانتخابات سقف حصول حزبه على ثلثي المقاعد كمعيار لزعامته مع إعلان عزمه فعل كلّ شيء لتعديل الدستور وأخذ تركيا نحو نظام رئاسي يمنح الرئيس صلاحيات كاملة. ومع هذه المعركة الانتخابية سيتقرّر مصير الهدنة بين الحكومة التركية والأكراد، في ضوء تركهم يعبرون إلى داخل البرلمان ونيل الستين مقعداً التي يتوقع أن يحصدها حزبهم «الشعوب الديمقراطي» فينكسر حلم أردوغان بنيل صلاحيات السلطان وتعديل الدستور، أو ينكسر كلّ شيء وتعود المواجهة المفتوحة بين الأكراد والجيش وأجهزة الأمن. وفي حزيران ستتبلور نتائج المواجهات المتعدّدة المفتوحة على سورية، والتي تتقاسمها بوضوح قوى الحرب على سورية من واشنطن إلى أنقرة والرياض وباريس والدوحة، بين فتح الطريق لـ«داعش» عسكرياً، وفتح الطريق لـ«جبهة النصرة» سياسياً، بينما المقاومة والجيش السوري يضعان ثقلهما لحسم سريع هذا الشهر لحرب يعتبرانها المفصل الاستراتيجي في التوازنات، هي حربهما في القلمون، وعبرها مصير الأحلام «الإسرائيلية» من الحرب في سورية وعليها بحزام أمني أو بكسر ظهر ميزان الردع عبر فصل سورية عن لبنان بوصل القلمون بجبل الشيخ. وفي اليمن سيتقرّر مصير زعامة السعودية في المنطقة من بوابة ما ستسفر عنه الحرب على اليمن من صيغة سياسية تحمل إقصاء الحوثيين كما تتمنى الرياض أو تتويج شرعيتهم كفريق يملك حق الفيتو في مصير اليمن، ومن خلف كلّ البعد اليمني ماذا سيحلّ بالسعودية مع تنشيط «داعش» لحراكها الهادف إلى تفجير الحرب الأهلية الطائفية بصورة حثيثة بالاستناد إلى كلّ ما راكمته أجهزة الحكم من كراهية في ضفة وتمييز عنصري وشعور بالقهر في ضفة ثانية.

نحو حزيران يسير العالم على قدم واحدة، ويحبس أنفاسه، وفي كلّ يوم جديد، ورقص على صفيح ساخن، ولأنّ الحروب مفتوحة وبعضها قراره بيد أغبياء، لا يملكون شجاعة التوقف، وبعضها بيد مجانين لا تهمهّم حسابات الربح والخسارة وقد شحذوا سكاكينهم، تديرهم عقول مخابراتية جهنمية لتخريب كلّ مشاهد الحياة ومظاهر العمران، وبعضها تحكمه رهانات وحسابات متضاربة، توفر الفرص بالرمادي الظاهر بتضييع الأبيض من الأسود، وتنبني عليها الآمال والأوهام.

الملفان الفاصلان لصلتهما بكلّ ما تبقى، لا يبدو أن ما يجري في سورية والعراق، حيث يبدو أنّ التوقعات تنتظر معارك لا بدّ منها حتى تصير الحسابات على بيدر الميدان قابلة للترصيد في حقول البذار، ولا يبدو الملف التركي قابلاً لرسم توقعات حاسمة قبل السابع من حزيران، والمفاجآت متاحة بقوة، وحدهما يبدوان على سكة التبلور، الملف النووي الإيراني، وملف الحرب على اليمن.

في الملف النووي الإيراني يبدو، على رغم كلّ التلبّد بغيوم التصعيد الفرنسي والتعقيد الأميركي حول مسألة تفتيش المنشآت العسكرية الإيرانية، أمام رفض إيراني قاطع للطلب، وعلى رغم كسر فخذ وزير الخارجية الأميركي جون كيري بعد انتهاء اجتماعه العاصف والمستمرّ لسبع ساعات مع نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، أنّ الأمور أقرب لما تتحدث به مصادر في وكالة الطاقة الذرية عن فرصة التوصل لحلّ القضية عبر ملحق للاتفاق يربط إرسال مفتشين من الوكالة وليس من أيّ دولة ذات خصومة مع طهران أو لطهران اعتراض على دخول مندوبيها إلى المنشآت الإيرانية لدواعي أمنها القومي، بورود تقارير يعتدّ بها بشكوك تتصل بوجود تجهيزات نووية في موقع معين يقبلها ممثلو الدول الخمسة الدائمة العضوية في مجلس الأمن بالإجماع، ويكون المفتشون من علماء الذرة والفنيين وليس بينهم أي عسكري أو ذي صفة عسكرية راهنة أو سابقة، ويمكن القبول بالحصول على موافقة طهران على أسماء المفتشين قبل إيفادهم، بينما كانت مؤشرات التحضير الأميركية لبلوغ التفاهم تشجع على الاستنتاج بقدرة المتفاوضين على الوصول لتسوية النقطة العالقة، خصوصاً لجهة ما تسرّب من معلومات عن تسوية أميركية «إسرائيلية» لتمرير التفاهم النووي مع إيران، قوامها تسليم واشنطن لتل أبيب طائرات مقاتلة من طراز «أف 35» وعشرة مليارات دولار، ومعلوم أنّ ما يشغل بال الأميركيين هو الاعتراض «الإسرائيلي» وليس التركي أو الخليجي، وتتطلع أنظار المراقبين لما سيسفر عنه لقاء وزيري خارجية إيران وروسيا يوم الخميس المقبل لبلورة مشاريع تسوية يجري تداولها في اللقاء المنتظر بين كيري وظريف الاثنين المقبل في جنيف، ما لم تتم الاستعاضة عنه بجولة مفاوضات على مستوى نواب وزيري الخارجية والوفدين المفاوضين.

في الملف اليمني أيضاً، الذي يحدّد دور الرياض كلاعب إقليمي أول تضعه واشنطن في وجه طهران، يبدو على رغم كلّ التصعيد والمواجهات المفتوحة الدائرة، أنّ الجولات المكوكية للموفد الأممي إسماعيل ولد شيخ أحمد قد بعثت الروح في العملية السياسية، بعد الفيتو السعودي على حوار جنيف قبل أسبوع. ووفق المعلومات الواردة من صنعاء كانت محادثات مسقط بين الثوار الحوثيين وديبلوماسيين أميركيين فرصة لوضع رأس جسر للعملية السياسية، يحاول ولد شيخ أحمد تحويلها إلى مسودة ورقة تفاهم، تقوم على توزيع الملف إلى ثلاث ورقات، واحدة للفريق الموالي للسعودية، وفقاً لأسئلة من نوع، ما هي التسوية التي يمكن أن يقبلوها إذا قبل الحوثيون قرار مجلس الأمن 2216، بالتالي، ماذا عن طلب وقف الحرب وفك الحصار والرئاسة وقيادة الجيش، وروزنامة التطبيق لهذه البنود. وورقة ثانية تقدم للحوثيين، ماذا لو قبل منصور هادي التنحي، وتمّ الاتفاق على قيادة الجيش، ووقف الحرب وفك الحصار، كيف ينظرون لتطبيق قرار مجلس الأمن أي الانسحاب من المدن وإعادة السلاح وإعلان الالتزام بمؤسسات الدولة وشرعيتها. والورقة الثالثة تقدم للفريقين حول شكل تقاسم الحكم الموقت، بين حكومة التوافق والمجلس الوطني كبرلمان موقت. ويحاول ولد شيخ أحمد بعد الوصول إلى النقاط المتقاربة دمج الأوراق الثلاثة بمسودة تفاهم تعرض على الدول المعنية إقليمياً ودولياً.

لبنانيا، يسود الغموض حول كيفية تفادي الأصعب، وكذلك حول كيفية ترجمة الوعود الحاسمة، فلا تيار المستقبل يوضح كيف سيتفادى المواجهة في ملفي التعيينات الأمنية وعرسال، ولا التيار الوطني الحر يوضح كيف سيترجم قرار زعيمه بمعادلة لا تعيينات يساوي لا حكومة، ولا حزب الله يوضح كيف سيترجم معادلة إذا تلكأت الحكومة لن نترك عرسال لـ«جبهة النصرة».

هل ينزل العونيون إلى الشارع مجدداً؟

يستبق رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون جلسة مجلس الوزراء اليوم بحديث مقتضب عبر «صوت المدى» سيجدد موقفه من ملفي التعيينات الأمنية وعرسال». وكان العماد عون توجه إلى الوفود الشعبية التي زارته في الرابية في عطلة الأسبوع بالقول: «نحتاج إلى أقدامكم يوماً ما لتنزلوا إلى الشارع كما نزلتهم من قبل إلى بعبدا». ودعا عون «السلطة بكل وزرائها ومسؤوليها العسكريين أن «يأخذوا القرار ويحرروا جرود عرسال لأن هناك مجالاً لقيام قاعدة عسكرية كبيرة للمسلحين»، مضيفاً: «الحكومة لا تزال ترفض القيام بالعملية العسكرية والجيش الذي لا يتحرك في الحرب ينكسر ويهترئ».

وفي السياق، أكدت مصادر قيادية في التيار الوطني الحر لـ«البناء» «أن الشعب الذي لم يتخل عن الجنرال عون في عام 1989 ونزل إلى بعبدا بمئات الآلاف، لن يتخلى عنه اليوم وسينزل بأعداد مضاعفة إذا اضطر الأمر». ولفتت المصادر إلى «أن العماد عون لن يكرر تجربة الدوحة»، مشددة على «أن الخطوات التي سنلجأ إليها ستكون ضمن الخط الشريف والنبيل، فالعماد عون سيفاجئ الجميع كما فاجأ العالم في عام 2006 واختار الوقوف إلى جانب المقاومة».

وإذ لفتت مصادر عليمة لـ«البناء» إلى «أن الجنرال عون سيبقى على موقفه القائل إما إجراء التعيينات أو لا حكومة، من دون أن يحدد الخطوات التصعيدية التي قد يلجأ إليها في حال تم التمديد للقادة الأمنيين والعسكريين». تحدث البعض عن «أن وزيري التيار الوطني الحر الياس بوصعب وجبران باسيل سيعطلان العمل في الحكومة برفضهما البحث في أي بند من جدول الأعمال، قبل البت بالتعيينات الأمنية» في حين تحدث البعض الآخر عن «أن الحديث عن استقالة أو اعتكاف غير مطروح».

ويبحث مجلس الوزراء اليوم في ملفي عرسال والتعيينات الأمنية، ومن المتوقع أن يطرح وزير الداخلية نهاد المشنوق 3 أسماء لمنصب مدير عام قوى الأمن الداخلي وهم قائد معهد قوى الأمن الداخلي العميد أحمد الحجار، رئيس فرع المعلومات العميد عماد عثمان، وقائد منطقة الجنوب الإقليمية لقوى الأمن الداخلي العقيد سمير شحادة لاختيار واحد منهم، إلا أن الثلاثة سيتم رفضهم، الأمر الذي سيؤدي إلى تأخير تسريح اللواء ابراهيم بصبوص من منصبه حتى أيلول ليتزامن مع استحقاق قيادة الجيش».

وتجدر الإشارة إلى «أن اسم شحادة كان مطروحاً بقوة لمنصب مدير عام الأمن الداخلي إلا أن رئيس تيار المستقبل سعد الحريري اعترض على ذلك بعد الخلاف الذي نشب بينهما، وعمد لدى المعنيين إلى تعيينه قائداً للشرطة لقطع الطريق عليه في الأمن الداخلي».

قزي يشكك بـ«توفير الغطاء السياسي» للجيش

وأكد وزير العمل سجعان قزي لـ«البناء» «أن جلسة اليوم ستناقش ملفي عرسال وما يجري في القلمون والتعيينات الأمنية لا سيما في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي حيث تنتهي مهلة المدير العام الحالي اللواء إبراهيم بصبوص في الخامس من حزيران الجاري».

وإذ توقع «أن تشهد الجلسة سجالاً مرتفعاً بين الأطراف السياسية»، استبعد «أن يجد مجلس الوزراء حلاً سحرياً لملفي عرسال والتعيينات، فالأمور لا تزال غير واضحة ولا أحد يعلم إن كان سيحسم البحث في هذين الملفين في جلسة أو جلستين أم سيطول عدة جلسات ويمتد إلى أسابيع كما حصل في ملف الموازنة».

وإذ أشار إلى «أن ملف عرسال يتفوق من حيث الأهمية على ملف التعيينات»، شكك بـ«توفير الغطاء السياسي للجيش اللبناني للدخول إلى عرسال وضبط الوضع الأمني فيها وإنهاء ظاهرة الإرهاب».

وأرجع ذلك لاعتبارات طائفية، موضحاً «أن قضية عرسال ليست أمنية فقط بل هي جزء من حرب القلمون والصراع السني – الشيعي أكثر من أنها أرض لبنانية يجب تحريرها».

مبادرة جنبلاط فشلت

ولفتت مصادر مطلعة لـ«البناء إلى «أن أي تطور ايجابي لم يحصل في موضوع التعيينات الأمنية، وأن المبادرة التي تقدم بها رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط القائمة على تعيين العميد شامل روكز قائداً للجيش مقابل عثمان في منصب مدير عام الأمن الداخلي باءت بالفشل.

وأكدت مصادر نيابية في تيار المستقبل لـ«البناء» «أن التيار يقدر كفاءة العميد روكز وأن لا مشكلة في تعيينه بعد انتخاب رئيس الجمهورية». وشددت على «أنه في حال لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية قبل أيلول المقبل سيتم التمديد للوضع الحالي في قيادة الجيش لحين انتخاب الرئيس».

وإلى أن يحين موعد جلسة الحوار في عين التينة بين وفدي حزب الله وتيار المستقبل في 16 حزيران المقبل، للبحث في الانتخابات الرئاسية والوضع الأمني وملف عرسال، فإن مواقف كل من مسؤولي حزب الله وتيار المستقبل من الوضع في عرسال أكدت أن هذا الحوار ليس إلا حوار رفع عتب. حيث شن الوزير أشرف ريفي هجوماً عنيفاً جديداً على حزب الله ودعاه إلى العودة من سورية إلى لبنان وأشار إلى أنه «واهم من يعتقد أننا نقبل أي تطاول على عرسال، فهي خط أحمر، ولن نتهاون في حمايتها».

في المقابل، أكد حزب الله على لسان عدد من نوابه ومسؤوليه «أن الإرهابيين التكفيريين هم الجيش السري لهؤلاء الحكام الذين يظهرون بمظهر الاعتدال وهم الجيش السري الذي يستقوي بهم من يدّعي الاعتدال في بلدنا وفي منطقتنا». وقال: «نحن لا نفهم هذا المنطق سوى أن هؤلاء المتأنقين والمتزينين الذين يظهرون علينا بمظهر الاعتدال يخفون في أكمامهم السكاكين والأسلحة التي يمثّلها الإرهاب التكفيري فيحرضونهم ضدنا من أجل أن يحققوا مكاسب من خلالهم على حساب كل شركائهم في الوطن»، ولفت إلى «أن مواقف فريق تيار المستقبل هي قصيرة النظر إذ وضعته في موضع من لا يريد إنهاء المجموعات التكفيرية على الحدود اللبنانية، ظناً منه أن بإمكانه الاستفادة من دور هذه المجموعات في التوازنات السياسية». واعتبر «أن بعض اللبنانيين يراهنون على العصابات التكفيرية الموجودة في القلمون وجرود عرسال وسورية، فيحاولون نصب خيمة زرقاء لها هناك لحمايتها».

الجسر: لننتظر أيلول

وأكد النائب سمير الجسر لـ«البناء» أن الحوار بين حزب الله وتيار المستقبل وضع الخلافات حول سورية والمحكمة والسلاح جانباً». وأشار إلى «أن الهدف من هذا الحوار تخفيف الاحتقان وتبريده لحين احتوائه». واعتبر الجسر «أن كلام مسؤولي حزب الله يتناقض كلياً مع ما قاله الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله «أن تيار المستقبل وقادته أول ضحايا داعش». وتابع: «لا أعلم إن كانت هذه التصريحات تخدم الحوار أم لا»، مشيراً في الوقت نفسه إلى «أن هذا الحوار ضرورة ومستمر طالما لم ينسحب أحد الطرفين منه».

وفي التعيينات الأمنية قال الجسر: «لماذا الاستعجال في الحديث عن تعيين قائد الجيش قبل أيلول»، فمنطق الأمور يقول: «عندما يأتي أيلول يبحث الملف، إلا إذا كان الفريق الآخر «فاقداً الأمل» بعدم انتخاب رئيس الجمهورية الذي يجب أن يسبق تعيين قائد جديد للجيش»؟

ماذا تحمل شاحنة المساعدات من قطر؟

أمنياً، استهدفت مدفعية الجيش اللبناني عصر أمس تجمعات المسلحين في وادي عجرم ومعبر الزمراني بين جرود عرسال والقلمون ودمرت عدد من آلياتهم.

ورجح مصدر عسكري لـ«البناء أن «يتولى الجيش اللبناني أمن عرسال البلدة وأن تتولى المقاومة بمساندة الجيش الهجوم على جرود عرسال لتنظيفها من المسلحين، مشيراً إلى «أن ما يجري هو تشكيل نوع من الضغط السياسي لمحاولة إيجاد حل سياسي داخل مجلس الوزراء لملف عرسال وإلا فإن الأمور ستذهب إلى المعركة العسكرية بمشاركة عشائر البقاع، حيث سيتم تقسيم المنطقة بين عرسال البلدة وعرسال الجرود».

ولفت إلى «أن هناك ما يقارب 400 كلم من الأرض اللبنانية محتلة من المسلحين ممتدة من وادي حميد إلى جرود فليطا».

ورجح المصدر «أن يقوم المسلحون باختراق باتجاه البقاع الأوسط إذا اندلعت المعركة لأن المسلحين الذين يتواجدون على مساحة 400 كلم في جرود عرسال واقعياً باتت حركتهم مقيدة ويعانون نقصاً في الإمداد اللوجستي بعد قطع طرق الإمداد لهم لا سيما في جرود نحلة ويونين».

وأشار المصدر إلى احتمالين: «إما الوصول إلى تسوية من خلال انسحاب المسلحين في جرود عرسال باتجاه البادية الغوطة الشرقية منطقة الضمير، إما انسحابهم ضمن مجموعات صغيرة إلى شمال لبنان أو البقاع الأوسط»، مؤكداً «أن المسلحين في مأزق»، مرجحاً «أن يفتحوا المعركة ضد الجيش إذا لم يتحرك فريق 14 آذار الذي يغطيهم سياسياً لإيجاد حل لهم وفقاً للمصالح المتبادلة بين الطرفين».

على صعيد آخر ترددت معلومات عن مرور شاحنة مساعدات صحية «قيل «أنها أدوية» من قطر تحت ذريعة تقديم الدعم والمساعدة لأبناء وأهالي عرسال، إلا أنها وصلت لأبو طاقية الذي يملك مستشفى ميداني تحت منزله عبارة عن 3 مستودعات مفتوحة على بعضها يشرف عليه أطباء من ما يسمى «المعارضة السورية، تمهيداً لتسليم ما تحتويه هذه الشاحنة إلى المسلحين الإرهابيين المتواجدين في عرسال وجرودها».

إطلاق العسكريين بين أسبوع وعشرة أيام

وعلمت «البناء» «أن المساعي لإطلاق العسكريين المختطفين لدى «داعش» و»جبهة النصرة وصلت إلى مرحلة حساسة ودقيقة ومن المحتمل أن يتم إطلاق سراحهم بين أسبوع وعشرة أيام «، مشيرة إلى تعهد من القطريين لحل المسألة». وكان أهالي العسكريين اجتمعوا أول من أمس في ساحة رياض الصلح وأصدروا بياناً لوحوا فيه بالعودة إلى الشارع، الخميس المقبل، في حال لم يحصلوا على أي معطى يطمئنهم».”

اللواء

حلف «الحرب ضد عرسال»: الحكومة في مرمى التعطيل!

سلام في الرياض غداً لتعزيز التعاون

وكتبت صحيفة “اللواء” تقول “على وقع هدير التهديدات الذي يتحوّل إلى تحريض، يستثير الحساسيات الطائفية والمذهبية، بربط غير مفهوم بين الوضع في عرسال حيث يقبض الجيش اللبناني على المعابر، ويحفظ أمن البلدة البقاعية، وحسم قضية قادة الأجهزة الأمنية، سواء بالتمديد أو التعيين، منعاً للفراغ وحرصاً على استمرار عمل المؤسسات الأمنية والعسكرية بما يحفظ الاستقرار والهدوء، سواء في الداخل، أو على الحدود الشرقية والشمالية، على وقع هذا التهديد تنعقد الجلسة المخصصة لهذين الملفين في السراي الكبير اليوم، ولتواجه بنقاش موضوعي وهادئ الضغط العوني مدعوماً من «حزب الله»، وبالعكس منعاً لشل عمل الحكومة، وإن بدا فريق 8 آذار متحرراً من أية مسؤولية عن تعطيل السلطة الاجرائية، بعد تعطيل الرئاسة الأولى ومجلس النواب، ومن دون إقامة أية حسابات لما يترتب على هذا الوضع غير الطبيعي.

وإن كان من المرجح أن تتأخر مسألة التعيينات إلى جلسة الخميس، أي إلى ما بعد عودة الرئيس تمام سلام من زيارته إلى المملكة العربية السعودية التي تبدأ غداً، وتستمر ليومين، فإن الأوساط السياسية والرسمية بدأت تعيش أجواء بأن فريق عون – حزب الله سيأخذ الحكومة إلى فترة من الشلل والتعطيل كأسوأ خيار، إذا ما قرّر وزيرا عون جبران باسيل والياس بوصعب الاعتكاف وتضامن معهما أربعة وزراء آخرين هم: وزير الثقافة روني عريجي (المردة) ووزير الطاقة أرتور نظريان (الطاشناق) ووزيرا حزب الله محمّد فنيش وحسين الحاج حسن.

وبصرف النظر عن السيناريو الذي يمكن أن تسير وفقه الجلسة اليوم، فإن المشكلة الأكبر ستكون ليس في مسألة عرسال، وإنما في موضوع التعيينات مع الحاجة إما إلى تعيين مدير جديد لقوى الأمن الداخلي أو تأجيل تسريح المدير الحالي اللواء إبراهيم بصبوص بقرار هو من صلاحيات وزير الداخلية نهاد المشنوق.

وروّجت أوساط عونية، عشية الجلسة، أن وساطة النائب وليد جنبلاط الرامية إلى تعيين العميد عماد عثمان مديراً عاماً لقوى الأمن الداخلي والعميد شامل روكز قائداً للجيش اللبناني اصطدمت بحائط مسدود.

ولم يشأ وزير مطلع على أجواء الاتصالات الجارية تأكيد هذه المعلومة أم لا، إلا أنه كشف لـ«اللواء» أن الوزير المشنوق سيطرح ثلاثة أسماء للمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي يحلّ واحد منها مكان اللواء بصبوص الذي يصرّ على إعفائه من مركزه، وهم: العمداء عماد عثمان وسمير شحادة وأحمد الحجّار.

وأكد المصدر أنه حتى ساعة متأخرة من ليل أمس لم يكن قد حصل اتفاق على أي إسم من هؤلاء، وإذا بقي الوضع على هذه الحالة، وفقاً للمصدر نفسه، فإن الوزير المشنوق سيضطر إلى تأجيل تسريح اللواء بصبوص بقرار إلى شهر أيلول بالتزامن مع انتهاء مُـدّة خدمة قائد الجيش العماد جان قهوجي، وذلك في جلسة الخميس المقبل.

عرسال

ومن المرجح أن تستأثر النقاشات حول مسألة عرسال، حيث سيقدم تسعة وزراء طلبوا الكلام في الجلسة الماضية، مداخلات في هذا الموضوع، القسم الأكبر من وقت الجلسة، باعتبار أن ملف التعيينات يمكن تأجيله، وبالتالي، فإن من المستبعد أن يحدث خلل في جلسة اليوم، باستثناء نقاشات قد تكون ساخنة بين وزراء «حزب الله» والوزير أشرف ريفي الذي عقد مؤتمراً صحفياً أمس الأول، رفض فيه استفراد عرسال أو التعدّي على أهلها معتبراً أنها خط أحمر، وأن الخيانة بعدم المشاركة في جلسات رئيس الجمهورية.

وتصرّ مصادر تكتل «الإصلاح والتغيير» على انتزاع قرار واضح من مجلس الوزراء بإعطاء الضوء الأخضر للجيش ليس لحفظ الأمن في عرسال، فهذا حاصل منذ آب الماضي، وإنما في دفع وحدات الجيش المنتشرة عند المعابر، لما وصفه النائب ميشال عون أمام حشوداته التحريضية أمس الأول وأمس بأنه تحرير 450 كيلومتر مربع في جرود عرسال، وليس البلدة، غامزاً من قناة قيادة الجيش، معتبراً أن الجيش إذا لم يقم بدوره سيصدأ مثل سكين المطبخ.

وأدى هذا التصعيد السياسي إلى عقد اجتماعات لممثلي الكتل مع رؤسائها والتباحث في ما يمكن أن يعلن في الجلسة، سواء في ما خص عرسال أو التعيينات، والمعني بها مباشرة الوزير المشنوق والذي سيرافق الرئيس سلام إلى السعودية غداً.

وأوضح وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس لـ«اللواء» أنه إزاء المزايدات التي قفزت فجأة إلى الواجهة قرّر أن يتحدث في الجلسة، لا سيما في موضوع عرسال، لأنه معني بهذا الموضوع من الناحية السياسية ولجهة متابعته لملف النازحين في البلدة، حيث سيؤكد أن الجيش قام بما يمكن القيام به في عرسال، وشكّل إنتشار وحداته حاجزاً بين اللاجئين والمقاتلين السوريين، بدليل أن جريحاً واحداً لم يدخل إلى البلدة، لافتاً النظر إلى أن الجيش بقواه الحالية لا يستطيع السيطرة على الجرود، وأنه يحتاج إلى ثلاثة أضعاف قوته، وبالتالي فإن دفعه إلى معركة في الجرود يعني دفعه إلى معركة خاسرة، مشيراً إلى أن ما يجري عبارة عن مأزق لدى حزب الله يعبّر عن نفسه بالحاجة إلى نصر عسكري.

ولفت درباس إلى أن الحكومة ستبقى مع الاعتكاف الوزاري عادية وقانونية، وليس في وضع تصريف أعمال، إلا أن عملها سيكون مشلولاً طيلة فترة اعتكاف الوزراء، باعتبار أن الرئيس سلام سيتوقف عن الدعوة إلى عقد جلسات لمجلس الوزراء إلى مدى قد يطول أو يقصر بحسب التطورات السياسية.

ومن جهته، أوضح وزير الإعلام رمزي جريج لـ«اللواء» أن هناك اتصالات جرت وتجري بهدف تخفيف الاحتقان والوصول إلى حل بالنسبة لملف التعيينات ولملمة التشنج حول عرسال، مؤكداً بأن هناك أخطاراً محدقة بلبنان، وأنه ليس بالضرورة أن تتعطل الحكومة بسبب موضوع قابل للتأجيل.

زيارة سلام

وسيرافق الرئيس سلام في زيارته إلى المملكة العربية السعودية غداً وفد وزاري يضم الوزراء: سمير مقبل، جبران باسيل، نهاد المشنوق، وائل أبو فاعور وعبد المطلب حناوي، بالإضافة إلى رئيس مجلس الإنماء والاعمار نبيل الجسر ورئيس الهيئة العليا للإغاثة اللواء محمّد خير وعدد من المستشارين.

وأوضح مصدر حكومي أن الزيارة ستكون بمثابة أول لقاء عمل مع العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز بعد توليه قيادة المملكة، وستكون مناسبة لشكر المملكة على وقفاتها الداعمة للبنان على كل المستويات، والتي تجسدت في محطات عديدة، وآخرها المكرمة السعودية بهبة تسليح الجيش اللبناني بثلاثة مليارات دولار، كما سيتم البحث في العلاقات الثنائية بين البلدين، والوضع الإقليمي في المنطقة في ضوء ما تشهده من تطورات خطيرة.

ولفت المصدر إلى ان الوفد سيصطحب معه مجموعة من المشاريع لعرضها على المسؤولين في السعودية، ولا سيما وأن أعضاء الوفد الوزاري سيعقدون اجتماعات عمل مع نظرائهم السعوديين، والمشاريع تتعلق بدعم المجتمعات المضيفة للنازحين السوريين وكذلك بدعم وتنمية بعض المناطق المحرومة مثل عكار وطرابلس، على أمل أن تحظى باهتمام ورعاية كما جرت العادة من قبل المسؤولين السعوديين.

ولفت السفير السعودي في لبنان علي عواض عسيري، في تصريح أدلى به أمس، ان زيارة الرئيس سلام إلى المملكة تأتي في ظروف ومستجدات إقليمية صعبة تعكس مدى أهمية استمرار التشاور بين قيادات البلدين الشقيقين وتبادل الآراء والأفكار، لا سيما في هذه المرحلة التي تشهدها المنطقة.

وقال ان الرئيس سلام سيلتقي خلال الزيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان وكبار المسؤولين السعوديين لتقديم الشكر باسم الدولة اللبنانية على الهبة التي قدمتها المملكة للجيش اللبناني والتي بدأت دفعات منها بالوصول، اضافة إلى المواقف الأخوية التي تتخذها قيادة المملكة تجاه لبنان وشعبه على كافة الصعد.

أضاف ان الزيارة ستشكل مناسبة لتأكيد قيادة المملكة على متانة العلاقات الأخوية التاريخية، وعلى دعم الحكومة اللبنانية وكافة مؤسسات الدولة، وفي طليعتها رئاسة الجمهورية، حيث تحث المملكة كافة القوى السياسية اللبنانية على الوفاق وانتخاب رئيس جديد في أقرب فرصة ممكنة، إضافة إلى تفعيل الحوار الداخلي وتغليب المصلحة العليا اللبنانية على كافة المصالح، عبر ابعاده عن التوترات المحيطة به وتهدئة الساحة الداخلية وعدم استجلاب مواضيع خلافية خارجية لا علاقة للبنان بها».”

المستقبل

عرسال والتعيينات على طاولة الحكومة اليوم: المواقف على حالها

«سيّدة الجبل» تستعيد ثوابت 14 آذار

وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة المستقبل تقول “بعيداً من حملة رئيس تكتّل «التغيير والإصلاح» النائب ميشال عون المستمرة ضدّ الجيش وقيادته على خلفية الوضع في جرود عرسال والتعيينات العسكرية، والتي لا يبدو أنّها ستُحدِث أي تعديل في اتجاه جلسة مجلس الوزراء اليوم التي أكد أكثر من وزير لـ«المستقبل» أنّها لن تؤدي إلى أي نتيجة وأنّ مواقف كل الأطراف باقية «على حالها»، استعادت خلوة «سيّدة الجبل» أمس ثوابت 14 آذار، مطعَّمة بنكهة حضور مميّز لممثّل البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي المطران يوسف بشارة الذي كان لعب دوراً رئيسياً في تأسيس لقاء «قرنة شهوان». وشهدت نقاشاً غنيّاً أجمع المشاركون فيه على أن لا بديل من «الشراكة الكاملة» في مواجهة أي أزمة، تحت عنوان أنّ «لا حلّ مسيحياً لأزمة المسيحيين، ولا حلّ إسلامياً لأزمة المسلمين».

عرسال والتعيينات

في هذه الأثناء استبق تكتّل «التغيير والإصلاح» وكتلة «الوفاء للمقاومة» جلسة مجلس الوزراء اليوم المخصّصة لمناقشة ملفَّي عرسال والتعيينات العسكرية

بموقفَين، سياسي وميداني، يتجاوزان الجيش والدولة ودورهما المفترض في مواجهة قضايا سيادية وأمنية.

ففي الموقف السياسي اتّهم رئيس «التكتّل» النائب ميشال عون الجيش بعدم القيام بمسؤولياته، معتبراً أنّ الجيش الذي «لا يتحرّك ينكسر في الحرب لأنّه لا يقوم بشيء لكي يربح، لذلك فإن لم يُستعمَل الجيش يصبح كسكين المطبخ الصدئ والمهترئ بسبب قلّة الاستعمال». وأضاف أنّ ثمّة ما سمّاه «اضطهاداً للمسيحيين عموماً لأنّ هناك محاولات لتفريغ أماكن السلطة المهمّة من الدولة وتفريغ المرجعيات القوية التي تستطيع أن تملأ مكانها».

أمّا ميدانياً فقد أعلن عقل حميّة، أمس، تشكيل «لواء القلعة» لمواجهة التكفيريين في جرود عرسال، خلال لقاء موسَّع لعشائر وعائلات وفعاليات بعلبك حضره النائبان حسين الموسوي وكامل الرفاعي.

وأكّد هؤلاء في بيان صدر عنهم للأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصرالله «أنّنا رهن إشارته وملتزمون بأي قرار يصدر عنه، واضعين الأرواح والأبناء والأموال في موقع الدفاع عن شرف وكرامة أبناء هذه المنطقة وكل لبنان لاجتثاث القوى الظلامية الإرهابية التكفيرية والصهيونية التي سنهزمها في وقت ليس ببعيد ومهما تطلّب الأمر من تضحيات».

«سيّدة الجبل»

وأكدت التوصيات التي صدرت عن خلوة «سيّدة الجبل» الحادية عشرة، أمس، والتي أعادت الروح إلى أدبيّات 14 آذار مثل «الشراكة» و»العيش المشترك» و»الطائف» و»رفض العنف» والحرص على «التنوُّع والتعدُّد»، على أنّ انتخاب رئيس جديد للجمهورية هو «مسؤولية وطنية مشتركة ولا يمكن أن تكون مربّعاً طائفياً مسيحياً». ودعت إلى وقف التلاعب «بأساسيات عيشنا المشترك عبر إعادة الاعتبار لاتفاق الطائف لكونه نموذجاً يمكن الاقتداء به لحلّ مشكلة التنوُّع الديني والعرقي الذي يميّز الشرق العربي».

وفيما شدّدت التوصيات على وجوب الشروع في «مراجعة مسيحية لاستكشاف أسباب تراجع المبادرة المسيحية بعد دورها المميّز في التأسيس لانتفاضة الاستقلال»، دعت إلى دعم الجهود التي تُبذلها الكنيسة «لدفع النواب إلى تحمُّل مسؤولياتهم لإنهاء الفراغ في سدّة الرئاسة».”

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.