الإرادة الفلسطينية لاتعرف الهزيمة أو الإنكسار .. !!!

mohamadabousamra4

موقع إنباء الإخباري ـ
د.محمدأبوسمره
سياسي / مؤرخ وخبير استراتيجي
رئيس الحركة الاسلامية الوطنية في فلسطين
ومركز القدس للدراسات والاعلام والنشر ( القدس نيوز )
فلسطين المحتلة ـ غزة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفلسطينيون ومنذ أن دنس الاحتلال البريطاني ومن بعده وريثه الاحتلال الصهيوني النازي أرضهم المباركة ، وهم يمتشقون سلاح الجهاد والرباط والصبر والارادة والعقل والتحدي والاصرار والعناد والكرامة والشرف ،والصمود الأسطوري ،  والعلم والوعي والثورة المستمرة دفاعا عن انفسهم ، وعن ارضهم وعرضهم ، وعن كرامتهم وشرفهم وعزتهم ، وعن مقدساتهم ( مقدسات الأمة كلها من طنجة حتى جاكرتا ) ، وايضا دفاعا عن أمتهم الاسلامية والعربية ، فهم رأس رمح الأمة في التصدي لأصعب تحدي جوهري حقيقي تعيشه منذ الحملة الفرنسية 1798سنة وحتى الآن ، ومنذ انهيار الخلافة العثمانية وتجزئة وتقسيم الأمة الاسلامية والعربية مابين الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني حسب ما اتفق عليه  وزيرا خارجية الدولتين الاستعماريتين (سايكس ــ بيكو ) وقد سميت الاتفاقية باسميهما ، وهي التي اتفقا فيها على تقاسم أملاك الرجل المريض ــ أي الدولة العثمانية ــ وكان نتيجة عن هذه الاتفاقية الملعونة ، احتلال بريطانيا لفلسطين مطلع القرن الماضي ، ومن ثم اصدارها ( وعد بلفور المشئوم ) للسماح للمستعمرين اليهود الصهاينة بإقامة وطن قومي لهم في فلسطين ، لذلك فغن التحدي الغربي الحديث للأمة الاسلامية والعربية ، وتجزئة وتقسيم وتفتيت الأمة ، وتحويل الأمة الواحدة دينا ولغة وعرقا ومواطنة ، الى دول ودويلات وامارات ، تفصل بينها الحدود والسدود ، هو الوجه الآخر لإستمراية الاحتلال الصهيوني الغاصب لأرض فلسطين ، والمزروع في قلب الأمة ، وإن استمرار تجزئة الأمة وتفككها وتشتتها وتمزقها ، يعني استمرار وجود الكيان الصهيوني منغرسا ، كيانا سرطانيا في قلبها / فلسطين . …
ومنذ أن بدأ الصراع العربي / الصهيوني ، أولا بالمؤتمر الصهيوني في بازل بسويسرا سنة 1897 وبدء مؤامرة الهجرة اليهودية الصهيونية الاستعمارية الى فلسطين ، واقامة المستعمرات الصهيونية ، ثم احتلال بريطانيا لفلسطين سنة 1916، واعلانها لوعد بلفور المشئوم في 2نوفمبر / تشرين ثاني 1917 والشعب الفلسطيني يقدم التضحيات تلو التضحيات ، ويفجر الثورات والهبات ، تلو الثورات والهبات ، والانتفاضات تلو الانتفاضات ، وقدم مئات آلاف الشهداء ، وملايين المعتقلين والجرحى والمبعدين والمنفيين والمطاردين ، عدا عن ملايين اللاجئين الفلسطينيين الموزعين على شتى بقاع الأرض ، وغير ذلك من التضحيات التي يصعب حصرها ليس هنا في هذه المقالة ، أنما في عشرات المجلدات من الكتب ، وآلاف الأفلام الوثائقية والبرامج التلفزيونية ، والآلاف .. الآلاف من وسائل التوثيق الحديثة المختلفة ، هذا الشعب العظيم لم يتوقف عن المقاومة والجهاد والرباط والتضحيات والثورات المتتالية والصبر والعطاء والصمود الأسطوري ، والتحدي منذ أكثر من مائة عام ، وذائما هذا الشعب الصابر المظلوم يعمل على تطوير وسائل وأدوات وخطط مقاومته وبرامج جهاده ، ويصنع من المستحيل سلاحا له يواجه به أعتى أشكال الاحتلال العنصري في العصر الحديث ، يواجه به قهر الإمكان ، وعجز الأمة من خلفة ، لم يتراجع يوما هذا الشعب العظيم ، ولم يتوقف لحظة عن المقاومة والجهاد والكفاح بشتى الوسائل والامكانيات ، وكم شاهد العالم أبطال هذا الشعب يذهب نحو الشهادة المقدسة وهم يبتسمون ، وشاهد العالم أجمع كيف تستقبل نساء فلسطين شهداءها بالورود والياسيمن والرياحين والزغاريد ، رغم صعوبة الفراق وألم الوداع ، والحديث يطول ويطول ويطول عن حجم ابتكارات وعطاء وتضحيات هذا الشعب ، وعن قياداته الثورية العظيمة من الإمام الشيخ عز الدين القسام ن الى المفتي الإمام الحاج أمين الحسيني الى الشيوخ عبد القادر الحسيني ، فرحان السعدي ، نمر السعدي ، أبو ابراهيم الكبير ، وفدائي الشهيد مصطفى حافظ ، حتى الزعيم الفلسطيني الشهيد ياسر عرفات أبو عمار وكل القادة العظماء لحركة فتح ، وبقية فصائل منظمة التحرير الفلسطينية ، وقوات التحرير الشعبية ، وجيش التحرير الفلسطيني ، والجهاد الاسلامي ، ثم اخيرا حركة حماس والتي تأسست إثر تفجر انتفاضة الحجارة ( الانتفاضة المعاصرة الأولى 5كانون أول / ديسمبر 1987) ، وفي سياق الإصرار الفلسطيني على ابتكار وابداع  وسائل جديدة للمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني ، وخلق وسائل يمكنها تسديد ضربات مؤلمة له ، تمكن جيش العدو يوم الخميس 10اكتوبر / تشرين أول الماضي من اكتشاف نفقا بطول 2,5 كيلومتر بين قطاع غزة وفلسطين المحتلة / جنوبا، كان معدا لتنفيذ عملية عسكرية وصفها بالكبيرة ، وشكل هذا الأمر ” صدمة كبيرة ” لدى جيش العدو والأجهزة الأمنية الصهيونية ،  وقال موقع صحيفة “يديعوت احرونوت” الصهيونية:  ( تم اكتشاف هذا النفق ، عندما كانت وحدة خاصة من سلاح الهندسة تقوم بأعمال التمشيط والفحص الأمني للشريط الشائك حول قطاع غزة، تقع بدايته بالقرب من بلدة عبسان / شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، وينتهي في حقل زراعي قريب من كيبوتس “عين ثلاثة ” ، وله عدة فتحات )، وقالت الأوساط الأمنية الصهيونية : (أن المقاومة الفلسطينية قامت بحفره ليستخدم أثناء أية حرب جديدة ضد قطاع غزة، لتنفيذ عملية عسكرية مؤثرة داخل العمق الصهيوني ، ولا توجد معلومات متى سيستخدم هذا النفق، ولكن هذه الانفاق يتم اعدادها  ” للاستخدام الاستراتيجي  ” وتبقى سرية لدى حركة حماس ، والتي ستستخدمها في الوقت الذي ستجد أنه مؤثر خاصة في ظل اندلاع حرب أو لتنفيذ عملية أسر جنود) ، وسمحت الرقابة العسكرية الصهيونية بنشر خبرا يفيد بـــ:  ( اكتشاف نفقا ضخما وواسعا لتنفيذ عمليات ضد جنود العدو، أو لاختطاف صهاينة الى داخل القطاع ، يبلغ  طوله ” اثنان كيلومتر ونصف ” ، وهو النفق الثالث الذي يكتشف هذا العام ، وكان معدا ليفاجئ الجيش “الصهيوني “في اي معركة او حرب جديدة بين حماس والمقاومة الفلسطينية من جهة والجيش “الصهيوني” من الجهة الاخرى ) ، وتم حفر النفق من شرق القطاع باتجاه كيبوتس “عين ثلاثة” داخل الكيان الصهيوني ، وزار ضباط كبار من قيادة جيش العدو النفق ، ودخلوا فيه وزعموا انه:  (كان معدا لاختطاف اسرائيليين ) ، وقالت صحيفة “هآرتس ” ان : ( الجيش الصهيوني  واجه اشكاليات كبيرة ، وكشف عن مجموعة انفاق عدة بين الكيان الصهيوني وقطاع غزة ، بعضها تسبب بالضرر للجيش ، كان ابرزها نفق عبر كيبوتس نير عوز، الذي انهار جزءا منه بسبب الظروف الجوية الممطرة ،  وتم اكتشاف نفق اخر قرب كيبوتس نيريم بعمق اربعة اقدام ، واكتشفت ثلاثة انفاق اخرى في السنة الاخيرة تمتد من بلدة عبسان شرق خان يونس باتجاه الكيان الصهيوني ، والهدف من هذه الانفاق هو اجتياز الحصار الامني على القطاع واجتياز السياج الامني ) ، ونقلت صحيفة “يديعوت أحرونوت” العبرية عن مسؤول عسكري صهيوني قوله: (أن المعلومات المتوفرة تشير إلى أن هدف النفق ليس لحظيًا ، بل تم حفره لأهداف استراتيجية لاستخدامه حال اندلاع مواجهة عنيفة ) ، وكشفت الصحيفة أن: (النفق مزود بسكة للعربات الخفيفة ) ، ورجحت أنها: ( معدة لسرعة نقل المخطوف إلى داخل القطاع أو لنقل العبوات بسهولة) ، وعلى ضوء ذلك أمر الميجر جنرال ايتان دانغوت المسؤول في وزارة الحرب الصهيونية عن المنطقة الجنوبية بــ:  (وقف نقل مواد البناء الى القطاع حتى إشعار آخر عقب اكتشاف النفق في قطاع غزة ) ، واعلن رئيس هيئة الاركان الصهيونية موشي يعلون أن : ( اكتشاف هذا النفق هو دليل على استعداد حماس للمواجهة مع الكيان الصهيوني).
وأصيب المستوطنون  بمستوطنة “العين الثالثة” بالصدمة والهلع فور سماعهم خبر النفق ، بالرغم من المسافة الطويلة التي تفصلهم عن حدود خانيونس الشرقية وهي 3 كم ، وعبروا عن خشيتهم من محاولات التنظيمات الفلسطينية لتنفيذ عمليات داخل مستعمراتهم ، وقالت واحدة من قطعان المستوطنين  من مستعمرة “العين الثالثة”: (أصبت بهلع شديد ، ولا زلت أحاول استيعاب ما حصل، ولا زال الخوف يراودني من وجود المزيد من الانفاق تحتنا ، ولا أعرف متى سيقرر الفلسطينيون استخدامها ضدنا، وهذا الأمر يقلق الكل هنا ، فلم يصدق أحد أن نفقاً بهذا الطول قد وصل إلينا ) .
وقال  مستوطن آخر: (أن الجانب الفلسطيني بدا هادئاً مؤخراً، ولكنهم منشغلون على ما يبدو تحت الأرض، ولم يكن هنا أي سلام، فوقت التصعيد يطلقون الصواريخ ، وفي الهدوء ينزلون إلى الأرض للتجهز لما بعد الهدوء ) .
أما رؤساء المجالس الاستيطانية في المناطق المحيطة بقطاع غزة  ، فلم تصبهم الدهشة مما حصل ، وقال داني كوهن رئيس طاقم الطوارئ لمستوطنة العين الثالثة: ( وصل النفق الى الحقول ، ولم يصل إلى داخل الكيبوتس ، الأمر الذي حرمنا من سماع شيء تحت الأرض ، ونحن نعيش في هذا الوضع منذ اثني عشر عاما ، ولا اعتقد أنه سينتهي غداً”، وسكان الكيبوتس يعرفون في أي منطقة يعيشون فلسنا في شمال تل ابيب ) .
وزار حاييم يلين رئيس المجلس الإقليمي “أشكول” مكان النفق بعد وقت قصير من اكتشافه وقال : ( إنه نفق خارج عن المألوف ، حيث التطور سيد الموقف من خلال القوالب الإسمنتية التي تغطي قلب النفق ، وأن حفره بحاجة للكثير من الوقت، وهو نفق مهني، وبذل لأجله الكثير من الجهد، “والأمر الذي فاجأنا هو تصميمه الداخلي الحديث) ، وطالب رؤساء المجالس الاستيطانية القريبة من قطاع غزة قيادة جيش العدو بالتراجع عن قرار سحب الحراسة عن المستوطنات، لأن الوضع الأمني قابل للانفجار في أية لحظة ، ووجود هذه الحراسة حيوي جدا.
ونشرت صحيفة “هآرتس” العبرية مساء الأحد 13أكتوبر / تشرين أول تقريرا على موقعها الإلكتروني حول النفق بعنوان: (سلاح حماس الاستراتيجي ) ، نقلت فيه عن خبراء عسكريين صهاينة أن: (تكلفة النفق  عشرات ملايين الدولارات، وهو مبلغ لا يستطيعه سوى حركة حماس ) ، وأضافت أن: (مشروع النفق يعد من أضخم المشاريع العسكرية خلال السنوات الأخيرة ، وهذا النفق يعد بالنسبة لحماس “عملية على الرف” وبمثابة جهد بعيد الأمد يراد منه أن يحقق نتائج عسكرية في التوقيت المناسب الذي تقرره قيادة الحركة في القطاع) .
وقالت الصحيفة:  (كان من الممكن أن يستخدم هذا النفق في عمليات قتل وحتى عمليات خطف تمنح حماس القدرة على فرض شروطها على إسرائيل ) ، ونوهت إلى أن:  “نفقا مشابها تم اكتشافه قبل الحرب الأخيرة على القطاع وفي نفس المنطقة أيضًا، بعد أن أدى انفجار هائل في الأرض إلى تهاوي جيب عسكري في الهواء” ، وأشارت “هآرتس” إلى أن: (أهداف الأنفاق المتناثرة على الحدود المصرية مختلفة تماما عن أهداف الأنفاق المتجه صوب الدولة العبرية ، وفاعلية هكذا أنفاق ستكون على المحك أثناء أي تصعيد عسكري، فلو بدأت المواجهة وبحوزة حماس العديد من المواطنين والجنود الإسرائيليين فمن الواضح أن نتيجتها ستكون مختلفة تماما ) ، وقال قائد الجبهة الجنوبية في جيش الاحتلال اللواء سامي ترجمان: (إن النفق الذي حفره الفلسطينيون يصل طوله إلى 1.8 كيلومتر، واستخدم في بنائه حوالي 25 ألف لوح من الإسمنت بزنة 800 طن ، والتقديرات تشير إلى أن حركة حماس بدأت في بناء النفق في العام 2011، وانتهى العمل فيه قبل شهرين تقريباً ، والفصائل الفلسطينية لم تتمكن من استخدام النفق بعد، لكنه بنية تحتية لخدمة أنشطة “إرهابية” ضد أهداف ) .
وقالت وكالة أنباء ( U.P.I) أن: (جيش الاحتلال اكتشف وجود  النفق  بعد توصّله إلى طرف خيط”)
ويقدّر الجيش الصهيوني أن: (عددا كبيرا من الحفارين عملوا لحفر النفق لسنة ونصف على الأقل، وانتهت قبل شهرين تقريبا، وذلك استنادا لتاريخ تعبئة بعض المواد الغذائية وأكياس الشيبس التي وجدت داخل النفق، حيث لوحظ ان هذه المواد تم إنتاجها نهاية شهر يونيو / حزيران الماضي فقط ) ، ووفقا للتقديرات الصهيونية: (بدأت عملية الحفر ذاتها من داخل منزل في قطاع غزة وامتد النفق مسافة 1800 متر منها 300 متر ما وراء خط الحدود داخل الخط الأخضر، فيما قدّر ضباط كبار عمق النفق داخل منطقة القطاع بـ 22 مترا ، فيما لم يكن عمق النفق داخل الكيان الصهيوني  ثابتا ، ووصل في أعمق مكان نقطة 18 مترا، ويضم النفق شبكة كهربائية خاصة به بقوة 220 فولت ، إضافة لخط هاتف ارضي “ثابت” يبدو ان الحفّارين كانوا يستخدمونه أثناء العمل ، وشيّد النفق بعد الحفر من قطع وأقواس من الاسمنت المسلح غطت أرضية وجوانب وسقف النفق ، ووزنها وفقا للتقديرات العسكرية الصهيونية 800 طن من الاسمنت، و يزعم الجيش الصهيوني بأن هذه الكميات الكبيرة جاءت من مصر عبر الأنفاق ، ومن الاسمنت الذي تم نقله عبر المعابر لصالح المنظمات الدولية المختلفة ، أو من الاسمنت الذي تم نقله عبر المعابر مع الكيان الصهيوني للقطاع الخاص في غزة خلال الفترة الأخيرة ). وعلّق قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو ، ـــ في محاولة خبيثة ومفضوحة لتحريض سكان القطاع على حماس وفصائل المقاومة ــ على ذلك قائلا: (تستثمر حماس ملايين الدولارات في حفر الإنفاق ، بدلا من استثمارها لصالح تحسين حياة الناس ، وبدلا من بناء المداس ) .
واكتشف جيش العدو مخرجان للنفق داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة ، تبعد الواحدة عن الأخرى مسافة 100 متر، ولم تكن فتحات الخروج ظاهرة ، بل مدفونة على عمق عدة أمتار تحت الأرض، وكشف ضابط صهيوني رفيع الهدف من وراء ذلك قائلا: (إن الحفّارين ينتظرون تلقي الأمر للكشف عن هذه الفتحات وإزالة التراب عنها خلال وقت قصير بما يسمح للمسلحين بالتسلل إلى “الكيان الصهيوني “، أو زرع عبوات ناسفة قرب مواقع عسكرية ، والعودة من حيث أتوا ، خاصة وان طريقة بناء النفق الفنية والمتطورة “طريقة صناعية” تسمح بمرور كتيبة كاملة من المسلحين بكل يسر وسهولة) .وسمحت الرقابة العسكرية الصهيونية بالكشف عن قيام قوات من جيش الاحتلال بتفجير نفقا آخر مفخخا في وسط قطاع غزة قرب السياج الفاصل ، وذكرت إذاعة الجيش الصهيوني أن: (النفق المذكور هو نفق فرعي ، امتداد للنفق الذي فجرته المقاومة الفلسطينية بجيب صهيوني قبيل الحرب الأخيرة على غزة العام الماضي, وعثر فيه على براميل متفجرات ويمتد بالقرب من موقع كسيوفيم العسكري) ، وكشف الناطق باسم الجيش الصهيوني المنتهية ولايته البريغادير يواف بولي مردخاي عن تفجير النفق ، وأكد أن: (المنطقة تمر في هذه الايام بتغيرات كبيرة ومبادرات سياسية ، وان الجيش “الصهيوني ” يجب ان يكون اهلا لمواجهتها ، والمنطقة لا تزال حساسة وقابلة للانفجار ومازالت التهديدات موجودة ومستمرة ).
وصادقت الحكومة الصهيونية على قرار منسق نشاطات جيش العدو في المنطقة الجنوبية بوقف توريد الاسمنت والحديد وجميع مواد البناء الى قطاع غزة. ، وكتب المحلل العسكري الصهيوني في صحيفة “يديعوت احرونوت” العبرية رون بن يشاي تحليلا عن ( النفق ) نشرته الصحيفة في موقعها على شبكة الأنترنت يوم  الاثنين14 تشرين أول / أكتوبر الماضي ، قال فيه: (النفق حفر بعمق 22 مترا ،ويجري العمل المستمر به منذ سنتين ولم يتم استكماله بعد، وامتد على طول الواح الباطون التي كست جدرانه كوابل الكهرباء والهاتف، وأعد ليكون ممرا ثابتا وطويل الأمد) ، واضاف: (أنفاق الهجوم ليست اختراعا حمساويا في مجال الحرب، فقد حفر الكوريون الشماليون مثل هذه الانفاق في ستينيات القرن الماضي للوصول الى اراضي كوريا الجنوبية، وبلغ عدد هذه الانفاق 60 نفقا ضخما حفرت في ارض صخرية ومرتوية بالمياه، في بعضها كان يمكن نقل كتيبة مقاتلين مع عتادهم، خلال نصف يوم .والانفاق هي السلاح القادم الذي اعدته حماس، بعد ان استنتجت ان القذائف والصواريخ قد استنفذت فاعليتها ، واكتشفت الطاقة الكامنة بسلاح الانفاق خلال الانتفاضة الثانية، عندما كانت قوات الجيش تتمركز داخل قطاع غزة، فقد تم تنفيذ عملية تحت ارضية ضخمة ضد موقع عسكري في منطقة كرم ابوسالم وفي موقع اخر على الاقل في القطاع الأوسط ،وما اعطى دفعة في حفر الانفاق نجاح عملية اختطاف غلعاد شاليط عام 2006،  حيث بدأت الفصائل الفلسطينية من وقتها بحفر انفاق ضخمة، يمكن من خلالها نقل اعداد كبيرة من المقاتلين دون أن ينحنوا خلال العبور عن طريقها. تلك الانفاق يمكن استعمالها للعبور الى ” الدولة العبرية”  لخطف جنود، ووضع عبوات ناسفة في مواقع ضعف خطوط الدفاع العسكرية، ولجمع معلومات والتقاط صور ونقل نشطاء الى اراضي الضفة الغربية) ، وطالب بن يشاي جيش العدو الى: “تحسين طرق الكشف عن الأنفاق ، قبل ان تجد الدولة العبرية نفسها يوما ما امام عشرات المقاتلين المسلحين بالمتفجرات في داخل احدى المستوطنات المحيطة بالقطاع، هذا هو التهديد الحقيقي والخطير ويكفي نفقا واحدا، لا يتم اكتشافه لكي يحدث مثل هذا السيناريو”.
و تعيش الدولة العبرية حالة من الإرتباك ، منذ اكتشاف هذا النفق ، بالإضافة الى  فشل أجهزتها الأمنية في الوصول الى الفاعلين الحقيقيين والمسئولين عن تنفيذ العمليات الفدائية الأخيرة التي استهدفت ضباطا وجنودا ومستوطنين صهاينة  بالضفة الغربية المحتلة ، وخصوصا عملية اختطاف وقتل الجندي الصهيوني في قلقيلية، وقنص جندي آخر بالخليل، وطعن مستوطنة في مستوطنة بساغوت ، ومقتل ضابط احتياط رفيع برتبة عقيد في مستوطنة “شدموت محولا ” احدى مستوطنات منطقة شمال الأغوار المحتلة ، واصابة زوجته بجروج طفيفة، إثر مهاجمتهما من قبل مجهولين كانوا مسلحين ببلطات وقضبان حديدية وسكاكين، وادعت زوجة الضابط الصهيوني المقتول: “أنهما هوجما من قبل فلسطينيين” وبحسب المصادر الصهيونية فإن: (خلفية هذه العملية قومية كما يبدو)،. وأوردت صحيفة ( إسرائيل اليوم ) تصريحات لعدد من المسئولين الصهاينة طالبوا فيها بوقف المفاوضات مع الفلسطينين واعتبروها سبباً رئيساً في عودة الهجمات الفدائية في الضفة الغربية ،وقال الرئيس الصهيوني  “شمعون بيرس” معلقاعلى العملية الفدائية الأخيرة التي قتل فيها ضابط الإحتياط الصهيوني: (لن يرتاح أحد حتى ضبط الفاعلين ، وكشف ملابسات الحادثة ، وقد أرسلت التعازي وأبديت عن أسفي على فقدان ضابط كبير جداً )، وقال الجنرال “بيني غانتس” رئيس أركان جيش العدو : (نحن نحقق في الحادث ومصرين على ضبط الفاعلين ) بينما قال وزير الإسكان الصهيوني “أورى أرئيل” من حزب ” البيت اليهودي ” المتطرف):  الحديث يدور عن حادث قاتل وفشل إضافي للجيش ، يثبت أن محادثات السلام تجبي فقط الضحايا لا السلام، وأطالب رئيس الحكومة بالوقف الفوري للمفاوضات).
وتوغل جيش الاحتلال ليل الخميس / الجمعة  31تشرين أول / أكتوبر الماضي  بشكل مفاجئ ومحدود في منطقة عبسان شرق خانيونس ، حيث تم حفر النفق ، وكذلك شرق بلدة القرارة الواقعة شمال شرق محافظة خانيونس جنوب قطاع غزة، وتوغلت ثماني جرافات كبيرة من طراز (دي 9) لعشرات الأمتار شرق بلدة القرارة انطلاقًا من بوابة “السريج” على السياج الأمني الفاصل بين قطاع غزة والكيان الصهيوني ، بمساندة ثلاث دبابات تمركزت على السياج الأمني شرق البلدة، وقامت جرافات الاحتلال بأعمال تجريف في منطقة النفق ، مع تحليق للطائرات المروحية ، وطائرات الإستطلاع بدون طيار بشكل منخفض في أجواء المنطقة، وكشف موقع “ديبكا” الصهيوني أن وزير الحرب الصهيوني  “موشية يعالون” نجا وعدد من كبار جنرالات جيش الاحتلال، من عملية اغتيال بقنبلة أثناء تفقده للنفق يوم 29 تشرين أول / أكتوبر، لكن القنبلة لم تنفجر اثناء زيارة يعلون للنفق ، وانفجرت القنبلة ليل الخميس / الجمعة 31 أكتوبر/ تشرين اول الماضي ، وتم التحكم بها عن بعد أثناء قيام وحدة هندسية صهيونية متخصصة تابعة لــ: (لواء جولاني )  بالاستعداد لتفجيره وهدمه ، مما أدى لإصابة خمسة ضباط وجنود، وقد أصيب الضابط وهو برتية عقيد ، و قائد الوحدة الهندسية المنوط بها تدمير النفق بجراح خطيرة في وجهه وعينيه ، مما أدى الى فقدانه البصر بشكل كلي ، وبقية الاصابات ما بين المتوسطة والخطيرة ، وتم نقلهم لمستشفى سوروكا لتلقي العلاج ، وكانت القنبلة مزروعة في النفق حينما زاره وزير الحرب الصهيوني وكان يمكن أن تنفجر في أي وقت وتؤدي لمقتل كبار قادة جيش العدو، لكنها انفجرت في الوحدة الهندسية بعد يومين ، مما دفع جيش العدو لفتح تحقيق سري عاجل للوقوف على ملابسات الحادث ، وتحقق أجهزة الأمن الصهيونية في كيفية زرع القنبلة ووصول حماس إلى النفق بعد اكتشاف الجيش الصهيوني له، وهل العملية كانت تستهدف بصورة أساسية اغتيال وزير الحرب الصهيوني ، أم أنها كانت مزروعة بالصدفة لقتل جنود وضباط صهاينة ؟.
وإثر هذا التوغل والعدوان الصهيوني الجديد ، الذي اسماه العدو ( عملية عض الاصابع ) أطلقت المقاومة الفلسطينية  قذيفة هاون باتجاه مستعمرة ” اشكول ، أدت الى إصابة ثلاثة مستوطنين نتيجة سقوط القذيفة على سيارتهم ، ودارت اشتباكات عنيفة بين مقاتلي حماس وجيش الاحتلال ، مما أدى الى إستشهاد القسامي ربيع بركة ، بالإضافة الى عدة إصابات في صفوف المواطنين ، وأطلقت مدفعية الاحتلال قذيفتين مدفعيتين صوب أراضي المواطنين شرق خانيونس ، كما أطلقت مروحيات الاحتلال نيرانها بشكل عشوائي ، وكذلك أطلقت الاليات الصهيونية قذائف دخانية تجاه منازل المواطنين شرق خانيونس ، وسمعت أصوات عدة انفجارات ، ونقلت سيارات الإسعاف التابعة للهلال الأحمر الفلسطيني الشهيد بركة والمصابين إلى مستشفى ناصر الحكومي غرب خانيونس ، وتراجعت  قوات الاحتلال المتوغلة شرق خانيونس باتجاه بوابة السريج ، بينما أطلقت زوارق البحرية الصهيونية نيران رشاشاتها تجاه شواطئ غزة ، وتسللت قوات خاصة صهيونية خلف مقبرة الشهداء شمال مدينة غزة ، وردت المقاومة الفلسطينية بإطلاق صاروخ مضاد للدروع  باتجاه احدى دبابات العدو ، وقالت مصادر العدو : (إن الصاروخ المستخدم من قبل المقاومة الفلسطينية والذي استهدف دبابة متوغلة شرقي خان يونس ” متطور جداً ) ، ومع بزوغ فجر الجمعة انسحبت القوة الصهيونية المتوغلة الى داخل الشريط الحدودي المحتل ، وقال رئيس بلدية مستعمرة اشكول: ( دخول القوات إلى غَزّة كان في وقت مؤسف وصعب ) ، ورفع  الجيش الصهيوني حالة التأهب في 13 تجمعا استيطانيا بمحيط قطاع غزة ، وقال المراسل العسكري الصهيوني لصحيفة يديعوت أحرنوت: (لولا تدخل طيران الاباتشي شرق خانيونس لوقع في قبضة المقاومة شاليط آخر في الكمين الذي أعدته)، بينما قالت صحيفة يديعوت احرنوت أن: (حادثة أليمة وقعت على حدود غزة ، والرقابة العسكرية تفرض تعتيما لحين الإعلان رسميا عن التفاصيل ، وتعرضت قوة عسكرية لاطلاق مباشر لقذائف الهاون أثناء تعقبها لنفق العين الثالثة ، وحدث أمر معقد فى الاشتباكات ، والجيش فى حالة تخبط فى صفوف الجنود) ، وأعلن جيش الاحتلال أن: (الاشتباكات مع مجموعة من المقاومين الفلسطينيين وقعت في نفس مكان النفق المكتشف، حيث اطلق مسلحون عدة قذائف هاون ، وتم الرد على مصادر إطلاق النار) .
وأطلقت كتائب الشهيد أبو علي مصطفى الذراع العسكري للجبهة الشعبية عدة قذائف هاون باتجاه قوات الاحتلال قرب بوابة سريج ، وكذلك أطلقت كتائب الشهيد عبد القادر الحسيني أحد الأذرع العسكرية لحركة فتح إطلاق صاروخ من نوع 107 تجاه موقع ” كوسوفيم ” ، وقصفت موقع ” باك سفت ” للإرسال في مستوطنة “نير زحاق ” بقذيفة هاون عيار(100مل) ، ونشر جيش الاحتلال بطارية جديدة من منظومة القبة الحديدية في منطقة بئر السبع جنوب الأراضي المحتلة عام 1948 ، وكشفت مصادر العدو ان: (قوة عسكرية صهيونية وقعت في كمين محكم شرق خانيونس ، وأن مقاوما  كان متنكرا بزي جندي صهيوني ، تمكن من سحب احد جنود الاحتلال للداخل ، وتم اكتشاف امره واستهدافه بمساعدة من الطيران المروحي الصهيوني ) ، وأكدت كتائب الشهيد عز الدين القسام استشهاد ثلاثة مقاومين من مقاتليها اضافة للشهيد ربيع بركة ، وهم القائد الميداني خالد أبو بكرة، والقائد الميداني محمد داوود، والمجاهد محمد القصاص، و قالت المقاومة الفلسطينية انها اطلقت الرصاص وقذائف الهاون على مجموعة من قوات الاحتلال حاولت اقتحام شرق خانيونس ما اسفر عن مقتل جندي واصابة ثلاثة اخرين ، وتبنت كتائب القسام الذراع المسلح لحركة حماس عملية قتل جندي اسرائيلي واصابة اثنين اخرين في عملية تفجير استهدفت القوة الصهيونية المعتدية، وكشف ضابط كبير في جيش العدو مساء السبت2تشرين ثاني / نوفمبر عن استخدام شاحنة جديدة “امولوسيا” في عملية تفجير نفق العين الثالثة ليل الخميس/ الجمعة الماضي ، بعد اشتباكات مع مقاتلي حماس، وقال الضابط : ( إن شعبة التكنولوجيا في الجيش الإسرائيلي قررت استخدام الشاحنة لتفجير النفق الذي يُعد أكبر الأنفاق التي تمكنت إسرائيل من كشفها طوال السنوات الماضية، و الشاحنة تعمل بطريقة إدخال مواد سائلة متفجرة إلى داخل النفق عبر مواسير خاصة يتم وضعها أسفل الأرض وعند التقاء المواد السائلة مع بعضها تحدث عملية تفجير كبيرة، وهذا الحل الفريد والأول من نوعه على صعيد العالم والذي يهدف لضخ مواد سائلة متفجرة لضمان تدمير الأنفاق بشكل فعال ) و أضاف قائلا : ( العملية كانت تهدف لتدمير النفق لمنع استخدامه مرة أخرى من قبل حماس، وبدأت قوات من وحدة الهندسة بالدخول للمنطقة وبحوزتها معدات عسكرية وهندسية مختلفة بالإضافة لشاحنة امولوسيا، ومع بدء أعمال الحفر فوق سطح النفق دوى في تمام الساعة  22:38 مساء انفجارا كبيرا ، تسبب بإصابة ضباط وحدة الهندسة من بينهم العقيد المسئول عن قوة “يهلوم” العاملة في وحدة الهندسة والذي أصيب بجروح خطيرة في الوجه والعينين)  ، وقال أحد جنود وحدة الهندسة الصهيونية الذين شاركوا في العملية: (سمعنا انفجارا كبيرا وشاهدنا النيران تتصاعد من النفق، واعتقدنا أن جميع من كانوا حول النفق قد قتلوا ، وبعد فترة من الوقت فهمنا ما جرى حولنا ، وبدأت عملية مهاجمة المخربين عبر الدبابات ) ، وعقب الانفجار طلب قائد لواء غزة في جيش العدو بتفجير النفق كليا ، رغم أن ضباطا صهاينة آخرين طالبوا بوقف العملية بسبب إصابة ضباط وجنود وحدة الهندسة، وفي الساعة الخامسة من فجر الجمعة 1تشرين ثاني / نوفمبر  تلقى قائد المنطقة الجنوبية في جيش العدو تقريرا بانتهاء العملية بنجاح”.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
البريد الإليكتروني asglan@hotmail.com

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.