الإرهابيون في الجرود من عرسال إلى القاع يقرّرون الهروب إلى الأمام!

lebanon-army-orsal

صحيفة البناء اللبنانية ـ
يوسف المصري:

تستمر منذ أيام عمليات تعقب انتحاري تم مؤخراً رصد اتصالات خليوية له مع أشخاص يوجد رصد دائم لتحركاتهم نظراً لكونهم مصنفين على أنهم «خطرين للغاية».

وتحفظت مصادر المعلومات التي كشفت هذه الواقعة، عن الإفصاح عن تفاصيل إضافية حول هوية هذا الشخص والجهات التي اتصل بها وفحوى هذه الاتصالات. ولكن المعلومات تؤكد أنه فلسطيني سوري، وأنه بصدد تنفيذ عملية تفجير انتحارية بواسطة سيارة.

وتدرج المصادر عينها هذه العملية الإرهابية المحتملة ضمن معطيات «تقدير للموقف» حول أخطار الإرهاب على لبنان خلال هذا الشهر. ويتوقع هذا التقدير بالاستناد لمعلومات استخبارية داخلية وخارجية متقاطعة، أن يشهد الشهر الجاري تزخيماً للعمليات الإرهابية في لبنان وذلك بالتزامن مع تسخين مقصود للتصعيد العسكري من قبل الجماعات التكفيرية المنتشرة على جبهة الجرود اللبنانية بمقابل خطوط الجيش اللبناني في تلك المنطقة.

ويضيف «تقدير الموقف» عينه، إن إرهاصات هذا التصعيد الإرهابي والعسكري ضد لبنان بدأت فعلاً. فإلى المعلومات عن الانتحاري الآنف، أكدت معلومات متصلة أنه ليل الاثنين – الثلاثاء الماضي قامت المجموعات التكفيرية بشن هجمات متزامنة على طول خطوط قتالها مع لبنان، وذلك انطلاقاً من مواقعها داخل الأراضي السورية في الزبداني مروراً بمواقعها بجرود عرسال وصولاً إلى جرود القاع، واستمرت الاشتباكات من منتصف الليل حتى وقت مبكر من فجر الثلاثاء. ولم تحقق هذه الاعتداءات إلا الخيبة على رغم أنها تركت في أثرها رسالة تعزز مصداقية تقدير الموقف اللبناني بخصوص أن المسلحين التكفيريين سيحاولون جاهدين خلال هذا الشهر تكثيف الضغط بكل الوسائل الإرهابية والعسكرية على الحكومة اللبنانية ومجمل الواقع السياسي اللبناني. وهدفهم من ذلك تسريع إيجاد مخرج لوضعهم البائس في الجرود المقابلة للحدود مع لبنان، كون استمرار تمركزهم في هذه المنطقة يصبح مستحيلاً مع بدء فصل الشتاء حيث تتدنى درجة الحرارة هناك إلى مستويات لا تحتمل.

وبحسب «تقدير الموقف» عينه، فان الجماعات التكفيرية الموجودة على امتداد منطقة الجرود القلمون وعرسال ولغاية القاع ، ويقدر عددهم بخمسة آلاف عنصر، سيكونون محكومين خلال هذا الشهر الذي يفصلهم عن بدء موسم البرد القارس في الجرود، بواحد من خيارين لا ثالث لهما: إما فرض تسوية على الدولة اللبنانية – يتوسلون فيها الضغط بورقة الجنود اللبنانيين المخطوفين – تسمح لهم باستعمال بلدات لبنانية محاذية للحدود السورية كعرسال من أجل استخدامها من قبلهم كملاذ يقيهم من قساوة طقس الشتاء في الجرود، أو تسوية أخرى تضمن لهم ممراً آمناً يغادرون منه المنطقة الطردية الموجودين فيها الآن، باتجاه شمال سورية.

ويرى «تقدير الموقف» الآنف أنه من دون نجاحهم في نيل أحد هذين الحلين اللذين لا يبدو أن لبنان بوارد السير بهما، فإن المسلحين سيحاولون الهروب إلى الأمام من الواقع الصعب الذي يواجهونه والذي يشتد صعوبة مع حلول موسم البرد في الجرود. ويتوقع أن يترجموا وقائع هذا الهروب خلال هذا الشهر وذلك عبر توجههم لإطلاق موجة تفجيرات إرهابية جديدة وأيضاً من خلال محاولات التمدد باتجاه مناطق لبنانية والسيطرة عليها ليستخدمونها كملاذات خلال هذا الشتاء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.