إلى أين يتجه سهم شركة أمازون بعد الاستحواذ على شركة هول فودز؟

إلى أين يتجه سهم شركة أمازون بعد الاستحواذ على شركة هول فودز؟

 

في منتصف شهر يونيو/ حزيران الماضي، أعلنت شركة أمازون لتجارة التجزئة عبر الإنترنت عن صفقة استحواذ على سلسلة المساحات التجارية “هول فودز whole foods ” المتخصصة في الأغذية الطبيعية غير المعالجة.

وكان هذا الإعلان هو الحدث الأبرز في الأسواق المالية الأمريكية نظرا لحجم الصفقة التي بلغت 1.37 مليار دولار، إضافة إلى خصوصية الصفقة حيث تعتبر شركة أمازون أول شركة أنترنت تدخل مجال الأغذية الطبيعية.

سهم شركة أمازون إرتفع بعد إعلان الصفقة أكثر من 5% ليبلغ أعلى مستوى له منذ إدراج سهم الشركة للتداول عند المستوى 1017 دولار للسهم، قبل أن يرتد في عملية تصحيحية. وكان السهم قبل ذلك قد أغلق فوق مستوى 1000 دولار لأول مرة في الثاني من حزيران/يوليو الماضي ووصل عند أعلى مستوى له عند 1016.50 دولار حسب بيانات منصة UFX لتداول الأسهم.

ارتفاع سهم الشركة كانت نتيجة تفاؤل المستثمرين، بأن عملاق التكنولوجيا يمكن أن يضيف الكثير لتنمية أعمال شركة الأغذية، وزيادة أرباحها خاصة في مجال التسويق والتوزيع وهما نقاط قوة شركة أمازون.

ورغم هذا التفاؤل فإن هناك فريق من المحللين و متداولي الأسهم المتشككين في فعالية هذا الاستحواذ على المدى البعيد والمتوسط.

ويرتكز هؤلاء المحللين في نظرتهم على أداء الشركة في الفترة الماضية، فرغم أن مبيعات الشركة تعرف نموا إيجابيا إلا أن تسارع هذا النمو قد تباطأ كثيرا، مع تراجع ربحية سهم الشركة، كما عرفت الإيرادات الصافية لشركة انخفاضا منذ عام 2015.

وبالتركيز على ربحية سهم الشركة، فإن عدد أسهم الشركة في الوقت الحالي يبلغ 319 مليون سهم، في حين أن عدد الأسهم كان يبلغ 338 مليون سهم متداول والسبب في هذا الانخفاض يعود إلى عمليات إعادة استحواذ قامت بها الشركة من أجل الحفاظ على قيمة أسهم من الانخفاض.

وهذا يعني أن قيمة ربحية السهم كان يمكن أن تكون أقل بكثير وسرعة انخفاضها أسرع، ومن المتوقع أن يبلغ عدد أسهم الشركة 300 مليون بحلول عام 2018.

النقطة الثانية التي أثارت حفيظة بعض المحللين هي توقعات نمو الإيرادات في عام 2018، التي يرى فيها الكثيرون غير واقعية ومبنية على الآمال الموضوعة في خطة الإصلاح التي باشرتها إدارة شركة ” هول فودز” من أجل تحسين أداء الشركة.

أخيرا أشار هؤلاء إلى الارتفاع المرتقب في ديون الشركة وبالتالي ارتفاع الفوائد والأتعاب التي عليها دفعها، حيث بلغت في الربع الأول من العام الجاري أكثر من 139 مليون دولار فوائد، وهي في ازدياد مضطرد.

فرغم امتلاك شركة أمازون سيولة تبلغ 2015 مليار دولار، إلا أنها لن تستعملها في دفع تكاليف صفقة الاستحواذ، إنما ستلجأ إلى الاستدانة من البنوك، لتضاف إلى ديون بقيمة 7.7 مليار كما أن شركة ” هول فودز” عليها ديون بقيمة 1 مليار دولار أمريكي.