الإنتصارات الروسية.. ما أشبه اليوم بالبارحة

ahmad-kaysi-russia-victory

موقع إنباء الإخباري ـ
أحمد إبراهيم أحمد ابو السباع القيسي*:

 

 في 9 مايو/ أيار من كل عام تحتفل روسيا برمتها بالإنتصار التاريخي العظيم على الفاشية الايطالية والنازية الهتلرية الألمانية والعسكرية اليابانية, في حرب وطنية عظمى قادها ستالين ونفّذها الجيش الأحمر الروسي, فكان إنتصار الحق على الباطل، وإنتصار الخير على الشر, وكان إنتصاراً حقق نقطة تحوّل كبرى أدّت إلى قلب الموازين الدولية وإظهار مكامن القوة الروسية الحقيقية خلال الحرب العالمية الثانية, فقطع دابر الشر والباطل من جذوره, وكبح نوايا هتلر النازي واشياعه وأطماعهم التي لم يكن لها حدود, وخلّصت موسكو معظم عواصم الدول الأوروبية والعالم من السيطرة النازية، وحتى أنّها خلّصت بريطانيا وأمريكا من ذاك النازي المجرم.

أطماع هتلر وحبه للسيطرة دعت الإتحاد السوفياتي إلى إعلان الحرب العادلة لإنهاء الشر المطلق, فكانت الحرب كر وفرـ ومِن ثَّم إنتصار لروسيا عماد السوفيات وهزيمة للمحور وقائدته المانيا النازية، وكان من بين المعارك الفاصلة معركة ستالينغراد، التي وصفت بإحدى أهم المعارك الكبرى في الحرب العالمية الثانية وإستمرت 6 شهور, دخل من خلالها الجيش الأحمر السوفياتي البطل بسلاح الدبابات والهجومات السريعة الخاطفة, ليجد الجيش الهتلري الألماني نفسه في لجة حرب العصابات المُنهِكة, مما أدى إلى إنهياره أمام ضربات الجيش الأحمر السوفياتي الذي إستولى على المطارات والأماكن الحساسة التي كان يسيطر عليها جيش هتلر, فإستسلم للروس القائد الألماني (فريدريك باولوس) في 2 فبراير 1943م مع مئات الاف جيشه, ولم تحقق بعده جيوش هتلر أي تقدم أو إنتصار إستراتيجي في الشرق, فكانت بداية هزيمة نهائية لم يستطع تجاوزها أو التعامل معها, فإنتصر الحق وهزم الباطل إن الباطل كان زهوقا, وإنتهت الحرب العالمية الثانية وإنتصر السوفيات وظهرت قوتهم العظمى وقسّمت ألمانيا النازية وذهبت ريحها في خواتيم عدوانيتها.

والجنود السوفيات كتبت أسماءهم بالدم في سجل التاريخ العالمي, كيف لا وهم مَن أنقذ العالم أجمع والإنسانية من الإبادة التامة, ودمائهم أعادت صياغة الحياة من جديد للإنسانية برمتها, فأسس نظام عالمي جديد يسوده الإستقرار والسلام والأمن بمبادئ وأخلاق تحكمه, أما أمريكا وبريطانيا فلها عداء تقليدي تجاه الدول الكبرى ذات التاريخ والحضارة والثقافة الممتدة منذ دهور طويلة, لأنها دول أقيمت على إبادة شعوب بأكملها كما فعل هتلر النازي، ولا يوجد لها عمق تاريخي أو حضاري أو إنساني, بل لديها عمق تاريخي وحضاري في حقل الإجرام وإبادة الشعوب والسيطرة على أوطانها وخيراتها, ولا أدل على ذلك هروب  قادة هتلر النازي إلى بريطانيا وأمريكا حيث أكملوا مسيرة هتلر في تلك الدول الظالمة، الجالبة المصائب والكوارث والحروب للعالم وشعوبه.

تلك الدول ما تزال تحاول طمس دور روسيا الرئيس والمركزي في تحقيق النصر في الحرب العالمية الثانية, من خلال محاولات تشويه ّالإنتصار الروسي العظيم والكبير, وبغية إنهاء أي دور لروسيا في القضايا العالمية كا يَحلمون, ولتبقى تلك الدول هي المُسيطرة على مقدّرات العالم كما تخطط، وحتى لا تعود روسيا نداً لها ولمخططاتها التوسعية، وخشية من تكرار الانتصار الروسي التاريخي على هتلر، إنتصاراً مُتجدِّداً على غيره، في بقاع جديدة في الكون!

وما أشبه اليوم بالبارحة.. فتلك الدول الظالمة والشريرة المتصهينة تقوم بنفس خطوات هتلر في التوسّع, لكن بطرق أكثر شيطانية وخبثاً وجهنمية, أدت إلى تدمير الدول وإسقاط أنظمتها وإستنزاف جيوشها وتقتيل شعوبها وتهجيرهم لتحقيق مصالحها بالسيطرة على الأرض وما عليها، وما جرى وما زال يجري في منطقتنا وفي أوكرانيا وفي غيرها من الدول هو من تخطيط هؤلاء الشياطين لإنهاء الدور الروسي في القضايا العالمية, ولتستمر تلك الدول في السيطرة على العالم وخيراته كما يحلو لها.

لكن الله سبحانه وتعالى ثبّت روسيا على الحق في حربها على الباطل قديماً وحديثاً, فأظهرت قوتها مرة أخرى، ووقفت بوجه تلك المخططات الشيطانية الأمري ألاُوروبية الغربية، وقلبت الطاولة على رؤوسهم مرة أخرى, وهي تسير معهم بنفس الخطوات التي سارت بها في الحرب العالمية الثانية, بحنكة وحكمة وقوة الرئيس الرمز بوتين وحكومته ووزير خارجيته المخضرم لافروف وقوات روسيا المسلحة التي أثبتت قوتها وجبروتها في كل الميادين, فها هي تحقق الإنتصار تلو الإنتصار مع حلفائها على تلك الدول الظالمة والمُستكبرة على خلق الله.

ومن جديد، وبعد سنوات طويلة من انتهاء الحرب العالمية الثانية التي انتصرت فيها روسيا السوفياتية، يعود الجنود الروس ليسطّرون بدمائهم النصر تلو النصر، وكتفاً الى كتف مع إخوانهم في الجيش العربي السوري والحلفاء.

روسيا وحلفائها دول لا يمكن هزيمتها ولا السيطرة عليها, فهي دول حرة ومستقلة وذات سيادة, ودول قوية سياسياً وعسكرياً وإقتصادياً وموحَّدة إجتماعياً وثقافياً, وتدافع عن الحق، وتريد الخير لكل الشعوب, وتعمل كل ما بوسعها لإسعاد الإنسانية والحفاظ على إطارها الجامع للأديان والقوانين الوضعية والمحبة والخير والتسامح والسلام والأمن والأمان, ووقف الفتن والتدخل في شؤون الدول والشعوب، ووضع حد لسفك الدماء والسيطرة على الدول المستقلة ذات السيادة, وسينصر الله سبحانه وتعالى روسيا بوتين الجديدة كما نصرها سابقاً في كل الميادين, فقد سخّرها الله للإنسانية والحفاظ عليها من كل ظلم وشر وباطل.

*عضو في رَاَبِطَة الَقَلَمِيِّين الاَلِكْتْروُنِيّةِ مُحِبِّيِ بُوُتِيِن وَرُوسيِّهَ فِيِ الأُردُن وًالعَالَم العَرَبِيِ، وكاتــــب وباحــــــث أردنــــــــي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.