الاخوان.. نهاية الحلم!

الاخوان.. نهاية الحلم!

بين ديسمبر 2010 وديسمبر 2013 مجرد ثلاث سنوات من عمر التاريخ، ففي التاريخ الاول بدأ نجم الاخوان يسطع في سماء ما سمي بالربيع العربي من تونس وفي 2013 جاءت النهاية المدوية للاخوان في اكثر من موقع.. ثلاث سنوات هو عمرالموجة التي صعد علیها الاخوان والتي اسقطتهم.. ولكن كیف صعدوا وكیف كان الهبوط…؟

عندما نتحدث عن الاخوان فإن المقیاس هي مصر بسبب تاریخ الحراك الاخواني فیها ووسعته وعمقه وكونه المصدر الذي غذی جمیع الساحات الاسلامیة الاخری بالحراك والنشاط الدعوي.

ولعل المشكلة الاساسیة التي عانی منها الاخوان في مصر هي ضیاع المنهج واستعارة مناهج اخری جعلت الجماعة ضائعة بین تناقضین لیبرالي براغماتي وسلفي متحجر..

لقد ألقت التجربتان التركیة والسلفیة بظلالهما علی مشروع الاخوان، فبدا غیر مبدئي في جانب ومذهبي متخشب رافض للآخر في جانب آخر.

اما ثورات الربیع العربي فقد زادت الطین بلة، لأنه اظهر تهافت الجماعة علی السلطة وأبتعادها عن ثوابها وتحالفاتها والشعارات التي اطلقها من قبل وان كانت العدید من تلك الشعارات مجرد عمومیات تفتقد لاي مشروع عملیاتي یمكنه ان یشكل حلاً، خلاف ما كانوا یرفعونه في أن الاسلام هو الحل.

وتجربة الاخوان في الحكم بعد الربیع العربي مریعة للغایة.. فقد قفز الاخوان علی الحراك الجماهیري مصادرین حقوق الكثیر من الفئات التي نهضت بالثورة بإسلوب اقصائي فظ بعید عن اللیاقة.. وهنا ندون بعض الملاحظات علی اخطاء الاخوان:

1- انهم لم یبدأوا الثورة الجماهیریة، بل التحقوا بها، ثم عملوا علی مصادرتها.

2- تبنوا خطابین متناقضین: لیبرالي في علاقاتهم بالغرب وسلفي مذهبي في علاقاتهم الاقلیمیة وترتیباتهم الداخلیة.

3- لم یلتفتوا الی مطالبات الفئات والتنظیمات الاخری في الداخل واصطدموا معها.

4- اعتمدوا علی قوی اقلیمیة واهیة وغیر حقیقیة (مثل قطر وتركیا الاردوغانية).

5- داهنوا البلدان الخلیجیة المعادیة لهم بالاساس، للحدّ الذي جعل الرئیس محمد مرسي اول زیاراته الی السعودیة ومن هناك وصفها بالاسلام المعتدل!

6- فتح ابواب مصر امام النشاط السلفي التكفیري الذي تموله السعودیة وبعض البلدان الخلیجیة الاخری.

7- ظهر الاخوان ضعفاء امام اغراءات السلطة فابتعدوا عن تاریخ شعاراتهم بحق فلسطین ،بل راحوا ابعد من ذلك الی مغازلة الصهاینة لاستبدال الحالة الفتحاویة باخری حمساویة!

8- اهملوا القوات المسلحة ومؤسسات الدولة السابقة وخاصة القضاء ولم یعمدوا علی اجراء تعدیلات في الاجهزة.

9- حولوا حكمهم الی تهدید للاقلیات وخاصة الاقباط الذین لهم دور مؤثر علی الاصعدة الاقتصادیة والاعلامیة والسیاسیة داخل مصر وخارجها.

وامام هذا التخبط.. استغلت القوی المناهضة للاخوان تدهور الاوضاع الاقتصادیة وعملت علی افشال المشروع الاخواني الذي تصور انه بدأ یبسط هیمنته علی الربیع العربي.. فتحالف اللیبرالیون والعسكر والاقلیات بدعم اقلیمي لاسقاط مشروع الاخوان الذي اراد ان یصدر ثورته الی اكثر من بلد قبل ان یثبتها في الداخل..

تجربة الاخوان في مصر ستشكل نكسة في تاریخ الاسلام السیاسي ومدخل الی فوضی خلاقة شارك في صناعتها الامیركیون والرجعیون العرب والاخوان انفسهم، فوضی یراد منها اعادة صیاغ المنطقة وفق الرؤیة الصهیوامیركیة والتي تقوم علی:

1- احتواء ایران النوویة.

2- تشكیل كتلة عربیة في مواجهة ایران وروسیا والصین.

3- حل القضیة الفلسطینیة من خلال مشروع الدولتین وفق المقاسات الصهیونیة.

4- تحجیم المقاومة ومحاصرتها.

5- اضعاف الخیارات العسكریة في مواجهة الدولة العبریة.

موقع قناة العالم – علاء الرضائي

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.