الاستنزاف سيفشل وسوريا لن تقسم

flag - syria - dimascus
فرضية النجاح في تقسيم سوريا وعرقلة نهوض الدولة الوطنية لصالح امراء الحرب والكانتونات التي يقيمونها على الأرض هي آخر رهانات ما بعد الفشل الأميركي وهي تصطدم بعقبات موضوعية يصعب تخطيها وتشير إلى تراكم التحولات لصالح الانتصار السوري الحاسم على العدوان الاستعماري .

يعزز رجحان هذه الرؤية مسار التحول العالمي والإقليمي الجاري لصالح سوريا وحلفائها في المنطقة والعالم ولاشك في ان تحقيق الانتصار السوري سيستغرق زمنا لا بد منه ولن تكون مهمة إعادة البناء الوطني من بعده رحلة سهلة بل تستدعي تصميما وإرادة كبيرين وواقعية ودقة في تعيين المصاعب المقبلة كما يفعل الرئيس بشار الأسد في جميع أحاديثه عن آفاق النضال الضاري الذي تخوضه سوريا اما أبرز العوامل التي ترجح فشل رهان التقسيم والاستنزاف :

1- التحول المستمر في الموقف الشعبي الذي يرجح كفة الدولة الوطنية ويقوض سلطات الأمر الواقع التي يفرضها أمراء الحرب وجماعات التكفير وحيث بات المواطن السوري المقيم والنازح في الداخل والخارج يعتبر استرجاع الأمان غاية مستحقة تكفلها الدولة الوطنية وقواتها المسلحة بعد ما ذاقه من الويلات والآلام على أيدي الجماعات المسلحة ومشاريعها التخريبية والتناحرية الإلغائية.

2- صلابة الدولة الوطنية وتماسك مؤسساتها المدنية والعسكرية واستمرارها رغم ظروف الحرب الكونية في اداء واجباتها وحمل مسؤولياتها وفي أسوأ الظروف وهذا عامل مهم لم تفلح المعارضات و”حكوماتها” وهيئات أركانها وادواتها الأخرى سوى في ترسيخ اهميته وتميزه في أذهان السوريين فتجارب الإدارات المسخ وقيادات الأركان المتغيرة على مدار الساعة التي يقيمها التكفيريون ومرتزقة الخارج تحولت نموذجا للصوصية الفاجرة وللفساد الكريه وهي تجمعات مصاصي دماء وعملاء لا صلة لها بمفهوم الخدمة العامة مما يحسم التفوق الأخلاقي للدولة الوطنية وللجيش السوري ويعزز الارتباط بهما رغم كل ما لحقهما من خسائر وما طالهما من حملات تشويه.

3- تبلور في سياق المقاومة السورية تحول بنيوي في واقع القوات السورية المسلحة يجعلها قادرة على كسب حرب الاستنزاف المتنقلة وذلك بفعل التغييرات الهيكلية التي طرأت تنظيميا وقتاليا على الجيش العربي السوري ومع توسع قوات الدفاع الوطني الرديف الشعبي للجيش النظامي وتكامل هذين العاملين مع قوى المقاومة الحليفة وخبراتها المتأصلة مما يضع زمام المبادرة بيد الدولة الوطنية وقواتها المسلحة ويمكنها من تحقيق الإنجازات.

4- نجاح الدولة الوطنية رغم الصعوبات والعراقيل في مواصلة سحب المزيد من السوريين المتورطين بحمل السلاح وإخراجهم من صفوف الجماعات المسلحة من خلال العمل السياسي والإعلامي المتواصل وعبر رعاية المبادرات الشعبية الجارية تحت عنوان المصالحات وهذا ما يجعل العنصر الأجنبي التكفيري على الأرض أشد عراء في نظر المواطنين السوريين ويضعف القوة البشرية المشاركة في مقاتلة الدولة والقوات المسلحة التي رفدها العائدون من التمرد بدمائهم وقدموا العديد من الشهداء.

5- تمكنت الدولة الوطنية من التقدم كممثل للوطنية السورية الاستقلالية المعادية للاستعمار ومن تجسيد الوحدة الوطنية للشعب السوري في تكوينها وفي سلوكها مقابل واجهات متهتكة مرتبطة بالخارج وفاقدة للمصداقية وممزقة بصراع مرجعياتها المخابراتية والمالية.

6- جسدت الدولة الوطنية السورية مصداقية عالية في السعي إلى الحل السياسي في جميع فصول الحرب منذ ثلاث سنوات بينما رفض خصومها التجاوب مع مبادراتها المتلاحقة وصولا إلى افتضاح امرهم في مباحثات جنيف التي كانت جولة فاصلة لصالح الدولة الوطنية ووفدها .

7- سلطات الأمر الواقع لا تحوز على مقومات الاستمرار والصمود مع تقدم الجيش العربي السوري والدولة الوطنية في المسيرة الكبرى السياسية والعسكرية لنهوض سوريا وتحريرها فجزر امراء الحرب مشتتة ومتناحرة من الداخل وفي مابينها وقد اخفقت جميع المحاولات الأميركية اليائسة لإقامة هيكل مركزي موحد لسلطة الأمر الواقع.

8- تثبت إمارات الحرب عجزها اكثر فاكثر عن تامين دورة حياة مستقرة للناس بل إن كثيرا من وجوه الحياة في مناطق سيطرة امراء الحرب ما يزال يتغذى بشرايين الدولة الوطنية المركزية التي لم تعاقب مواطنيها بجريرة العصابات المسيطرة على مناطق سكنهم .

9- دوليا وإقليميا يترسخ التوازن الجديد الذي ساهمت سوريا في صنعه بصمودها الكبير في وجه العدوان الاستعماري ويزداد شركاء سوريا الاستراتيجيون يقينا وصلابة في حين يتصاعد الارتباك والتلبك في صفوف حلف العدوان خصوصا في توزيع تبعات الفشل امام صمود سوريا.

لهذه الاعتبارات وغيرها سيكون انتخاب الرئيس بشار الأسد نقطة انطلاق تاريخية لمسيرة وطنية كبرى تقود إلى تحرير سوريا من عصابات العدوان والإرهاب وإلى سحق مؤامرة التقسيم وبمشاركة واسعة من مختلف شرائح الشعب السوري التي ستنتقل فورا إلى ورش إعادة البناء الوطني ونهوض القوة السورية مجددا على مسرح المنطقة والعالم .

غالب قنديل – وكالة أخبار الشرق الجديد

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.