التكفيريون و استهداف واستقرار الكويت

9998595226.jpg

صحيفة كيهان العربي الإيرانية ـ
مهدي منصوري:

المتابع للشان الداخلي الكويتي يدرك جيدا ان التيار السلفي التابع للسعودية يحاول ومنذ مدة تزيد على الاربع سنوات وهو يمارس دورا تخريبيا ممنهجا خاصة على الصعيد السياسي من اجل ان تكون سياسة الحكومة الكويتية متطابقة ومنسجمة مع سياسة السعودية في كل تفاصيلها.

الا ان الموقف المستقل والمتوازن الذي تسير عليه الحكومة الكويتية في سبيل توطيد علاقاتها مع كل الدول من دون التدخل في شؤونها، وكذلك لمواقفها من قضايا المنطقة قد اغضب السعودية وقطر ولذلك فانها ذراعها التكفيري الذي زرعته في هذا البلد لكي يضغط من اجل استنزاف الحكومة لارغامها على الركون الى ما تريده الرياض.

وقد حاولت ما تطلق على نفسها المعارضة المدعومة سعوديا وقطريا ومن خلال الاجتماعات والاحتجاجات التي قامت بها وخلال السنوات الماضية ان تقلق الوضع الداخلي بحيث وصل في بعض الاحيان الى حد الانفجار والمواجهة بينها وبين الحكومة.

الا ان ونفس الوقت فان الحكومة الكويتية رغم ادراكها بخطورة الخط التكفيري السلفي الذي وصل الامر فيه ومن خلال ادبياته وتصريحات رموزه الى وضع الحكومة الكويتية في مواقف صعبة وحرجة امام بعض الدول من خلال الممارسات التي استهدفها هذا الخط في التهجم عليها وكذلك من خلال دعم هذه الجهات وبصورة علنية ومباشرة ماديا واعلاميا الى المجموعات الارهابية في كل من العراق وسوريا، والانكى من ذلك ان بعض رموز هذا الخط السلفي التكفيري قد شاركوا مع هذه المجموعات الارهابية في القتال ضد ابناء الشعب السوري والعراقي. ولما كان موقف الحكومة الكويتية يتسم بالتراخي وعدم الحسم في مثل هذه القضايا رغم الدعوات التي انطلقت من اغلب ابناء الشعب الكويتي مما منح الفرصة لهذه المجاميع التكفيرية ان تتمادى في تصرفاتها بحيث بلغ حدا انها اخذت تضرب على طبل الطائفية المقيتة من اجل تمزيق وحدة ابناء الشعب الكويتي التي تسالموا عليها ومنذ تأسيس الدولة ولهذا اليوم.

ولذلك ولما كانت الكويت وبموقفها المتوازن هذا لم ترق للرياض ولا للدوحة ولذلك فانهم عمدوا ان يدخلوا هذا البلد في الفتنة الطائفية مكرها من خلال العملية الاجرامية الارهابية التي طالت مسجد الامام الصادق عليه السلام بمنطقة المرقاب خاصة وان هذا المسجد يمثل طائفة من طوائف الشيعة لتحقيق هدفين اولا هو اشعال نار الفتنة بين ابناء الطائفة الواحدة والشيء المهم في الامر هو استنزاف الكويت سعوديا من اجل ان تغير من سياساتها المعتدلة، وان تسير في الفلك السعودي القائم على محاربة الشيعة اينما كانوا من خلال عملائها وادواتها المجاميع الارهابية، ولكن هناك امر قد غاب عن ذهن هؤلاء المجرمين الحاقدين وهو ان الشعب الكويتي بكل طوائفه من سنة وشيعة قد عاشوا وضمن البيت الكويتي الواحد ولا يمكن لمثل هذه الاعمال الاجرامية الحاقدة ان تدق اسفين الفرقة بين الكويتيين، ولذلك مما يتطلب من الحكومة الكويتية ان تقوم بدورها الفعال وان لا تستسلم لارادة هؤلاء التكفيريين الحاقدين وان تاخذ زمام الامور وبشدة في التصدي لمثل هذه الاعمال خاصة ان هؤلاء الحاقدين قد اعلنوا على انفسهم وبوضوح من انهم ضد الوحدة الوطنية الكويتية وانهم يعملون على تمزيق هذا البلد وهو ما يعرفه كل كويتي وبوضوح، ومن الطبيعي ان الشعب الكويتي سيقف صفا واحدا مع الحكومة فيما اذا قامت بدورها الفاعل في درء الفتنة وقتلها في مهدها قبل ان يستغل الامر ويصل الى ما لا تحمده عقباه.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.