الجيش السوري وحلفاؤه يندفعون باتجاه البوكمال و’قسد’ تسعى للحاق بهم



موقع العهد الإخباري ـ
علي حسن:
يشترك الجيش السوري وحلفاؤه بجبهة طويلةٍ ومتداخلة مع قوات سوريا الديموقراطية، في أجزاءٍ من الخط البري الواصل من طريق دير الزور – الميادين وعلى اتجاه البوكمال الحدودية، قوات “قسد” تحاول اللحاق بالجيش السوري الذي يلاقي مقاومةً عنيفة من إرهابيي داعش جنوب الميادين، في حين يسلّم الأخير البلدات والقرى التي يسيطر عليها لـ”قسد” دون أية عمليات قتالية، الأمر الذي يؤكد أنها مصممة على عرقلة تقدم الجيش السوري نحو البوكمال.”ورأى  الكاتب الصحفي “كامل صقر” في حديث لموقع العهد الاخباري أنّ “سيطرة الجيش السوري على البوكمال تشكّل الوصل الجغرافي الرسمي الأول من نوعه منذ سيطرة الفصائل المسلحة  ومن بعدها تنظيم داعش الإرهابي على الحدود السورية العراقية”، وتابع أنّ “منطقة البوكمال من الناحيتين الجغرافية واللوجستية أكثر أهمية من التنف التي يتواجد فيها الأمريكي والواقعة على مثلث الحدود بين العراق وسوريا والأردن. هناك تنافسٌ واضح في الأيام الأخيرة بين الجيش السوري وحلفائه من جهة وبين واشنطن وميليشياتها على الأرض السورية المتمثلة بقوات سوريا الديموقراطية، فواشنطن تسعى لمنع الجيش السوري من الوصول للبوكمال المهمة جداً لجهة تحقيق الوصل بين سوريا والعراق وإيران  وبالتالي فإنّ دخول الجيش السوري لها سيغيّر الكثير من المعادلات اللوجستية الخاصة بالصراع داخل سوريا، وصعوبة المعارك الدائرة بين الجيش السوري وتنظيم داعش الإرهابي سواء في أطراف المحطة الثانية بريف دير الزور الجنوبي أم على محور  الميادين – البوكمال على عكس ما يحصل بين الأخير و”قسد”  في الريف الشرقي والمناطق النفطية حيث تجري هناك عمليات إخلاءٍ وتسليم بين قسد وداعش ما هو إلّا دليلٌ على إصرار واشنطن على عرقلة وصول الجيش وحلفائه للمدينة الحدودية.”

من عمليات الجيش السوري وحلفائه في الصحراء

وأضاف صقر قائلاً إنّ “المنطق الميداني يقول إنّ الجيش السوري وحلفاءه سيكونان السبّاقين إلى البوكمال لأسبابٍ تتعلّق بجغرافيا الميدان وطبيعة المعارك والاشتباكات أي أنّ الجيش يتقدم بالمبدأ الطبيعي للعمليات الميدانية وفي حال حدوث سيناريو ما كالذي حدث في الرقة وحقول ريف دير الزور الشرقي النفطية حين دخل بين ليلةٍ وضحاها أشخاصٌ يرتدون لباس “قسد” لمنطقة الحقول النفطية، في حين كانت قواتها تبعد أكثر من أربعين كيلومتراً عن تلك المنطقة فهنا يصعب التكهّن بما سيحصل، والواضح أنّ “قسد” تضع عينها على البوكمال وهذا أمرٌ غير مخفي فالمتحدثة باسم “قسد” ليلى العبد الله قالت قبل فترة انّ “سوريا الديموقراطية ستتجه أينما يوجد الإرهاب وليست معنية بمنطقة معينة”، ومن قلبها رايان ديلون المتحدث باسم التحالف الدولي قال انّ “البوكمال هدف لقوات التحالف” لكنّه حينها أفسح المجال لتطوراتٍ معينة حين تابع قوله بأنّ “قرار الوصول للبوكمال متروكٌ لقوات سوريا الديموقراطية”، ذلك كله يدلّ و يؤكد التنافس الحاد الحاصل، مشيراً في تصوره إلى أنّ الجيش السوري لن يسمح لأحد بدخول البوكمال بعد انطلاقته السريعة باتجاهها من ناحية الجنوب، ومؤكداً على الفرق الكبير بين سيطرة قسد على منطقة الحقول النفطية شرق دير الزور وبين إمكانية  دخولها للبوكمال”.

بالعموم معركة البوكمال صعبة حسب حديث صقر، فإرهابيو “داعش” يستميتون في التصدي للجيش في حين يديرون ظهورهم لعناصر قوات “قسد”، ويؤكد أنّ “واشنطن لن تستطيع منع الجيش السوري وحلفائه من السيطرة على البوكمال لا بل على كامل الجغرافيا السورية، قد تؤخّر ذلك وتجعله امراً صعب المنال لكنها لن تستطيع  منع حدوث ذلك”، وبالمحصلة ما قاله السفير الأمريكي السابق في سوريا روبرت فورد للصحافة الأمريكية بأن الجيش السوري سيفرض سيطرته على كامل الجغرافيا السورية ناصحاً إدارته بالخروج من سوريا لم يأتِ عن عبث، فهو الخبير بواقع الصراع الدائر في سوريا حسب حديث “صقر”  كما أنه آخر مسؤول أمريكي تواجد على الأراضي السورية، ويعلم كيف تطورت الأحداث بالتفصيل، وبالتالي لديه تراكم فائض من المعلومات التي شكّلت لديه القناعة بما تحدثه للصحافة الأمريكية قبل فترة، وعندما ترى واشنطن تصميم الجيش السوري على فرض سيطرته على كامل أراضيه لا يمكن لها مقارعة ذلك، وهنا أشار صقر إلى أنه ” لو لم تكن القوات الامريكية موجودةً على الأرض السورية لما استطاعت الفصائل المسلحة ولا داعش ولا النصرة ولا غيرها أن تكمل مهمتها وتسيطر على مناطق واسعة من سوريا في أعوام 2012و  2013 و2014، حيث كانت حينها تلك الفصائل والتنظيمات قادرةً على أداء دور فعّال في الميدان بغياب الوجود الامريكي المباشر على الأراضي السورية لكنّ المعادلة تغيّرت بعد عام 2015 و على الأمريكي التسليم بحتمية خروجه من سوريا رغم حالة عدم التكافؤ بينه وبين الجيش السوري، فالمؤكد أن الأخير ليس نداً للقوات الأمريكية لكنّه بما يملك من أوراقٍ وتحالفات استراتيجية أبرزها مع إيران وروسيا قادرٌ على إجبار واشنطن على الخروج من سوريا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.