الحرب على قطاع غزة وفرصة الإنعتاق إلى الحرية

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:

في أيار/ مايو 1967، أعلن عن اغلاق مضيق تيران فى وجه السفن الاسرائيليه القادمة من والمغادرة إلى ميناء أم الرشراش (ايلات).
إغلاق مضايق تيران أمام الملاحة الإسرائيلية يعني إغلاق ممر مائي أمام الملاحة الإسرائيلية، ولا يمكن أن يرقى ليكون حصارا بحريا شاملا على الكيان الصهنازي، فساحل فلسطين على البحر الأبيض المتوسط يزيد عن المائة كيلومتر، ومع ذلك اعتبرت إسرائيل هذه الخطوة، ليس فقط عملا عدائيا ضدها، بل بمثابة اعلان حرب عليها.

قطاع غزة له ساحل يقع على البحر الأبيض المتوسط، بطول حوالي 35 كيلومترا، وهو بوابة قطاع غزة إلى العالم الخارجي. تفرض إسرائيل عليه حصاراً بحرياً منذ عقود! تمنع الصيادين من القيام بأعمالهم؛ يعني نحن جيران البحر ولا نأكل إلا سمكا مجمداً يتم استيراده من روسيا في الغالب! ممنوع الاستيراد والتصدير عبره، بحجج واهية! تماماً كما كان قتل الأطفال الفلسطينيين هو دفاع مشروع عن النفس للكيان الصهنازي! وهي لا تقتلهم بالخطأ، بل تستهدفهم كما تم مع الأطفال الأربعة الشهداء من آل بكري بالأمس، فقد استهدفتهم مدفعية البحرية الإسرائيلية، وقد كانوا مجرد أطفال يلعبون على الشاطيئ وكانوا لوحدهم!
إذا تم فك الحصار فهذا يعني أنه يمكننا الاستغناء عن المعابر، وكل شي نستورده ونصدره عن طريق البحر وكذلك السفر بين قطاع غزة والعالم الخارجي. لا نريد أية مساعدات من أحد، إن تم فك الحصار البحري عن قطاع غزة.

إسرائيل لا تحاربنا فقط عسكرياً، بل في جميع مناحي الحياة. فقد حرصت على أن تجعل من إدارة السلطة الفلسطينية عبئاً على كاهل الشعب الفلسطيني. وأن نستورد منها ما نحتاج، فتصبح الأسعار وبالذات أسعار المحروقات، أغلى الأسعار في العالم. يعني عند قدوم السلطة الفلسطينية في منتصف التسعينات، كان ثمن لتر البنزين في قطاع غزة يزيد عن الدولار، وكان داخل الكيان الصهنازي أقل من نصف دولار، بينما الدخول عنده أضعاف الدخول عندنا. يعني إفقار متعمد للناس وهدم البنية الاقتصادية! وفي كل الأحاديث سواء التهدئة أوغيرها من الاتفاقات لا كلام عن هذا الحصار، وكأنه أمر مفروغ منه وحق للكيان الصهنازي! فإلى متى نظل نقبل بهذه الوصاية، وصاية الذئب على قطيع الأغنام؟! إن إنهاء الحصار البحري يعني الانعتاق إلى الحرية!

يجب أن يتم فك الحصار بأسرع وقت ممكن، وعلى الإخوة الكرام في سرايا القدس وكتائب القسام أن لا يلتزموا بأي فض للاشتباك دون فك الحصار البحري الجائر على قطاع غزة، حتى لو توقف الاشتباك كأمر واقع (de facto still stand)؛ فهناك فرق بين توقف الاشتباك كاتفاق وتوقف الاشتباك كأمر واقع. يجب أن تكون استراتيجية المرحلة التالية كسر الحصار وبالقوة إن لزم الأمر، بمعنى أنه يجب أن يكون تركيزاً إضافيا في هذه المرحلة على الأسلحة البحرية مثل الصواريخ البحرية من طراز سيزلر (Sizzler) بنسخه المختلفة المضاد للغواصات والمضاد للفرقاطات وكذلك الطوربيدات. لن نتسول فك الحصار، بل سنفرضه بالقوة إن لزم الأمر. نحن لسنا عبيداً للصهنازية، سنبقى أحرارا كما خلقنا الله يوم ولدتنا أمهاتنا. وأية مبادرات لفك الاشتباك لا بد أن تتضمن في أول بند من بنودها فك الحصار البحري عن قطاع غزة.

إن فك الحصار البحري يعني عدم تحكم مزاجية معبر كرم سالم أو معبر رفح في حياة مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة. معناها الحرية الاقتصادية وحرية التواصل بين قطاع غزة والعالم. وهو ما يعني بداية النمو الاقتصادي والانتعاش الاقتصادي.
إنه الانعتاق من الوصاية الإسرائيلية التي تفرضها علينا دون وجه حق، وصاية الجلاد على الضحية. وكسره فوق ذلك انعتاقنا إلى الحرية. وهو أمر يستحق أن ندفع له الثمن.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.