#الذهب_الأسود مكتشف في #لبنان منذ 1830.. لماذا لم يُستخرج؟

1280x960
ليندا فايز التنوري – موقع لبنان 24

تعود التوقعات عن إحتمال وجود النفط والغاز في لبنان إلى منتصف الأربعينيات، وتحديداً عندما بدأت محاولات حفر بئر تجريبي في المنحدر الغربي في جبل تربل شمال مدينة طرابلس. وكان البقاع الغربي من بين المناطق التي عاشت هذه التجربة منذ منتصف القرن الماضي، إذ أكدت الدراسات آنذاك ونتائج عمل الشركات التي قامت بالتنقيب احتمال كبير بأن تكون الأراضي البقاعية تختزن كميات من الذهب الأسود.
لم تسفر نتائج حفر سبع آبار في الأراضي اللبنانية بين 1948 و1966 عن نتائج إيجابية، لكن النظريات والدراسات التي جاءت بعد ذلك أكدت وجود النفط ولاسيما في المياه الإقليمية اللبنانية وأيضا في المناطق البرية.

وتعود الدراسة الجيولوجية الأولى حول احتمال وجود البترول في لبنان إلى العام 1830 وأما أول عملية تنقيب فتعود للعام 1948 وقد حققتها شركة بترول العراق في جبل تربل شمالي لبنان، حيث اكتشفت الشركة المذكورة مواد بترولية ثم طمرت البئر الواقعة عند سفح الجبل من دون أن تعرف الأسباب.

أيضا في العام 1953 ظهر بالدليل القاطع أن الأراضي اللبنانية تحتوي على البترول إذ تفجر الغاز من البئر التي حفرت في يحمر البقاعية بطاقة 50م2 في اليوم ومن ثم طمرت البئر.

وفي العام 1960 حفرت شركة ألمانية لحساب الشركة اللبنانية للزيوت بئرا في منطقة القاع إلى عمق 2557م.

وتكرر الأمر عام 1963 في سحمر حيث تفجر الغاز على عمق 180مترا تحت الأرض، والأمر نفسه في منطقة عدلون جنوبي مدينة صيدا.

وفي العام نفسه قامت شركة إيطالية بحفر بئر في منطقة تل ذنوب.

تبين أيضا وجود النفط والغاز في منطقة الهرمل بناء على دراسات جيوفيزيائية قامت بها شركات ألمانية في منتصف القرن الماضي. وقد ساندت هذه الدراسات تقارير قوى الأمن الداخلي اللبناني التي أكدت ان فريقا بلغاريا عثر على النفط قبل قاموع الهرمل على عمق 380م.

وتشير المعلومات أيضا إلى ان العالم الراحل غسان قانصوه أشار في دراسات له عن وجود كميات من النفط في المناطق الواقعة بين البترون وطرابلس في المياه الإقليمية اللبنانية.

لقد أثبتت الدراسات أن الشروط والعوامل الجيولوجية التي تحكم وجود النفط متوافرة في لبنان بنسبة عالية جدا (غطاء رسوبي كثيف؛ تنوع الغطاء الرسوبي من صخور صلبة ذات مسامية عالية وهدوء جيولوجي لا يسمح بتغير التوازن الهيدروليكي).

إذاً، فإن كل ما تقدم يشير إلى أن اللبناني الذي يعيش هاجس الرغيف يعيش فوق غطاء رسوبي كثيف مكون من صخور مشققة صلبة تحوي فراغات كبيرة هي بمثابة خزانات للسوائل بما فيها النفط، حيث أثبت المسح السايزمي الذي قامت به الدولة اللبنانية في بداية التسعينات أن التراكيب والبنى صالحة لإحتواء النفط ولاسيما على مقربة من الشواطئ اللبنانية.

أخيراً، فإن عمليات التنقيب عن النفط والغاز في لبنان قديمة، وأن مجموعة من الخبراء وضعت عدة دراسات تحدد أماكن وجود النفط والغاز في لبنان، الا أنه لم يؤخذ بها ووضعت في الأدراج نتيجة ضغوط خارجية إلى حدّ أنه يقال أن من أسباب الحرب اللبنانية عام 1975 كان الإقفال والتغطية على ملف النفط الموجود شمال لبنان، كون هذا الموضوع مؤجل ولا يجب فتحه.

لا يزال لبنان اليوم أمام تحد مع الوقت لينتقل بفضل النفط الى مصاف الدول المتطورة صناعيا واقتصاديا واجتماعيا، والأيام المقبلة فرصتنا الأخيرة للتنعم بذهب لبنان الأسود الذي سوف يرسم مستقبل لبنان الإقتصادي والسياسي على حد سواء.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.