السعودية.. الحليف التاريخي لأميركا

عبد العزيز - روزفلت

موقع إنباء الإخباري ـ
علي الرضا بدر الدين:
يرى الكثير من المتابعين لأحداث التاريخ الحديث أن السعودية هي الحليف الأول والأقدم للولايات المتحدة الأميركية في الشرق الأوسط، حتى قبل أن تصبح أميركا دولة كبرى وقوة عالمية عظمى، وأيضاً قبل نشأة “دولة إسرائيل”.
ومع أهمية  إسرائيل اليوم بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية وأهمية وجودها في المنطقة، فإن السعودية تمتلك أهمية كبرى بالنسبة للولايات المتحدة، وهذه الأهمية تتمحور بأبعاد عدة، تجعل من السعودية الحليف الصدوق لأميركا إن صحّ التعبير.  فأميركا لا ترى في السعودية مجرد دولة، تربطها بها علاقات دبلوماسية أو إقتصادية أو حتى سياسية، بل إنها تراها حليفاً إستراتيجياً تسعى من خلالهه إلى السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام.

الغنيمة العظيمة

إن الحلف السعودي – الأميركي ليس حلفاً حديثاً، بل إنه حلف تاريخي، فالسعودية هي أول حليف لأميركا في منطقة الشرق الأوسط أي قبل إسرائيل، إذ أن إسرائيل أصبحت واقعياً حليفة لأميركا مع بدايات حرب 1967.

وقد بدأت العلاقة السعودية – الأميركية مع ازدياد أهمية النفط في بدايات القرن العشرين، حيث تحول اقتصاد العالم إلى النفط. وكانت منطقة الشرق الأوسط التي تحتوي على معظم احتياطات الطاقة في العالم قد أصبحت موطئ قدم للمستعمرين والطامعين بثرواتها.

وسعت الولايات المتحدة الأميركية، التي لم تصبح قوة عالمية عظمى حتى الحرب العالمية الثانية، إلى كسب امتيازات لها في الشرق الأوسط، وأصرّت على أن تحصل شركات النفط الأميركية على نصيب من مصادر الطاقة في المنطقة، فوجدت لها موطئ قدم في المملكة العربية السعودية، حيث أدركت أنها حصلت على غنيمة عظيمة وأرادت الإحتفاظ بها.

هنا أصبحت السعودية الدولة الحليفة لأميركا، ولا ينبغي لأحد أن يمسّها أو يقترب منها. فمثلاً، وأثناء الحرب العالمية الثانية، نشب خلاف بين بريطانيا وأميركا من أجل السيطرة على السعودية، فقام الرئيس “فرانكلين روزفلت” بالموافقة على أن تتلقى السعودية المعونة وفق منطق أن الدفاع عن المملكة العربية السعودية مهم وحيوي بالنسبة إلى الدفاع عن الولايات المتحدة وذلك من أجل إبعاد بريطانيا عن السعودية وأن تعمق سيطرتها أكثر وأكثر على القرار السعودي، وهو نفس ما تقوم به أميركا بالنسبة لإسرائيل حيث تؤكد دائماً أن “أمن إسرائيل من أمن أميركا”.

الهيمنة العالمية

وثمة أمر يجب أخذه في الإعتبار، هو أن الولايات المتحدة لم تكن في ذلك الوقت تبغي السيطرة على منطقة الشرق الأوسط بشكل عام والسعودية بشكل خاص بغية إستخدام النفط لاستهلاكها الخاص. فأميركا الشمالية كانت المنتج الرئيسي للنفط في العالم حتى عام 1970 تقريباً، وهي لا تعتمد بشكل خاص على النفط الشرق أوسطي، وإنما أرادت السيطرة على منطقة الشرق الأوسط لأنها مرتكز الهيمنة العالمية، إنها سيطرة جيوسياسية.

لقد كان هاجس الولايات المتحدة دائماً، وبعد أن أصبحت قوة عالمية، أن تصبح أوروبا قوة ثالثة، وبالتالي إن السيطرة على النفط، الذي تعتمد عليه معظم الدول الأوروبية، تجعل من هذه الدول معتمدة وتابعة، تنفذ كل القرارات التي تتخذها واشنطن إضافة إلى منحها قوة الفيتو على ما قد يفعله الآخرون.

 

مصدر الإرهاب

أميركا - السعودية

إن أهمية السعودية يتعدى الأهمية الإقتصادية للنفط وأيضاً الدور الجيوسياسي له، رغم دورهما المهم، إلا أن السعودية كانت تعتبر جداراً في وجه “القومية العلمانية” التي كانت تتصاعد على مستوى العالمين العربي والإسلامي والمجسّدة في الرئيس المصري جمال عبد الناصر.

وقد حاربت الولايات المتحدة القومية العلمانية أو الشيوعية وغيرها من التيارات التي وجدت في أنحاء المنطقة مستندة إلى أكثر أنماط الأصولية الإسلامية رجعية، تلك التي تروج لها المملكة العربية السعودية.

الخوف الدائم الذي أحاط بأميركا كان تصاعد التيارات القومية العلمانية، وهي بالتالي كانت خائفة من أن يقع النفط بأيدي هذه التيارات وأن تستخدمها لتطوير دولها، فما كان منها إلا وضع الخطط لمواجهتها، وكانت السعودية البوابة لهذه المواجهة. وإضافة إلى ذلك فإن مواجهة الإتحاد السوفياتي في المنطقة أو ما يسمى “المد الشيوعي” لم يكن ممكناً إلا عن طريق الأصولية الإسلامية التي راحت السعودية تنفخ فيها، فكانت الحليف الطائع لسيده دون تردد أو حتى تفكير.

وحتى اليوم لا زالت أميركا تحرّك الأصولية الإسلامية، المتمثلة بالسعودية، والتي أصبحت منتشرة أكثر وأكثر في منطقة الشرق الأوسط، في مواجهة الدول التي تهدد مصالحها في المنطقة. فمثلاً، اليوم تحارب أميركا إيران من خلال السعودية عبر مصطلح سمّوه “المد الشيعي”، فمن أجل منع هذا المد المتمثل بإيران يجب تحريك الأصوليين الإسلاميين في مواجهتها، وللأسف هذا ما يحصل، فأصبح العدو إيران والدول الممانعة وبقيت إسرائيل إحدى آخر التهديدات التي يجب الحذر منها.

وفي سوريا، السعودية اليوم تضع ثقلها لإسقاط النظام فتمد التكفيريين والأصوليين التي تبعثهم إلى سوريا للحرب بكل أنواع الأسلحة والأموال، فهي تعتبر اللاعب الأساسي في ما يحصل في سوريا إضافة إلى قطر…
إنها مصدر الإرهاب.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.