السعودية الخاسر الاكبر في التحدي الإيراني ــ الأمريكي

قناة العالم:

الخبر:

قال الرئيس الايراني حسن روحاني انه ليست لدينا مشكلة معقدة لايمكن حلها مع السعودية ومتى ما اعربت السعودية عن استعدادها فان القضايا القائمة بين البلدين يمكن التفاوض حولها.

التحلیل:

– تصريحات روحاني تعني أن إيران لا ترى السعودية عدوتها في الأساس، وفي الواقع، لیست السعودية ندا لإيران حتى في العداوة. وتشير الأدلة والظروف الحالية إلى أن إيران لن تتفق مع الولايات المتحدة بسبب المنطق الأمريكي القائم على القوة الذي يريد إجبار إيران على التفاوض. لان هذه المفاوضات تخالف المصالح الايرانية بنسبة 100٪ ومن البديهي أن هذا الطلب غير منطقي من الناحية العقلانية.

في ظل هذه الظروف، تصر السعودية على العداء لإيران، دون ان تحقق اي نتيجة من هذا التحدي التاريخي، وهي تأمل في أن يتحول التحدي إلى الحرب لتستغل ذلك لصالحها. لكن خيار الحرب بالنسبة للولايات المتحدة شبه معدوم، خاصة في أعقاب اسقاط طائرتها المسيرة والانتقام الإيراني في عين الأسد وفي ضوء الانتخابات الامريكية المقبلة. ونتيجة لذلك، فإن السعودية تعیش في حالة “طرد كامل” من جانب الولايات المتحدة ولكنها ترغب في أن تظل متفائلة بوقوع الحرب وان تبقى في اوهامها الطفولية.

السعودية لا تزال تعلق الامال على فرض عقوبات أمريكية على إيران في حين أن عمر ولي العهد السعودي الشاب وتجربته لن يسمحا له بفهم تاريخ المقاومة الإيرانية ضد الولايات المتحدة التي دامت 42 عاماً ومن ناحيه اخرى فإن مستشاري بن سلمان ليسوا جريئين بما يكفي ليوضحوا له ان فرض العقوبات على ايران حتى لو تم تحشيد العالم كله ضد ايران ليس الا مجرد مزحة، بسبب المكانة الاستراتيجية والجيواستراتيجية لايران وتمتعها ب 15 بلدا جارا على الأقل، في حدودها البرية والبحرية .

وكما قال الرئيس الإيراني اليوم صراحة، أن العلاقات الإيرانية لم تنقطع قط حتى مع الامارات التي تعتبر رفيقة درب السعودية.

یتشدق بن سلمان بزعامة العالم الإسلامي، ولكن كما يقول المثل: “الاماني راس مال المفلس!”. ان عقل بن سلمان القبليّ ، يرى أن الطريقة الوحيدة لتحقيق هذا الحلم هي “بناء عدو مشترك يدعى إيران”. لكن، حتى لو افترضنا تحقيق هذا الحلم الطفولي وازالة الجمهورية الإسلامية من الوجود، فإن أول وأهم عدو لحكومته هو النزاعات الإقليمية التي ستحدث عند الحدود المجاورة لبلاده.

بن سلمان لا يعرف أو لا يريد أن يعرف أن دعم الولايات المتحدة والغرب له ولحكومته الموروثة هو لسبب واحد فقط، وهو النفط ، وعائداته التي ستذهب الى جيوب حكومات وشركات الأسلحة الغربية. ومن البديهي أنه لو تمكن أي شخص غير بن سلمان وأبوه من تحقيق هذه المهمة للغرب بشكل أفضل، فآنذاك يتعين على بن سلمان أن يرى ساعة الصفر لحكومته – التي وصفها ترامب على أنها حكومة الأسبوعين في غياب الدعم الامريكي-. وبالطبع مهما كانت الحكومة التي ستخلف بن سلمان في السعودية ضعيفة، فإنها ستحظى باهتمام ودعم الولايات المتحدة لتصمد وتؤمن لها مصالحها.

في الحقيقة وقعت السعودية في أسر بن سلمان وبن سلمان نفسه أسير لليمن الذي يحاول هزيمته منذ 5 سنوات لكنه فشل في ذلك. ان الطائرة السعودية التي سقطت في منطقة الجوف بالقرب من حدود السعودية هي أحدث العلامات التي يجب على بن سلمان الانتباه إليها واعتبارها كدليل على فشله في جبهة اليمن.

ولكن هل سيتعلم بن سلمان الدرس؟ أم يفضل “الهروب إلى الأمام” لتلخيص كل مشاكل بلاده في تهديد يسمى إيران وابقاء السعودية عميلة لامريكا؟ علينا ان ننتظر ونرى.. على كل حال يبدو ان حكومة بن سلمان تفتقد للعقلانية السياسية بشكل واضح.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.