السعودية تخطو إولى خطواتها نحو التطبيع

يبدو أن أمنية رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يكون هناك خط جوي مباشر بين الرياض وتل أبيب، لن يطول تحقيقها، والحجاج الفلسطينيين هم جسر عبور التطبيع العربي إلى إسرائيل.

صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية كشفت النقاب أمس، عن اتفاق سعودي إسرائيلي بوساطة أميركية، يقضي بتفعيل خط طيران مباشر بين إسرائيل والسعودية، لنقل الحجاج الفلسطينيين هذا العام من الأراضي الفلسطينية المحتلة، إلى السعودية.

وبحسب الصحيفة، فإن مفاوضات سرية دارت في الآونة الأخيرة بين الولايات المتحدة الأمريكية والسلطة الفلسطينية والسعودية والأردن وإسرائيل؛ لتنسيق رحلات جوية هي الأولى من نوعها لنقل الحجاج من مطار “بن غوريون” إلى السعودية.

ورغم أن هذه الخطوة هي الأولى في ظل السعار العربي نحو التطبيع مع إسرائيل، إلا أنه سابقا كانت الرحلات الجوية بين دول الخليج (المطبعة مع إسرائيل اقتصاديا وأمنيا) وتل أبيب تتم بشكل غير مباشر، عبر مطارات وشركات طيران عربية تجمعها اتفاقيات سلام مع الاحتلال الإسرائيلي، وأخرى أجنبية.

وحول ذلك أوضحت الصحيفة، بأنه انطلاقا من عدم وجود اتصالات مباشرة بين الدولتين، فإن الطائرة ستهبط لفترة قصيرة في العاصمة الأردنية عمان وبعدها تغادر مباشرة إلى السعودية.

ونقلت “يديعوت” عن مسؤول إسرائيلي قوله “إن المفاوضات وصلت الآن لمرحلة متقدمة، حيث ستنفذ الرحلات عبر خطوط طيران أجنبية في هذه المرحلة”، وبموجب هذا الاتفاق فإن الحجاج الفلسطينيين سيكون بمقدورهم زيارة الأماكن المقدسة مباشرة من إسرائيل إلى السعودية.

وحول دلالات هذا الاتفاق الجديد، قال الباحث في الشؤون الإسرائيلية والعربية أيمن الرفاتي، إن لهذا الاتفاق دلالات خطيرة، أولها أن حالة التطبيع والعلاقات السرية ما بينالسعودية ودولة الاحتلال بدأت تخرج إلى العلن خلال الفترة الحالية، متخذة من خدمة الفلسطينيين بوابة لتمرير وتبرير  هذه العلاقات.

وأضاف الرفاتي في حديثه لـ”العرب بوست”: “هذا الاتفاق هو بمثابة حجر أساس للعلاقات العلنية ما بين الدولتين، وهو سيسهل أكثر عملية التطبيع بين السعودية والاحتلال”.

ولفت أيضا إلى أن هذا الاتفاق له انعكاسات خطيرة على القضية الفلسطينية وعلى الدول العربية، كون السعودية هي رمز الدول السنية في المنطقة، وتعزيز التطبيع بينها وبين الاحتلال سيكون بداية لتطبيع عشرات الدول الإسلامية والعربية المحسوبة عليها.

واستطرد الرفاتي بالقول: “إن هذا الاتفاق هو انعكاس لزيارة ترامب للسعودية، فالأول طلب من السعودية أن تؤسس لعلاقات واضحة مع اسرائيل، ضمن خطة القرن لحل القضية الفلسطينية، وأن يكون هناك علاقات حقيقية ما بين الدول العربية وإسرائيل، قبل تنفيذ أي اتفاق مع الفلسطينيين”.

وهذا يعد مخالفة للمبادرة العربية للسلام التي اطلقتها السعودية في العام 2002، ونصت على الأرض مقابل السلام، الانسحاب الإسرائيلي الكامل من الأراضي العربية التي احتلت عام 1967 مقابل انهاء الصراع العربي الإسرائيلي، والتطبيع مع إسرائيل.

ولم يستبعد أيمن الرفاتي، أن تعزز السعودية من علاقاتها مع إسرائيل في المرحلة المقبلة، وذلك نكاية بقطر، التي تجمعها علاقات جيدة مع إسرائيل، واستطاعت أن تلعب على التناقضات حتى أضحت دولة لها وزنها وتأثيرها الإقليمي، وأن السعودية تسعى للحذو حذو قطر لتأخذ مكانتها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.