السعودية .. مقاول التدمير وسفك الدماء

saudi-leaders

صحيفة المنار الصادرة في فلسطين المحتلة عام 1948 ـ
اسماعيل الحسن:
رسا عطاء تمويل ودعم العصابات الارهابية في سوريا على المقاول السعودي، هذا العطاء الذي وضعت بنوده وشروطه الولايات المتحدة بهدف تدمير الدولة السورية، والمضي قدما في تنفيذ ما يتبقى من بنود وصولا الى تفتيت أراضي وشعوب الأمة، وضرب الاسلام والمسلمين.
هذا التطو المتمثل بانتقال السعودية من مشارك رئيس في المؤامرة الارهابية على الشعب السوري الى مقاول متزعم يبذل قصارى جهده لاثبات وجوده عبر التخريب والتدمير وسفك المزيد من دماء أبناء سوريا، ليحظى بالمرتبة الاولى والافضلية للركوع على عتبات البيت الابيض، ويحظى برضى الصهاينة ومباركتهم ، لعل نظام آل سعود في نجد والحجاز يكون في منأى عن الاخطار التي تهدد وجوده.
وانتقال الحكم السعودي الى موقع المقاول الاول للمؤامرة الارهابية على سوريا، دفع بمشيخة قطر الى أن تصطف خلفه بعد أن كانت وتركيا في المقدمة، تقتيلا وتخريبا وضخ للسلاح والارهابيين الى داخل الاراضي السورية.
هذا الوضع الجديد، دفع مشيخة قطر وتركيا التي يقودها نظام أخواني الى محاولة “الاثبات” في الساحة المصرية التي خلعت نظام الاخوان، ولكن، دون التخلي عن الدور الموكل لانقرة والدوحة في المؤامرة على سوريا، وهذا ما يفسر التدخل التخريبي من جانبهما في الساحة المصرية، وتجاوز حدودهما عداء لرغبات وارادة الشعب المصري. وهذا لا يعني أن السعودية في صراع معهما بالنسبة لساحة مصر، فاسناد الرياض ، اللفظي للقيادة المصرية الجديدة، هو تكتيكي في اطار الحرب بينها وبين تنظيم الاخوان، دون تجاهل حقيقة أن الرياض تاريخيا تقف ضد مصر ارادة ودورا، وبالتالي، الموقف الاخير لها هدفه احتواء هذا الدور المصري، لصالح الدور السعودي المستميت من أجل تدمير الدولة السورية، ومن ثم الانتقال في ترتيب جديد يستهدف مصر وشعبها.
لذلك، هناك سابق بين حلفاء وأدوات أمريكا، السعودية ومشيخة قطر وتركيا، على من يتصدر المرتبة الاولى في قائمة وكلاء أمريكا في المنطقة، وهذا تحدده الخدمات المقدمة في كل المجالات وفي كل الاتجاهات، بالشكل الذي يخدم المصالح والبرامج الامريكية ويعزز الأمن الاسرائيلي، مع الاشارة هنا، الى أن أنقرة والرياض والدوحة تتمتع بعلاقات تنسيق وتعاون قوية وثيقة مع تل أبيب، تصل الى درجة التحالف.
ان قرع طبول الحرب ، والتهديدات العسكرية للدولة السورية، تدبير سعودي اسرائيلي بمساندة وتسهيلات من جهات اخرى ، هي في نفس دائرة الخدمات الامريكية، والهدف نفسه، تدمير الدولة السورية وتفكيك الجيش السوري، في اطار مخطط شرير دموي يستهدف الامة كلها.. حماية لاسرائيل وأمنها.
فالسعودية قدمت الذرائع لامريكا لشن عدوان بربري على سوريا، وفي مقدمتها استخدام السلاح الكيميائي الذي قامت بتحضيره وتجهيزه معامل خاصة، بتمويل سعودي، وأعطي لعصاباتها الارهابية، وتحميل القيادة السورية مسؤولية ذلك، وهي ذريعة تلقفتها واشنطن باتفاق بين قيادات أمريكية وسعودية، والتمويل المالي أحد ركائز هذا الاتفاق، يضاف الى ذلك، موقف الجامعة العربية المخزي، الذي اتهم القيادة السورية باستخدام الكيميائي، وهذا موقف ليس غريبا على الجامعة العربية التي سرقتها الرياض ودول الخليح، لتتحول الى مجرد دائرة في دواوين وبلاط حكام امتهنوا الخيانة، منذ نعومة أظفارهم وبالولادة، ليشكلوا الخوارج الجدد في هذا العصر.
فالسعودية تقف وراء قرار الحرب الامريكي على الشعب السوري، وهذا الموقف هو امتداد لموقف الدعم اللامحدود الذي تقدمه الرياض للعصابات الارهابية، مواقف مخزية تكشف عمق عداء آل سعود للعروبة والاسلام، وعمق الارتباط بأجهزة الأمن الامريكية والاسرائيلية، ودور السعودية في تعزيز الأمن الاسرائيلي عبر تفكيك الجيوش العريية في الدول ذات التأثير، وهذا ما تقوم به في العراق وسوريا، وقريبا سيكون بشكل آخر في مصر، اضافة الى فرض وتمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية من صنع اسرائيلي.
وبوضوح، ان فشل العدوان على الشعب السوري ، سيشكل بداية نهاية حكم آل سعود، هذا الحكم الذي يتحمل مسؤولية الدماء النازفة في العراق وسوريا… وبالتالي، حالة، الانتقام من هذه العائلة المارقة واردة وواجبة وآتية!!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.