السوريون بين الائتلاف … وجعجع

jarba - ja3ja3

بلغنا ان السيد احمد الجربا رئيس الائتلاف السوري تمنى النجاح للدكتور سمير جعجع في معركة الرئاسة اللبنانية باسم السوريين وقال له: ” إن الشعب السوري سيكون مرتاحا ومسرورا بوصولكم الى قصر بعبدا”.

هرعت فور قراءتي للخبر للتعرف على حصيلة الاستفتاء الشعبي الذي فاز به الجربا باسم السوريين وقد تم انتخابه على مايبدو وفق الآلية التي يدّعي هو والجماعة إياها، محاربتها وهي انتخاب رئيس بالتصويت بنعم او لا.. لم أعثر على أي نتيجة.

فبحثت عن النتائج التي قد يكون فاز بها وفق نظام المنافسة بين عدة مرشحين حسب برامج انتخابية، وحملات شعبية ثم مناظرة تلفزيونية حاسمة مع خصمه، تفّوق خلالها بجدارة وفاز بكرسي الرئاسة، كذلك لم أجد لذلك أثرا. فتوجهت الى مراكز الاستطلاع العالمية التي تنتقي عادة عيّنة من المواطنين يمثلون مختلف شرائح الشعب وفق معايير، إما تنوع الأعمار أو حسب مناطق الإقامة او المهنة لمعرفة ما اذا كان هؤلاء قد استُطلعت آرائهم وصّوتوا واختاروا احمد الجربا الأكثر حظا رئيسا وحسموا الامر؟! لم يسمع احد بمثل هذا الاستطلاع!

فما كان مني إلا سؤال اللاجئين السوريين في مخيّم العار مخيم الزعتري وإخوانهم الموزعين على كامل الاراضي اللبنانية وفي مخيمات الحدود مع تركيا وحتى في الداخل السوري لأعرف منهم ما إذا كانوا قد انتخبوا وفقاً للدستور الجديد او السابق لمحنتهم اي قبل مارس ٢٠١١ ، فنفوا نفيا قاطعا ومنهم من لم يسمع حتى باسمه او يشاهد صورته وطلبوا مني نيابة عنهم المطالبة بالتالي:

١- نحن السوريون الذين يعيشون في لبنان البلد الذي “نأى بنفسه” عن احداث سوريا وأرسل لنا ” حليب أطفال وبطانيات” مغلفة برصاص الموت واتبعها ببواخر لطف الله ١ و ٢، ننأى بنفسنا عن انتخابات الرئاسة في لبنان ونطالب الجربا بعدم التحدث باسمنا لأن “فينا ما يكفينا ” من جوع وتشرّد ومهانة ولانصافح او نصفح عن قتلة.

٢- نحن السوريون في مخيم الزعتري نطالب الجربا والدول والجهات الداعمة له بالكف عن شرعنة الزنا وبوقف استغلال بناتنا القاصرات ونهش لحومهن من قبل خليجيين مكبوتين، ينتهكون القيم الانسانية ، والأعراف الدينية، ونتوعد بملاحقة هؤلاء ومطالبتهم بعطل وضرر مهما طال الزمن ، أفراداً ودول كما يفعل اليهود بشعوب المجتمعات الدولية حتى يومنا هذا.

٣- نحن السوريون اللاجئون في مخيمات تركيا نضم أصواتنا الى إخواننا في لبنان والأردن ونطالب بوقف تجارة الأعضاء بأجسادنا واجساد موتانا والتي بلغ عددها حتى الآن ١٨ ألف حالة.

ونطالب الجهات والدول الداعمة للرئيس الجربا بتعويضنا وإعمار منازلنا وحاراتنا ومخابزنا دون قيد او شرط و إصلاح محطات الكهرباء وأنابيب الغاز التي فُجّرت من قبل الإرهابيين.

٤- نحن السوريون المحاصرون في الغوطة الشرقية. نطالب الجربا وحلفاءه بممارسة الضغوط على أصدقائه ” الثوار” المتمركزين في الغوطة الشرقية للسماح للأطباء السوريين بتلبية استغاثة زملائهم في المستوصفات لتقديم اللقاح والدواء للمواطنين والأطفال المصابتين بداء السل. ونحذر الجربا ومن يقف وراءه من المتاجرة بصور مرضانا امام المحافل الدولية، كما نطالب بإعادة إعمار مصنع تاميكو للأدوية ومصانع الأدوية الاخرى التي دمّرها ” الثوار” باسم الحرية والديمقراطية والرفاهية للشعب السوري، وتبجحوا امام الكاميرات بأنهم ” قاموا بأهم إنجاز وهو تدمير اكبر معمل للأدوية في الشرق الأوسط!!”

٥- نحن السوريون المهجرون في الداخل السوري نطالب الجربا بالسعي لدى الهيئات المسئولة والدول المعنية باستعادة الإرهابيين فورا الى أوطانهم الأصلية لان مهمة الجيش العربي السوري هي الحفاظ على حدود بلدنا وامننا وليس محاربة هؤلاء المنبوذون مؤخراً في بلدانهم، بعد ان تُركوا يعيثون فساداً وكُفرا وإرهابا ثلاث سنوات ونيّف في بلدنا. لا نريد دفنهم على ارضنا، ارض الحضارة والتاريخ والرسائل السماوية.

حبذا لو أعلمنا السيد الجربا ما اذا كان قد انتُخب رئيساً علينا حسب القانون الفرنسي اي انه حصل على الشروط المستوفاة، مثل اداء خدمة العلم وجمع خمسمائة توقيع من ممثلي الشعب الفرنسي او عملا بالقانون الامريكي اي انه مقيم في الولايات المتحدة الامريكية لمدة لا تقل عن أربعة عشر عاما. فهل أقام في سوريا في السنوات الماضية ؟

وإن لم يكن لا هذا ولا ذاك نقول له ” الله يبارك لك في مالك وعيا لك “.

اما وانه مسافر الى الولايات المتحدة الامريكية التي رفضت لمواطنة فرنسية تُدعى عايدة دخول أراضيها، لتشابه وقع الاسم سمعيا مع ” القاعدة ” ليته يُذكر مضيفيه بان عايدة اسم أوبرا شهيرة لجوسيبي فيردي. تم تلحينها بطلب من الخديوي اسماعيل باشا عام ١٨٧١ لافتتاح أوبرا القاهرة وتدشين قناة السويس. وانه لايوجد سوري واحد ساهم في عمليات الحادي عشر من سبتمبر لا باسم عايدة ولا قاعدة.

وعودةً لصديقه الدكتور جعجع فرأينا فيه كقول الشاعر المتبي:

إن مات مات بلا فقدٍ ولا أسفِ أو عاش عاش بلا خلقٍ ولا خُلُقِ
راي اليوم – رولا زين

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.