السونغونية الكورية الرادعة

northkorea-kimjongwoon

صحيفة الديار الأردنية ـ
مروان سوداح*:

ها قد مضت سنة واحدة بالتمام منذ اختيار المارشال “كيم جونغ وون” قائداً أعلى للجيش الشعبي الكوري، خلفاً للرئيس كيم جونغ إيل. وبقيادة القائد “وون” يكون قد دنا عصر جديد من العمل العسكري الثوري الدؤوب لتفعيل مبادئ الثورة الكورية المتواصلة، ولإكساب سياسة سونغون (إعطاء الأولوية للشؤون العسكرية) تحت قيادته دفعاً جديداً وفاعلاً ودولياً. ففي كوريا الديمقراطية يؤكدون على أن القائد الكوري تمكّن خلال وقت قصير من الولوج الى عصر جديد للبناء والازدهار، وضمن ذلك استكمال بناء الجيش الكوري الوطني والاممي المستقل، بقيادته للثورة على هدي سونغون المفعم بمبادئ لا حياد عنها في ظروف المواجهات مع الولايات المتحدة والمرتبطين بها.

وبعد عام مضنٍ من النضال التقني والسياسي للرئيس “وون”، دبّرت الولايات المتحدة بالذات، وليس غيرها، قرار طُبِخَ بخبث ودهاء في أروقة الامم المتحدة، ينم عن لصوصية واضحة تجاه الشعوب. فلا يوجد في أي من بنود الامم المتحدة وقوانينها ودستورها ولا معاهدة الفضاء الدولية أي فقرة تنص على “وجوب إطلاق القمر الصناعي باستثناء تقّانة الصاروخ البالستي”، كما تدّعي واشنطن زوراً وباطلاً. فالواقع الدولي والاممي يبيّن للمرة الألف بأن الجور وازدواجية المعايير تسود في الحلبة الدولية حالياً، وبأن مدبِّر هذه الحادثة الخطيرة هو بالذات الولايات المتحدة الامريكية التى تسيء استعمال المنظمة الدولية وتحاول توظيفها لصالح استراتيجيتها الكونية للسيطرة على العالم، وقد تحوّلت واشنطن بسياستها هذه الى مجرم حرب يلزم إجباره على الجلوس في قفص الاتهام في المحكمة الجنائية الدولية.

إن “قرار” مجلس الأمن الدولي الذي تم طبخه هذه المرة على نار حارقة ليس إلا نتاج سياسة العداء الشرسة ضد جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية، وهي سياسة تنتهجها الولايات المتحدة منذ عدة عقود دون حياد ولا حياء، بهدف المساس بالجمهورية الشعبية التي تؤكد على حقِها بكرامتها القومية ومشروعية غزوها الفضاء وتطويعه لإستخداماتها السلمية، أُسوة بغيرها من الدول، وبخاصة جارتها امبرطورية اليابان، التي أطلقت قبل أيام معدودة صاروخاً يَحمل قمراً صناعياً، أعلنت دون مواربة عن هدفه بالتجسس على كوريا الشمالية، لم يحتج أحداً ولا مجلس الأمن على إطلاقه ووضعه في مدار خارجي، وكان ذلك وسيبقى انتهاكاً فظاً لمصالح وحقوق كوريا الديمقراطية والدول الاخرى ومحاولة لسلبها. كوريا الشمالية أعلنت بأن أفراد الجيش الكوري والشعب الكوري لن يغفرا “أبداً” ذنوب الآخرين بحقهم، ولن تستفزهم محاولات الاعداء ولن تزحزحهم عن مواقعهم العلمية قيد أُنملة، بل إنهم سيُنزلون بهم عقاباً لا هوادة فيه ولا شفقة، فهذه هي إرادتهم، وهذه هي جرأتهم. أما الشخصية العلمية الكورية البارزة، جو تشول، فقد أكد بأن العالم “سيرى بوضوح جيشنا وشعبنا اللذين انطلقا الى حرب المواجهة الشاملة من أجل حماية سيادة البلاد، كيف سينكّلون بالمستفِزين والمتعجرفين وكيف سيحققون النصر النهائي عليهم”…

في هذه الاثناء يلف شبه الجزيرة الكورية أجواء من التوتر الشديد، خاصة بعدما عزّز الجيش الشعبي الكوري وطوّر معداته وغدا بالتدريج جيشاً قوياً لا ند له، يتحلى باستراتيجية وتكتيك كيم إيل سونغ و كيم جونغ إيل، واسلوب الهجوم الجريء، والقدرة الكاملة على القتال الواقعي في سوح المعارك الفاصلة. ففي الانباء التي وردتني شخصياً من كوريا، قد أصدر الجيش الشعبي الكوري أوامره “بالانتقال الى معركة الهجوم المضاد الشامل” لتحقيق ردع المعتدين وتوحيد الوطن، وقد أُقر في هذا المسار “متابعة أعمال العدو المشينة” و”الإبقاء على درجة “التأهب التام”، والمسارعة الى “إنزال ضربات معادية ساحقة وفورية بالعدو في حال أطلق طلقة واحدة، وفي حال اندلعت من مواقعه شرارة واحدة على أرض كوريا وبحارها الاقليمية المقدسة”.

الى ذلك أعلن القائد الكوري الاعلى “كيم جونغ وون” جنود المخافر الحدودية “كنوزاً ثمينة لا تقدر بعشرات الملايين من الذهب”، لكونهم مستعدون للموت حماية لبلادهم، فتوجه اليهم في ثكناتهم الامامية، وفي تلك المواقع الوعرة والطرق الخطرة، وها هو يعتني بهم بدفء قلب أبوي حقيقي، ويطّلع بالتفصيل على درجة حرارة الثكنات حتى، ونوعية الطعام والتوابل المقدمة لهم، فضلاً عن تحسينه لظروف عائلاتهم وحالتهم الصحية، وهي مظاهر اشتراكية وزوتشيه لا يمكن ان تجدها في جيوش العالم الرأسمالي القائمة على الارتزاق والمرتزقة.

إن الجيش الشعبي الكوري البطل الذي رفع المارشال المحترم” كيم جونغ وون” على أكتافه الصلدة، كقائد أعلى ووحيد له، سوف يؤدي رسالته الشريفة وواجبه الاممي والوطني والقومي بصورة هي الأروع والأمثل في المرئي من الأيام أيضاً، مواجهةً للعدو البطّاش الخارجي وإحباطاً لمخططاته ومراميه الخبيثة، لكونه حامي الوطن والسلام في شرقي آسيا وخالق سعادة أبناء الشعب الكوري برمته.

*رئيس الإتحاد الدولي للصُحفيين والإعلاميين والكتّاب العرب أصدقاء الصين.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.