السيد علي فضل الله ردا على الراعي: إذا لم نطلق صفة عملاء على من كانوا يد العدو فأي صفة نعطيهم؟

Sayyed-Ali-Fadlallah-main

سأل السيد علي فضل الله، البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، تعليقا على الكلام الذي صدر عنه خلال زيارته فلسطين المحتلة: “إذا لم نطلق صفة العملاء على

الذين كانوا يد العدو التي تبطش وتقتل وتعتقل، فأي صفة نعطي هؤلاء”، مؤكدا أن “العمالة لا طائفة لها، والخونة لا يمثلون هذا المذهب أو ذاك”.

وقال: “إن ما صدر عن البطريرك الراعي في ختام زيارته فلسطين المحتلة، كان مفاجئا للبنانيين، الذين رصدوا خروجا لهذه الزيارة عن طابعها الراعوي، كما كان الحديث
عنها من قبل، إضافة إلى الموقف الصادر عن غبطته، حيال الذين تعاملوا مع العدو الصهيوني بقوله: أنا أرفض أن يقال بأن هؤلاء عملاء أو خونة”.

أضاف “إننا نتساءل وبمحبة، ومن موقع الحرص على العلاقات المسيحية الإسلامية، التي نريد ألا تشوبها أي شائبة، لا سيما في هذه المرحلة الصعبة: أي صفة نطلق على
هؤلاء الذين كانوا يد العملاء التي تبطش وتقتل وتعتقل، كما كانوا أذنه التي تسمع وعينه التي ترصد، وكل ذلك على حساب وطنهم وأهلهم، فإن رفضنا تصنيفهم في خانة
العملاء الذين خانوا وطنهم وأهلهم، وتعاملوا مع العدو ففي أي خانة نضعهم؟، مجيبا “هل نقول إنهم الأخلص للبنان، والأكثر لبنانية؟ حتى من كل هؤلاء الذين ضحوا
بمستقبلهم ومستقبل أولادهم، وقدموا دماءهم رخيصة ليعود الوطن إلى ربوع الحرية؟”.

أضاف: “ثم ألم تكن الأبواب مفتوحة أمام كل هؤلاء بعد انسحاب المحتل للعودة والمثول أمام القضاء اللبناني، إن لم يكونوا من أصحاب السوابق والجرائم؟ خصوصا أن
الجميع يعترف للمقاومة، وأهلها بأنهم كانوا في غاية النبل والترفع والسمو في التعاطي مع كل من أساء وتعامل مع العدو، حتى أن ذلك أدى إلى المس بأمن المقاومة، وأمن
البلد وسلمه الأهلي”.

وتابع “لقد صدق البطريرك الراعي عندما قال: “إن الأبرياء دائما يدفعون ثمن أخطاء الكبار”، فلو أن الكبار عاشوا الصدق لبلدهم، وقضيته، وطبقوا القانون على أساس إثابة
المخلص ومعاقبة المجرم، لما وصل في الحال إلى هذا المستوى، من حيث انقلاب المقاييس، فأصبح العميل بريئا، وأكثر حبا لبلده. حتى من اولئك الذين قدموا أغلى ما عندهم
في سبيله”.

وإذ أكد أن “العمالة لا طائفة لها، وان الخونة لا يمثلون هذا المذهب، أو تلك الطائفة، لأن مذهبهم هو العمالة فحسب”، دعا الجميع بكل محبة إلى “العمل وفق شعار المحبة
والشركة، الذي رفعه البطريرك الراعي، وعلى أساس تعاليم السيد المسيح(ع) والنبي محمد(ص)، في رفض الظلم والظالمين، واتباع مسيرة الحق والمحقين”.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.