السيد نصر الله: عندما يسكن في البيت الابيض أحمق يجاهر بحماقته فهذا بداية الفرج للمستضعفين في العالم

 

ألقى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله كلمة في ذكرى عضو المجلس المركزي في الحزب الشيخ حسين عبيد تناول فيها قضايا لبنانية وعربية ودولية

وفيما يلي نص الكلمة:

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد الله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا خاتم النبيين أبي القاسم محمد بن عبد الله وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحبه الأخيار المنتجبين، وعلى جميع الأنبياء والمرسلين.

السادة العلماء، السادة الوزراء والنواب، الإخوة الكرام، الحفل الكريم، السلام عليكم جميعاً ورحمة الله وبركاته

يجمعنا سماحة الشيخ حسين عبيد مجدداً ولكن في موقف أخر، في موقف أخيرٍ ومقام آخر.

لكن في البداية اسمحوا لي أن أذكر مقدمة، وهي أنه للوهلة الأولى عندما يأتيك نبأ فقدان عزيز أو موت عزيز، بالتأكيد سوف تتولد لديك كثير من المشاعر. لكن من أهم المشاعر إلى جانب مشاعر الفراق والحزن والألم والحسرة على فقدان حبيب وعزيز، من جملة المشاعر التي دعانا  الله سبحانه وتعالى من خلال قانونه القاضي بالموت لكل نفس، أن نعود إلى أنفسنا إلى الحقيقة الوجودية، إلى الحقيقة القرآنية. الله تعالى يقول: “كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ”. أنا نفس وأنت نفس وكل نفس ذائقة الموت. إذاً نحن أيضاً سنذوق الموت. هذه هي المعادلة المنطقية ولكن ما يحتار فيه الإنسان هو أننا أمام مشهد يومي للموت، ولكننا نعيش حياة الخالدين، نتكلم ونعمل ونفعل ونمضي أوقاتنا ونقضي عمرنا وكأننا خالدون مخلّدون باقون مئات السنين، آلاف السنين. كلنا يتصرف على هذه الأساس. ما نقوله اليوم هناك موت، موت طبيعي، موت من الأمراض، موت بالحروب، بالزلازل، بالفياضانات، بحوادث السير. لا يخلو يوم في هذه البلد أو في أي مكان من العالم إلا ويقضي فيه الكثيرون حتفهم. ولكن نحن البشر، نحن الناس، إلى أي حد نتعظ؟

من جملة ما أراده الله سبحانه وتعالى في هذه السنّة أن يستيقظ الأحياء الذين ما زالوا على قيد الحياة ونحن منهم. الآن ما زلنا نتألم ونتساءل عن المصير الذي سنمضي اليه، هل فكرنا باللحظة التي واجهها إخواننا وأحباءنا وأعزاءنا وانتقلوا فيها من هذه الدار؟ هل خططنا للبيت الجديد الذي سننتقل إليه وللعالم الجديد الذي سنغادر إليه؟ هل هيأنا عتاداً وعددةً ومؤونة وذخيرةً وقوةً وكرامةً وشرفاً لذلك اليوم؟ هل احتطنا لذلك اليوم؟  هذا ما يجب أن نستحضره ونتذكره عند كل موت. وإننا كالذين مضوا قبلنا ذاهبون إلى عالمٍ سنواجه فيه عملنا إن كان صالحاً او غير صالح، إلى عالم يتم فيه وضع موازين الحق أمام القضاء العادل، يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون ولا قرابةُ ولا خِلةً ولا حزب ولا عشيرة ولا جماعة ولا أب ولا أم ولا شقيق ولا أصدقاء، إلا من أتى الله بقلب سليم. عندما سنواجه هذه الحقيقة يجب أن نلتفت من الآن أننا سنكون أمام قبر تنقطع فيه اخبارنا وتغيب فيه آثارنا، وأننا سنكون أمام حفرة لو زيد في فسحتها وأوسعت يدا حافرها لأغلقها الحجر والمدر، ولسدّ فرجها التراب المتراكم، كما كان يقول أمير المؤمنين علي(ع)، وأنا هي نفسي، كل القصة هي نفسي، يجب أن أتعاطى مع هذه النفس، أن أهذّبها، أن أروّضها، أن أزكيها، أن أطهرها، أن أهيئها لذلك العالم ولذلك البيت الجديد.

أيها الأخوة والأخوات:

اليوم نحن بين يدي عزيز وحبيب وصديق ورفيق ووالد وأخ كبير رحل عنا. أنا كتبت بعض الكلمات المختصرة، وإن كان مولانا سماحة الشيخ عبد الكريم ما أبقى لنا شيئاً نحكيه عن سماحة الشيخ، ولكن لا بد من كلمات:

كان سماحة الشيخ حسين عبيد من السابقين الأولين في مسيرة الإيمان والتديّن والجهاد في لبنان. من البدايات، عندما كان المتديّنون قلة في كل مدينة وقرية، يُعدون على الأصابع، على أصابع اليد الواحدة، كان واحداً منهم.

تتلمذ على يدي سماحة آية الله الشيخ حبيب آل إبراهيم (رضوان الله عليه) المعروف بالمهاجر والذي تصادف ذكر وفاته وفاة سماحة الشيخ حبيب رحمه الله، اليوم في 12 شباط، حيث توفاه الله في شباط 1965، والذي كان  لسماحة الشيخ حبيب أياد بيضاء كثيرة في بعلبك والبقاع وقبل ذلك في العراق وفي جبل عامل.

وتربى سماحته، سماحة الشيخ عبيد، عند هذا العالم الجليل والورع وأخذ منه علماً وخلقاً وتقىً. كان سماحة الشيخ حسين من أوائل أصحاب وأنصار الإمام المغيب القائد السيد موسى الصدر أعاده الله وأخويه بخير قبل تأسيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وقبل تأسيس حركة المحرومين ومعها وبعدها في حركة امل وكان على صلة قوية ووطيدة مع كبار العلماء العاملين المجاهدين في الساحة وفي مقدمهم سماحة آية الله السيد محمد حسين فضل الله (رضوان الله عليه) وسماحة آية الله الشيخ محمد مهدي شمس الدين (رضوان الله عليه) وصولاً الى مرحلة تأسيس حزب الله عام 1982 والذي شارك في تأسيسه وهذه النقطة أعود لها بعد قليل) وجاهد في صفوفه وتحمل فيها المسؤوليات العديدة وقضى عمره الشريف متمسكا بهذا النهج، ثابت القدم في هذه الطريق، قوي الإيمان، راسخ العزم، مدافعاً صلباً عن حزب الله، وخطه ونهجه وقيادته ومشروعه ومقاومته وخياراته حتى اللحظة الأخيرة وحتى الرمق الأخير من عمره، ولم تأخذه في الله ـ وكلنا يعرف الشيخ حسين ـ لم تأخذه في الله لومة لائم عند أي موقف، ولا عتب صديق، ولا إحراجٌ من أي موقعٌ، قروي أو عائلي أو ما شاكل. وكان على طول العمر، أستاذاً ومعلماً ومبلغاً وخطيباً حسينياً، ومرشداً ومربياً للاجيال، من بلدة إلى بلدة، ومن حي إلى حي، ومن مسجد إلى حسينية، ومن معسكر إلى مخيم، وكان ملاذا يلتجأ إليه، في حل الخصومات والنزاعات، حتى نحن جميعاً كنا نحتكم إليه ونلجأ إليه، في حل النزاعات والخصومات  أياً يكن حجمها وطبيعتها، لاعتقاد الناس ولاعتقادنا جميعاً بنزاهته وعدالته وشجاعته وعلمه.

كل هذه الشهادة مني، الشهادة المختصرة، هي شهادة عن حق لأنني عرفته منذ أن كنت شاباً صغيراً، وكان عمري ثمانية عشر عاماً، وأول مرة التقيته في منزل أستاذنا الكبير والعزيز الشهيد السيد عباس الموسوي رضوان الله عليه. كان في ذلك الوقت ـ كما شاهدتم في الفيلم ـ كان يلبس الحطة والعقال، رأيت وجهاً جميلاً وبهياً ونورانياً، جذبني إليه، وسألت السيد عباس وأخبرني عنه، ومنذ ذلك الوقت ومع فارق السن بيننا، جمعتنا الأخوة والصداقة والمحبة والثقة المتبادلة والعميقة وأحاديث الأسرار والدوائر. الآن بعض الإخوان يتذكرون بعض أدبيات الشيخ رحمه الله، وأحاديث الأسرار والدوائر وأنباء الغيب وتوقعات المستقبل، والثقة بالنصر الآتي وبالإمام الآتي وبالغد الآتي، وكان دائماً لي ولإخواني، للكثير منا أباً وأخاً أكبر، ناصحاً وحاضراً ومخلصاً.

من أهم ما أريد أن أستفيد من هذه الذكرى وهذه المناسبة لإلفت إليه في هذا التأبين هو دور سماحة الشيخ حسين عبيد في تأسيس هذا الوجود المبارك، وهذا التشكيل الذي أصبح اسمه حزب الله في لبنان، هذا ذكر في مكان ولكن لم تذكر الأسماء، للتاريخ هذا التشكيل الإيماني وهذه الحركة الإيمانية والجهادية والمقاومة والمضحية أسسها مجموعة كبيرة من العلماء والقادة والأساتذة والمجاهدين والنخب والمقاومين من أهل الميدان، هذه الحركة الإيمانية والجهادية لم يؤسسها شخص بعينه وإنما كانت تجلياً لإرادة جماعة كبيرة، من هؤلاء المؤمنين المجاهدين.

في عام 1982 اختارت هذه المجموعة الكبيرة، والتي كانت تنتمي إلى اتجاهات متنوعة ومتعددة، اختارت تسعة أشخاص ليتكوّن منهم ما سمي لاحقاً بالهيئة التأسيسية، يعني بالوثائق الداخلية لدينا اليوم في حزب الله يوجد شيء مكتوب اسمه الهيئة التأسيسية لحزب الله، اعتبرنا أن الإخوة الأعزاء التسعة الذين تم إنتخابهم ـ بالإنتخاب ـ ليشكلوا هيئة ذات وظيفة معينة نتحدث عنها بعد قليل، هم الهيئة التأسيسة لحزب الله.

كان المطلوب من هؤلاء التسعة أن ينوبوا عن كل هذه الجماعة المؤمنة والمجاهدة للقيام بما يلي:

أولاً: زيارة الجمهورية الاسلامية في إيران في ذلك الوقت، والتشرف بلقاء سماحة الإمام الخميني قدس سره الشريف.

ثانياً: مبايعة الإمام الخميني ـ وهذا أمر نحن لا نجامل فيه، ونجاهر به، مبايعة الإمام الخميني كإمامٍ للمسلمين وقائد للأمة، وأمل للمستضعفين والمعذبين في العالم ومن الموقع الإيماني والفكري والفقهي والجهادي أيضاً.

وثالثاً: كما يقال كسب الإجازة، لأننا ذاهبون إلى خيار المقاومة. تذكروا في العام 1982 البلد تحتله قوات الغزو للعدو الصهيوني، وبعد ذلك قوات متعددة الجنسيات، وكاد هذا البلد أن يدخل نهائياً في العصر الإسرائيلي، كانت هناك قوى مقاومة في لبنان.

نحن في طبيعة الحال كمتدينين نسأل عن موتنا وعن قبرنا وعن برزخنا وعن آخرتنا،  من الطبيعي أن نسأل عن خيارنا في القتال، هل هو مرضي لله وهل هذا هو خيار شرعي، مطلوب صحيح وأول من ينبغي أن يُسأل عن هذا رجل بموقع الإمام الخميني، كسب التكليف وأخذ الإذن الشرعي والبركة من قائد تاريخيٍ عظيم لمسيرة من هذا النوع، هذا القائد الذي حقق الله على يديه ـ كما كان يقول إمامنا الشهيد السيد محمد باقر الصدر (رضوان الله تعالى عليه) ـ حقق الله على يدي الإمام الخميني أحلام الأنبياء، وعاد هؤلاء التسعة وكانت الإنطلاقة الرسمية لمسيرة حزب الله ولكيان حزب الله ولحركة حزب الله ولتشكيلات حزب الله ولمقاومة حزب الله، سموها ما شئتم.

واحد من هؤلاء التسعة، نحن عادة نتكلم عن الذين مضوا أما الذين على قيد الحياة فلا نتكلم عنهم، واحد من هؤلاء التسعة كان سيد شهداء المقاومة السيد عباس الموسوي (رضوان الله عليه)، وواحد من هؤلاء التسعة كان سماحة الشيخ حسين عبيد، وبقية الإخوة ما زالوا على قيد الحياة أطال الله في أعمارهم.

إذاً، سماحة الشيخ حسين عبيد، وهذا لم يكن من الأمور المعروفة لكن أحببت في هذا اليوم أن أذكر هذا الأمر، أنه من الإخوة الكبار الذين كان لهم شرف التأسيس في هذه المسيرة.

ولديه أيضاً مميزات يشترك فيها مع كثر آخرين من الإخوة، وهي أنه مع أنه كان من المؤسسين، كان دائماً مستعداً للفداء وإلى التضحية وإلى العطاء، لم يطلب من هذه المسيرة شيئاً، ولم يطلب منها جزاءً ولا شكوراً، لا تحية ولا شكراً ولا تكريماً ولا منصباً ولا شيئاً من حطام هذه الدنيا، ولم يتوقع منها شيئاً، ولم يعاتبها في يوم من الأيام على شيء، ولم يتهم أحداً بتقصير في حقه هنا أو هناك، وإنما كان يعتبر أن عمره وحياته وشبابه وشيبته وبقية عمره هو في خدمة هذه المسيرة وفداء لهذه المسيرة، وهذا ما كان عليه وهذا شاهد الإخلاص الكبير الذي كان يتحلى به سماحته.

رحم الله شيخنا وعزيزنا وكبيرنا وحبيبنا الغالي وأسكنه الله فسيح جناته وحشره مع رسول الله وأنبيائه وأوليائه والشهداء والصالحين.

أيها الإخوة والأخوات، في بقية الوقت المتاح أسمحوا لي أن أتعرض لبعض الأمور مستفيداً من هذه المناسبة، مع الأخذ بعين الإعتبار أنني لم أتكلم منذ مدة، ومع الأخذ بعين الإعتبار أنه حصلت أحداث وتطورات كبيرة خلال الأسابيع الماضية،وأيضاً مع الأخذ بعين الاعتبار أنه في يوم الخميس إن شاء الله،، إذا، أبقانا الله سبحانه وتعالى على قيد الحياة، سأكون في خدمتكم في ذكرى سادة النصر والقادة الشهداء السيد عباس والشيخ راغب والحاج عماد، لذلك ما يمكن أن يُتوقع مني أن أتناوله من أمور أقسمه بين اليوم والخميس إن شاء الله.

إلى الخميس سأترك الحديث عن الموضوع الإسرائيلي، لأن الإسرائيليين تكلموا كثيراً خلال هذه الفترة وتناولوا مسائل لها علاقة بالمقاومة وبالمنطقة وفلسطين واليمن والبحرين وأحداث في المنطقة، الوضع الإقليمي والوضع الدولي والمسؤوليات والتهديدات والتحديات، أترك هذا لذكرى الشهداء القادة، وسأقتصر اليوم على الحديث في الشأن اللبناني والشأن السوري وحتى المقاربة للشأن السوري هي في الأعم الأغلب من زاوية لبنانية، مثلما ستلاحظون بعد قليل، وبالاختصار الممكن إن شاء الله.

في الشأن السوري: أولاً: دأبت للأسف بعض الفضائيات العربية ووسائل الإعلام وبعض السياسيين وبعض الكتاب يعني ضمن مناخ الهجمة الدائمة المستمرة ليل نهار على حزب الله، للقول إن حزب الله غير موافق على وقف إطلاق النار الذي أتفق عليه في الآستانة.

ويتهمون حزب الله ويتهمون من خلفه الجمهورية الإسلامية في إيران أنهما يريدان أن تستمر الحرب ونزف الدم والقتال والمعارك في سوريا في وقت الذي هم يعكسون الأمور.

أنا أؤكد اليوم أن حزب الله ـ نتكلم عن حزب الله أولاً لأننا معنيون أنا وأنتم ـ أن حزب الله يؤيد ويساند بقوة، ليس فقط وقف إطلاق النار الذي في الآستانة بل أي وقف إطلاق نار في سوريا يتفق عليه، ونحن نؤيده بقوة، لأننا مع كل إجراء أو تدبير يوقف نزف الدماء، ويحقن الدماء ويعطي الفرصة للمصالحات الوطنية، ويعطي المجال للحلول السياسية. هذا من دون مجاملة وهذه هي قناعتنا واعتقادنا وديننا ومصلحتنا أيضاً، أما الذي يتهمنا فهو الذي يعطل، من يقف خلف هذه الفضائيات العربية من دول الخليج ومن دول غربية هي التي تدعم الجماعات التكفيرية والإرهابية التي ما زالت تواصل القتال في سوريا وتفتح الجبهات في سوريا، أما نحن كلا ، وكذلك أؤكد لكم أن هذا هو الموقف القاطع للجمهورية الإسلامية في إيران التي تبذل جهوداً كبيرة إلى جانب بقية الدول الناشطة حالياً، يعني روسيا وتركيا لوقف إطلاق النار في سوريا وللوصول إلى حل سياسي في سوريا.

ثانياً: التأكيد أيضاً بنفس الرد على هذه المناخات (التي تدّعي) أن حزب الله ضد المصالحات التي تحصل في الداخل السوري، ويعمل على إفشالها ويعمل على تعطيلها. في الحقيقة هو العكس، حزب الله يدعم المصالحات والتسويات الداخلية التي تحصل في داخل سوريا في كل المناطق من دون استثناء، بل في العديد من الأماكن كان له دور أساسي وفاعل من أجل نجاح المصالحات، الآن من خلال الإتصالات ومن خلال الوساطة ومن خلال الثقة ومن خلال التواجد الميداني،واليوم أنا أريد أن أؤكد أننا مع كل مصالحة داخلية ومع كل تسوية داخلية تحصل بين السوريين أنفسهم، أياً يكن ضوابطها أو سقفها أو إطارها أو آلياتها، نحن لا نتدخل في هذا الأمر، نحن نؤيد المبدأ ودائماً نؤكد إستعدادنا للمساعدة.

ثالثاً: حرصنا الشديد سواءً من خلال التواصل مع القيادة السورية وأيضاً من خلال العمل والتواصل مع دول في المنطقة مؤثرة بشكل أو بآخر على معالجة بعض الأزمات الإنسانية الخانقة وفي مقدمها مسألة الفوعة وكفريا والتي تعاني من حصار دام لسنوات ومن أوضاع مأساوية لا تقاس بها حتى مناطق محاصرة أخرى.

وفي هذا السياق نبحث مع الأخوة في سوريا، مع الدول المعنية عن حلول للفوعة وكفريا والزبداني ومضايا وما شاكل.

رابعاً: كل ما يقال، وأيضاً نحن نُتهم به، حزب الله وإيران إلى جانب النظام في سوريا، نُتهم بإحداث تغييرات ديموغرافية في سورية، وهذه كلها أكاذيب من الدول الراعية للإرهاب ومن الفضائيات العربية الداعمة للتكفريين. هذا ليس صحيحاً، لا يوجد تغيير ديموغرافي في سورية، فلتذهب الوفود ولتنظم البعثات، فلتأتِ بعثة من جامعة الدول العربية، منظمة التعاون الإسلامي، جمعيات مستقلة ولتذهب إلى سوريا، لا يوجد تغيير ديموغرافي، عندما تأتي مدينة مثلاً فيها 100 ألف وقاتلت النظام لسنوات، قاتلت الجيش لسنوات، وقتلت وأسرت ودمرت وجرحت ثم تحصل مصالحة ويحصل أغلب المسلحين على العفو ويحافظ الناس على تواجدهم الطبيعي، بعض المسلحين نتيجة حسابات غير مطمئين، خائفون، عقولهم مختلفة، يصرون على مغادة المدينة إما إلى إدلب أو إلى الرقة، حسب ما يكونون نصرة أو داعش مثلاً، ومع ذلك النظام يسهل لهم، الدولة السورية تسهل لهم هذا الانتقال وتوصلهم إلى مأمنهم بأمن وأمان. حسناً، إذا بلد فيها 100 ألف أو منطقة فيها 60 ألف ورحل منها 1000 أو 2000 بإرادتهم، بقرارهم هم، لأنهم لا يريدون أن يعملوا تسوية، هل هذا يسمى تغيير ديموغرافي؟ التغيير الديموغرافي أيضاً يعني إسكان آخرين في مكانهم، إذهبوا إلى كل الأماكن التي ما زالت خالية بسبب الدمار أو بسبب الحرب، أو بسبب الظروف الأمنية الخاصة، هل تم إسكان أحد في أماكنهم، أبداً. هذا كله كلام يهدف إلى التحريض المذهبي والطائفي، لأنه بالحقيقة هذه الفضائيات ووسائل الإعلام وهذه الدول لم يعد لديها أي منطق لتغطي من خلاله الحرب على سوريا، على القيادة وعلى الدولة وعلى الجيش وعلى الشعب في سوريا سوى ادعاءات وأكاذيب وأضاليل من هذا النوع.

خامساً: وهي النقطة الملف المهم الذي يعنينا أيضاً في لبنان وكلبنانيين، ملف النازحين، لكن كمقدمة لملف النازحين، الانتصارات العسكرية في سوريا وآخرها انتصار حلب فتح الباب أمام مصالحات وطنية داخلية في مساحة كبيرة من سوريا وحولت مساحة كبيرة من سوريا إلى مساحة آمنة وهادئة، الآن الذي يجلس ويحضر بعض الفضائيات العربية، تعرفون من هم من دون أن نسمي، يقول الدنيا خربانة في سوريا، تذهب إلى دمشق الحياة الطبيعية، تذهب إلى حمص الحياة الطبيعية، اللاذقية طبيعية، طرطوس طبيعية، تذهب إلى السويداء طبيعية، كثير من المدن والقرى لست أحفظ أسماءها طبيعية، اليوم الحياة في حلب تستعيد طبيعتها، وهكذا. حسناً، والناس يعيشون ووضع أمني جيد وهناك بعض المدن فيها زحمة سير، أنا لا أتكلم فقط أنهم نقلوا لي، لا، مشاهدات أيضاً في هذا المجال. إذاً، اليوم هذا ما يتطلب؟ هذا يتطلب نحن في لبنان عندنا ملف ضاغط، كل اللبنانيين مضغوطين بهذا الملف، لا أحد يحوله إلى ملف طائفي، لا أحد يعمله ملف مذهبي، لأن هذا ملف يعني المسلمين فالمسيحيون مستنفرون منه، أو يعني السنة فالشيعة والدروز مستنفرون منه والعلويين. لا، هذا اليوم ملف ضاغط على كل اللبنانيين، على كل المدن والمناطق اللبنانية.

حسناً، من جهة واجب اللبنانيين أن يتعاطوا إنسانياً مع هذا الملف بمعزل عن الاعتبارات السياسية وبمعزل عن المخاوف، وأن لا يتعاطوا سياسياً بهذا الملف بمعنى استغلال النازحين أو الاستقواء بالنازحين في بعض المناطق أو استخدام النازخين أو التخطيط لاستخدام النازحين مستقبلاً في أي توترات سياسية. الصحيح أن نتعاطى مع موضوع أهلنا النازحين السوريين إلى لبنان تعاطياً إنسانياً وأخلاقياً، ماذا يفترض؟ يفترض الآن التعاطي الإنساني والأخلاقي، ما هي الخيارات الموضوعة أمامهم وأمام اللبنانيين؟ هل أن نجلس ونشحذ مساعدات من الدنيا ونبكي على أنفسنا، ومع ذلك يعيش هؤلاء النازحون في ظروف حياتية ومعيشية قاتلة وصعبة، وخصوصاً في فصل الشتاء، هل هو الوضع المناسب؟ أو البحث عن خيارات أخرى هو الوضع المناسب، أم أن الوضع المناسب هو أن نتعاون ليعود أغلب هؤلاء النازحين إلى بلدانهم، إلى مدنهم، إلى قراهم، إلى بيوتهم، لا يبقوا نازحين ولا لاجئين ولا جالسين في الخيم ولا في الطرقات؟

الكرامة الإنسانية، المسؤولية الإنسانية، المسؤولية الإسلامية، إذا نريد أن نتكلم من موقع إسلامي أيضاً تقتضي ذلك. وطبعاً أنا أتحدث أن نفعل ذلك، أن نتعاون على ذلك من موقع الإقناع وليس من موقع الإجبار -الآن أعود لها – سيُقال لنا أن هؤلاء يخافون أن يعودوا إلى مدنهم وقراهم خشيةً من انتقام الدولة والنظام في سوريا، وأقول لهم إذهبوا إلى سوريا، هؤلاء الذين جاءوا إلى لبنان هناك أناس منهم أصبح لهم 6 سنوات، 5 سنوات، 4 سنوات، 3 سنوات، على الأقل يعني هم 5 سنوات لم يقاتلوا في سوريا، إذهبوا إلى المدن والقرى والبلدات والتي قاتلت 5 سنوات و6 سنوات ومع ذلك عُمل تسويات حتى مع المقاتلين، مع المسلحين، والناس تعيش بأمن وأمان، سنة واثنين وثلاثة، اذهبوا، أرسلوا بعثة لبنانية رسمية حتى تطمئنوا أنتم لتقيم نتائج المصالحات والتسويات في سوريا، وعلى ضوئها ارجعوا إلى لبنان وتكلموا مع النازحين.

الحكومة اللبنانية من جملة المسؤوليات الملقاة على عاتقها وأيضاً القوى السياسية اللبنانية التي يجب ولا يجوز أن تستغل النازحين السوريين، لا تستغلهم سياسياً ولا مالياً ولا تشحد المال على حسابهم ولا تسرق المال من صندوقهم. الحكومة والقوى السياسية كلها معنية أن تقنع وأن تناقش وأن توصل هؤلاء النازحين إلى المستوى الذي يقبلون فيه، حتى لو احتجنا أن نأتي إلى أهل هذه القرية وأهل هذه المدينة الموجودين في لبنان ونأتي بأقاربهم أو وجهائهم أو فعالياتهم الموجودين في سوريا في تلك المدينة ليأتوا ويطمئنوهم ويخبروهم عن نتائج المصالحات في سوريا، وليعود النازحون. أغلب النازحين يمكن أن يعودوا حينئذ بقناعتهم، أيضاً هذا يتطلب أن تخرج الحكومة اللبنانية من المكابرة، بكل صراحة، أنه لا نريد أن نتكلم مع الحكومة السورية، لا، يجب أن تتكلموا مع الحكومة السورية، أليس هذا ملفاً ضاغطاً، ألستم كل يوم تخرجون وتتحدثون عن الوضع المالي والوضع الاقتصادي والوضع الأمني والتسيب ووو.. ومخاوف وقلق إلخ.. لماذا لا تريدون أن تتكلموا مع الحكومة السورية؟ لماذا تتكلمون مع كل العالم حتى الذي صنع داعش، حتى الذي صنع النصرة وسفك دماءكم ودماء شعبكم ودماء جنودكم، لكن لا تتكلموا مع الحكومة في سوريا لمعالجة ملف إنساني بهذا المستوى. يا أخي حتى مع العدو أحياناً الإنسان يتفاوض عندما يكون الملف إنسانياً، حتى مع العدو يتفاوض بشكل مباشر أو بشكل غير مباشر.

الحكومة اللبنانية يجب أن تضع المكابرة جانباً وتقرر وتدرس جدياً كيف تعمل اتصالاً رسمياً ويصبح هناك نقاش مع الحكومة السورية، هناك مليون ونصف أو مليونا نازح في لبنان، كيف سنعالج هذا الموضوع؟ تفضلوا يا سوريين، يا إخوانا السوريين أو يا أعداءنا السوريين، مثل ما تريدون، يا أخي اجلسوا معهم، احكوا معهم، ناقشوهم، ضعوا خطة واحدة، هذا الأمر لا يمكن أن يعالجه لبنان لوحده، وبالشحاذة لن نحل مشكلتنا ولا سنزيل المخاوف الموجودة عند بعض اللبنانيين، وإنما بالعمل الجاد. إذاً هذه مسؤولية، هكذا نحفظ كرامة هؤلاء.

طبعاً، نحن أيضاً كحزب الله لنا صداقات وعلاقات متينة مع القيادة السورية والدولة في سوريا، لنا تواجد بشكل أو بآخر، حاضرون أن نكون في خدمة الحكومة اللبنانية إذا قررت أن تتصرف إنسانياً وجدياً ووطنياً بملف النازحين، نحن جاهزون ونضع أنفسنا في التصرف.

كلمة أخيرة في الشأن السوري، من أجل أن نبقي قليلاً من الوقت للشأن اللبناني.

كلمة أخيرة في الشأن السوري، لا شك أن الانتصار الكبير الذي أنجز في حلب كانت له نتائج وتداعيات عسكرية وأمنية ومعنوية وسياسية كبيرة جداً، من جملتها – الآن لا أريد أن أعمل إحصاء، ولكن من جملتها لأني أريد أن أصل إلى خاتمة – فتح الباب مجدداً للحوار المباشر وهذه المرة مع بعض الجماعات المسلحة الموجودة في الميدان وعدم الاكتفاء بالحوار مع الذين لا وجود لهم إلا في الفنادق والسفارات، انتصار حلب عمل هذا التطور في المسار السياسي السوري، وأيضاً – طبعاً باستثناء داعش والنصرة – وأيضاً فتح الباب أمام وقف إطلاق نار صمد بنسبة كبيرة جداً، الآن في سورية هناك وقف إطلاق نار كبير جداً، طبعاً باستثناء داعش والنصرة، حتى مع النصرة الآن يبدو أنهم بشكل أو بآخر أصبحوا أيضاً ملتزمين نسبياً بوقف إطلاق النار، أو لأنهم مشغولون بتصفية الجماعات الأخرى. وفتح الباب مجدداً أمام الحوار السياسي في جنيف، وأعطى دفعاً قوياً لإنجاز مصالحات داخلية في أماكن كثيرة في سوريا ومهمة كما قلت قبل قليل وخصوصاً في أرياف دمشق وفي الجنوب، جنوب سوريا، وبات واضحاً أن المسار العام للأحزاب في سوريا أصبح مختلفاً الآن، مسار مختلف عن السنوات الست التي مضت، ست سنوات سوريا أمام خطر سقوط الدولة، هذا الخطر تم تجاوزه 99% حتى أبقى محتاطاً، سوريا كانت أمام خطر سيطرة داعش والنصرة والجماعات التكفيرية على كامل الأراضي السورية، هذا الخطر تم دفعه بنسبة كبيرة جداً، لأنه صحيح الآن لما ترى الخريطة أن سيطرة داعش على جغرافيا واسعة في سوريا ولكن أغلب هذه الجغرافيا صحراء.

المسار الجديد هو مسار يئست فيه الجماعات التكفيرية من السيطرة على سوريا، ويئست فيه الدول والمحاور التي صنعت الجماعات التكفيرية والتي دعمت الجماعات التكفيرية من إمكانية تحقيق أهدافها أو كامل أهدافها في سوريا. لذلك اليوم نجد تحولاً كبيراً ومهماً ومؤثراً جداً لا يمكن أن نأخذه ببساطة، من جملته الموقف التركي اتجاه داعش، ليس الموقف التركي اتجاه سوريا، الموقف التركي اتجاه داعش وكلنا يعرف أن الحكومة التركية والدولة التركية كانت داعماً قوياً لداعش وفتحت لها الحدود واشترت منها النفط والغاز وأمّنت لها السيولة المالية وفتحت لها البوابات للسلاح وللمقاتلين وللصواريخ، ولكن الآن تحسرت تركيا، يبدو ندمت على ما فعلته لداعش، لأن داعش ردت الجميل لتركيا عمليات انتحارية في داخل الأراضي والمدن التركية. حسناً، اليوم تركيا التي كانت داعماً لداعش، داعماً قوياً ليس داعماً عادياً، الآن هي تقاتل داعش منذ ثلاثة أشهر في مدينة الباب وتقول إنها بعد مدينة الباب ستقاتل داعش في مدينة الرقة، هذا تحول مهم جداً، أوصّفه بعد قليل.

الموقف الاميركي الذي ننتظره، طبعا لا يوجد شيء أكيد مئة بالمئة، ولكن يكفي أن يقول الرئيس الأميركي الجديد ترامب إن أميركا اوباما وكلينتون هي التي صنعت داعش وهي التي أوجدت داعش وأن أولويته الآن ـ وهو صادق فيما يقول عن الماضي، لنرَ الآن إن كان صادقاً فيما يقول عن الحاضر أو لا ـ وأن أولويته الآن في سوريا هي الحرب على داعش.

الأوروبيون يتحدثون بأنهم سيصبحون جديين بقتال داعش. طبعاً، لم يكونوا جديين بقتال داعش خلال كل السنوات الماضية، لنرَ، روسيا قبل سنة وأكثر جاءت إلى سوريا، يوجد تحول كبير اليوم وخصوصا بعد ان اكتشف العالم كله ان هذه معارضة الأوتيلات والسفارات لا تمثل شيئاً على الارض، وأن المعارضة المسلحة ـ بين هلالين التي يقولون عنها معتدلة، بحاجة إلى القليل من التدقيق، لا أريد أن أحكم ـ اكتشفوا أنها تمثل نسبة متواضعة من الجماعات المسلحة التي تسيطر على الأرض في سوريا، وبعد أن اكتشفوا بأن هذا التواجد للجماعات التكفيرية الارهابية في سوريا يهدد أمن العالم وبالتحديد أمن أوروبا الآن يتنافسون على المجيئ إلى سوريا للقتال، لقتال داعش وأيضاً النصرة.

يعني ماذا؟ هذا الذي أريد أن أختم فيه، يعني أيها الإخوة، أيها العلماء، أيها اللبنانيون، أيها الشعب اللبناني، العالم والدول التي يعتبرها بعضكم حجة إلهية بالنسبة للبعض، أميركا حجة إلهية، فرنسا حجة إلهية، بريطانية حجة إلهية، تركيا حجة إلهية، أقول لكم تأملوا هذا المشهد: العالم الآن هذه الدول التي تحترمونها وتحترمون عقلها وقرارها ومعطياتها ومعلوماتها، بعد 6 سنوات جاءت لتقاتل مَن خَرجنا نحن قبل سنوات لنقاتلهم في سوريا، ولنقول للعالم كله وللبنانيين وللسوريين ولشعوب المنطقة ولشعوب العالم إن السماح لهؤلاء بالانتصار وبالسيطرة على سوريا يعني التهديد الفلاني والفلاني، لا حاجة لأن اعيد.

على كل حال المسار في سوريا أخذ منحىً آخر، وهذا بعد الفضل من الله سبحانه وتعالى، يجب أن أختم بالقول إن الجهد الرئيسي والأسباب الرئيسية تعود إلى صمود السوريين أنفسهم، إلى صمود وثبات القيادة السورية، الجيش السوري، الشعب السوري، كل الذين رفضوا الخضوع للارهاب التكفيري في سوريا، هؤلاء صمدوا وقاتلوا واستشهدوا وجرحوا وتحملوا وهجروا، ولكنهم ثبتوا وصمدوا وبقوا في الميدان ولم يستسلموا، نعم مساعدة الأصدقاء سواء كانوا في روسيا وفي إيران أو في حزب الله أو أيّاً كانوا هي عامل أساسي ومهم لا نتنكر له، ولكن العامل الأول ـ إذا تحدثنا عن الأسباب البشرية ـ العامل الأول هو العامل السوري، وهذا لا يجوز أن يخفى على أحد عندما يصدر بيانا أو تصريحاً أو يقدم تقييماً هنا اوهناك.

في الشأن اللبناني 3 نقاط سريعة وسهلة:

النقطة الأولى: نحن الحمد لله في لبنان اليوم ننعم بالاستقرار السياسي والأمني، لنضع الأمني في عنوان لوحده، وما زال هذا الاستقرار السياسي قائما بالرغم من الخلاف حول قانون الانتخاب. وتعرفون اللبنانيين، عندما يختلفون قليلا تبدأ حرارتهم بالارتفاع ويعلو صوتهم كثيراً. ولكن الحمد لله،  الآن نقول إننا ما زلنا في حالة استقرار سياسي.

الاستحقاق السياسي الأهم أمام اللبنانيين هو الانتخابات النيابية التي نجمع كلبنانيين بحسب الظاهر أن لدينا جميعاً إرادة جدية بعدم التمديد وبإجراء الانتخابات في مواعيدها، ما يوجد في القلب، الله يعلم، لكن الحمد لله على هذا الاجماع ولو بالظاهر، هذا يؤدي إلى استحقاق أساسي وهو قانون الانتخاب.

سأتكلم كلمتين في قانون الانتخاب. أتكلم بالدرجة الأولى بالنسبة لحزب الله، نحن من البداية قناعتنا ورأينا واضح، هذا طبعا نحن والإخوة في حركة أمل متفقون عليه إنه نحن مع النسبية. حتى مع التيار الوطني الحر، بوثيقة التفاهم أو على جانب الوثيقة وبنقاشاتنا الداخلية نحن جوّنا نسبية، بالحديث مع كل حلفائنا في 8 آذار، نحن جوّنا نسبية.

عندما نتحدث عن النسبية لأننا نحن نحاول أن نفتش جدياً ويوجد شيء في لبنان كلنا مجمعون عليه أننا نريد قانوناً عادلاً، ونريد قانوناً يتيح للجميع أن يمثلوا في المجلس النيابي وقانوناً لا يلغي أحداً، عظيم.

القانون الأكثري ـ بمعزل إن كان ستين سبعين ثمانين الفين ـ القانون الأكثري هو قانون الغائي. سأتكلم الان بهدوء، بعلم، بواقع، لا يحتاج لا كثير رياضيات وحساب أو أحد شاطر بالعلوم، لا، ببساطة الآن بدائرة انتخابية عندما تحصل لائحة 50% زائد واحد تأخذ كل المقاعد النيابية والذين حصلوا أقل من 50% يعني 50% ناقص واحد لا يحصلون على شيء، أليس هذا إلغائياً؟ عندما تقولون الغائي واقصائي، اليوم يوجد شخصيات وازنة بالبلد، شخصيات سياسية وازنة بالبلد وتمثل ثقلاً شعبياً في دوائرها الانتخابية بدوائرنا وغيرها ولكن لأنها لا تستطيع أن تجلب 50% زائد واحد هي ملغاة منذ سنوات طويلة مع أنها تمثل، هؤلاء الذين هم خسمين بالمئة زائد واحد مَن يمثلون بالمجلس النيابي؟ هؤلاء أربع سنوات ليس لهم ممثل، هم يعتبرون هكذا، إذاً الأكثري إلغائي كيفما قسمتموه، محافظات ستين 13 دائرة 15 دائرة، مهما فعلتم الأكثري إلغائي، في طبيعته إلغائي.

النسبي بالعكس في طبيعته ليس إلغائياً ولا إقصائياً، في طبيعته يعطي لكل ذي حق حقه، الآن يضعونها عتبة، يسمونها العتبة الانتخابية انه والله 10% 12% 20% تفرق من بلد إلى آخر، ولكن أي أحد يقطع هذه العتبة، يأخد 10% من الأصوات، 15% من الأصوات ولا يأخذ 50% زائد واحد له من يمثله.

إذاً اليوم، نتيجة القانون الأكثري، هناك أحزاب في لبنان لها امتداد على كامل الوطن ليس لديها نائب في البرلمان، ويوجد أحزاب في لبنان عندها امتداد علي مستوى الوطن لديها نائب واحد لأنه تم المنّ عليهم والتفضّل عليهم أنه ألحق بلائحة، ولكن لم يتم إعطاؤهم فرصة أن يأتوا بنائب بجدارة وتمثيل.

إذاً الأكثري إلغائي إقصائي، النسبي يعطي لكل ذي حق حقه، كم تبلغ شعبيتك؟ 10%؟ تأخذ 10%، 20%؟ تأخذ 20، 30% تأخذ 30، 60% تأخذ 60، ولذلك نحن مع النسبية بمعزل عن الدائرة،، دائرة واحدة، محافظات خمس، ست، تسع، 13 دائرة، مهما يكن، كله لدينا قابل للنقاش، وأنا أستغرب من الذين يقولون إن النسبية تقصيهم وتلغيهم، النسبية لا تلغي أي طائفة. أقول لأهلنا الدروز: النسبية لا تلغي الدروز بل تحفظهم والنسبية لا تلغي الحزب التقدمي الاشتراكي والنسبية لا تلغي تيار المستقبل والنسبية لا تلغي أي حزب أو تيار أو جماعة أو طائفة في لبنان.

نعم النسبية تعطي لصاحب كل حجم حجمه، ولكل صاحب حق حقه.

يوجد تعبير استخدمه فخامة الرئيس العماد ميشال عون خلال هذه الأيام جميل ودقيق، عندما يقول: نريد قانون انتخاب لا تلغي الطوائف الكبيرة فيه الطوائف الصغيرة، يعني هي تأتي بالممثلين الخاصين بالطوائف الصغيرة، ولا نريد في داخل كل طائفة الأغلبية تلغي الأقلية، في داخل كل طائفة، ما هو القانون الذي يمكن من خلاله أن يتمثل الجميع؟ يوجد النسبية، الذي يمتلك قانوناً آخراً فليدلنا عليه.

إذاً، حزب الله عندما يدعم النسبية أو يؤيد النسبية أو ينادي بها فلأنه حريص على بقاء كل الأحزاب، على تمثيل كل الاحزاب، وكل الجماعات وكل العائلات السياسية وكل الطوائف الصغيرة والكبيرة وكل البيوتات. نحن لا نريد أن نغلق أي بيت سياسي، وإنما ندعو إلى العدالة في التمثيل. عندما نقول إن بناء الدولة يمر حكماً بقانون انتخابي عادل وسليم وصحيح، هذا ما نقصده نحن، والكل يعرف إننا منزّهون عن الحسابات الحزبية في موضوع النسبية، بل على العكس، النسبية لا تخدم مصالحنا الحزبية، لا تخدم مصالحنا. عندما يتحدثون عن المحادل، نحن أيضاً من جماعة المحادل. النسبية تعطّل المحادل التي نحن منها، ونحن راضون بذلك، وننادي بذلك، ونقول تعالوا، الذي أدعو له اليوم، إنه يا جماعة تعالوا بدل ان نظل نضيع وقتاً، لأنه حتى الآن في مكان ما، اسمحوا لي بالقول إنه لا يوجد نقاش جدي، هناك تضييع للوقت، لنصل للحظة الاستحقاق، للحظة المشكلة، ونرى ماذا سيحصل في البلد.

حسناً، الوصول إلى لحظة الاستحقاق والذهاب إلى المجهول، هذا أمر خطير على البلد كله، بمعزل عن طريقة تفكير كل واحد فينا، لا تضيعو الوقت، الوقت قليل، نحن نأتي لنقول بأنه يا أخي يوجد هذا القانون، مشروع قانون الرئيس ميقاتي، اعتبروه مسودة قابلة للنقاش، مسودة، لم نأت لنفرض على أي أحد أي شيء، نحن برأينا هذا المخرج الطبيعي المنطقي العادي، الذي لا يلغي أي أحد، الذي يحفظ الجميع، الذي يعطي الجميع أحجامهم، ولذلك ندعو إلى نقاش هذا الأمر بجدية، ومع ذلك أنا أقول لكم: في السابق، في اللجنة الرباعية وقبلها وبعدها، كنا منفتحين على أي نقاش حول قانون الانتخاب إلى حد ـ للأسف أنه ـ نحن جلسنا نناقش باللجنة علمياً وأكاديمياً في قوانين، أساسها ولو جزء منه أكثري، وأنا اقول لكم النظام الأكثري ليس نظاماً عادلاً. جاء البعض ليقول إننا بعنا حلفاءنا وتخلينا عنهم ونحن لسنا كذلك، نحن التزامنا الحقيقي هو النسبية ولكن هذا لا يعني أن لا نكون منفتحين على أي نقاش. كنا واليوم أريد أن أكرر القول، نحن أيضا لا نغلق الأبواب، نحن منفتحون على أي نقاش، على أي حوار حول أي اقتراح قانون انتخاب يؤدي إلى انتخاب معقول وجيد وعادل ويتيح الفرصة للبنانيين أن يتمثلوا بأفضل صورة ممكنة.

النقطة الأخرى بالشأن اللبناني، الموضوع الأمني، الاستقرار الأمني في لبنان اليوم، أقول للشعب اللبناني يجب أن تشكروا الله سبحانه وتعالى على هذه النعمة الإلهية الموفورة، عندما نتطلع حولنا في المنطقة وفي العالم وبالرغم من أنه في لبنان يوجد الكثير من الصعوبات والتناقضات ومشاكل اقتصادية واجتماعية ومعيشية وجوار ملتهب، وعدو يتهددنا في كل يوم وفي كل لحظة، وما يجري الى جوارنا للأسف في سورية، مع ذلك أمن البلد، الإستقرار في البلد، الحمد لله من النعم الكبيرة.

اللبنانيون يجب أن يتمسكوا بهذه النعمة وأن يشكروها، وشكرها هو الحفاظ عليها، الحفاظ عليها بالأيدي وبالألسن وبرموش العيون، وعدم الاستهتار بالموضوع الأمني، وأن لا يغامر أحد بالموضوع الأمني.

في هذا السياق يجب أن نسجل تقديرنا للجهود الكبيرة التي يقوم بها الجيش اللبناني وقيادة الجيش اللبناني ومخابرات الجيش اللبناني والقوى الأمنية والأجهزة الأمنية الرسمية في لبنان، وأيضاً تعاون القوى السياسية  والزعامات والقيادات.

وهنا يجب أن أؤكد على أمر ذكرناه قبل أسابيع مع أهلنا في البقاع: الذي يحصل أحيانا في عملية خطف هنا أو عملية قتل هناك، يحصل ما هو مشابه لها في مناطق لبنانية أخرى، ولكن للأسف الشديد عندما تحصل عملية القتل في البقاع تأخذ ضجة استثنائية، وطبعاً هي مقصودة من بعض الجهات ومن بعض وسائل الاعلام للإساءة إلى أهل البقاع وللإساءة إلى الخط السياسي الذي يدعمه أهل البقاع أو عندما تحصل عملية خطف يكون هناك عملية خطف مشابهة في مناطق أخرى، لا تأخذ هذه الضجة ولا هذا العويل الذي يحصل عندما يحصل خطف في البقاع.

طبعاً أي قتل هو مدان، أي خطف هو مدان، ولكن واضح أنه هناك استهداف، هذا يزيد مسؤولية أهلنا وإخواننا وعلمائنا ونوابنا ووزرائنا وأساتذتنا ومشايخنا وعشائرنا ووجهائنا وفعالياتنا وناسنا في البقاع، لأن الموضوع بالنسبة لمنطقة البقاع لم يعد فقط موضوعاً أمنياً بحتاً، وإنما أمراً يمس كرامة أهل هذه المنطقة الشرفاء، يمس كرامتهم ويمس موقعيتهم.

هذا طبعاً يحتاج إلى ثلاثة أمور:

أولاً: أن تتحمل الدولة مسؤوليتها بشكل فعال وجدي، ولا يوجد أي مانع من أن تتحمل الدولة مسؤوليتها، النواب والوزراء والبلديات والعلماء والمشايخ والعيل والعشائر، كلها عبرت في مؤتمرات ولقاءات ومناسبات كثيرة، فلتأتِ الدولة ولتتحملوا مسؤوليتكم، الجيش والقوى الامنية والأجهزة الأمنية والقضاء اللبناني والدولة تأتي لتتحمل مسؤوليتها، لا يوجد أي حاجز ولا يوجد أي مانع. أي حجج هي حجج واهية وغير صحيحة، وأنا اليوم أجدد هذا النداء للدولة اللبنانية ومؤسسات الدولة اللبنانية.

الأمر الثاني هو أن يتعاطى الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية في حدود القانون كما هو متوقع. الأمر الثالث هو تعاون أهلنا في البقاع مع الجيش والأجهزة الأمنية اللبنانية، التعاون، التفهم والتجاوب، عدم التحريض من قبل البعض، أو قبول التحريض من قبل البعض. عدم تكبير أخطاء بعض الجنود أو بعض العناصر في القوى الامنية، تكبير الموضوع الى حد الذهاب لمواجهة مع الدولة، هذا كله هو مسؤولية الناس والنخب في البقاع، التعاون الايجابي ورفض أي ممارسة سلبية، ولكن مع هذا كله سواءً في البقاع او في لبنان، الأمن ليس فقط مسؤولية الدولة. الأهل، الآباء، الأمهات، الأزواج، الزوجات، زعماء العشائر، وجهاء ورؤساء البلديات، وصولاً إلى الأحزاب والعلماء والجميع. هناك مسؤولية اجتماعية وشرعية عامة لضبط ساحاتنا وضبط شبابنا وضبط ناسنا والحكي معهم والقيام بجهد كبير كما أسس له كما في المرحلة الاخيرة قبل اسابيع.

طبعا يجب تجديد القول وتأكيد القول إن الدولة، ليس فقط ان تستلم العسكر والامن، يجب أن تستلم الإنماء أيضا، ويجب أن تطلع بالعفو حيث يكون العفو قضائيا ومنطقيا ويجب أن يكون هذا الملف جدياً بين الجميع. طبعاً الإخوة المسؤولون النواب الوزراء البلديات الكل يتابع مسؤوليته بشكل كامل لكن هذا ما لم يتم ملاقاته من قبل الحكومة اللبنانية السلطة التنفيذية يبقى محدوداً وقاصراً.

النقطة الثالثة في الشأن اللبناني قبل الختام، في موضوع الموازنة أحب أن أقول كلمة صغيرة لأن الحكومة ستناقش الموازنة العامة بعد أيام، الوزراء سيناقشون التفاصيل يعني وزراؤنا وبقية أصدقائنا في الحكومة، عندما ستذهب الموازنة إلى المجلس النيابي سيناقشها النواب، وأنا لا أريد أن أناقش تفاصيل الآن، أريد أن أثبّت مبدأ، مبدأ نقول فيه بكل صراحة: نحن نرفض أي ضرائب جديدة، أي رسوم جديدة تطال العائلات الفقيرة في لبنان. عندما نقول العائلات الفقيرة يعني أغلب الشعب اللبناني، أغلب الشعب اللبناني اليوم مصنف إما فقيراً أو تحت خط الفقر، تأتي لتقول بأن الموازنة بحاجة إلى مداخيل، فتش على حل، يوجد حلول معروفة، وقف الهدر، وقف السمسرات ووقف السرقة، ووقف بعض التلزيمات التي “رائحتها فاحّة”  في البلد. وقف بعض الانفاق الذي ليس له معنى على الاطلاق، يوجد نماذج وشواهد لا أريد أن آخد وقتكم فيها، والبحث عن مداخيل من طرق اخرى، الأمر يحتاج إلى قرار شجاع، إلى قرار سياسي شجاع نستطيع أن نوفر فيه الكثير من الإمكانات التي لا طعم لها، ونستطيع أن نحد الكثير من الهدر، ونستطيع أن نمنع الفساد واللصوصية ونوفر. فتشوا على أي مكان آخر، لتدعموا فيه الموازنة العامة إلا جيوب المواطنين، هذا أمر لا يجوز أن يقبل به أي أحد، لا نحن ولا غيرنا، هذا ليس موضوعاً للمزايدة.

الآن العائلات اللبنانية والمواطنون اللبنانيون في ظل الأوضاع الاقتصادية والمعيشية الصعبة التي يعيشونها لا يتحملون أي زيادة في الرسوم وفي الضرائب، على الاطلاق.

الكلمة الاخيرة، الآن أنا في يوم الخميس ـ إن بقينا على قيد الحياة ـ عندما نريد أن نتكلم عن وضع المنطقة أريد أن أقول جملة فقط، لكل الذين قالوا في الأسابيع الماضية وكتبوا وأنا رأيت الكثير من المقالات تقول إن حزب الله قلق وإن حزب الله مرعوب وإن حزب الله خائف، ما القصة يا جماعة، أنه جاء ترامب، يعني واذا جاء ترامب، ما الجديد؟ الجديد مثلما قال سماحة الإمام القائد السيد خامنئي دام ظله الشريف: الجديد أنه قبله كان هناك شخص واضع على وجهه غطاء من نفاق، انه يكلمك بكلام طيب، يعيّدك بالعيد، ولكن ماذا يفعل، يفرض بحقك عقوبات ويحاربك بالعالم، ويشن بغاراته آلاف الغارات التي قتلت آلاف المدنيين، ويدعم ويتورط بحروب كما بالحرب في اليمن التي قتلت وجرحت وجوعت وحاصرت مئات الالاف، ويدعم انظمة استبدادية كما في البحرين وفي السعودية وفي غيرها، ويعمل كل شيء ويصنع لك داعش لتسيء إلى دينك وإلى نبيك وإلى قرآنك ولتسفك دماءك وتسبي نساءك وتدمر مجتمعاتك ودولك وهو يضحك وأنت يحرقك قلبك عليه فقط لأن لونه اسود.

الآن الجديد الجميل أنه جاء شخص وضع النفاق على جنب، ولذلك سماحة السيد القائد ماذا قال؟ نحن يجب أن نشكر ترامب لأنه كشف مجدداً عن الوجه الحقيقي للإدراة الأميركية، العنصرية البشعة المجرمة القاتلة سفاكة الدماء، مصادرة الحريات، ناهبة الثروات، المتآمرة على الشعوب المستضعفة، ممنونين، نحن لسنا حزينين، بل ممنونين لترامب، لأنه من أول ما جاء، هذه حقيقة الإدارة الاميركية، لتفهمها الشعوب التي عادت لتضيع وتضل وتتيه وتختلط عندها المفاهيم، أما الخوف، هذه القصة انتهت من فترة طويلة.

لكل من يكتب ويخطب ويفكر ويحلل أنا أقول له من شيبة الشيخ حسين عبيد أحد كبار المؤسسين لحزب الله عام 1982، نحن كنا في العام 1982 والآن نحن في العام 2017، في ال 1982 كنا قلة مؤمنة مستضعفة نخاف ان يتخطفنا الناس من حولنا، الجيش الاسرائيلي الذي كان لا يقهر كان يحتل نصف لبنان، 100 ألف جندي وضابط إسرائيلي في لبنان، 25 ألف ضابط وجندي أميركي وفرنسي وبريطاني وايطالي في لبنان، ومشاكل لبنانية داخلية وأساطيل، نيوجرسي وأمثالها في البحر، وكنا قلة، نحن وبقية من كان في المقاومة، بقية الأحزاب والحركات، ولم نخف، ولم نقلق ولم نضطرب، وكنا على بينة من أمرنا وبعدها وبعدها وبعدها، جاء جورج بوش وبالجيوش مجدداً وبالاساطيل وغزا دولاً، ودفع إسرائيل للحرب علينا، ولم نقلق ولم نخف ولم نتردد، وكناعلى ثقة من نصر الله لنا، هذا النصر الذي وعدنا به الله سبحانه وتعالى في كتابه ووعدنا به الإمام الخميني، الشيخ حسين عبيد والسيد عباس وبقية الإخوان عندما ذهبوا عند الإمام في بداية التأسيس، وقال لهم الإمام: نعم المقاومة ولا طريق إلا المقاومة، وقال لهم لا تتكلوا على أي احد، ولا تنتظروا أي أحد، لا نحن ولا أي أحد في العالم، اتكلوا على الله وعلى أنفسكم، واعملوا بتكليفكم، وفي ذلك اليوم هذا موجود موثق، وفي ذلك اليوم عندما الكثير في العالم العربي والاسلامي كانوا يعتبرون أن لبنان دخل في العصر الاسرائيلي، قال الإمام الخميني للتسعة الحاضرين بين يديه، ومنهم السيد عباس الموسوي والشيخ حسين عبيد، إذا قاومتم  فإنني أرى النصر معقوداً في نواصيكم، هذا النصر الذي تحقق بال 85 وتحقق بال 2000 وتحقق بال 2006 ويتحقق اليوم في سورية وفي العراق وسيتحقق في اليمن إن شاء الله، لا ترامب ولا أبوه ولا جدّه ولا جورج بوش ولا أبوه ولا جدّه ولا كل هؤلاء العنصريين يمكن أن يمسوا بشجاعة أو أمان طفل من أطفالنا، فضلاً عن رجالنا وشيوخنا.

لذلك نحن لسنا قلقين بل نحن متفائلون جداً، لأنه عندما يسكن في البيت الابيض أحمق يجاهر بحماقته، فهذا بداية الفرج للمستضعفين في العالم.

رحم الله شيخنا الكبير والعزيز وفقيدنا الغالي وأسكنه فسيح جنته وحشره مع الشهداء، والسلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.