الصحف الاجنبية: السعودية تنشر التطرف…و’تل أبيب’ ترتعد من حزب الله

 

سلط باحثون اميركيون الضوء على ممارسات السعودية في الداخل والخارج، واعتبروا ان هذه الممارسات تجعل السعودية غير مؤهلة لتكون حليفاً للولايات المتحدة.

من جهة اخرى تخوف باحثون صهاينة من تعاظم قوة ونفوذ حزب الله، فيما شن مجموعة من الشخصيات الجمهورية البارزة المنتمية الى تيار المحافظين الجدد في الولايات المتحدة هجوماً لاذعاً على المرشح الجمهوري دونلاد ترامب.

المحافظون الجدد يهاجمون ترامب

وجه عدد من الشخصيات الناشطة في مجال الامن القومي في الحزب الجمهوري رسالة مفتوحة نشرت على موقع “War on the Rocks” بتاريخ الثاني من آذار مارس الجاري، اعربوا فيها عن معارضتهم الشديدة للمرشح الجمهوري دونالد ترامب،و الذي يتصدر بدوره السباق بين المرشحين الجمهوريين للرئاسة الاميركية.

الرسالة،التي حملت توقيع شخصيات بارزة معروفة بانتمائها الى تيار المحافظين الجدد مثل “Elliot Cohen” و “Robert Kagan” و “Max Boot”،قالت ان رؤية ترامب للنفوذ و القوة الاميركية في العالم متناقضة  الى حد كبير.كما اعتبر الموقعون ان تأييد ترامب لشن “الحروب التجارية” هي “وصفة للكارثة الاقتصادية” في عالم اليوم.

و قال الموقّعون ايضاً ان خطاب ترامب المعادي للاسلام يضعف بشكل كبير مساعي محاربة “الراديكالية الاسلامية” حيث يؤدي الى تنفير “الشركاء في العالم الاسلامي الذي يساهمون بشكل كبير بهذه المساعي”.

كما جاء في الرسالة ان اصرار ترامب على جعل الحلفاء مثل اليابان يدفعون مبالغ باهظة مقابل الحماية الاميركية هو من سمات المبتز،و ليس من سمات قادة التحالفات، التي خدمت بدورها المصلحة الاميركية بشكل كبير منذ الحرب العالمية الثانية،بحسب تعبير الموقعين.ومما ورد ايضاً ان “اعجاب ترامب بالديكتاتوريين الاجانب مثل فلادمير بوتين هو غير مقبول بالنسبة لزعيم اكبر ديمقراطية في العالم”،على حد وصفهم.

ترامب

و اضاف الموقعون ان كلام ترامب الذي يساوي بين الخبرة في العمل التجاري و الخبرة في السياسة الخارجية هو غير صحيح،حيث لا يمكن حل جميع النزاعات عبر اساليب الصفقة التجارية.

كما قال الموقعون ان تصريحات ترامب تجعلهم يستنتجون انه كرئيس،سيستفيد من منصبه بشكل “يجعل اميركا اقل امناً،الامر الذي سيضعف مكانتنا في العالم”،بحسب تعبيرهم. و اعتبروا ان رؤية ترامب لكيفية استخدام سلطات الرئاسة ضد المنتقدين تشكل تهديداً للحريات المدنية في الولايات المتحدة.

و عليه اعلن الموقعون انهم لا يستطيعون دعم ترامب كمرشح جمهوري للرئاسة الاميركية، و تعهدوا بتكثيف الجهود من اجل منع وصول ترامب الى سدة الرئاسة،واصفين اياه بغير المؤهل بالمطلق لهذا المنصب.

السعودية و نشر التطرف

من جهته، الباحث في معهد “كايتو” “Ted Galen Carpenter”كتب مقالة نشرت على موقع “National Interest” بتاريخ الثالث من آذار مارس الجاري و التي انتقد فيها بشدة التحالف الاميركي مع السعودية.

وقال الكاتب ان سلوك السعودية في الداخل وحده،يجب ان يجعل السعودية غير مؤهلة لتكون صديفة للولايات المتحدة،حيث اشار الى ان “سمعة الرياض كمنتهك مزمن و مروع لحقوق الانسان موثقة بشكل جيد”.و اشار الى انه و بينما ادان الاميركيون و غيرهم من المجتمعات المتحضرة تنظيم داعش بسبب قيامه “بعمليات قطع الرؤوس البربرية”،فان “حليف اميركا السعودي اعدم ما يزيد عن مئة و خمسين شخص بنفس الطريقة خلال عام 2015 الماضي،مضيفاً ان الرياض بدات عام 2016 بتكثيف عمليات الاعدام حتى.و لفت الى ان عددا كبيرا من الذين اعدموا،مثل الشيخ نمر النمر،يبدو انهم لم يقوموا بشيء سوى التظاهر او توجيه الانتقادات العلنية للنظام.

هذا فيما رأى الكاتب ان الرياض لطالما شاركت في نشاطات قوضت الامن الاميركي،متحدثاً بهذا الاطار عن تعاون المسؤولين السعوديين مع الاستخبارات الباكستانية لتمويل الجماعات الاسلامية الاكثر تطرفاً في افغانستان خلال حقبة الثمانينات.و اضاف ان ذلك ينسجم و سياسات السعودية بشكل عام،اذ تمول السعودية منذ عقود مشروع رجال الدين الوهابيين و رسالتهم “المعادية للعلمانية و القيم الغربية عموماً”،و  تقوم ببناء المدارس المتطرفة في مناطق عدة من العالم الاسلامي.

الكاتب شدد على ان  “حملة التلقين” هذه كان لها تأثيرا هائلا على “الجيلين الاثنين الاخيرين” من الشباب المسلم،مضيفاً ان ليس صدفة ان ستة عشر من اصل المنفذين التسعة عشر لهجمات الحادي عشر من ايلول كانوا مواطنين سعوديين.

و لفت الكاتب الى انه و على الرغم من هذا السجل السعودي،الا ان واشنطن تواصل دعمها للرياض،حيث ايدت التدخل العسكري بقيادة السعودي في البحرين و تقدم كذلك الدعم الاستخبارتي و اللوجستي للسعودية في حربها على اليمن،معتبراً ان دعم واشنطن للرياض في حرب الاخيرة على اليمن يعني انها تتدخل في حرب اهلية معقدة و انها قد تكون تقف مع الطرف الخطأ في هذا النزاع.

الكاتب حذر من ان واشنطن تدرس امكانية تأييد المبادرة السعودية (و التركية) بادخال قوات برية الى اليمن،معتبراً ان ذلك قد يكون اخطر من التدخل السعودي في البحرين و اليمن.

و بينما قال الكاتب ان رد الفعل “اللا ارادي” للولايات المتحدة منذ الاطاحة بنظام الشاه هو اعتبار ايران عدو و السعودية حليف و صديق،الا انه اضاف ان “طهران و حلفاءها في العراق و سوريا يشكلون الحواجز الاساسية امام داعش و توسعها”.و عليه قال انه اذا كانت تعتبر واشنطن هزيمة داعش اولوية هامة،فبالتالي من غير المنطقي استراتيجياً العمل على تقويض ايران. و شدد على ان السعودية لعبت دوراً فاعلاً بصعود داعش و غيرها من الجماعات المتطرفة.

تعاظم تهديد حزب الله

بدوره، الباحث الاسرائيلي “Neri Zilber” كتب مقالة نشرت على موقع “Daily Beast” الاميركي بتاريخ الثالث من آذار مارس الجاري و التي دعا فيها إلى أخذ خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى القادة الشهداء عن القدرات الصاروخية لحزب الله على محمل الجد.

و اشار الكاتب الى ان مستودعات غاز الامونيا انما هي احدى المواقع التي قد يستهدفها حزب الله في “إسرائيل”.كما لفت الى ان ترسانة حزب الله من الصواريخ التي يقدر انها تصل الى 150,000 صاروخ. ولفت الى التقديرات بان هذه الترسانة باتت تحمل انظمة توجيه دقيقة،و بالتالي حذر من انه لا يمكن استهداف مواقع حيفا فحسب،بل ايضاً المقر القيادي للجيش الاسرائيلي في تل ابيب و مبنى برلمان الكنيست في القدس المحتلة،و ذلك مفاعل ديمونا النووي.

و اشار الكاتب الى انه و بعد يوم واحد على كلام السيد نصرالله،اعترف رئيس الاركان في الجيش الاسرائيلي الجنرال “غادي ايزنكوت” ان حزب الله يشكل التهديد الاكبر “لاسرائيل” و انه التنظيم الذي يملك اكبر القدرات على الحاق الاذى باسرائيل.كما لفت الى ان ضباط الجيش الاسرائيلي و خلال الجلسات الخاصة يظهرون الاحترام لحزب الله و يعتبرونه اخطر بكثير من جماعات اخرى،من بينها تنظيم داعش.

و نبه الكاتب الى ان كل ما قام به “آيزنكوت” تقريباً منذ توليه اعلى المناصب العسكرية في “اسرائيل” قبل عام واحد،يبدو انه تم مع اخذ حزب الله في عين الاعتبار.

و قال الكاتب ايضاً ان الجيش الاسرائيلي هو في صدد تنفيذ خطة استراتيجية على مدى خمس سنوات اطلق عليها اسم “Gideon”،و هي تعتبر الجماعات مثل حزب الله التهديد العسكري الاساس لاسرائيل – اكثر من التهديد الذي تشكله الجيوش التقليدية او حتى البرنامج النووي الايراني.

واوضح الكاتب ان خطة “Gideon” تتضمن اعادة هيكلة وضعية القوات الاسرائيلية،و ان اعادة الهيكلة هذه تشمل انشاء وحدة من نخبة الكوماندوس القادرة على مهاجمة الجماعات التي تستخدم اساليب حرب العصابات في القتال.و اشار ايضاً الى ان الجيش الاسرئيلي و خلال الاعوام الماضية يجري تدريبات مكثفة على سيناريو الهجوم البري الواسع في لبنان.

الكاتب نقل عن ضابط عسكري اسرائيلي رفيع اشترط عدم كشف اسمه،بان ان الفرق بين حرب تموز عام 2006 و الحرب المقبلة سيكون كما الفرق بين العملية العسكرية و الحرب،حيث زعم هذا الضابط وفقاً للكاتب ان الجيش الاسرائيلي لم يستخدم كل قواه في عام 2006.و هدد الضابط الاسرائيلي (دائماً بحسب ما قال الكاتب) بادخال قوات برية اسرائيلية الى جنوب لبنان “اينما تواجد حزب الله”،حيث هدد باستخدام كل ما تملكه “اسرائيل” من قوة من اجل القضاء على حزب الله عسكرياً.

و بينما رجح الكاتب ان يشن الجيش الاسرائيلي هجوماً برياً واسعاً يتضمن عدة وحدات خلال اي حرب مقبلة،قال ان الكلام الاسرائيلي عن هجوم بري الى جانب “عقيدة الضاحية” التي اعلن عنها “آيزنكوت”،قال انها تشكل النموذج الاسرائيلي لنظرية الردع بغية تجنب الحرب.

هذا و نقل الكاتب عن الضابط الاسرائيلي ايضاً ان حزب الله يستعد للجولة المقبلة حيث يدرس الردود الاسرائيلية المحتملة و يقوم بدوريات على الحدود و يقوم كذلك بانشاء و مواقع قتالية جديدة.كما نقل عن هذا الضابط “اعجابه” بقدرة حزب الله على القيام بكل ذلك في ظل مشاركته في الحرب السورية،و التي قال انها ربما اعطت الحزب قدرات هجومية ملموسة تمكنه من مهاجمة الجبهة الداخلية الاسرائيلية في الحرب المقبلة،ربما من خلال هجمات تشن عبر الاستفادة من الانفاق.

كما تحدث الكاتب عن فتح جبهة جديدة بين حزب الله و “إسرائيل” نتيجة النزاع في سوريا،و ذلك في اشارة الى المقاومة الشعبية في شمال مرتفعات الجولان،التي وصفها الكاتب “بالخلايا الارهابية”.و اضاف ان مساعدة حزب الله قد مكنت نظام الاسد من الاحتفاظ “بجيبة النفود هذه الصغيرة” حسب ما ترى “إسرائيل”،اذ ان العدد الاكبر من الهجمات التي تشن من سوريا على “إسرائيل” بواسطة الصواريخ و العبوات الناسفة تنطلق من نفس هذه المنطقة في الجولان.وكذلك حذر الكاتب من القرار الاخير الذي اتخذته السعودية و حلفاؤها الخليجيين بالانسحاب من لبنان و تصنيف حزب الله منظمة ارهابية يفتح الباب امام حزب الله و ايران لتعزيز “سيطرتهما” هناك،على حد زعمه،و ان ذلك قد يؤدي الى ارتفاع حدة التوترات مع “إسرائيل”.

و في الختام نبه الكاتب الى انه و بناء على الاستعدادات “الحقيقية” التي بوشر بها و القوة النارية التي يملكها كلا الطرفين، فان الحرب المقبلة بين حزب الله و “إسرائيل” قد تكون الحرب العربية الاسرائيلية الاكثر تدميراً منذ حرب تشرين  عام 1973.

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.