الصحف الاجنبية: لمحاربة ’داعش’ على مستوى العالم أجمع

us newspaper

ركزت الصحف الاجنبية على أهمية توحيد الجهود الدولية لمحاربة تنظيم “داعش”، لا سيما وأن هجمات باريس الدموية تؤكد اتساع رقعة الارهاب لتشمل العالم أجمع ما يستدعي تعزيزا للاعمال العسكرية والدبلوماسية.

صحيفة الاندبندنت البريطانية كشفت ان القوى العالمية تستعد لصياغة مشروع قرار في مجلس الامن بإعلان “حرب مشتركة على داعش والقضاء على الجهاديين في العراق وسوريا”.

وقالت الصحيفة في تقرير احتل العنوان الرئيس ان هجمات باريس، وكذلك اسقاط الطائرة الروسية فوق سيناء، قد دفعت المجلس المنقسم الى التحرك. ولفت التقرير الى وجود واقع جديد بعد قيام داعش باعدام مواطن صيني مؤخراً، حيث يكون التنظيم بذلك قد قام بقتل مواطنين من جميع الدول الدائمة العضوية في مجلس الامن.

كما نقل التقرير عن مسؤولين فرنسيين أنهم يقومون بتوزيع مسودة القرار على اعضاء مجلس الامن، و اضاف ان القرار قد يتم تبنيه اليوم الجمعة او خلال فترة نهاية الاسبوع الحالي.

كما كشفت الصحيفة ان نص مشروع القرار يدعو الدول الاعضاء في المجلس الى “اتخاذ كافة الاجراءات المطلوبة، بما يتطابق والقانون الدولي، وخاصة تلك القوانين المرتبطة بحقوق الانسان الدولية واللاجئين والقضايا الانسانية على الاراضي التي تسيطر عليها داعش في العراق وسوريا، والى تضاعف و تنسيق الجهود من اجل منع وقمع الاعمال الارهابية التي ترتكبها داعش بالتحديد”. كذلك يدعو مشروع القرار الى استئصال الملاذ الآمن الذي انشأته الجماعة في العراق وسوريا.

داعش

الصحيفة نقلت عن السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة قوله ان مشروع القرار “مختصر وقوي ويركز على هدف اساس: وهو المعركة ضد العدو المشترك المتمثل بداعش”. كما قال السفير “Francois Delattre” بحسب الصحيفة ان فرنسا “تنوي العمل مع جميع الشركاء في مجلس الامن من اجل التبني السريع لهذا المشروع الذي نأمل ان يتوحد حوله المجتمع الدولي”.

كما نقلت الصحيفة عن احد الدبلوماسيين الذي تحدث عن وجود جو من الزخم لاستصدار قرار في مجلس الامن يدين ليس فقط ما حصل في باريس، وانما كذلك بيروت وشرم الشيخ، وان يشدد هذا القرار على “وحدة المجلس ورغبته بالتصدي للتهديد الذي تشكله داعش”.

التقرير افاد كذلك بان نص مسودة القرار يشير الى ان داعش “تشكل تهديد عالمي وغير مسبوق للامن و السلام الدوليين”، من خلال “ايديولوجيتها الدموية المتطرفة واعمالها الارهابية بينما تواصل هجماتها الفظيعة الممنهجة والواسعة الانتشار ضد المدنيين”.

هذا وقالت الصحيفة ان التقارير المنسوبة الى الاستخبارات الاميركية والعراقية التي تفيد بان داعش تحاول انشاء وحدة لانتاج ونشر الاسلحة الكيماوية انما تعزز الشعور بضرورة التحرك.

هجمات باريس

من جهته، نشر مركز التقدم الاميركي دراسة تحت عنوان: “ما بعد هجمات باريس: هزيمة داعش والحفاظ على القيم الاميركية”، والتي اشار فيها الى ان هجمات باريس انما كانت احدى الهجمات التي تدل على نشوء سياسة خارجية ارهابية من قبل داعش، و ذلك بعد اسقاط الطائرة المدينة الروسية في سيناء و تفجيرات بيروت الانتحارية.

هجمات فرنسا

غير ان الدراسة لفتت الى ان هجمات باريس تشكل المرة الاولى التي نجحت فيها داعش بنشر ارهابها الى خارج الشرق الاوسط بناء على تعليمات القادة الذين ينشطون في الاراضي التي تسيطر عليها داعش داخل سوريا. وعليه اعتبرت الدراسة ان الجماعة تعمل على نشر الارهاب على صعيد العالم كله، حيث انتقلت من انشاء ملاذ آمن لها في العراق وسوريا الى تشكيل تهديد مباشر للامن والسلام الدوليين. على ضوء ذلك اعتبرت الدراسة ان على الولايات المتحدة لعب الدور القيادي في اعادة تقييم الاستراتيجيات ومضاعفة الجهود الدولية من اجل هزيمة داعش.

ورأى المركز، الذي يعد مقربا جداً من ادارة اوباما، ان الواجب الاول يتمثل بابقاء الاميركيين في مأمن. وعليه دعا الولايات المتحدة الى اعادة التركيز على هزيمة داعش من خلال تصعيد الحملة على الجماعة وعلى ايديولوجيتها عبر ضرب معاقلها، اضافة الى الشبكات والخلايا التابعة لها خارج سوريا والعراق.

و قد شددت الدراسة على اجراء تغييرات جوهرية من اجل انشاء تحالف دولي وربط اي عمل عسكري بالمساعي الدبلوماسية. غير انها شددت على ان ذلك لا يتطلب عملية عسكرية برية كبيرة يقوم بها الجيش الاميركي، وانما تخصيص المزيد من الموارد من قبل اميركا وما يسمى التحالف الدولي ضد داعش.

وفي هذا الاطار دعت الى تصعيد وتوسيع نطاق الهجمات الهادفة الى اضعاف داعش والجماعات الارهابية الاخرى من اجل ضمان عدم حصولها على ملاذات آمنة تستطيع منها التخطيط لشن الهجمات.

كما دعت الى الاستفادة من تعزيز العمل العسكري بغية الدفع باتجاه حل سياسي في سوريا يمهد لعملية انتقالية لما بعد الرئيس بشار الاسد و يسمح للمجتمع الدولي بتركيز جهوده على داعش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.