الصحف اللبنانية: مبعوث السعودية جال على المسؤولين اللبنانيين.. ومشروع موازنة الـ2018 قيد البحث

ركزت الصحف اللبنانية في أخبارها اليوم على زيارة الموفد السعودي نزار العلولا إلى بيروت ولقائه عددا من المسؤولين على رأسهم رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، وسط اشارات إلى تغيير في طريقة تعاطي السعودية مع الملف اللبناني.
وكان لمشروع موازن العام 2018 نصيب وافر من الاهتمام في صحف اليوم، في ظل الاجتماعات المتتالية التي تعقدها اللجنة الوزارية المخصصة لمناقشتها.

“الأخبار”: العلولا لعون: ستشاهدون جواً سعودياً جديداً

بعد أكثر من تأجيل، حطّ الموفد الملكي السعودي نزار العلولا في بيروت، والتقى، في يومه الأول، رئيسي الجمهورية والحكومة ورئيس حزب القوات، على أن يلتقي اليوم رئيس مجلس النواب، ومن المتوقع أن تستمر زيارته للبنان ثلاثة أيام، يلتقي خلالها عدداً من القيادات الرسمية والسياسية والروحية

أشاع كلّ من القصر الجمهوري والسراي الكبير أجواءً إيجابية، بعد اجتماعين متتاليين عقدهما أمس الموفد الملكي والمستشار في الديوان الملكي السعودي، نزار العلولا، مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، ثم مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وسبقت الاجتماع الأخير وقفة للموفد السعودي أمام ضريح الرئيس رفيق الحريري، وسط العاصمة.

وقالت مصادر رسمية لـ»الأخبار» إن ما دار في اللقاء الذي استمر ربع ساعة بين عون والعلولا «يؤشر الى تبلور مناخ سعودي جديد وإيجابي يدفع باتجاه إعادة صياغة العلاقة اللبنانية السعودية، لا بل ثمة انعطافة كبيرة في التعاطي مع لبنان كدولة وليس كملف يسند الى موظف». وكشفت أن الحريري سيلبّي الدعوة الرسمية لزيارة المملكة هذا الأسبوع، وتوقعت أن تفتح الزيارة مرحلة جديدة في علاقة رئيس الحكومة بالقيادة السعودية.
ما الذي دار في اللقاء بين رئيس الجمهورية والموفد السعودي بحضور السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب والوزير المفوّض في الديوان الملكي وليد البخاري (خدم كقائم للأعمال في لبنان قبل وصول اليعقوب)؟

بعد الترحيب والمجاملات، قال العلولا: لقد حرصت بتوجيهات من قيادتي على أن تبدأ لقاءاتي في القصر الجمهوري، ناقلاً الى فخامتكم تحيات الملك سلمان وولي العهد الامير محمد بن سلمان والقيادة السعودية، وأحمل إليكم رسالة شفهية من الملك سلمان يؤكد فيها لكم حرص القيادة السعودية على قيام افضل العلاقات بين البلدين الشقيقين، نظراً لما يجمع بين الشعبين اللبناني والسعودي من أواصر أخوة وصداقة، وهو يؤكد لكم وقوف المملكة الى جانب لبنان ودعم سيادته واستقلاله والتطلع الى مزيد من التعاون بين البلدين في المجالات كافة.
واستأذن العلولا رئيس الجمهورية لزيارة رئيسي مجلس النواب ومجلس الوزراء، ونقل دعوة رسمية الى الرئيس سعد الحريري لزيارة المملكة.
وبعدما رحّب عون بالموفد السعودي وحمّله تحياته الى الملك السعودي وولي العهد، مؤكداً حرص لبنان على إقامة افضل العلاقات مع المملكة ومحبة اللبنانيين لأشقائهم السعوديين والرغبة في التواصل الدائم معهم على مختلف المستويات، شدد الجانبان على أهمية توطيد العلاقات بين البلدين ووجوب تطويرها، وأبدى عون ترحيبه بالدعوة الرسمية التي يحملها الموفد الى الرئيس الحريري.
وقال العلولا إن المسؤولين السعوديين لن ينسوا أن أول زيارة قام بها رئيس جمهورية لبنان بعد انتخابه كانت للمملكة، «ونحن نثمّن حكمتكم وقيادتكم الحكيمة للبنان في الظروف الصعبة التي يمر بها».
ورد رئيس الجمهورية بالقول، «أنا أكنّ محبة كبيرة للمملكة، والعلاقة اللبنانية السعودية هي انعكاس للصداقة والمحبة التي تجمع بين الشعبين، والظروف التي تمر بها الدول العربية هي ظروف استثنائية وليست الظروف التي يجب ان تجمع بين الدول، خصوصاً الاشقاء، وعندما ترأست وفد لبنان الى القمة العربية في الاردن في آذار الماضي، ناشدت اخوتي قادة الدول العربية الجلوس الى طاولة حوار والاتفاق والمصالحة حتى لا يفرض علينا احد خيارات لا نريدها، لكن الى الآن لم أجد آذاناً صاغية، والآن نرى ماذا يحصل، ولكن الفرصة ما زالت مؤاتية لتوحيد الموقف العربي».

“النهار”: “واقع جديد” في علاقات لبنان والسعودية
وفي ذات الاطار، اعتبرت صحيفة “النهار” أنه اذا كان ابداء رئيس الوزراء سعد الحريري استعداده لتلبية الدعوة السعودية الرسمية التي تلقاها أمس لزيارة المملكة العربية السعودية سريعاً شكل العنوان الكبير الرئيسي لما بدا فتحاً لصفحة جديدة في مسار تصويب العلاقات اللبنانية – السعودية، فان مؤشرات الايجابيات التي تسربت بسرعة لهذا المسار لم تقف عند حدود السرايا الحكومية بل تمددت الى قصر بعبدا بما يعكس دلالات بارزة ومهمة حيال الرؤية السعودية لواقع لبنان عشية استحقاقه الانتخابي.

وربما شكلت اجندة الموفد السعودي المستشار في الديوان الملكي نزار العلولا خلال الايام الاربعة على الارجح التي سيمضيها في بيروت مع وفد يضم السفير السعودي في بيروت وليد اليعقوب والوزير المفوض في الديوان الملكي وليد البخاري، الدليل البارز على اتساع الاهتمامات السعودية مرة أخرى لمتابعة الوضع اللبناني والتصرف في ظل مهمة العلولا ان بالنسبة الى شؤون الدولة التي تتصل راهناً بمؤتمرات الدعم الدولية الثلاثة المقبلة للبنان خلال شهري آذار ونيسان، وان بالنسبة الى استكشاف آفاق المشهد السياسي الذي ستحمله صناديق الاستحقاق الانتخابي النيابي في 6 أيار.

وفي كلا الحالين فان اهمية زيارة الموفد السعودي التي بدأت أمس تتصل أيضاً بنقطة مركزية هي انها شكلت اللقاء الرسمي الاول لمسؤول سعودي والرئيس الحريري منذ ازمة استقالة رئيس الوزراء من الرياض في 4 تشرين الثاني 2017، الامر الذي اكتسبت معه الدعوة الرسمية التي نقلها العلولا الى الحريري بعداً مهماً للغاية.

وقالت مصادر مطلعة على اللقاء الذي استهل به الموفد السعودي زيارته لبيروت مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في قصر بعبدا، إنه صحيح ان مدة اللقاء كانت في بعبدا عشر دقائق، لكنها حملت الكثير من الرسائل الايجابية من العاهل السعودي الملك فهد بن عبد العزيز وولي العهد الامير محمد بن سلمان من شأنها ان تفتح صفحة جديدة بين لبنان والمملكة بعد الازمة الاخيرة التي رافقت استقالة الرئيس الحريري من الرياض. ولاحظت المصادر ان ثمة قراءة سعودية جديدة للعلاقة مع لبنان وأن الجوّ السعودي بدا مختلفاً عنه في المرحلة السابقة.

فالموفد الملكي حرص على ان يبدأ زيارته للبنان من قصر بعبدا، بحيث أبلغه أنه يأتي لتوجيه دعوة رسمية الى رئيس الحكومة لزيارة المملكة، وانه سيزور رئيس مجلس النواب نبيه بري ويقوم بجولة على بعض القيادات السياسية. وقال الموفد السعودي للرئيس عون إنه يحمل له رسالة من الملك وولي العهد “تؤكد الحرص على أفضل وأمتن وأصدق العلاقات بين البلدين، مشيراً الى أننا مقبلون على تطورات ايجابية ستزرع فرحاً لدى اللبنانيين والسعوديين،وسيكون هناك واقع جديد”.

وأوضحت المصادر أن الرئيس عون أكد للوفد “ان اللبنانيين والسعوديين شعبان تربطهما محبة ومودة خاصة،والوضع الامني في لبنان مستتب والسفير السعودي الموجود معنا يشهد بتنقلاته في كل المناطق اللبنانية على هذا الامن الذي ننعم به. صحيح ان هناك بعض الخلافات السياسية، لكنها شيء والرغبة في التعامل الايجابي وبالتعاون شيء آخر”. وأمل الموفد السعودي في عودة قريبة للسعوديين الى لبنان، مشيراً الى مؤشرات ايجابية قريبة في هذا الاتجاه. وقالت المصادر إن الموفد العلولا أشاد بالقيادة الحكيمة للرئيس عون والتي انقذت لبنان في الايام الصعبة.

“الجمهورية”: الحدود والنفط محور زيارة لاكروا

من جهة ثانية، شكّلت زيارة وكيل الامين العام للأمم المتحدة لإدارة عمليات حفظ السلام جان بيار لاكروا الى بيروت، مناسبة جديدة للبنان للتأكيد على موقفه الثابت المتمسّك بسيادته وحقوقه، وهذا الموقف عَبّر عنه عون وبري، لناحية التشديد على رفض المساس بالحدود البحرية والبرية للبنان، وعدم التراجع عن ذلك، مع التأكيد على المجتمع الدولي للضغط على اسرائيل لوَقف محاولاتها المتمادية للمَسّ بالسيادة اللبنانية وحقوقه في الثروات النفطية والغازية ضمن حدوده ومياهه الاقليمية التي تسعى اسرائيل الى انتهاكها.

وعلمت «الجمهورية» انّ المسؤول الدولي كان مُتفهّماً للموقف اللبناني، معبّراً عن تقديره للعلاقة التاريخية والطيبة التي ربطت اللبنانيين بـ«اليونيفيل»، ومُعبّراً في الوقت ذاته عن استعداد الامم المتحدة للمساعدة في مجال ترسيم الحدود بين لبنان واسرائيل في البر والبحر.

وموضوع الحدود، اشار اليه عون خلال زيارته امس لقيادة الجيش في اليرزة، حيث نَوّه بجهود الجيش «في الحفاظ على استقرار البلاد والدفاع عن الوطن في مواجهة العدو الإسرائيلي والإرهاب»، وأكّد وحدة الموقف الرسمي والشعبي الداعم لجهوزية الجيش على الحدود الجنوبية لضمان حقوق لبنان في حدوده البرية والبحرية واستثمار كامل موارده النفطية والاقتصادية، وذلك جنباً إلى جنب مع الحفاظ على استقرار هذه المنطقة بالتعاون والتنسيق مع القوات الدولية تنفيذاً للقرار 1701.

موازنة 2018

وفي موضوع مشروع قانون موازنة 2018، تواصل اللجنة الوزارية اجتماعاتها برئاسة الحريري، وركّزت في اجتماعها أمس على الارقام.
وقال وزير المالية علي حسن خليل لـ«الجمهورية» انّ العمل أصبح في مراحله الاخيرة، واللجنة ستكون قادرة على إحالة مشروع قانون الموازنة في المهلة المحددة، اي قبل 6 آذار المقبل، لكي يتمكّن المجلس النيابي من مناقشتها وإقرارها.

وقال الوزير يوسف فنيانوس لـ«الجمهورية»: «لا خلاف سياسياً حول ملف البواخر ونحن لا نعمل بهذه الطريقة، هناك عجز يفوق الـ 800 مليار ليرة سيبقى حتى إذا أمَنَّا الكهرباء للمواطن 22 ساعة او 24. ونحن نسأل لماذا لا نترك دائرة المناقصات تقوم بعملها من دون تدخّلات ومن دون ان نضع أمامها شروطاً لأنّ مجلس الوزراء مجتمعاً هو الذي قرّر إحالة المناقصة الى دائرة المناقصات».

وشَكّك فنيانوس في إمكانية الذهاب الى التصويت في الحكومة.

“البناء”: جلسة للجنة الموازنة

وتحدثت “البناء” عن عقد اللجنة الوزارية المكلفة دراسة مشروع الموازنة جلسة أمس، في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة، استمرّت حوالي ثلاث ساعات، استكملت خلالها دراسة بنود الموازنة وموازنة الوزارات على أن تستمكل اللجنة النقاش اليوم في جلسة أخرى، وسجل عدد من الوزراء اعتراضهم على تخفيض اعتمادات وزاراتهم، لا سيما وزيري الصحة غسان حاصباني والأشغال يوسف فنيانوس، الى جانب إصرار وزراء التيار الوطني الحر على ادخال الاصلاحات التي يطالب بها في مشروع الموازنة، لكن مصادر مطلعة تساءلت: هل رفع فاتورة الكهرباء ذريعة جديدة لتمرير الموازنة بأرقامها الحالية؟ من خلال ربط نزاع بين الموازنة وإيراداتها الكهربائية المرتبطة بدورها برفع ساعات التغذية في مختلف المناطق اللبنانية الذي يتأمن من أمرين: إما تمرير مناقصة استئجار البواخر التي رفضتها هيئة ادارة المناقصات ونقضها ديوان المحاسبة، وإما بناء معامل لتوليد الطاقة. والخياران يحتاجان الى مدة لا تقل عن ثلاثة أشهر، فهل سيتم تمرير الموازنة بعجزها الحالي دون تحديد دقيق لإيراداتها ونفقاتها؟

وأوضح وزير المال علي حسن خليل ، في تصريح عقب انتهاء الجلسة «أنّني وضعت الوزراء أمام خطورة الإبقاء على أرقام الموازنة، والحاجة إلى مقاربة مختلفة تماماً تجعل نسبة العجز قريبة ممّا كانت عليه في العام الماضي، وأن تبقى نسبة الدين والعجز إلى الناتج المحلي كما كانت عليه في العام الماضي أيضاً، خاصّةً أنّ الأرقام القائمة حاليّاً فيها زيادة بشكل كبير». وبيّن أنّ «الصعوبات موجودة في أكثر من مكان، وهي في الأمور البنيوية التقليدية الحاصلة. ولكن حتّى الآن لم ندخل في موازنات الوزارات، تركنا هذا الأمر إلى الغد، واليوم تركّز البحث حول الأرقام العامة».

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.