الصُّحف الأجنبيَّة: قلق خليجي من خطاب ترامب حيال سوريا

newspapers.jpg

أعرب صحفيون سعوديون بارزون عن قلقهم مما يطرحه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب لجهة التعاون مع النظام السوري ضد “داعش”، حيث توقعوا أن يطبق ترامب هذه السياسة عندما يتسلم الرئاسة أوائل العام المقبل، وفي السياق شدَّد باحثون غربيون على أن انتخاب ترامب يشكل ضربةً كبيرةً للأجندة السعودية والقطرية في سوريا،كما أشاروا إلى أن العديد من الأصوات “الواقعية” في واشنطن باتت ترى بأن تغيير النظام في سوريا يجب أن لا يكون جزءًا من الأجندة الأميركية بهذا البلد.

دول خليجية عربية قلقة من خطاب ترامب حيال الملف السوري

شارك الصحفي السعودي المعروف جمال خشقجي وكذلك الصحفية الأردنية جمانة غنيمات بندوة إلى جانب الصحفي الإسرائيلي “David Horovitz” نظمها معهد واشنطن لشؤون الأشرق الأدنى الذي يعد من أبرز المعاهد الصهيونية في أميركا.

وقد شدد خاشقجي خلال الندوة التي حملت عنوان “الرئيس الجديد والشرق الأوسط”، على أن السعودية قلقة من إيران أكثر بكثير من قلقها من “داعش”، خاصة بعد تصريحات الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب بأنه “يدعم الرئيس السوري بشار الأسد في النزاع السوري”، وأن ذلك يعزز “سيطرة إيران الإقليمية” على حد قوله.

كما شدَّدَ الخاشقجي على أن السعودية قلقة من ترامب مشككًا بإمكانية أن تختلف سياسات ترامب بشكل كبير عن شعاراته الانتخابية، وبالتالي اعتبر أن السعودية يجب أن تكون مستعدة لبعض المفاجئات مثل خطاب عدائي من إدارة ترامب المقبلة، كذلك ذهب خشقجي إلى حد الدعوة إلى ضرورة إنشاء تحالف من الدول السنية يكون بمثابة حصن منيع ضد ترامب الذي من المحتمل أن يكون “معادي للسنة” على حد تعبير خشقجي.

أما الصُّحفِي الإسرائيلي “David Horovitz”، وبينما قال أن ترامب أظهر تعاطفًا مع “إسرائيل”، إلا أنَّهُ نبَّه بنفس الوقت من أنَّ ترامب لم يُختبر حتى الآن لمعرفة ما إذا كان حليفًا للسعودية يمكن الاعتماد عليه.

وقد شارك بالندوة أيضًا الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف “Dennis Ross” الذي يعد من كبار الداعمين لـ”إسرائيل”، حيث شدد على ضرورة أن يقدم ترامب تطمينات إلى الحلفاء “السنة”، زاعمًا بأن ترامب وإذا ما أراد فعلاً القضاء على “داعش” كما يقول، فإنه سيحتاج مساعدة السعودية ودول خليجية عربية أخرى، حسب ادعائه.

كذلك أكد “Ross” أن نتائج الأزمات الإقليمية ستعتمد بشكل كبير على الشخصيات التي ستعين في حكومة ترامب، وكذلك المستشارين المحيطين به، مضيفًا أن “الحلفاء التاريخيين في “إسرائيل” و”الدول العربية السنية” هم بحاجة إلى أميركا قوية أكثر من أي وقت مضى” على حد تعبيره.

في السياق، كتب المدير التنفيذي لمؤسسة “Gulf State Analytics” المدعوّ Giorgio Cafiero مقالة نشرها موقع “Al-Monitor”، أشار فيها إلى أن الأنظمة الملكيَّة الخليجيَّة قلقة جداً من السياسات التي قد يتبعها ترامب حيال سوريا.

وقال الكاتب أن تسلم ترامب للرئاسة الأميركية يعتبر نكسة كبيرة لمصالح الرياض والدوحة في الأزمة السورية وفق رأيه، مضيفًا بأن فرص تحقيق الهدف السعودي والقطري بتغيير النظام السوري تضاءلت أكثر من أي وقت مضى، بينما فرص الرئيس السوري بشار الأسد للبقاء في السلطة تبدو أقوى من أي وقت مضى منذ اندلاع الأزمة.

ولفت الكاتب إلى أن ترامب قد رسم خطة مختلفة لهزيمة “داعش” تشمل التعاون مع النظام السوري وكذلك روسيا، ونبه في الوقت نفسه إلى أن العديد من الأصوات في واشنطن أيَّدت بشكل رسمي وغير رسمي موقف ترامب حيال الأسد، حيث يرون أن نظام الأسد وداعميه في موسكو هم حلفاء طبيعيين للغرب في الصراع ضد ما أسماه “الإسلام الراديكالي”.

وتابع الكاتب بالقول أن العديد من “العقول الواقعية” في واشنطن أصبحت تقول أن الإطاحة بالأسد يجب أن لا تكون جزءًا من الأجندة الأميركية، بعد إدراكهم حقيقة القوى التي تشكل المعارضة السورية، لافتًا إلى أن نفس هؤلاء الواقعيين يعتبرون أن النِّظام السوري هو الحصن الحقيقي الوحيد بوجه “داعش” وفروع القاعدة، وبنفس الوقت قال أن تخفيف الضغوط على الرئيس الأسد مع مجيء ترامب لا شك أنَّهُ سيعزِّز حدَّة التوتر في علاقات واشنطن مع السعودية وقطر.

استعباد شخصيَّة معادية لروسيا من فريق ترامب الانتقالي

نشرت صحيفة واشنطن بوست تقريرًا تناول موضوع استبعاد شخصيات من الفريق الانتقالي للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب.

وأشار التقرير إلى أن عضو الكونغرس السابق “Mike Rogers” المعروف بعدائه تجاه روسيا قد أعلن ترك منصبه ككبير مستشاري الأمن القومي في الفريق الانتقالي، لافتًا في الوقت نفسه إلى أن “Rogers” كان من أبرز المرشحين لتولي منصب مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية “الـ-CIA”.

كما أضاف التقرير أن ترامب التقى يوم أمس الثلاثاء بنائب الرئيس المنتخب “Mike Pence” الذي يقود الفريق الانتقالي لترامب، حيث بحثا التعيينات في الحكومة والبيت  الأبيض، وقال أيضًا أن ترامب بدا غير مرتاح حيال الشخصيات التي تُعتَبَر خارج الدائرة الضيقة الداعمة له، والتي كانت مرشحة لتولي مناصب حساسة.

كذلك أوضح التقرير أن الدائرة الضيقة الداعمة لترامب التي تضم  أكثر الشخصيات الموالين له تشمل السيناتور الجمهوري “Jeff Sessions” و”Stephen Bannon” الذي عينه ترامب كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، إضافًة إلى الجنرال الأميركي المتقاعد “Michael Flynn” وأفراد من عائلة ترامب من بينهم زوج ابنته “Jared Kushner”.

التقرير نبه أيضًا إلى أن استبعاد “Rogers” تزامن وتصريح للسيناتور الأميركي “Bob Corker” استبعد فيه أن يعيَّن كوزير خارجية في إدارة ترامب المقبلة، وذلك بعد أن كان أحد الأسماء المطروحة لهذا المنصب.

وأضاف التَّقرير أن الإسمين البارزين الاثنين لتولي منصب وزير الخارجية هما عمدة نيويورك السابق “Rudolph Giuliani” والسفير الأميركي السابق لدى الأمم المتحدة “John Bolton”، كما قال أن من بين المرشحين المتبقين لتسلم منصب وزير الحرب السيناتور عن الحزب الجمهوري “Tom Cotton” وكذلك “Flynn” الجنرال المتقاعد.

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.