الضربة العسكرية.. هل هي حقيقة أم وهم؟

syria-israeliagression

موقع إنباء الإخباري ـ
دمشق ـ المحامية سمر عبود:
ما هو سبب الربيع العربي ؟؟
أمريكا تعاني من أزمة مالية حادة، فبحسب ما نشر، أمريكا ستصل سقف الديون في شهر تشرين الأول/ أوكتوبر القادم. الحل كان وبعد تفكير عميق: الربيع العربي. نعم هو الربيع العربي، الذي خطط له كي يقوض كل الدول العربية وجيوشها ويبيد أي احتمال لتهديد أمن إسرائيل ولخلق شرق أوسط جديد موافق لمصالح أمريكا فقط لا غير.
من يعتقد أن الربيع العربي صادق، وأن بكاء كيري، مرهف الاحساس، في الأمس هو  صادق، فما هو سوى جاهل.  هذا الذي كان يبكي في الأمس، أيها السادة، ومن يتحدث باسمهم، هو المسؤول عن بكاء أهل العراق جميعاً، هو المسؤول عن بكاء أهل فلسطين جميعاً، هو المسؤول عن بكاء أهل سوريا,
لنعود لبداية “الربيع” قليلاً، امريكا حرصت على تنفيذ مخطط ابتدأ في عام 2010 بعد لقاء القائمين على شبكات التواصل الاجتماعية لبث روح “الحرية” المزعومة في البلدان العربي.
ومن هو المتلقي سوى شعب ساذج  ضاق ذرعاً بأنظمة أمنية خانقة، اعتقد أن المنقذ قد أتى، وها هي بشائر الحرية باتت تلوح له من وراء الأفق، وما عليه سوى التقاطها. هذا الشعب لم يقف دقيقة واحدة ليفكر لماذا تفعل هذا امريكا؟ وهل هي حريصة فعلا على الحريات للمواطن العربي؟ أم أن مصالحها تقتضي أن تقنع المواطن بهذا حتى تبث سمومها وتقنعه أن دمار بلده في صالحه، وأن كل شي في بلده صورته قاتمة.
وبعد هذا كله، بعد إنهاك القوى وتدمير الجيوش العربية، واحداً تلو الآخر، ستبني أمريكا ـ أو هكذا اعتقدت ـ شرق أوسط جديداً تكون هي الراعي له والمستفيد الوحيد منه. وفي طريقها إلى مبتغاها، من يقف في طريقها ومن يعارضها ستلقي به جانباً دون حساب، والشواهد على هذا كثيرة في التاريخ.
أمريكا أتت اليوم ـ وبعد أن سلحت وقتلت ودمرت ـ أتت لتبكينا؟ أتت لتعلمنا ما هي حقوق الانسان، الحقوق التي تحرص هي على رعايتها؟ فهل نسينا سجن أبو غريب، وهل نسينا العراق وماذا حل به، وهل نسينا أن خدعة السلاح الكيماوي كانت من أجل أن تسيطر شركات أمريكية على النفط؟
نعم، ربما تختلف مع صدام، نعم ربما تختلف مع غيره من الرؤساء، لكن حين يكون التهديد لوطن وأنت مع هذا التهديد وتهلل له، فما أنت سوى خائن عميل.
وهل نسينا فلسطين؟ وهل نسينا ليبيا؟ وهل نسينا.. وما أكثر ما نسينا!
أمريكا تهدد بضرب سوريا !! وأنا لا أعتقد أن تهديدها هذا يتعدى طبولاً فارغة تُقرع، واستراتيجيات لجذب خيوط اللعبة إلى طرفها، فلقد استنفدت كل الخطط، وباتت تتكبد خسائر فادحة وبات الشعب الامريكي والكونجرس يحاسب الإدارة بقسوة.
فأين هو النصر الذي وعدتمونا به في مدة قصيرة ؟ فلقد أثبت الجيش السوري انه المنتصر. لم يتبقّ أمام أمريكا سوى التهديد والتلويح بالحرب،
وهنا بدأ التخطيط لسيناريو حصد أرواح بريئة، أرواح سورية. وبالتنسيق مع الإرهابيين تم استخدام صواريخ محلية الصنع مع رؤوس كيماوية (يطرح السؤال نفسه: من أين أتوا بها، فالسماء لا تمطر كيماوي والأرض لا تنبت كيماوي).
وتمت المسرحية في توقيت مميز، وقت وصول البعثة من الأمم المتحدة، وبدأ تحميل الفيديوهات، ومن الجدير بالذكر أنها حمّلت قبل يوم من الحدث، وبدأت المتاجرة بالدماء السورية والأرواح السورية.
وهنا أتت الأقمار الاصطناعية الروسية، لتثبت قبيل عقد جلسة في الأمم المتحدة، لتثبت أن من أطلق الكيماوي هو العصابات، فخمد الصوت.
ولكن ما العمل؟ من جديد أتت أمريكا في الأمس لتقول: لا تعنينا البعثة فهي لن تثبت من استخدم الكيماوي لأننا نعلم أنه تم استخدامه، ونعلم أيضاً من استخدمه، وهو النظام على حد قولهم، وانهم سعاقبونه على هذا !!!
وهنا يأتي السؤال: هل ستتم الضربة العسكرية أو هل ستقوم الحرب؟
لا أعتقد أن حرباً ستقوم، ولا أعتقد أن ضربات ستوجه لسوريا، وذلك لمعرفة أمريكا أن الصاروخ لن يصل لهدفه، وأن المنظومات الدفاعية السورية كفيلة باسقاط أي صاروخ، وأن إسرائيل في مرمى نيران سوريا كما قال وزير الإعلام السوري أمس على قناه المنار وأنها لن تحقق شيئاً بهذا سوى الضغط على سوريا للوصول إلى طاولة المفاوضات دون قيد أو شرط
فإن من يعتقد أن ضربة، إن حدثت، ستنهي سوريا، فهو واهم. الضربة ستكون لأماكن محددة، وهذا ـ أعود وأكرر ـ إن حدثت، وذلك لخلق بلبلة وضغط شعبي لإقناع الرئيس السوري أن يذهب إلى الحوار دون شروط، ولا يتعدى الأمر هذا، فلا داعي للتحليلات الكارثية: لن تقوم حرب شاملة إلا إذا أرادوها كذلك، ولا أعتقد أنهم أغبياء لهذه الدرجة
فاتني أن أقول إن سوريا مستعدة لكل الاحتمالات، وإن من يعتقد أن المواقع المراد تدميرها لا تزال في مكانها فهو واهم,
وتحيا سوريا.. رمز المقاومة

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.