العدو يتخوف من هبة شعبية بعد حرق الطفل في الضفة الغربية والمقاومة الفلسطينية تتوعد بالرد

Palestine-house-BABY-burning

اثارت جريمة حرق المستوطنين لرضيع فلسطيني في الضفة الغربية، الجمعة، موجة تداعيات استنفرت لها قيادة الاحتلال الإسرائيلي خوفاً من ردة فعل شعبية تشمل أكثر من عمليات الطعن الفردية ضد جنود الاحتلال والمستوطنين.

وأكدت الإذاعة العبرية أن “جيش الاحتلال يولي للجريمة اهمية كبيرة جداً”، ويتوقع توتراً في إرجاء الضفة، خاصة ان اليوم يوم الجمعة، حيث يحتشد بالمصلين الفلسطينيين، الذين سيخرجون غاضبين من المساجد، ويقدمون على مواجهة قوات الاحتلال في كل مدن الضفة.

وقررت هيئة الأركان العامة في جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد جلسة خاصة لتقدير الوضع الامني والتطورات المرتقبة للساعات المقبلة، تجميد الإجازات العسكرية في كل وحدات الجيش، واعلنت انها تتوقع حصول ما اسمته “أعمال مخلة بالنظام”، وقالت إن “هذا القرار يسري إلى انتهاء صلاة الجمعة في مساجد الضفة والقدس المحتلة”.

واكدت مصادر عسكرية لموقع “واللا” العبري، ان جيش الاحتلال أوقف التمرينات والتدريبات في لوائي “ناحال” و”غفعاتي”، وأعادهما إلى قواعدهما في المرحلة الأولى، خشية اشتعال الوضع في الضفة.

كما اشارت الاذاعة إلى ان شرطة الاحتلال، عززت انتشار قواتها واعلنت رفع مستوى الاستعداد في القدس إلى حده الاقصى، مع فرض قيود على دخول المصلين الى الحرم القدسي، ومنع من هم دون سن الخمسين عاما من الصلاة في المسجد الأقصى.

الناطق باسم الجيش “الإسرائيلي” العميد موطي الموز، قال إن “المؤسسة الأمنية تخشى من اهتزاز الوضع في الضفة الغربية وحصول أعمال مخلة بالنظام في أعقاب العملية”، مضيفا “سنتخذ كل الاجراءات لتهدئة الوضع، حيث عزز الجيش قواته في الضفة الغربية بأربع كتائب من سلاح المشاة، ووضع لواءين في حال الاستعداد، خشية أن تؤدي العملية الى تقويض الاستقرار الامني في الضفة الغربية”.

وذكر موقع “واللا” ان جيش الاحتلال يخشى من ان يؤدي استشهاد الرضيع الفلسطيني الليلة الماضية، إلى تصعيد أمني في الضفة الغربية، لذلك قاموا بتعزيز قواتهم تمهيدا لصلاة الجمعة، حيث اجرى قائد المنطقة الوسطى في جيش الاحتلال روني نوما تقديراً للوضع في القيادة مع جميع الجهات الامنية منها “الشاباك” والشرطة، لمناقشة الاستعدادات للانعكاسات المتوقعة في اعمال العنف عقب هذا الهجوم.

إلى ذلك، استنكرت الفصائل الفلسطينية محرقة دوما جنوب نابلس، ودعت إلى ثورات غضب ضد جرائم المستوطنين، كما أشعلت هذه الجريمة ردود فعل غاضبة على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقد أكد مصدر مسؤول في “حركة الجهاد الإسلامي” في الضفة الغربية المحتلة ان “هذه الجريمة وغيرها من جرائم المستوطنين تمت بدعم وحماية من قوات الجيش الصهيوني التي دفعت بها حكومة الاحتلال لحماية إرهاب المستوطنين في الضفة الغربية”، مضيفا ان “الجريمة تأتي ضمن مسلسل التصعيد الممنهج من قبل الاحتلال الذي أعلنت حكومته المجرمة عن الشروع ببناء مزيد من المواقع الاستيطانية، ما يعني اننا امام توسيع للعدوان على ممتلكات المواطنين واستهداف الأماكن المقدسة”.

وأشارت حركة الجهاد إلى ان إرهاب المستوطنين وجيش الاحتلال سيواجه بإرادة فلسطينية لا تقبل أبداً الاستسلام والخضوع”، محذرة “من يحرض على قتل أبناء شعبنا وتخريب ممتلكاتهم وحرق المنازل والمساجد والاعتداء عليها ويطلق العنان لعدوان المستوطنين عليه أن ينتظر الرد في أي لحظة”، داعية “جماهير شعبنا لإعلان حالة المواجهة والغضب والتصدي لقوات الاحتلال والمستوطنين”.

كما دعت الحركة الشعب الفلسطيني إلى الخروج في مسيرة حاشدة عقب صلاة الجمعة، نصرة للمسجد الاقصى المبارك تنديداً واستنكاراً لجريمة حرق الطفل الرضيع، موضحة أن المسيرة ستتم في ساحة الشهيد “أنور عزيز” شمال قطاع غزة للمطالبة بوقف التنسيق الأمني ودعوة المقاومة للرد على الجريمة الإرهابية البشعة.

بدورها، شددت حركة “حماس” ان الجريمة تستدعي رداً مناسباً يتناسب مع إجرامهم، محملة قيادة الاحتلال المسؤولية الكاملة باعتبارها الجهة التي تصدر الأوامر وتحرض على قتل الفلسطينيين حتى وهم أطفال.

وأكد المتحدث باسم “حماس” في الخارج حسام بدران في تصريح صحفي أن هذه الجريمة تجعل جنود الاحتلال ومستوطنيه أهدافا مشروعة للمقاومة في كل مكان وفي كل الحالات، مضيفاً “لن يرتدع هؤلاء القتلة إلا برد يتناسب مع إجرامهم”، داعياً أهل الضفة الغربية للمشاركة في هبة جماهيرية واسعة؛ دفاعاً عن الأقصى ورداً على جريمة إحراق هذا الطفل.

وفي سياق متصل، اعتبرت حركة “فتح” ان هذه الجريمة الجبانة تعد “جريمة ضد الإنسانية”، محملة كذلك حكومة الاحتلال الإسرائيلية المسؤولية الكاملة، وأكدت ان “التحريض المتواصل ضد الشعب الفلسطيني وقيادته من قادة المستوطنين، أدى إلى هذه النتيجة الكارثية صباح هذا اليوم”.

وأشارت “فتح” إلى أن “المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومحكمة الجنايات الدولية أمام اختبار حقيقي، إما الانحياز للحق والعدل وأخذ خطوات عملية لمحاسبة هؤلاء المجرمين القتلة والعمل على إنهاء الاحتلال “الإسرائيلي”، أو الانحياز للإرهاب والصمت على هذه الجرائم أو الاكتفاء بالإدانات اللفظية”.

أما “الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين” فقد اعتبرت الجريمة “تطوراً خطيراً وتصعيداً غير مسبوق”، محملة مسؤوليتها الى حكومة الإرهاب والقتلة، ما يستدعي منّا جميعاً تصعيد المقاومة، وإعلان الحرب على المستوطنين والمستوطنات.

وأكدت الجبهة أنّ هذه الجرائم البشعة هي جزءٌ لا يتجزأ من الإرهاب “الإسرائيلي” المتواصل والمجازر البشعة بحق شعبنا وهي جزء من الاستراتيجية “الإسرائيلية” الهادفة إلى زج قطعان المستوطنين في الحرب التي تشنها ضدنا، داعية “إلى إعلان الغضب العارم، والرد بكل قوة على هذه الجريمة بتصعيد المقاومة في وجه الاحتلال وقطعان المستوطنين، عبر المواجهة الجماعية والمُنظمة، وتشكيل اللجان الشعبية في القرى والمخيمات والمدن الفلسطينية في الضفة للتصدي للمستوطنين وجرائمهم”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.