العراق والتدخل البري الاجنبي

مع ظهور المساعي الاميركية لايجاد موطأ قدم لقواتها البرية في العراق، خرجت بغداد بموقف واضح وصريح على لسان وزير خارجيتها ابراهيم الجعفري رافض لاي تدخل بري على الاراضي العراقية.

هذا الموقف الذي شددت عليه بغداد مرارا اتى بعد تقديم الرئيس الاميركي باراك اوباما رسالة الى الكونغرس يطلب فيها المصادقة على قانون يمنحه السلطة لاستخدام القوة العسكرية في محاربة جماعة داعش، فيما حاول اخفاء مسالة ارسال قوات برية رغم ظهور ذلك باعلانه الاستعداد لارسال القوات لمواجهة اي تهديد للامن القومي الاميركي.

وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان هذا القانون لا يعتبر تفويضا لشن حرب برية كتلك التي قمنا بها بافغانستان والعراق وسارسل قواتنا البرية عندما يكون ذلك ضروريا لحماية امننا القومي.

وارتباطا بذلك فان مضمون رسالة اوباما للكونغرس يشير الى انه قد يتم ارسال قوات برية الى العراق وان تحت مسميات تضليلية وهي عمليات انقاذ  افراد القوات الاميركية وقوات التحالف اضافة الى تنفيذ عمليات خاصة ضد قادة جماعة داعش اضافة الى اعمال استخباراتية ومساعدة القوات الشريكة.

هذه الموجة الاميركية الجديدة في اطار السعي للعودة الى العراق برا لاقت معارضات من داخل الكونغرس اعتبرته  تغطية لشن حرب برية ستكون انعكاساتها سيئة على الولايات المتحدة وستؤدي لنشر المزيد من الارهاب في المنطقة.

من جانبها قالت كريس مورفي ممثلة الولايات المتحدة في الامم المتحدة، يجب ان نتاكد اننا تعلمنا من اخطائنا على مدى عشر سنوات والخطا الاكبر هو اننا اعتقدنا ان نشر اعداد هائلة من قواتنا في الشرق الاوسط سيحل المشاكل هناك لكنه اوجد المزيد من الارهاب خلال السنوات العشر التي قضيناها في العراق.

انكشاف المسعى الاميركي لم يقتصر على الداخل الاميركي بل واجه رفضا عراقيا ايضا الى جانب الرفض الرسمي الذي اتى على لسان الجعفري. حيث اعتبرت اطراف كردية انه كان من الافضل لو طلب اوباما من الكونغرس دعم قوات البيشمركة.

وفي وقت تصدر الكلام عن تحرير الموصل تزامنا من الانجازات الاخيرة التي حققتها القوات العراقية ورد الفعل الذي قامت به داعش في هجومها على مناطق عدة شمال البلاد، يتسع حيز رفض المساعي الاميركية ومعارضة صريحة لاستغلال واشنطن الاحداث والتذرع بتفويضات تحمل بين سطورها ايذانا لعودة الاميركيين الى العراق وتكرار تجربة انتجت ارهابا ليست داعش الا احد وجوهه.

01:00 – 13/02 – IMH

Source link

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.