العلاقات الأمريكية الإيرانية: نقلة نوعية.. إلى أين؟

iran-usa

موقع إنباء الإخباري ـ
الجزائر ـ نصرة حسيب:
هل هو العار الذي تريد أن تخفيه إيران والذي طالما تردد على لسان دول الخليج بمناسبة وغير مناسبة ؟؟؟
قبل الدخول في الجواب على السؤال يجب الإشارة إلى بعض المسائل الواقعية:
ـ معادلة توازن الرعب تحققت لصالح إيران بفضل قوتها العسكرية والعلمية الرادعة.
ـ إيران الآن دولة عظمى عالمية على الصعيد العسكري والعلمي والاقتصادي، ولها وزن يُعمل له ألف حساب ويعتدّ به .
ـ إيران بعد الثورة كانت النقيض للوجع الذي كان سائدا، فالنقلة النوعية التي حصلت ـ بكل ما تحمل الكلمة من معنى ـ  رغم الميراث الضخم المتمثل في أزمات مستحكمة (بوضع اقتصادي لا يؤمن ضرورات الحياة الكريمة إطلاقا ـ وهذا ما يجب أن تعيه الأجيال الشابة التي نبتت في جو يتنفس الحرية والكرامة أمنته سواعد المجاهدين حقا) وتبعية قاتلة  للأمريكان خصوصاً.
الجواب على السؤال
إيران رغم أنها كانت غضة وضعيفة وتعرضها لهجوم وحشي استمر لسنوات لم تدخر فيه قوى الشر وسعاً لكي تنال من الثورة وحاولت إضعافها بكل الطرق والأساليب، وبما أن النوايا الأمريكية واضحة وثابتة ضد إيران الثورة، رفضت هذه الأخيرة أي لون من ألوان العلاقات، لأن أمريكا كانت تمتلك القوة، ومهما كان الشكل الذي ستأتي به، والغطاء الذي ستدخل تحته، فإنها ستعمل حثيثاً على تقويض أركان هذا الإنجاز العظيم الذي غيّر الكثير في وجه العالم وكبح جماح أي تقدّم لهذا البلد الذي انتزع منها عنوة وتحاول استرجاعه.
لكن الآن الوضع  فعلاً مختلف تماماً بالنسبة لإيران وبالنسبة لأمريكا.
إيران لم تعد الدولة الضعيفة التي يسهل القضاء عليها، فهي فعلاً وواقعا اشتدّ عودها وشذّت عن مصير باقي الثورات في العالم، وكتب الله لها النجاح والفلاح والسداد، وأصبح لها وزن في التوازنات الإقليمية والدولية. والمعطيات المتوافرة على الساحة فعلاً لا تدل على تفسّخ الصمود الإيراني.
لكن أمريكا لم تعد الدولة القوية، وعجزها عن إصدار قرار بالأمم المتحدة ضد سوريا يعني الكثير، وإيران اليوم بعلاقاتها الحذرة  معها هي في موقع قوة، ويجب أن تعمل على استدراجها، فالتخلي عن الموقف المتشدّد لا يجب أن يعني الدخول معها في علاقة تحالفية بأي شكل من الأشكال ـ لأننا إن توقعنا الخير (بين قوسين) والذي بدأ يظهر برفع العقوبات الدولية وعمق الإنقسام بالشارع الأميركي حول هذه المسألة ـ فهذا لا يعني أن المجتمع الدولي السابق رقّ قلبه لحال هذا الشعب، بل هو بنفوذه المتآكل مجبر على هكذا خطوات لأن الظرف يتطلب ذلك.
في الختام إن هذه العلاقات إن لم تكن استدراجاً لأمريكا المتهالكة من أجل شلّ حركتها والإجهاز عليها لا يجب أن تكون، لأن الشيطان الأكبر لن يدّخر وسعاً من أجل استعادة السيطرة. وعلى العالم الجديد الجميل الذي لن تكون أمريكا بشكلها القبيح جزءاً منه أن يسد المنافذ على العودة لحكم شذّاذ الآفاق لأنهم لا يقيمون للحياة وزناً، ويجب أن يُطرح على الساحة البديل غير المتوحّش.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.