القدس اليوم وكل يوم

imam-khomeini-quds

صحيفة الديار الأردنية ـ
محمد حسن التويمي*:

حفل يوم القدس العالمي في سفارة جمهورية ايران الاسلامية، يوم الجمعة الاخيرة من رمضان المبارك، وعلى اعتاب عيد الفطر السعيد، كان متميزاً بعدد الحضور الكثيف، والكلمات الطيبة التي القيت من جميع المتحدثين، وتضامنوا فيها مع القدس الشريف واهلها والارض المحتلة وفلسطين الجريحة وغزة النازفة.
وعيد فلسطين في مواجهة الاحتلال بالسفارة الايرانية كان عيداً لجميع العرب والفلسطينيين والاحرار المناضلين بالكلمة والإرادة وضبط التوجه والبوصلة في الاتجاه الصحيح. ومن الطبيعي ان تكون الكلمات صاحبة ناسها، لكن الجميع اتفق على القواسم المشتركة، ومواجهة الاحتلال، وحتمية تحرير فلسطين والاقصى والمقدسات، وهي كلمات تلقى مثيلات لها في مختلف بلدان العالم بالمناسبة نفسها، وبلغات كثيرة تفوق المئات والالوف.
كلمة القائم بالاعمال الايراني السيد احمد حسيني كانت هي الاخرى متميزة جدا، فقد كانت الاولى، والاهم، لنجلو موقف ايران الاسلامية من العدوان الصهيوني واحداث المنطقة. فقد قال سعادته، ان الوحشية التي يمارسها الكيان الاسرائيلي ضد المناطق الفلسطينية وخاصة في هذه الايام على قطاع غزة من قتل اناس ابرياء تليق بهذا الكيان المتعطش للدماء، تستهدف القضاء على المقاومة الفلسطينية المسلحة، وترمي الى إرباك الساحة الفلسطينية الداخلية بعد اتفاق المصالحة الفلسطينية الاخير، باعتباره لا يتماشي مع المصلحة‌ الاسرائيلية، كما تستهدف الوحشية الإسرائيلية صرف الانظار عما يقوم به هذا الكيان من مخططات للاستيلاء والتوسع في الاراضي الفلسطينية عبر بناء المزيد من المستوطنات ومحاولات تهويد القدس الذي اثار الاستياء البالغ لدى المسلمين والمجتمع الدولي وكذلك السيطرة على المقدسات الاسلامية والمسيحية هناك.
ونوّه الحسيني الى أن الكيان الصهيوني وحلفاوه يفتعلون الازمات في العالم الاسلامي واشغال المسلمين بعضهم ببعض، ويذكون نار الفتنة فيما بينهم، والعزف على اوتار الطائفية البغيضة وإيقاع الفتن بين ابنآء الأمة، ويعملون على استنزاف طاقاتها وهدرها حتى نغير البوصلة التي وجهها عقلاء القوم باتجاه العدو الصهيوني فقط .
ورأى السيد الحسيني محقاً، وتحدث في الصميم، عن أن خلافات بعض الساحات الاسلامية لا تتجاوز الاختلاف البيبنة داخل العائلة الواحدة، ولكن مع الاسف، هناك ثمة مخاطر متأتية من الدعم الذي تقدمه بعض الدول الى الجماعات الارهابية التكفيرية المتشددة الجهلة من امثال “الداعش” وجبهة النصرة وغيرهما من الحركات المشبوهة، التي تنشط وتعمل تحت راية الاسلام الامريكي والتي تستهدف ضرب الوحدة بين ابناء الامة الاسلامية وشق صفها،  وكذلك افتعال الفتنة بين الشيعة والسنة، وفتح جبهات جانبية حتى يتم تهميش القضية الفلسطينية خدمة لمآرب الاعداء واهدافهم  المشؤومة، وهم المستفيدون الاوائل مما يجري الان في سورية والعراق، ليتنفس الاعداء الصعداء، حتى يأتي بأمر كان مفعولاً.
سررت لحضور حفل القدس التي هي قدسنا الأحب، وقُدس العالم الحر، ومركزه، لكونها مركز الديانات التوحيدية، وبؤرة السلام في الارض، وبسلامها يسلم العالم من الشر، وباحتلال الشر لها يتوسع ذلك الشر في المعمورة ويستمر يُزهق روحه. فمن اجل السلام العالمي يجب تحرير القدس وفلسطين الحبيبة، ليَعم السلام والاستقرار والآمان في جميع البلدان، شاكراً القائمين على يوم القدس واصحاب مناسبته الدولية الكرام، والسيد احمد حسيني، معالي الدكتور هايل داود وزير الاوقاف الاردني، وليكن يوم القدس اليوم.. وكل يوم.  mohammad.twaimi@gmail.com
*كاتب اردني.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.