القضية الفلسطينية وحرب المصطلحات!

shaker-shubair

موقع إنباء الإخباري ـ
د. شاكر شبير:
فريق رام الله، أي عباس ورهطه، هو النسخة الفلسطينية من فريق 14 آذار في لبنان، وهو يستخدم نفس المنحى والتكتيكات!
الفرق بين الظاهرة في لبنان والظاهرة في فلسطين هو أن فريق 14 آذار واجه ويواجه قيادة قوية في كلا المنظومتين الناعمة والصلبة متمثلة في حزب الله، لذا فلا يستطيع أن يتلاعب كما يخطط، وتبقى ردود فعله وتحركاته مكشوفة بل ومبتذلة.
حتى في موضوع حزب الله قال لهم أستاذ جامعي يهودي (د. نورمان فنكلشتين) عندما سألته مذيعة من الفريق في محاولة لإحراجه: أنا لا أعرف حزب الله كمنظمة سياسية، ما أعرفه أن الناس لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم من المحتلين الأجانب ومن الغزاة الذين يدمرون بلادهم وهي حقوق أساسية. حق مقاومة المحتل وصد الغزاة الذين يدمرون بلادنا هو حق أساسي لا لبس فيه.
يقوم فريق رام الله بإطلاق مصطلحات، أي قوالب لمفاهيم لا علاقة بينها. مشكلة حكومة حماس وهي الحكومة الشرعية أنها لا تتصدى لهذه المفاهيم.
من أين يستمد عباس شرعيته بعد انتهاء ولايته؟! لماذا قبلت حماس عباس كرئيس شرعي بعد انتهاء ولايته؟! لماذا لم تلقبه بلقب يعبر عن الحقيقة “الرئيس منتهي الولاية”؟! ميشال سليمان لم يبق يوماً واحداً في قصر بعبدا عندما لم يتم تمديد ولايته. الحراب الصهيونية هي التي تبقي عباس، فهل إبقاء شرعيته مصلحة فلسطينية أم مصلحة إسرائيلية؟!
حكومة يكلفها الرئيس منتهي الصلاحية وتدار من قبل فصيل الأقلية البرلمانية هي حكومة الوحدة الوطنية الشرعية، أما حكومة الأغلبية فهي حكومة مقالة. وفي الحقيقة حكومة مقالة إن لم يتم تعميد حكومة بديل خلال المهلة الدستورية تبقى هي الحكومة الشرعية وإن أطلق عليها حكومة تسيير أعمال. الحكومات التي كلفها الرئيس منتهي الصلاحية مثل حكومة فياض هي حكومة غير شرعية وهي مغتصبة للسلطة بمساعدة العدو الصهيوني. فأي مهزلة تلك التي نعيشها؟! والكل يطبل لإنهاء الإنقسام من خلال تلك الحكومة المشوهة!

ونفس نغمة 14 آذار في لبنان، قرار الحرب يجب أن لا يكون بيد فصيل، بل بيد الدولة اللبنانية هي من تقرر الحرب والسلام. ونفس النغمة عندنا وقد أعلن ذلك عباس، الرئيس منتهي الصلاحية. وبعدها أعلنها الأحمد.
أذكر الفصائل المقاومة ما قاله الأستاذ الجامعي اليهودي لفريق 14 آذار: إذا اعتقدت أن الحرب انتهت في مايو 2006، فبإمكانكم فعل ذلك، يمكن أن تلعبوا تلك اللعبة، لكن الحقيقة التي يقرها العقلاء أن إسرائيل لن تمرر انتصار حزب الله دون دفع ثمن، فإسرائيل والولايات المتحدة لا تقبل أي مقاومة لنفوذهم في العالم العربي، لأنها تريد للعرب أن يبقوا في موقعهم الحالي الضعيف.
ونفس الشيء بالنسبة للمقاومة الفلسطينية؛ هل تعتقدون أن إسرائيل ستقبل هزيمتها الأخيرة كأمر واقع أم انها تخطط لعدوان جديد؟! وقد قالها فريق رام الله وآخرها تصريح الأحمد، سلاح السلطة فقط! ومد الحكومة المدارة من قبل الأقلية البرلمانية سلطتها على قطاع غزة! عباس وفريقه تخطط لهم إسرائيل ومراكز في الولايات المتحدة، فعلى الفصائل المقاومة أن تكون في مستوى المسؤولية والتركيز في التخطيط لمواجهة القادم قبل أن يقع وأن لا يكون تصرفهم رد فعلي!
إسرائيل بالأمس أطلقت النار على الصيادين الفلسطينيين، فأصابتهم وأعطبت مراكبهم! لماذا لم تتدخل حكومة السلطة لحماية مواطنيها؟! أم أن الحماية هي فقط للإسرائيليين؟! وإذا كانت الحكومة غير قادرة على الحماية لماذا لا تطلق يد الشعب ليدافع عن نفسه؟! لماذا حماس لم ترد على مصادر النيران كما فعل حزب الله؟! وهل السلام لدى الرئيس منتهي الصلاحية يعني أن يجر الشعب الفلسطيني معه تحت بساطير الإحتلال؟!
ثم سرقة نصف ما يتم جمعه لإعمار غزة التي تم تدمير بنيتها، تحت مسمى مصروفات إدارية للشعب الفلسطيني! المؤتمر هو مؤتمر إعمار غزة، فهل هذه سمسرة أتعابهم؟! وحماس وفصائل المقاومة لم تتكلم!
عباس وإدارته يستخدمون مصطلحات براقة تخفي خلفها واقعاً مشوهاً بائساً، وفصائل المقاومة تجاريه في استخدام هذه المصطلحات. فمتى تفيق حماس وفصائل المقاومة من سباتها وتبدأ في تعديل المفاهيم؟! أعتقد أن أمامهم تجربة حزب الله مع فريق 14 آذار ما زالت ماثلة للعيان ولم تدخل بعد في الصحف المطوبة من التاريخ. وهذا جزء هام ومحوري في نضال الشعب الفلسطيني. فالله المستعان ولا حول ولا قوة إلا بالله!

وبالله التوفيق،،،

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.