القمة الإيرانية – الكويتية.. مد جسور التواصل

iran-kuwait-summit

صحيفة الوفاق الإيرانية ـ
عبد الخالق الفلاح *:

یتوقع المحللون السیاسیون ان تفتح الزیارة التی قام بها سمو أمیر الکویت الشیخ صباح الأحمد الصباح الى الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة فصلاً جدیداً من العلاقات الطیبة والطبیعیة بین البلدین الجارین وفی تعزیز الأمن والإستقرار فی المنطقة ولاشک أن هذه الزیارة تعتبر تاریخیة فی هذا الوقت التی تشهد فیها حراکاً قویاً یبشر بالخیر لدولها جمیعاً وبالخصوص الوضع الاقلیمی والنزاع فی سوریة ویدل على حکمة ورشد قادة ومسؤولی هذه الدول وتعمل على ایجاد مخارج للتعاون الجماعی والانسجام الفکری فیما بینهم، وحتماً ستفضی الى تبدید تلک التحدیات والمخاوف وتسهم فی إرساء دعائم الإستقرار والسلام والإعتقاد السائد لدى المحللین بعدم وجود مبررات للخلافات والمعوقات التی تحول دون تطویر العلاقات والتقارب الجید والأقوى بین بلدان دول الجوار الاسلامیة لولا التدخلات الخارجیة وعلى رأسها الولایات المتحدة الامریکیة واسرائیل من أجل حفظ مصالحها تحت ذرائع الترهیب والتخویف من الجمهوریة الاسلامیة الایرانیة ولغرض ایقاف عجلة تطورها فی مختلف الصعد.

تطویر العلاقات الثنائیة لا تصب بمصلحة البلدین فقط، انما تصب فی مصلحة جمیع بلدان الشرق الأوسط. وزیارة سمو أمیر الکویت تأتی فی ظل أجواء ملبدة بالغیوم والعواصف وتشتبک فیها القضایا مثل ما یجری فی سوریة والعملیات الإرهابیة فی العراق والتغییر فی مصر والیمن وبلدان أخرى. بالإضافة للأمن الخلیجی والخلافات بین بعض أقطابها تستدعی الحوارات الجادة ولدراسة الملفات والقضایا الهامة التی تمس هذه المنطقة الحساسة بموقعها الاقتصادی النفطی وسبل مواجهة التحدیات الأمنیة ومنها التطرف واذکاء نار النزاعات الطائفیة.

برهنت ایران فی مواقف کثیرة بأنها تعمل بجد نحو التقارب وتحسین علاقاتها وتطورها بإستمرار وأقدمت على إتخاذ خطوات حکیمة وعملیة تکسب أهمیة سیاسیة خاصة فی ظل الظروف والتعقیدات الأمنیة والتطرف التی تنخر بالمنطقة والایمان بأن ایران شریک حقیقی مقتدر وجاد وجزء واقعی من المسؤولیة الجماعیة لتحقیق ذلک لمکانتها التأریخیة المؤثرة دائماً. العلاقة بین البلدین قد تجاوزت مرحلة العلاقات السیاسیة العادیة وعبرت الى مرحلة العلاقات الاستراتیجیة المبنیة على التشاور والحوار السلیم ومد جسور التعاون وتبادل وجهات النظر التی تصب جمیعها فی مصلحة تعزیز الترابط الأخوی وبناء آفاق صالحة وأخویة ودیة متطورة وتضیف بُعداً خلیجیاً واقلیمیاً کبیراً لتحقیق مشاریع ذات منافع ومصالح على أعلى المستویات.

ان وجود ارضیة والمشترکات التاریخیة والثقافیة والجغرافیة بین الشعبین الکویتی – والایرانی تساعد للوصول السریع للإتفاقات ووضع الأسس لمشاریع استراتیجیة تعود بالمنافع والخیر لأبناء الشعبین الجارین وشعوب بلدان المنطقة کافة… وقد کانت للزیارات العدیدة التی قام بها وزیر الخارجیة الایرانیة محمد جواد ظریف لدول مثل الکویت والامارات وقطر وعمان تأثیرها المباشر ومعلناً فتح صفحة جدیدة ورغبة صادقة على تقریب علاقاتها وتمتینها مع هذه البلدان فی جمیع المجالات السیاسیة والاقتصادیة والاجتماعیة والدفاعیة وتمخضت عن إجراء مناورات عسکریة مشترکة مع سلطنة عمان وتشکیل لجنة أمنیة مع دولة قطر کما أنها تولی أهمیة خاصة للتقریب مع المملکة العربیة السعودیة وخاصة بعد الدعوة الرسمیة التی وجهتها المملکة لزیارة وزیر الخارجیة الایرانیة للریاض والتی ستعطی لها دوراً مهما فی إستباب الأمن الخلیجی… ولما یخص الوضع فی العراق وسوریة حیث یمکن لهذه أن تکون فاتحة خیر فی سبیل إیقاف نزیف الدم فی هذین البلدین العزیزین والجریحین فیما اذا تعاون البلدان (الکویت-ایران) للضغط على السعودیة لإیقاف مد دعمها للمجموعات الارهابیة وایقاف تدفق الشباب السعودی وقطع المساعدات لهذه المجموعات من قبل منظمات حکومیة وشبه حکومیة معروفة بتطرفها.

ویمکن للکویت أن تکون اللاعب الأساسی لترأسها حالیاً مجلس التعاون الخلیجی والقمة العربیة والمعروفة بالحیادیة وثقلها لحل النزاعات ولإطفاء فتیلها…

اذن الزیارات المتقابلة بین الدولتین تعنی تحسین العلاقة بین صفتی الخلیج الفارسی وایقاف التوترات الحادة الناجمة عن الخلافات ذات الأبعاد الطائفیة فی العراق وسوریة ولبنان والیمن وبلدان المنطقة.
* کاتب واعلامی

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.