اللجوء معنا أحلى!

zaatari-camp2

صحيفة العرب اليوم الأردنية ـ
أحمد أبو خليل:

اسمحوا لي في هذا المقال أن أحتفي بقرار 918 لاجئاً سورياً بالعودة الطوعية إلى وطنهم خلال الأسبوع الماضي فقط، إن مثل هذا الخبر يتكرر بين حين وآخر من دون أن يلتفت إليه الإعلام المشغول بالاحتفال بزيادة عدد اللاجئين.
علينا أن ننتبه إلى أن عودة اللاجئ، تشترط أن تكون بالطريقة ذاتها التي تم فيها اللجوء، وفي الحالة الأردنية فإن العودة تمت من خلال المنافذ غير الرسمية. وفي كل الأحوال، نحن أمام تعبير عميق عن إحدى حقائق الشعب السوري التي نحبها وننحني أمامها.
سوف تُسجَّل حكاية اللجوء السوري كواحدة من الألاعيب الدولية البشعة، ابتداء من المخيمات التي أقامتها تركيا، ثم شنت حملة إعلامية كبرى لجلب اللاجئين إليها، (وتذكرون مراسل القناة الأشهر عربياً عندما قال أن عدد اللاجئين “أقل من المأمول”)، وليس انتهاء ببرامج الترويج للجوء “السعيد” إلى الأردن التي تكثفت في الأشهر الأخيرة.
من المؤسف أن أنصار “الثورة” هم ذاتهم أنصار اللجوء، وربما هي المرة الأولى التي يتم فيها التضامن مع شعب من خلال تمني تشريده وزيادة مأساته. إن المتضامن الحقيقي مع ثورة شعب، عليه أن يسعد وهو يرى هذا الشعب صامداً مناضلاً ثائراً في وطنه. ولكن يبدو أن “هيك ثورة بدها هيك أنصار”.
مهما كان الموقف السياسي للعائدين السوريين إلى بلدهم، سواء كانوا مع النظام أو ضده، بل وخاصة إذا كانوا ضده، فإن عودتهم الطوعية تحمل دلالات هامة في هذا الوقت بالذات. وقد يقول قارئ إنني أعبر هنا عن رغباتي وأمنياتي. ولكن هل في هذا ما يعيب؟ أنا فعلاً ممن يتمنون للشعب السوري أن يعيش في وطنه كريماً مناضلاً ثائراً ساعياً للتقدم والسيادة على بلده وفي بلده.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.