اللواء الحسن لماذا اغتيل؟

موقع التيار الوطني الحر الإخباري ـ
ادمون ساسين:

لم يكن اللواء وسام الحسن محط تصنيف مزدوج في ملفي شبكات التجسس الاسرائيلية والمجموعات الارهابية فقط . في هذين الملفين فكك الحسن وفرعه أكثر من ثلاثين شبكة اسرائيلية وهاجم مجموعات فتح الاسلام في المئتين وقتل أبو هريرة وبعض المفاتيح الأخرى من فتح الاسلام لكن الحسن وفي الوقت نفسه اتهم بأن فرعه كان يراقب في حرب تموز أماكن وجود المقاومين لاعطاء معلومات عنهم كما بعلاقته بالاسرائيليين وفي الملف الارهابي بعلاقته وتمويله مع آخرين بعض مجموعات فتح الاسلام.

ملف آخر طرحت فيه علامات استفهام وتساؤلات حول العميد وسام الحسن وهو ملف المحكمة الدولية الخاصة بلبنان. كلف الرجل توقيف الضباط الأربعة وبعدها اتهم بفبركة شهود زور لاتهام الضباط الأربعة ومعهم سوريا . اتهم بصناعته لمحمد زهير الصديق ولقائه به مرارا واتهم أيضا بهسام هسام وغيرهما. كان من المفترض أن الرجل الحريري منكب على كشف حقيقة اغتيال الرئيس رفيق الحريري فاتهم بالوقوف وراء الشهود الزور الذين قالوا أولا أن سوريا تقف وراء اغتيال الحريري.

لكن فرع المعلومات كان توصل في الوقت نفسه الى تقرير داتا الاتصالات الذي تبين فيما بعد أنه الأساس في اتهام المحكمة الدولية لعناصر من حزب الله باغتيال الحريري. هذا التقرير الذي وضعه النقيب الشهيد وسام عيد قبل ثمانية أيام على اغتياله. وفي سياق معاكس اتهم الحسن بعد فترة بأنه تغيّب عمدا عن موكب الرئيس الحريري في 14 شباط بحجة أن لديه دروسا خاصة وامتحانات وقد عرض تقرير تلفزيوني كندي وثائق تؤكد أن المحكمة الدولية حققت بهذه النقطة مع الحسن وتبين وجود تناقضات في كلامه لكن ضغوطا دبلوماسية تمت من أجل وقف التحقيق في هذه النقطة. هنا تبرز التساؤلات حول آداء الرجل في هذا الملف : الشهود الزور في اتجاه سوريا والضباط الأربعة ، وتقرير داتا الاتصالات الذي كلف وسام عيد حياته كان أساسا لاتهام عناصر من حزب الله بالاغتيال الى جانب اتهام الحسن استنادا الى وثائق أخرى بالتغيب المقصود عن موكب الحريري. ملف دولي اقليمي لبناني معقد كان وسام الحسن يعرف الكثير عنه والاتهامات والأدوار المتناقضة تؤكد ذلك.

أما الملف الذي تدور حوله تساؤلات أيضا هو الملف الأخير الذي اعتبره وسام الحسن انجاز حياته أي ملف توقيف ميشال سماحة الوزير السابق شابك العلاقة من دمشق الى باريس. في هذا الملف يقول البعض أن الحسن بتوقيفه سماحة اطلع على معلومات وأمور على مستوى العلاقة الفرنسية السورية لا يجوز الاّ لكبار المسؤولين في الدولتين معرفتها وهو ما لا يقبله الفرنسيون أنفسهم. البعض الآخر يرى أن الحسن ما كان ليوقف ميشال سماحة لولا الضوء الأخضر الفرنسي لما لسماحة من علاقة مع بعض الدوائر الفرنسية . من هنا تأتي نظرية الاستدراج عبر عميل مزدوج والانطلاق من سماحة للوصول الى بثينة شعبان وغيرها.

أربعة ملفات ارتبط اسم وسام الحسن فيها بأشكال مختلفة ومتناقضة أحيانا من الملف الارهابي وتشعباته السعودية الأميركية الى شبكات التجسس الاسرائيلية الى ملف المحكمة الدولية وصولا الى ملف سماحة الشائك. فهل اغتيل وسام الحسن بسبب ملف واحد من هذه الملفات أو لأنه يعرف الكثير في كل هذه الملفات وغيرها؟ وهل أن تصفية الحسن مؤشر لمرحلة جديدة داخليا واقليميا؟

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.