المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية: نسب اقتراع عالية وحماوة سياسية وأحداث أمنية في جبل لبنان

ookht.jpg

تميزت المرحلة الثانية من الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان، الأحد، بنسبة اقتراع عالية وصلت في بعض أقضية جبل لبنان إلى نحو 60 بالمئة، واحتدام المعارك السياسية في المدن وبلدات المحافظة، وارتفاع منسوب المخالفات والحوادث الأمنية المرافقة للاستحقال الانتخابي.

وبعد انتهاء اليوم الانتخابي، أوضح وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق في مؤتمر صحافي، أن “الأخطاء تؤكد خلال النهار الإنتخابي وردود 549 إتصالاً، 70% منها إستفسارات حول تقنية الإنتخابات، والشكاوى 30% تتعلق بأخطاء في بعض الأقلام وضغوط وتواتر أخبار عن رشاوى، سجل منها 6 موقوفين، 5 منهم بالرشاوى، ورئيس قلم كفت يده وأوقف أمام القضاء بعد وجود لوائح إنتخابية في جيبه”.
وأشار المشنوق  الى أن “الشكاوى بلغت 170 تمت معالجتها، والشكاوى 200 إدراياً”، ولفت إلى أن “الإنتخابات جيدة جداً، وهي مناسبة لتوجيه تحية إلى كل الأحزاب والفاعليات والعائلات على سير العملية الإنتخابية”، وقال إن “هناك 365 ألف ناخب مارسوا حق الإنتخابات. وأمنياً لم يكن هناك شيء يذكر، وكل الإشكالات تمت معالجتها أما أمنياً أو بتحويلها إلى القضاء، وتمت معالجتها على الفور”، وخلص إلى أن الاستحقاق “كان يوماً ديموقراطياً بامتياز، وسيتم الفرز بكل دقة”.
وأظهرت النتائج غير الرسمية لعملية فرز الأصوات فوزاً للوائح المدعومة من “التيار الوطني الحر” في مدينة جونية وبلدة بزمار (كسروان)، وبلدات الحدت ـ قضاء بعبدا (4726 صوتاً مقابل 2263 صوتاً للائحة المنافسة)، والفنار، وكفرعقاب (المتن الشمالي)،  وفوز المخاتير المدعومين من “التيار”  في عمشيت، وحالات، والمنصف، وجاج، وشامات، والعاقورة، وبشلي، وفتري، والمزاريب، وأهمج، وفغال، وعنايا في قضاء جبيل.
وفي بلدات ساحل المتن الجنوبي، أبرزت النتائج الأولية فوزاً كاسحاً للوائح المدعومة من حزب الله وحركة أمل والتيار الوطني في الغبيري وبرج البراجنة وحارة حريك، وسط أجواء انتخابية ذات طابع سياسي بقدر كبير مع نسب انتخاب مرتفعة وصلت وقت إقفال صناديق الاقتراع عند الـ7:00 مساءً كما يلي: – برج البراجنة 48% – الغبيري 37% – حارة حريك 36% – كيفون 57% – الجية 33% – جون 40% – الوردانية 62% – القماطية 47%.
كما شهد قضاءا عاليه والشوف حرارة انتخابية وصلت إلى نحو 50 %، وسط تنافس سياسي بارز، خصوصاً في الشويفات (عاليه) وكفرمتى (الشوف)، كان قطباه الحزب التقدمي الاشتراكي (بزعامة النائب وليد جنبلاط) والحزب الديمقراطي اللبناني (بزعامة النائب طلال إرسلان)، على العكس من الانتخابات السابقة التي سادها جو من التوافق الحزبي والعائلي في بلدات وقرى القضائين.
وفي بلدة عماطور، شهدت الانتخابات في المدرسة الرسمية بداية حامية نسبيا بوجود لائحتين متنافستين، بعيدا من الحزبية والسياسة، لكنها دخلت في التنافس “الجبي”، باعتبار أن الاتفاق قضى على تولي عائلة ابو شقرا الرئاسة مداورة.
وشهدت بلدة نيحا اجواء انتخابية حامية مع تضامن عائلات مع لائحة بوجه عائلات دعمت اللائحة الثانية. في حين تم التنافس بشكل هادئ في عين قني، وحارة جندل، وباتر، وجباع، ومرستي، والخريبة، وبطمة.
أما في بلدة معاصر الشوف، كان التنافس الانتخابي ضمن العائلات المسيحية التي ستتولى الرئاسة لثلاث سنوات، والنصف الثاني من الولاية للدروز، وقد اتفق على المرشح الدرزي بهذا الخصوص، وفي بلدة بعذران، كانت الحرارة الانتخابية مرتفعة بوجود لائحتين متنافستين.
وفي بريح، جرت الانتخابات في أجواء هادئة، ولكن حماسية، وشهدت تنافسا حادا ظهر من خلال كثافة الاقتراع التي تجاوزت نسبته حتى العاشرة 18 في المئة، وتنافست في الانتخابات لائحتان مكتملتان شكلتهما العائلات المسيحية والدرزية، في ظل تراجع ملحوظ لدور الاحزاب، وتوزع مرشحو اللائحتين في كل منهما مناصفة بين الدروز والمسيحيين، حيث يحرص الطرفان على الحفاظ على التوازن الطائفي، مع حقهم في التشطيب وخلط اللوائح.
وشهدت منطقة إقليم الخروب (الشوف)، ذات الثقل السني البارز، يوماً انتخابياً حامياً، لفحت سخونته معظم العائلات والقوى السياسية في معظم القرى والبلدات، خصوصاً تلك التي فيها حضور وتأثير للقرار السياسي والعصبيات العائلية.
وقد توجهت الانظار منذ ساعات الصباح الاولى الى كبرى بلدات اقليم الخروب، شحيم عاصمة الاقليم وبرجا ذات الثقل الانتخابي لـ”الجماعة الاسلامية” والحضور البارز للتيارات السياسية المتعددة، وشهدت مراكز الاقتراع في برجا صباحاً حضوراً كثيفاً ولا سيما على أقلام اقتراع النساء، وبدا لافتاً للانتباه هذا الأقبال من المقترعين والمقترعات التابعين لـ”الجماعة”.
وشهدت بلدة كترمايا ايضا معركة شرسة وضارية بين ثلاث لوائح، الاولى تحظى بدعم “الاشتراكي” و”الجماعة الإسلامية” وعائلات وثانية برئاسة رئيس البلدية السابق يحيى علاء الدين المحسوب على “المستقبل” سابقا، ولائحة ثالثة برئاسة الشيخ خالد ضاهر. وتردد حصول عمليات تشطيب وتوقعات بحصول خروقات متبادلة.
وفي دير القمر انعكست أجواء التحدي كثافة في الاقتراع، في ساعات الصباح ثم ما لبثت ان تدنت حيث بلغ عدد المقترعين حتى السادسة مساء 3 آلاف من أصل 10 آلاف ناخب، ويتزعم المواجهة النائب دوري شمعون والوزير السابق ناجي البستاني مقابل ثنائي “القوات اللبنانية” و”التيار الوطني الحر” اللذان تحالفا في الغالبية الكبرى من البلدات ذات الطابع المسيحي في محافظة جبل لبنان.
وشهدت بلدة الرميلة الساحلية، معركة انتخابية قاسية على خلفية الانقسام العائلي الحاد والقديم بين عائلة خوري، التي تتزعم رئاسة البلدية للدورة الثانية على التوالي، وبين عائلة طنوس، وقد استفحل هذا الانقسام في سير العملية الانتخابية ومن خلال لائحتين منافستين، واحدة برئاسة رئيس البلدية جورج خوري والثانية مناصفة برئاسة طنوس ووليد داغر، وقد استخدم مختلف انواع الاسلحة الانتخابية من خلال عمل الماكينات الانتخابية والبرامج التي اطلقت، والصور المضادة، وهذا الوضع لا يمكن ان يبرده الا اقفال صناديق الاقتراع والانتهاء من فرز الاصوات حيث يسلم الجميع لما انتجه صندوق الاقتراع لهم.
وفي بلدة جون طغت حماوة الاجواء الانتخابية طغت عليها وكانت الافعل حيث تنافس فيها لائحتان، واحدة برئاسة رئيس البلدية العميد المتقاعد سليم خرياطي المحسوب على التيار الوطني الحر، في مواجهة لائحة تمثل العائلات والقوى السياسية في جون، وانسحبت الاجواء الساخنة الانتخابية على بلدات المطلة وعين الحور والبرجين والدبية ومزرعة الضهر وضهر المغارة ومزبود وسبلين وعانوت وحصروت وداريا والزعرورية والمغيرية، حيث سجل تنافس حاد بين لائحتين في كل بلدة.
وسجل في هذا اليوم الطويل بعض الاشكالات، كان ابرزها في بلدة الفريديس التي اقفلت فيها صناديق الاقتراع بعد ان تداعت الفاعليات المسيحية فيها الى اجتماع مع مشايخ الدروز عقد في منزل مختار الفريديس، قررت فيه بالاجماع مقاطعة الانتخابات بالتكافل والتضامن “لان تمثيلهم ناقص، وحرصا على العيش المشترك”، وذلك بعد تبلغ أهالي الفريديس الساعة الاولى فجرا قرارا بخفض عدد أعضاء البلدية من 4 إلى 3.
ويشار إلى أن بلدية الباروك الفريديس تضم 15 عضوا 11 للباروك واربعة للفريديس، والقرار الرقم 510 جعل للفريديس ثلاثة أعضاء وللباروك 11 عضوا بسبب كثرة المرشحين في الباروك. ولكن يبدو ان القرار 510 صادر في 26 آذار ولم تبلغ به الفريديس، ولكنه وصل الى بلدية الفريديس الاولى فجر اليوم، وهذا ما ادى الى استنفار اهالي الفريديس، والاعضاء الاربعة للفريديس هم كاثوليكي ومارونيان ودرزي.
وفي بلدة الناعمة، وقع اشكال في بلدة الناعمة بين أحد المرشحين والمندوبين، تطور الى تضارب بالايدي وأدى الى توقف العملية الانتخابية لبعض الوقت، وتدخلت القوى الامنية لمعالجة الوضع واستكملت العملية الانتخابية.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.