المستعربون العرب

jaafar-sleem-arabism

موقع إنباء الإخباري ـ
جعفر سليم*:
هم وحدات أمنية سرية، تسمى بالعبرية “المستعرفيم” وشكلت في العام 1930، حيث عملت ضمن العصابات الصهيونية العاملة في فلسطين إبان الاحتلال البريطاني، واليوم تابعة لشرطة الاحتلال، ويطلق عليها ألقاب كثيرة، منها “وحدات الموت أو القتل” ويزرع أعضاؤها ـ بملامح تشبه الملامح العربية ـ وسط شباب الانتفاضة، ويلبسون لباسهم، ويتقنّعون بكوفيتهم، ويتحدثون باللهجة الفلسطينية المحلية، ووصل بهم الأمر إلى حد الزواج من فلسطينيات، وفي اللحظة المناسبة يتحولون إلى فرق اعتقال تساند جنود الاحتلال.
منذ العام 2000، أي بعد تحرير أجزاء واسعة من الأراضي اللبنانية، وبعد الانسحاب من قطاع غزة، وجدت هذه التجربة الناجحة طريقها إلى بعض الأنظمة العربية، وبدأت باستنساخها في بلاد الشام وأفريقيا وأهمها مصر بعد الغزو الاميركي للعراق وتدميره في العام 2003، حيث بدأ المستعربون العرب هذه المرة التسلل إلى المجتمع العراقي لدعم وإنشاء بعض المجموعات تحت عناوين قومية وطائفية ومذهبية، وشعارات استقطابية تثير الغرائز والعصبيات ضد شقيقه بالمواطنية والدين، وهذا أيضاً ما حصل في ليبيا واليمن وسوريا، مع الاختلاف قليلاً في عدّة التحريض والشعارات التي تعارضت فيما بينها. ولهذا نجد أن الصراع السعودي ـ القطري انعكس بشكل كبير في ليبيا وأدى إلى حرب أهلية ، بينما في سوريا أدى إلى قتال عنيف ودموي بين الفصائل المتناحرة فكرياً، أودت بحياة حوالي 3000 قتيل.
في مصر، فشلت لغاية اليوم جميع المحاولات القطرية ومن معها لاستدراج الشعب المصري للتقاتل، وتشتيت جيشها الذي حسم الكثير من المعارك لصالحه، وهنا جاءت الضربة القاسية بإسقاط الطائرة الروسية فوق محافظة سيناء، ما أدى إلى ضربة أقسى للاقتصاد المصري أولاً، وللأمن القومي ثانياً.
والأيام القليلة المقبلة سوف تحمل الكثير من المفاجآت والصدمات، التي قد تنقل المنطقة العربية والأفريقية إلى مخاضات أخطر من التي مرت بها، ومنها تحرك الجيش المصري للقضاء على مايسمى داعش في سيناء والانتقال بعدها إلى ليبيا، والتنسيق بشكل مباشر وقوي مع الجيش السوري، لما تمثّل سوريا من أمن قومي استراتيجي لمصر.
حمى الله مصر واهلها، لتعود مصر العروبة إلى سوريا قلب العروبة النابض.
*عضو اتحاد كتاب وصحافيي فلسطين

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.