المشروع القطري التدميري للعواصم العربية !!

صحيفة المجد الأردنية ـ
بسام الياسين:

هل هو حقد الجمل على زهرة الياسمين،  ام حسد الصحراء القاحلة على الانهار العظيمة؟!  هل هي دونية الجربوع امام جمالية الغزال ام انحطاط الضب مقارنة بسمو الحمام المحلق فوق الغيوم· لا هذا ولا ذاك بل هو ثأر الفجاجة من الحضارة، والجفاف من النداوة، وصفرة الرمل من خضرة الغابة·لهذا اندفعت العقلية المتصحرة المصابة بعمى الانتقام الى اقصى درجات التطرف، ففقدت كوابحها الغريزية، وانفلتت ضوابطها الاخلاقية ، فقامت راضية مرضية بتمويل الفواتير التدميرية من ذوات الارقام الفلكية، لتحويل المدن السورية العامرة بالسكان الى اوابد اثرية، ينعق على اطلالها الغربان، وتستوطن فيها خفافيش الظلام، لان انهيار الحضارة والجمال والامان، هو اللحن المفضل عند المرضى بداء الحسد، ولسعة الحقد·ما يندى له الجبين ان الاموال النفطية التي أُنفقت على تدمير العراق وليبيا واليمن وسوريا كفيلة بتحويل هذه البلاد الى جنات عدن، لكنها العقلية المفرطة في البدائية و البداوة·
****
تفجيرات دمشق وحلب وحمص، ودرعا ودير الزور، ومذابح سراقب وحارم والحولة وحرستا، تُطقطقُ عظامي عظمةً عظمة،  انا الجالس قبالة التلفاز، وتبعثر روحي شظيةً شظية، عندما اصغي لابواق العربان، وهي تهلل للاعمال “البطولية”، وتمتدح “جرائم” قتل الاطفال، وتشويه الصبايا، ودفن الشيوخ احياء تحت الانقاض·مدائح تضغط على فقرات عنقي، تماماً كمدائح العربان/الغربان للامريكان عند سقوط بغداد،  وتخنق روحي بذات الانشوطة التي جدلها الغزاة بمواصفات عربية لخنق الرئيس الشهيد صدام حسين· هنا لامناص من ان تستحضر بلاغة اللغة وعنفوانها، سحرها الخارق، رنينها الشعري، لتلعن النفط وشيوخه، وجاهليتهم المستدامة، وعقوقهم القومي· فبلاد الشام موطن الحرف والسيف، مهد الحضارة والامارة، فيها كان ميلاد المحراث والناعورة ونظام الري،  لهذه الاسباب ستبقى دمشق الفيحاء تستحم بعطر الياسمين، وتتوضأ بماء دموعها اذا انقطعت ماء “الفيجه” لاقدر الله،  فدلوني ما عندكم انتم سوى غازاتكم·
****
عجائز مراهقون سياسياً وسلوكياً مولعون بالمراهقات، ومتصابون يصطادون عارضات الازياء، حواة يقلبون الاسود ابيض بسحر ملايينهم، وابواقهم الكاذبة·مهرجون يلبسون لبوس التقوى بمناسبة وبلا مناسبة، تراهم يرسلون لحاهم للضحك على الذقون، والاتجار بأنبل قيمة انسانية ـ الدين الحنيف ـ· رجال ذوي ملامح ميته، وحركات ثقيلة رتيبة، وكروش متدلية متهدله، وافواه ترشح صدأً وصديدأ، تعكس شخصيات تعيش لتأكل وتنكح وتموت كالبغال، دورها اشعال الحرائق في عواصم القلب والروح، وقطف الياسمين الشامي والريحان العراقي لتقديمه علفاً للجمال·
****
الحق الحق،  الاسلام الطاهر المطهر بريء من هؤلاء الادعياء، برآءة الذئب من لحم ابن يعقوب، والعروبي الاول/سيد العرب محمد العربي الهاشمي القرشي منهم بريء، اذ قال الحبيب المحبوب،  ذات نبوءة في اهل الشام:”ياطوبى للشام واهلها، ياطوبى للشام واهلها، ياطوبى للشام واهلها”·قالوا يارسول الله، وبم ذلك·قال:تلك ملائكة الله باسطوا اجنحتها على الشام”·و في ارضها قال الصادق المصدوق:”الشام ارض المحشر والمنشر”، ولمن لايعرف بلاد الشام، انها بلادنا الممتدة من حلب حتى بحر فلسطين وما بينهما، الاردن والعراق ولبنان·
****
فضيحة الفضائح، وذروة العيب، ان تنطلق بالامس الطائرات الامريكية من قاعدة “العيديد العتيدة” في قطر لتدمر قلب الامة، وتحرق كبدها، وتعطب ذاكرتها البشرية، وارشيفها الممتد منذ ابراهيم عليه السلام الى صدام على روحه السلام·، وتقتل فوق قتلاها من البشر (30) مليون نخلة عربية، وتشطر العراق الى كانتونات جغرافية وإثنية ومذهبية متناحرة، ولم تزل رائحة الدم والبارود تخيم على المشهد العراقي منذ خيانة الاعراب والفرس للرافدين· تلك هي “بغداد” عاصمة العباسيين، سيدة الحضارة والتاريخ والاسطورة البابلية والآشورية والسومرية·
****
ياللفضيحة الاكبر، التاريخ يعيد اليوم نفسه على شكل مهزلة،  ففي داخل قاعدة “العيديد” يقوم العربان والامريكان والمستعربون بحياكة مؤامرة جديدة على عاصمة الأمويين، درة تاج الشرق،  اقدم مدن العالم، “وبستان الدنيا”· العجب العجاب ان مال الغازات والنفط والسلاح التدميري، ينساب من الدوحة كالنهر الجارف لجرف دمشق وحلب وباقي حواضر بلاد الشام، وكأن هناك عداءً دفيناً بين عربان قطر و عواصم الحضارة العربية، دمشق، بغداد، طرابلس، صنعاء، والقدس المفردة المنسية واخواتها،  اللواتي  سقطن من قاموس حمد واخوانه·اما عجيبة العجائب قيام الانصاف والارباع والاخماس من الرجال بنشيد “بلاد العرب اوطاني /من الشام لبغدان” بعد تسليم مفتاح كل عاصمة عربية لقادة الناتو، كما اهدى العربان السيوف الذهبية للرئيس بوش على ايقاع رقصة النصر فرحاً بسقوط بغداد·
****
عربان يتسابقون على تسليح “الثورة السورية” لكنهم لم يرسلوا فشكة لـ “المقاومة الفلسطينية”·عربان يسفحون الملايين تحت اقدام المسلحين، لكنهم لم يدفعوا درهما واحداً مما التزموا به في القمم العربية لتثبيت العربي المقدسي في قدسه، و الفلسطيني داخل وطنه، يحرقون الملايين هنا وهناك ، ويتبرعون بها لحدائق الحيوانات لكنهم لم ينشلوا وطناً من مديونيته او جوعه كالاردن ومصر واليمن والصومال، ولم يقدموا بطانية واحدة للنازحيين السوريين في الصحراء الاردنية او في مناطق الثلوج التركية واللبنانية· اما في الحالة التدميرية، فهم اشد كرماً من حاتم الطائي، ومستعدون لذبح خيلهم لاسناد المعارضة التي تستوطن الفنادق الراقية المطلة على الدوائر الاستخبارية الاجنبية، ومن سمع تهديدات المعارض”رياض سيف” التدميرية، بالاسلحة الامريكية المضادة للدروع والدبابات والطائرات، يتذكر على الفور العميل احمد الجلبي الخائن الاشهر في التاريخ المعاصر·
****
التشدق بالانسانية، والخوف على كرامة الانسان السوري وحريته وديمقراطيته، من لدن حمد وكأنه مُنظّر الثورة الفرنسية، و يحمل افكار فولتير بالحرية، وروسو بالعقد الاجتماعي، ومنتسكيو في القانون وفصل السلطات، ولم يدر بان الدنيا كلها تدري انه اُمي جاهل لايحسن “فك الخط”، و دولته بلا دستور، وميزانيتها تصب في جيبه، وجيشها العرمرمي قوامه مجنّدون هنود وباكستانيون، الانكى ان “قاعدة العيديد الامريكية”، اكبر مساحة من كل مساجد قطر مجتمعة، فيما الاسوأ  ان مرجعيته الدينية “مفتي الناتو”، ومرجعيته السياسية الموساد الاسرائيلي·
****
الاغرب مما سلف، ان يجتمع العربان، وبنو عثمان على إحياء معركة “مرج دابق”، ويتراكضون لايجاد منطقة عازلة تستعيد منها تركيا امجادها الغابرة، ولمن يجهل التاريخ والجغرافيا،  فان سهل دابق يقع بالقرب من حلب وعلى مقربة من حدود تركيا، وقد دارت هناك معركة غير متكافئة، اجتاح على اثرها العثمانيون بلاد الشام حتى وصلوا الى دمشق، فقتلوا الفرسان، واذلوا السكان، وعندما احكموا قبضتهم على كافة البلاد، علقوا المقاوميين العروبيين على اعواد المشانق في الساحات العامة،  ومن هناك انطلقوا الى مصر، وهزموا جيشها، ودخلوها من بوابة الاسكندرية، ففتكوا باهلها، وشنقوا امراءها،  واستباحوا اموالها واعراضها حتى قيل :”معركة مرج بن دابق أحزن معركة مرت بالعرب”·معركة يجهلها العربان المستعربون،  و”سي مرسي” يهنىءالسلطان اردوغان بالعيد الوطني باتنصارات بني عثمان في مرج دابق واحتلال بلاد الشام·
****
اميرنا الثوري يسعى ان يكون زعيماً عربياً ذا ابعاد دولية ، ويأخذ مكانه في التاريخ كالراحل العظيم جمال عبد الناصر، وللولوج لهذا الدور لابد من ركوب  ظهر حصان طروادة، لابطنه،  وحصان طروادة هي القضية الفلسطينية، وكي تكتمل المسرحية المهزلة، لابد من دور تمثيلي، والتباكي على فلسطين واهلها، ومد يد الاحسان لها بنصف مليار دولار،  لكن هدفه الاساس،  تقسيم  العرب عربين،  والبلاد الى شطرين غزة والضفة، والشعب الى شعبين، ولايدري الامير وطاقمه، ان اصغر طفل فلسطيني يعرف ان قطر هي اول دولة عربية تغرق اسواقها بالبضائع الأسرائيلية منذ سبعينيات القرن الماضي، حيث قال كبيرهم هازئا بالعرب:”لتذهب المقاطعة العربية الى جهنم”·بينما  وصف شيخ نافذ رئيس السلطة الفسطينية بـ “حامل كشكول التسول”·هذه فلسطين بنظرهم ليست اكثر من منصة للدعاية، ويد مفرودة للشحدة، ومعطوب يبحث عن اطراف صناعية!!!
****
مشيخة قطر هي في الواقع امبراطورية من الخفايا والاسرار والمكائد والكمائن والصفقات السرية، مليئة بالغوامض والخبايا التي لايعرف دهاليزها الا الله، والدوائر الاستخبارية الامريكية والصهيونية· فهؤلاء لايعرفون عن المال سوى الانفاق والهدر حتى حدود السفه، فزوجة شيخ من الدرجة الثالثة تملك من المجوهرات والحلي وعقود اللؤلؤ، ما يكفي لفتح متجر كبير في افضل العواصم الاوروبية·وهؤلاء الغيارى على الاسلام والمسلمين، ممن تراهم  يشنون حربا ضروساً على الرذائل المفضوحة، تجدهم  هم يمارسونها خلف الجدران السميكة·
****
ما حدث للعربان من ولوغ في الدم العربي الفلسطيني والعراقي والليبي واليمني والسوري والبقية الباقية على اللائحة····، يشبه الى حد التطابق مع ما يعرف بـ “نكاح المقت” في الجاهلية، حيث يتزوج الرجل زوجة ابيه، وما فعله “شيخ الناتو” اسوأ بكثير من ان ينكح الرجل زوجة ابيه، فقد كانت اول ثورات هذا الثوري، الاطاحة بابيه و طرده خارج البلاد، ومن المعروف ان قانون الحياة ومنطق السلوك الانساني يؤكدان ان الذي يعق اباه،  يسهل عليه ان يعق امته···الا ساء ما يفعلون، وبئس ما يعملون؟!·

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.