المفتي قباني: من يفجر نفسه من أجل قتل أرواح بريئة ظلما “أمر حرام”

 

شدد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ محمد رشيد قباني على أن “التطرف الذي يعصف بنا ليس من الاسلام والمسلمين في شيء ومن يفجر نفسه ليودي بالضحايا وبالابرياء فهو يزهق نفسه والارواح البريئة ظلما وهو امر حرام”، معتبرا أن “نمو التطرف في لبنان بين ابنائه ليست صدفة ابدا والتطرف في لبنان ساهم بنموه أمرين وهما ملفي الموقوفين الاسلاميين والزج بهم في السجون اللبنانية طيلة تلك السنوات فتعلموا التطرف وحب الانتقام، والاسقاط الممنهج للدور المعتدل لدار الفتوى وعلمائها من خلال محاولات اسقاط ركيزتها باستهدافها يوميا بشعارات التحريض الامر الذي يراد به تقويض دورها في مواجهة التطرف”، مشددا على “أننا نرفض الانصياع لتحويل دار الفتوى اداة لأي كان”.

وفي كلمة له وجهها إلى اللبنانيين، دعاهم إلى “الحرص على وطنهم وأن يكون لهم حكومة جامعة في زمن الفتن والمتغيرات وانجاز انتخاب رئيس الجمهورية”، محذرا من “فخ الفراغ الذي يملؤه اي شيx وكأنّ الفوضى تتحيّن فرصتها لملئه بامتياز وحينها يا ويل لبنان من الأسوأ القادم”.
ورأى قباني أن “ما يحدث في لبنان والعالم العربي ليس عاديا انما هو مقدمات الفوضى الخلاقة التي بشرت بها وزيرة الخارجية الأميركية السابقة كوندوليزا رايس”.

وقال: “هذا البيان منا الى اللبنانيين هو واجبنا الديني حين تشتد ظلمة الايام على الناس وعلى اهل الفكر والتقوى ان يكرسوا الجهود لايجاد حلول وفاقية ووسطية تنقذ اوطانهم من التخبط والضياع”، معتبرا أن “المخطط يهدف الى جعل اسرائيل الدولة الاقوى المهيمنة في المنطقة العربية”، مضيفا: “هذا ما ينفذه الغرب اليوم بالتنسيق مع اسرائيل وفي حين تتلهى الدول العربية في النزاعات والتقاتل تنشط اسرائيل في انشاء مزيد من المستعمرات اليهودية وتستقبل المزيد من المهاجرين اليهود وتطرد الفلسطينيين اصحاب الارض من مدنهم وقراهم في فلسطين وتقوم بتهويد القدس الشريف ولم يجرؤ احد منا نحن العرب ان يوقفها عند حدها منذ احتلال فلسطين عام 48″، لافتا إلى أن “هذا دليل على ان اسرائيل على طريق الهيمنة الشاملة”، مضيفا أن “الوسيلة الثانية للغرب ان الامم المتحدة لم تتطرق بتاتا الى ما تملكه اسرائيل من اسلحة نووية وكيميائية واسلحة دمار شامل بينما قام مجلس الامن بالحد من الابحاث النووية لدول عربية واسلامية”.

وتوجه إلى اللبنانيين والعرب بالقول: “لقد تعلمنا انه بالتقاتل يخسر الجميع وبالتفاهم يربح الجميع ولا يستطيع احد بالتقاتل الا ان يجلب لنفسه الدمار والضحايا ومن ينظر اليوم الى واقع الامة ويشاهد ما فيها عليه ان يسعى الى ايجاد الحلول السليمة لوطنه”، داعيا قادة العرب والمسلمين ان “ينقذوا بلدانهم من الخراب والدمار وان ينقذوا اوطانهم ومستقبل شعوبهم ومنع الاجنبي من التدخل في شؤونهم وفرض الحلول عليهم”.

ورأى قباني أن “واقعنا اللبناني لا زلنا نتخبط فيه ونغرق”، قائلا: “ما اكثر ما يختلف عليه اللبنانيون واقل ما يتفقون عليه”، لافتا إلى أن “الدستور اللبناني والطائف لم يضعه المشترع ليكون لتقسيم المكاسب بل لتحقيق الوحدة والعيش المشترك ليس مشتركا الا بمشاركة الجميع”، قائلا: “لا للاستقواء بجميع انواعه ومن فريق على اخر ولا للسلاح في الداخل او التعطيل او استنزاف الشعب ومصالحه او الاستقواء بالاجهزة الامنية حيث يحول كل فريق جهازا امنيا ليكون بيده ولا للاستقواء بالتطرف”.

ودعا قباني “للعمل بميثاق العيش المشترك والتقارب والحوار لايجاد الحلول لا لتثبيت الخلافات وتحقيق ارادة العيش في لبنان وتعزيز قدرات الجيش اللبناني وصناعة قوة الردع الحقيقية في وجه اسرائيل وان تكون مؤسسات الدولة حاضنة للجميع”، داعيا “لأن يكون اللبنانيون جميعا شعبا واحدا متماسكا ومتينا ووضع المصلحة الوطنية اللبنانية فوق كل اعتبار”.

ولفت قباني إلى أن “استمرار الاحداث ينذر بخطر اشد وافظع قتلا ودمارا يخطط له الاجنبي ويضعف المقاومة الفلسطينية واللبنانية لإسرائيل، ويقسم منطقتنا الى دولات طائفية ومذهبية متناحرة في مشروع اعادة تشكيل المنطقة العربية في ما يسميه الاجنبي الشرق الاوسط الجديد”، مشيرا إلى أن “أميركا درست في سبيل تحقيق هذا المخطط الجماعات التي تتـالف منها المنطقة ونجحت بادخال الفتن الى 8 دول واستطاعت ايقاع التقاتل بين أبناء هذه الدول ولكنها مهما انفقت في سبيل ذلك من اموال لن تحصد سوى الفشل”.

وشدد على أنه “أصبح لزاما علينا في وطننا لبنان وفي الدول العربية والاسلامية ان نعرّف شعوبنا بحقائق وأهداف ما يجري تدبيره للمنطقة منذ ايام احتلال العراق”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.