المقاومة … مسيرة من الشهداء لا تنقطع

mostafa-badreddine

موقع العهد الإخباري ـ
شارل أبي نادر – عميد متقاعد:
إنهم قادة من طينة الابطال، من طينة مختلفة عن الاخرين، قادة يعملون في الخفاء، يجاهدون بعيدا عن الاضواء، يتعايشون مع الارض، مع السلاح، مع الخطر ومع الميدان الملتهب دائما، جنود مجهولون، يعملون بصمت في الميدان الصاخب، يعملون في الليل والنهار دون تعب أو كلل، يتواجدون دائما في المكان حيث يجب ان يكونوا، في الزمان متى يجب ان يكونوا، في الميدان كيف يجب ان يكونوا…

يعملون على صناعة الابطال، على صناعة القادة، وعلى صناعة النصر، يخلقون من فتيان يافعين مشاريع اكيدة لقادة كبار، يطلقونهم في الساحات والميادين، ليجدوهم قادة عظاما جاهزين دائما لاستلام الامانة، امانة المقاومة، امانة الشهادة حتى النصر.

يخلقون اجيالا من الابطال قبل ان يستشهدوا، يخلقون ذخيرة للمقاومة تبقى سر قوتها وعلة استمرارها، اجيال تستشهد بعد ان تخلق اجيالا اخرى للقيادة والميدان وهكذا دواليك…

نهر من القادة الابطال، نهر من الشهداء يخرجون من عمق الجبال كالماء الصافي الرقراق، يخرجون كقطرات مياه تتدافع مع بعضها لتشكل سيلا هادراً جارفاً قوة وصفاء ونقاوة…

يسيرون دروب المقاومة بين الوديان والهضاب والجبال، يحفرون في الصخر طرقات ودروب الشهادة نحو النصر…

لا ينظرون الى الوراء، لا يتوقفون… يهرعون نحو المصب، نحو بحر العطاء والتضحية، يتسابقون مع الليل، مع الفجر، لا يخافون الشهادة، لا يخشونها… فقط يعملون جاهدين ومسرعين كي يجهزوا ابطالا لاستقبالها، فهي لا تقبل بان يرافقها او يمتلكها الا الرجال الاقوياء الاشداء، وها هم رجال حزب الله في الميدان، الابطال الشهداء يفوزون جميعا بها ويمتلكونها.

ما يميز هؤلاء الشهداء الابطال اننا نكتشف بعد استشهادهم ان كلًّا منهم كان يملك خبرة وعزيمة وقوة ومسؤولية تضاهي تلك التي امتلكها جميع من سبقهم على درب الشهادة، وهنا تكمن نقطة القوة لدى المقاومة، هنا سر نجاحها واستمرارها، فهي لا تحصر خبراتها وقدراتها وامكاناتها بقائد وحيد، بل تجعل جميع من يحيط به ممن هم في الدائرة القريبة منه او حتى في الدائرة الاوسع على علم ودراية بكامل قدراته وخبراته وامكانياته ومعلوماته العسكرية والميدانية والامنية الشخصية والمهنية.

ان مثلنا على ذلك هو الشهيد القائد مصطفى بدر الدين الذي كان مساعدا قريبا من القائد الشهيد عماد مغنية الذي كان يملك مسؤولية كبرى وواسعة في قيادة العمليات العسكرية والامنية، وقد تابع “السيد ذوالفقار” المسيرة في الميدان وفي دوائر القرار الامني والعسكري بنجاح وبقدرة لافتة، واليوم بعد هذه الشهادة انتقلت الراية الى قائد آخر، هو حتما جاهز لها وعلى قدرها.

انه قدر الابطال ومصير القادة… انها مسيرة الشهادة التي لن تتوقف لانها ضريبة الكرامة والايمان، انها الطريق الشريف الصحيح لمن اختاروا الوقوف رجالا في مواجهة العدو الصهيوني وفي مواجهة الارهاب التكفيري… انه صراع البقاء في هذا الشرق الملتهب… انه الصراع الوجودي دائما وأبدا…

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.