الميليشيات تهدد “دمشق”.. فهل يصرف تهديدها جنوبا..؟

 

 

نفت ميليشيا “سرايا قاسيون”، و “ألوية الفرقان”، أن تكون الأجهزة الأمنية السورية قد اعتقلت أياً من عناصرها نتيجة للتفجيرات التي شهدتها العاصمة السورية “دمشق”، خلال الشهرين الأولين من العام 2020، موجهة الكثير من التهديدات للدولة السورية بتنفيذ عمليات إضافية في داخل العاصمة، وذلك بعد أن بث التلفزيون السوري قبل أيام اعترافات خلية التفجيرات التي ألقي القبض عليها.

ماذا في كناكر..؟

تعتبر ميليشيا “ألوية الفرقان”، من آخر الفصائل المسلحة التي قبلت باتفاق إخلاء الجنوب السور ي من الوجود المسلح، حيث كانت هذه الميليشيا تتخذ من بلدتي بريقة وبئر العجم في القنيطرة مقراً رئيسياً، بزعامة ماجد الخطيب الملقب “كلينتون” المتواري عن الأنظار خارج حدود البلاد، مع ترجيح وجوده في الأردن حالياً، وهو صاحب المشروع الخطير المتمثل بتهجير أبناء القومية الشركسية من بريقة وبئر العجم بالتعاون مع الاستخبارات الإسرائيلية، وتتحدث قياداتها من بلدة “كناكر”، الواقعة على رأس “مثلث الموت”، الذي يربط أرياف دمشق والقنيطرة ودرعا، وهي بلدة لم تشهد الكثير من المعارك، إذ فضل مسلحوها القتال خارج أراضيهم بهدف حماية ذويهم من ويلات الحرب، الأمر الذي ينظر إليه سكان المنطقة الجنوبية بالكثير من السوء، فحملة لقب “كناكري”، من المسلحين وقياداتهم كانوا سببا في استجرار القتال إلى المنطقة التي يعمل غالبية سكانها في الأعمال الزراعية والتجارية، ولم يكن في حساباتهم الدخول في “معمعة الحرية”، وفقاً لتعبير أحد وجهاء المنطقة خلال حديثه لـ “وكالة أنباء آسيا”.

ظلت الحركة ممكنة في بلدة “كناكر”، إلى آخر أيام العام الماضي الذي شهد اغتيال رئيس لجنة المصالحة “محمد بهجت حافظ”، الملقب بـ “أبو صالح”، والذي كان في العقد الثامن من عمره حين اغتياله على يد مجهولين، ما جعل من الحادثة نقطة تحول بالنسبة للحركة في البلدة إذ صار الأمر يتطلب حذرا شديداً من الغرباء على الرغم من انتشار الجيش السوري في البلدة ومحيطها، وتعد “كناكر”، نقطة وصل بين مجموعة من الطرق التي يسلكها السكان لنقل المحاصيل الزراعية والانتاج الحيواني باتجاه اسواق العاصمة، ويرى الصحفي المتابع لملف المنطقة الجنوبية “جعفر ميا”، خلال حديثه لـ “وكالة أنباء آسيا”، أن اعترافات خلية التفجيرات ستجبر “وجهاء كناكر”، على إعادة حساباتهم لناحية إعادة تأهيل البنية الاجتماعية لأبناء البلدة تحديداً الفتيان منهم، لربما يكونون عرضةً لاستغلال مشابه لما جرى مع الذين ظهروا في الاعترافات، خصوصاً وأن التنسيق مع العقول المدبرة يتم بحرفية عالية وسهولة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الجنوب.. آمن

تؤكد المصادر الميدانية خلال حديثها لـ “وكالة أنباء آسيا”، أن التحرك في المناطق الجنوبية بالنسبة للفصائل المسلحة بهدف العودة إلى ما قبل الاتفاق الذي أفضى لخلو المنطقة الجنوبية من الوجود المسلح، بات مستحيلاً، ولا يمكن لأي من الخلايا التي تعمل من خلال الارتباط بالمخابرات الخارجية وعلى رأسها مخابرات العدو الإسرائيلي الذي كان يحرك الميليشيات في زمن انتشارها بالقرب من شريط الفصل مع أراضي الجولان المحتل، إلا أن تذهب نحو عمليات أمنية محدودة التأثير دون أن تتمكن من الذهاب نحو عمليات واسعة بهدف احتلال أي منطقة مهما كانت صغيرة، والسبب في ذلك أن النقاط العسكرية المنتشرة في المنطقة محصنة ومجهزة بما يلزم للانتقال السريع من وضع الدفاع إلى الهجوم، كما إن عمليات مراقبة وملاحقة الخلايا النائمة في المنطقة مستمرة.

التركيز على القرى القريبة من شريط الفصل مع الجولان المحتل، وتلك القريبة من الحدود الأردنية بالنسبة للجيش السوري والأجهزة الأمنية، مسألة ضرورية طيلة السنوات التي تلت الاتفاق، وبرغم طول الشريط الحدودي مع الكيان الإسرائيلي تحديداً، إلا أنه يخضع لرقابة مشددة وعلميات مراقبة على مدار الساعة بهدف منع أي تحرك لعناصر الخلايا النائمة بين طرفي شريط الفصل، كما إن الواقع الأمنية في المنطقة يوصف بـ “الهادئ”، وما شهدته مدينة “الصنمين”، الواقعة في ريف درعا الشمالي الأوسط قبل شهر من الآن، من عملية أمنية أفضت إلى تصفية المجموعات غير المنضبطة ممن قاموا بـ “تسوية أوضاعهم”، كان كافياً بالنسبة للمسلحين لفهم أن العودة إلى ما قبل الاتفاق مسألة مستحيلة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.