الهزيمة الجماعية

plan - daesh

صحيفة الوطن العمانية ـ
زهير ماجد:
كانت الكلمة الأكثر تردادا على لسان ستالين هي ” يجب ” .. فعل الأمر هذا صنع دولة عظمى كما يقول احد الروس القدامى عادل قوربانوف .. كان يكره ستالين الكلمات التي فيها تمني او طلب، فعل الأمر اذن عايشته اجيال سوفياتية اعتادت عليه.
مثل تلك الكلمة صنعت بلدا عظيما، فماذا لو حققناها على المستوى العربي لمقاتلة ” داعش ” وبقية التنظيمات المشابهة. هزم هذا التنظيم الارهابي بشكل جماعي يسرع في انهاء وجوده .. هاهو يخسر في لبنان امام جيش يملك الحماس والعقيدة .. وهو يهزم في عين العرب بعدما اذاقه الاكراد مرارة المعارك التي لم يكن توقع نتائجها. تمدده السريع واعلامه المخيف صدقه التنظيم قبل ان نصدقه نحن وبقية الشعوب العربية بانه يمكنه الكسب اينما تحرك .. ان يفشل في المدينة الكردية فهذا مالاتوقعه، لكنه تورط في حرب قد تهز كيانه، كما ستهزم معنويات مقاتليه لأن خسائره كثيرة وقدراته التي باتت محدودة امام اصرار الكرد ستغير المزيد من شكل المعركة لصالجهم ايضا.
ونشد على يد العراقيين ان يقدموا لنا عرضا من الانتصارات على التنظيم الارهابي الذي يحلم بالوصول الى بغداد، بعدما راودته الفكرة الجهنمية تحت نشوة الربح في الموصل ومشتقاتها. ظن الداعشيون ان الطريق مفتوحة امامهم وما عليهم سوى السير في اي اتجاه .. ذلك الحلم يجب ان يتبدد، نقول يجب من باب الايمان بان قدرات شعوبنا كبيرة ، وامكانيات جيوشنا متوافرة .. انظار العالم كله على عين العرب ، ودائما على سورية والعراق اللتين يحتشد على اراضيهما ذلك التنظيم.
من منحى سايكولوجي نقول، بان هزيمة ” داعش ” ستؤدي الى فقدانه بحرا من البشر الذين تأثروا به .. فعل الهزيمة كبير وعميق لدى انصار مترددين بين الانغماس او الانسحاب، فاذا ماوقعت الواقعة، كان الانسحاب سيد الموقف .. اما الربح فله اكثر من تأثير على النفوس، من طبيعة البشر انهم الى جانب من يكسب ولا نعتقد ان احدا في العالم يفكر بالانضمام الى خاسر. اذ ثمة خلايا نائمة كما نعرف في اكثر البلدان العربية، سوف تستيقظ ساعة اعلان انتصار ما، لكنها لن تفيق من سباتها اذا ماخسر، بل سيتردد كثير من المنضويين حول امكانية بقائهم في التنظيم او عدمه.
في التوزيع الجغرافي لهذا التنظيم الارهابي، نستطيع القول انه موجود على اتساع العالم العربي وبنسب متفاوتة ربما اكثر بعد العراق وسوريا ماهو في تونس على سبيل المثال من ارقام كبيرة. لكن لاخوف على أي بلد عربي من تلك الظواهر غير الثابتة عدديا .. خسائر ” داعش ” المؤثرة على كل تلك التوزيعات تأتي في المرتبة الاولى في العراق وسوريا ، مع ان الضربة التي تلقاها في لبنان لم تكن سهلة عليه وعلى اماكن تواجده.
لابد من اتفاق جماعي و”يجب ” من كل الدول وخصوصا بين سوريا والعراق من الاتفاق على مشروع قتال موحد تتحرك فيه جيوش البلدين، واذا صح فمن خلال التغطية الجوية لقوات التحالف ايضا. عندها سترتسم معارك من نوع مختلف لابد ان تهز كيانه وتضعه امام قرار المصير.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.