انقرة تجرب حظها العاثر

Recep Tayyip Erdogan

صحيفة كيهان العربي الإيرانية ـ
مهدي منصوري:

الحماقة التي ارتكبها اردوغان بادخال جيشه في العراق من دون اذن الحكومة العراقية لايمكن ان يمر دون عقاب، لان الشعب العراقي الذي تمكن وبفضل صموده ووعيه ان يطرد الاميركان من بلده غير مأسوف عليهم ، وبصورة اذهلت ليس فقط الصقور في الادارة الاميركية بل كل الدول التي تئن من وجود القواعد الاميركية على اراضيها، وكما ذكر ذلك رئيس الوزراء السابق المالكي عندما سألته ميركل مستغربة كيف تمكنتم ان تخرجوا القوات الاميركية من اراضيكم وبهذه السرعة؟.

وكذلك التجربة الثرة التي حصل عليها العراقيون من خلال المعارك الدائرة اليوم ضد الارهاب المدعوم دوليا واقليميا والتي جعلتهم رجال حرب يحسب لهم الف حساب بحيث انهم اذاقوا ليس فقط الارهابيين بل كل الذين يدعمونهم سواء كانوا في الداخل من خلال السياسيين الدواعش والخارج وغيرهم مرارة الهزيمة المرة رغم كل الدعم الذي قدموه للداعش وغيره.

ولذلك فان دخول القوات التركية من دون استئذان قد اثار غضب الشعب العراقي وعلى كافة المستويات وبذلك اخذوا يمارسون الضغط على الحكومة العراقية ان تتخذ الموقف الحازم في اخراج هذه القوات والا فانهم مستعدون لان يقوموا بدورهم الوطني في مواجهة هذه القوات وطردها شر طرده. وما قاله بالامس قائد الحشد الشعبي العامري محذرا تركيا من التماطل والتعلل في الخروج بان سيحرق دباباتهم على رؤوسهم كما فعلوا بالاميركان الذين هم اقوى من منهم.

والوقاحة المتناهية والتي لايمكن القبول والرضى بها هو وفي الوقت الذي اعطت الحكومة العراقية مهلة لتركيا امدها 48 ساعة للخروج من العراق نجد ان رئيس الوزراء التركي اوغلو وردا على هذا التحذير من انه سيذهب الى بغداد ويوضح للحكومة العراقية المبرر لدخول قواته، وبنفس الوقت اطلق وزير الخارجية التركية تصريحا يستخف به من تحذير الحكومة العراقي بالقول ان القوات التركية لن تخرج من العراق، مما اثار غضب الاوساط العراقية بكافة مستوياتها العراقية على هذين التصريحين اللذين يفتقدان للمصداقية موضحين من ان العراقيين هم الذين سيوضحون لاوغلو قبل ان تطأ قدمه بغداد بعد ان تعود قواته وقد منيت بهزيمة منكرة.

واضافت مصادر عسكرية عراقية محذرة اردوغان من ان عليه ان يأخذ تحذيرات الحكومة العراقية بجدية وانهم مستعدون وعند اصدار الاوامر سيجعلون من الجيش التركي اشلاء متناشرة وكذلك ستدك دباباتهم ومعداتهم وتجعلها رمادا.

ولذا فان رئيس الوزراء قد اعطى اوامره الى القوة الجوية ان تستعد لان تلقن جيش اردوغان درسا بليغا يبقى ماثلا في الاذهان الى الابد معتبرا ان السيادة العراقية خطا اخضر لايمكن السماح لاي احد تجاوزه.

وبنفس الوقت فانه وبعد التحذير العراقي هذا فانه لا يعدم من الذهاب الى المسار السياسي وذلك من خلال ما ذكرته الخارجية العراقية من ان الحكومة العراقية ستقدم شكوى الى الامم المتحدة على الانتهاك السافر لسيادة واستقلال العراق.

ولما لم يتبق من التحذير الحكومي سوى ساعات مما يدعو تركيا ان تستجعل في سحب قواتها والا فان الرد سيكون قاسيا ورادعا كما ذكرت ذلك اوساط عراقية مقاتلة على ارض الجبهات في محاربة داعش الارهابي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.