باسيل: لبنان يواجه تهديدًا وجوديًا يفاقمه الجمود السياسي الناتج من أزمة النازحين

 

أوضح وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل أنه بحث مع  نظيره المجري بيتر سيارتو التفاقم المخيف للتدفق الجماعي للمهاجرين والإرهاب الدولي المتعاظم، مشيرا إلى أنه تمّ التركيز على  الآثار السلبية الناجمة عن الهجرة الجماعية الحالية”.

وفي مؤتمر صحافي عقده عقب استقباله سيارتو، نبّه باسيل من أن الطبيعة التعددية للشرق الأوسط وتدمر التنوع في النسيج الاجتماعي في المنطقة ستبدل بصورة لا رجعة فيها، وقال إن “لبنان على استعداد للتعاون مع جميع المعنيين من أجل وضع حد لهذا الوضع الكارثي. لبنان ليس بلد عبور للمهاجرين. والوضع في الواقع مشابه لظاهرة التناضح بين خليتين متصلتين. في البيولوجيا، التناضح هو الحركة العفوية للجزيئات بين خليتين تؤدي إلى معادلة المركَز على الجانبين. علاوة على ذلك، يمكن استخدام المثل التالي المستوحى من الفيزياء: إن الحد من التدفق الجماعي انطلاقا من شواطئنا مشابه لاحتواء الماء بأيدينا في خزان ممتلئ يفيض بما فيه. بغض النظر عن كل الجهود التي قدمتها قواتنا الأمنية، إلا إننا نواجه بداية هجرة مستمرة تنطلق من شواطئنا، ويتعذر احتواؤها. لا يمكن أن يطلب منا التصرف بعكس ما تمليه قوانين الطبيعة. إن الطريقة الوحيدة لاحتواء المياه تكمن في تفريغ هذا الخزان. ولا شك في أن تأثيرات هذه الأزمة قاسية علينا وعلى الدول المجاورة، ونحن مدركون أن هذه التأثيرات تختلف بين دول المعبر ودول الوجهة النهائية”.

وتابع باسيل: “ثمة حقيقة واحدة ثابتة: من المؤكد أن نمط الدعم المقدم إلى لبنان لا يساهم في إيجاد الحل. إن نمط الدعم المقدم على قاعدة “العمل كالمعتاد” (من حيث تقديم المساعدات الإنسانية) لا يمكن أن يحل المشكلة. يدعو لبنان الدول الأوروبية إلى تطبيق رزمة جادة وفاعلة، على غرار تلك التي قدمت أخيرا إلى تركيا، لدعم بلادنا في هذه الأوقات الاستثنائية”.

باسيل: لبنان يواجه تهديدًا وجوديًا يفاقمه الجمود السياسي الناتج من أزمة النازحين

الوزير جبران باسيل

ودعا باسيل “جميع الجهات المانحة للإيفاء بتعهداتها بما يؤمن الاستمرار بالاستجابة لحالات الطوارئ”، وشدّد على أنه ينبغي لجميع الدول العمل من أجل التوصل إلى حل سياسي للصراع في العراق وسوريا، باعتبار أن الحل الدائم الوحيد لأزمة الهجرة هو في إعادة النازحين إلى بلادهم، مع الإشارة إلى أن شروط عودتهم يمكن أن تسبق الحل السياسي الذي يبقى الهدف النهائي”.

وقال باسيل: “عرضنا أخيرا رؤيتنا للخطة التي تؤدي إلى حل شامل لأزمة الهجرة، وهي:

1- على الجهات المانحة الوفاء بتعهداتها المالية عبر الحكومات المضيفة والمؤسسات، مع التركيز بشكل خاص على مشاريع التنمية على المدى الطويل في البلدان المضيفة المتوسطة الدخل لتجنب تغريمها مرتين (تحمل عبء تدفق اللاجئين بأعداد كبيرة وتأخير خططها الإنمائية).

2- ينبغي لأوروبا أن تشارك في مكافحة الشبكات الإجرامية التي تهرب المهاجرين إلى أراضيها، وإلا انتهى المطاف بالخلط بين اللاجئين لأسباب إنسانية مع اللاجئين لأسباب اقتصادية.

3- ينبغي دعوة الدول الأخرى المجاورة ولا سيما دول الخليج إلى المساهمة الكاملة في عملية إعادة التوطين، كل حسب قدرته”.
وزير الخارجية رأى أن “لبنان يواجه تهديدا وجوديا، ويتفاقم هذا الخطر جراء الجمود السياسي الداخلي الناتج عن أزمة النازحين. النتيجة هي أننا نعاقب مرتين نتيجة وجود 1.5 مليون نازح سوري في أراضينا، ونتيجة أن هذا النزوح الجماعي القسري يفاقم التحديات الوجودية التي يواجهها لبنان، ويغذي الجمود السياسي الذي نعانيه”، خاتمًا “نحن نعتقد أن سياسات الهجرة الحالية المعمول بها في أوروبا لا تساعد على حل الأزمة في لبنان والمنطقة وأوروبا”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.