بديل الاتفاق النووي حرب عالمية مصغرة

IRAN - USA negotiations

صحيفة الأنوار اللبنانية ـ
رؤوف شحوري:

 

عند الحديث عن ملف ايران النووي يذهب الذهن والذاكرة الى المفاوضات الراهنة بين الولايات المتحدة وايران حول هذا الملف، والجارية منذ زمن غير بعيد. وواقع الأمر أن الملف النووي الايراني يعود الى خمسينات القرن الماضي في عهد الشاه، وكان في طليعة المشجعين على قيام ايران نووية، الدول الكبرى الغربية، أي الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا! وبعد قيام الثورة الاسلامية في ايران عام ١٩٧٩، سبق الإمام الخميني الغرب وكل الآخرين بإقفال برنامج أبحاث الأسلحة النووية السري، واعتبر أنه يتعارض مع الأخلاق والفقه الاسلامي والقيم الانسانية بمفهوم الدين الحنيف. وكان من الطبيعي أن يوقف الغرب الأميركي – الأوروبي كل المساعدات والنشاطات الى ايران، بعد قيام ثورة ظهر عداؤها للغرب وبخاصة لأميركا، منذ اللحظة الأولى!

 

كما كان الغرب الأميركي الأوروبي هو المبادر الى جعل ايران نووية – سلمياً وعسكرياً – في عهد الشاه، كذلك كان الغرب الأميركي الأوروبي هو المبادر أيضاً الى اعلان رغبته بقيام مفاوضات مع ايران حول ملفها النووي. وقد مهد الى ذلك بإصدار بيانات ايجابية هنأت الشعب الايراني بانتخاب الشيخ حسن روحاني رئيساً للجمهورية ١٥ ٠٦ ٢٠١٣. وكان في مقدمة المهنئين الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، وهي نواة دول ال ٥١ التي لا تزال تفاوض ايران الى يومنا هذا. وهذا يعني أن التوصل الى اتفاق حول هذا الملف مع ايران، هو في الأساس حاجة استراتيجية غربية، كما هو في الوقت نفسه حاجة ايرانية استراتيجية أيضاً!

 

هذه الحقيقة معروفة لدى الجميع بمن فيهم نتنياهو وكل خبراء الاستراتيجية في اسرائيل. كما يعرف الجميع أن هذا الاستعراض الدرامي الذي قام به رئيس الوزراء الاسرائيلي في الكونغرس، هو أقرب الى المهزلة السياسية! ولم تتفاوض هذه الدول الكبرى الخمس مع ايران كل هذا الوقت، لتتأثر بهذا الاستعراض الكوميدي الذي قام به نتنياهو أمام اللوبي اليهودي الأميركي ثم أمام الكونغرس. والجميع يعرف أيضاً أنه لا بديل من حل تفاوضي سلمي لهذا الملف، لأنه لا مفر من ذلك، وان البديل الحقيقي عن الفشل، هو حرب عالمية مصغرة تلحق الضرر بالجميع، وفي المقدمة إلحاق ضرر مصيري بالكيان الاسرائيلي نفسه!

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.