برسائل عسكرية وسياسية واجتماعية: بوتين في دمشق بلا “مراسم”

في أول زيارة إلى سوريا منذ زيارته عام 2017 إلى قاعدة حميميم في اللاذقية، وصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى دمشق والتقى الرئيس السوري بشار الأسد.
ومن مطار دمشق توجه فلاديمير بوتين إلى مقر قيادة القوات الروسية، ليلتقي الرئيس الأسد، حيث استمع رئيسا الدولتين إلى التقارير العسكرية حول الوضع في مناطق مختلفة من البلاد.
ورأى رئيس لجنة الإعلام في مجلس الشعب السوري الياس مراد أن أهمية زيارة الرئيس بوتين لسورية تندرج ضمن ثلاثة أبعاد: عسكري وسياسي واجتماعي.
وأوضح مراد في تصريح خاص لـ”وكالة أنباء آسيا” أن لزيارة بوتين بعداً عسكرياً هاماً في التأكيد على الاستمرار بمحاربة الإرهاب واستعادة سورية كامل أراضيها، من جهة، ومن جهة ثانية تأتي في إطار حرص القيادة الروسية على الحفاظ على الأمن في المنطقة بشكل عام.
وعن توقيت الزيارة في ظل التوترات الدولية جراء عملية اغتيال اللواء قاسم سليماني، رأى مراد أن بوتين يزور دمشق ليمنع مخاطر حرب واسعة في المنطقة تؤثر على السلم العالمي، منوهاً بالتزام روسيا ببنود اتفاقات أستانة وسوتشي فيما يخص الوضع العام في سورية مع الحفاظ على الأمن والسلم العالميين.
النائب في البرلمان السوري تحدث عن تأكيد بوتين على العلاقة السياسية الوطيدة مع القيادة السورية، مشيراً إلى إيصاله رسالة اجتماعية إلى كل العالم بأن دمشق آمنة بتجوله في عدة مناطق فيها، ودعوة غير مباشرة لجميع الجهات سواء السياسية أو الأمنية او العسكرية وحتى المؤسسات والشركات الاقتصادية إلى إعادة العلاقات مع سورية في الفترة القادمة.
وفي رده على سؤال عن سبب لقاء بوتين بالأسد ضمن قطعة عسكرية روسية وليس في القصر الجمهوري “قصر الشعب”، بيّن مراد أن العلاقة بين الرئيسين تجاوزت البروتوكول والمراسم الرئاسية الرسمية، قائلاً: العلاقة بين الزعيمين أصبحت وثيقة أكثر من مسألة الاستقبال في المطارات والقصور، واللقاء ما بين الجنود الذين يقاتلون الإرهاب هي زيارة أقوى وأكفأ لمن يقرأ ببعد نظر سياسي وعسكري بحت.
من جهته، اعتبر المحلل السياسي والسفير السوري السابق تركي صقر في تصريح لـوكالة “آسيا”، أن زيارة بوتين لسورية سترسم خارطة ميدانية جديدة تتلخص باستعادة سورية وحدة أراضيها بالكامل، مشيراً إلى الإنجازات المتزامنة مؤخراً للجيش السوري في إدلب ومحيطها.
وبيّن صقر أن زيارة الرئيس الروسي للعاصمة السورية سيكون لها نتائج إيجابية في المستقبل القريب بالقضاء على آخر بؤر الإرهاب في سورية، لتبسط القوات السورية وبمساندة روسية سيطرتها على كامل الجغرافيا من الشمال إلى الجنوب خلال وقت ليس ببعيد.

وإذ شدد على عمق العلاقات بين البلدين، أكد صقر أن النموذج السوري الروسي في التوحد ضد الإرهاب، استطاع أن يدمر مشاريع الإرهاب العالمي ليكون انموذجاً لعلاقات البلدان في العالم أجمع. 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.