بريطانيا تطلب تعديل المعاهدات الأوروبية

شكلت الجولة الأوروبية التي بدأها رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، أمس، للترويج للمطالب البريطانية بخصوص الاتحاد الأوروبي، انطلاقة لسجال أوروبي بريطاني، حول الإصلاحات في الاتحاد الأوروبي التي تطالب بها لندن وتضعها شرطاً للبقاء فيه وتشمل تعديل المعاهدات التأسيسية.

ففي لندن، قال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند إن حكومته تريد من الاتحاد الأوروبي الموافقة على تعديل معاهداته التأسيسية كجزء من حملتها لإعادة التفاوض بشأن شروط بقائها فيه.

وأشار هاموند إلى أنه يجب أن تحصل لندن على اتفاق حقيقي لإقناع ناخبيها بالتصويت لصالح البقاء في الاتحاد.

وقال لراديو «بي.بي.سي»: «إذا لم يتفق شركاؤنا معنا ولم يعملوا للتوصل إلى مجموعة الاتفاقات هذه حينها لا نستبعد أي شيء».

وقال: «النصيحة التي نتلقاها هو أننا بحاجة إلى تغيير المعاهدة».

ومن الجانب الأوروبي، رفض مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الرقمية، جونتر أوتينجر، تغيير معاهدات الاتحاد الأوروبي لصالح بريطانيا، وقال لإذاعة ألمانيا: «أرى أن تغيير المعاهدات يعد أمراً خاطئاً».

وأكد أنه يتعين على الاتحاد الأوروبي توثيق التعاون في مجالات مثل سياسة الدفاع والسياسة الاقتصادية.

وحذر السياسي الألماني أوتينجر من أن تغيير المعاهدات يمثل خطراً، وأشار إلى أن هناك الكثير من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي تسعى لتوثيق العلاقات داخل أوروبا، قائلاً إن كاميرون لن يلاقي سوى القليل من التأييد خلال جولته.

وفي باريس، صرح وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس إن مشروع الاستفتاء البريطاني ينطوي على مخاطر، قائلاً «أعتقد أن العملية خطيرة».

جولة أوروبية

وفي الأثناء، بدأ رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون جولة تأخذه إلى عدد من العواصم الأوروبية، من بينها باريس وبرلين، لضمان إجراء إصلاحات في الاتحاد الأوروبي تطالب بها بريطانيا قبل الاستفتاء حول بقائها في الاتحاد.

والتقى كاميرون نظيره الهولندي مارك روته في لاهاي قبل أن يجمعه عشاء عمل مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند في باريس. ويجري كاميرون اليوم الجمعة محادثات مع نظيرته البولندية ايفا كوباتش في وارسو، قبل أن ينطلق إلى برلين، حيث يجمعه غداء عمل مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل.

استفتاء

سيتم تنظيم الاستفتاء الذي تقرر بعد فوز المحافظين بالغالبية في الانتخابات العامة في بريطانيا مايو الجاري، قبل نهاية 2017 لكن يمكن أن يتم العام المقبل. ويعتزم كاميرون التحدث إلى كل قادة الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد الأوروبي قبل قمة مقررة في بروكسل الشهر المقبل من المفترض أن تتناول الإصلاحات التي تقترحها بريطانيا. ويريد كاميرون أن يضمن سلسلة من الإصلاحات الأوروبية قبل الاستفتاء من بينها فرض قيود على المهاجرين تجعل من الصعب عليهم المطالبة بامتيازات من الدولة في بريطانيا.

 

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.